اليوم الأول : منطقة السودة

اليوم الأول : منطقة السودة

تسلقت شمس عسير جبال الجنوب الشامخة , حتى أطلت بنورها على أهل أبها البهية , و ألقت عليهم أحلى تحية , تحية الصباح المباركة , لقد سطعت أشعتها حتى لامست السماء فأزاحت الظلام وأنارت جوانب أبها بالنور والسرور و الضياء ,  و وقعت على الزهور فتفتحت أطرافها , وهبطت على الأوراق حتى سقطت قطرات الندى من على سيقانها , و ذهبت للأشجار فرسمت لها على الأرض أجمل ظل , و سطعت على بحيرة السد فتلألأ الماء فصار كحبات لؤلؤ من عقده قد أنفرط , ووصلت إلى المباني فظهرت ناصعة بالجميل من الألوان . وهل أكتفت شمس عسير بذلك القدر اليسير من الإشعاع الجميل ؟! لا بل ذهبت إلى كل نافذة لتنشر دفأها على أهل كل بيت من بيوت أهل تلك البلدة , ومن ضمن من بحثت عنهم تلك العين اللطيفة نافذة في أقصى تلك المدينة , إنها نافذة أناس غرباء عن عروس عسير الجميلة , فتسللت إليهم من بين زجاج نوافذهم لتقع بلطف وحنان على خدود أطفال ذلك الدار , فلامست أشعتها الرقيقة بشرة أطفالي و همست في آذانهم بأن : أبها الجميلة بانتظارهم  , و أن النوم قد يفوت عليهم فرصة التمتع بهذا اليوم , و ماهي إلا لحظات حتى أرمشت أهداب عيونهم لتبحث عمن يهمس في قلوبهم , فلم يجدوا إلا ذلك الشعاع  الذي أنار أركان الغرفة , و أزاح ستار الغربة , وملء بالدفء تلك الأجساد المرتعدة من البرد , استيقظت البنت الكبيرة ثم تبعها أخوتها , وجلسوا على أسرتهم ينظرون و يعتبرون من جمال هذه الشمس التي أتت لإيقاظهم وتخبرهم أن الصبح لاح و أن جمال أبها في البكور من الصباح .
في الجانب الآخر كنت أنا قد خرجت من الشقة أتحسس طرقات تلك المدينة , فتتعب أنفاسي في طرقاتها التي لم تعتد أن تسير في مثل تضاريسها , فالجبال ألزمت المدينة أن تكون شوارعها بشكل مرتفعات عديدة تصعد تارة  وتهبط تارة أخرى , فتظهر لك جزءاً قريب من الشارع وتخفي الكثير خلف جبل قريب , أخذت أتابع المسير للبحث عن مخبز وفوال وبقال , وذلك لجلب فطور اليوم , قادتني حاسة الشم لأن أقف على أعتاب ذلك المخبز , ألقيت السلام و انتظرت في طابور الصباح , رفعت هامتي من بين الجموع حتى ظهر لي وجه صاحب المحل و الذي ألهبته نار الفرن حتى بدأ يتصبب عرقاً و لكن لم يمنعه ذلك التعب و النصب أن يتبع النظرة ابتسامة لمن أتى لطلب الخبز , ومع نظرته السريعة و اللطيفة أشرت بأصابعي بعدد الخبز الذي أريده فلمحها و فهمها من بعيد ولم يجيب . أخذ يوزع الخبز الملتهب على الزبائن الذي سدوا واجهة المحل و تبدو عليهم وبين الخباز تبادل النظرات التي تنم على أنهم زبائن معروفين لديه , بين كل لحظة و لحظة يمر بنظرة سريعة على الكل ليتفقد من الجديد الذي حضر , ثم يسجله بذاكرته ويطلب بالعدد الذي يذكره الزبون عدد من العجين ليدخلها في فرنه الملتهب لتلبية طلب صاحبه  ,على الجانب الآخر يقف الفوال والذي بيده مغرفة يسكب محتواها في أصحن بلاستيكية , ثم يريق عليها بعض الزيت , ومن ثم ينثر عليها بعض البهارات و يدخلها بسرعة بوسط كيسة ويحكم غلقها و يستلم قيمتها من صاحبها بسرعة و وبدون أن ينظر إلى عددها , فقد أصبح لديه حاسة من اللمس تكفي لمعرفة عدد الريالات بدون أن يعد …من الجهة التي تلي الخباز نشر الفرن الدفء على خدي أما من  الجانب الآخر فكانت النسمات تداعب بشرتي وتهمس في أذني وتقول : مرحباً بكم ألف , أخذت مقصدي من الخبز و الفول و القلابة و العدس و ذلك لتخفيف برد السودة إن كان هناك من براد , ثم مررت البقال و اشتريت قشطه مبردة و زبادي ولبنة من الثلاجة و ذلك لتخفيف حرارة الفول و العدس و القلابه , شققت طريقي متجهاً إلى مركز الشقق المفروشة و كنت أعتقد أن كل من يسيرون في الطرقات سوف يتبعون هذه الرائحة المخلطة الرائعة .
في صالة الشقة الوجوه مبتسمة , لا أعلم هل ابتسامة السعادة لما سوف نسعد به من التمشية , أم أن الجوع قد ضرب البطون فابتسمت الوجوه . لا يهم فالمهم الابتسامة و التي بدت على وجوههم جميلة فكونت مع عيونهم الناعسة من أثر النوم , و الوجوه المتعبة من أثر السفر لوحة طفولة بريئة أسميتها ” السعادة المتعبة ” .
بعد أن تناولنا الإفطار ذهبت ريحانة نجد و فتحت الحقيبة رقم ” 9 ” و هذه الحقيبة متخصصة بالأكمام الطويلة الشتوية , و لقد تحايلت فحاولت أن ألقي نظرة من بعيد , و نجحت فرأيت ما تحمل من ملابس فاعتقدت أننا في رحلة إلى القطب المتجمد , أو في منتصف الشتاء في روسيا البيضاء , أو أننا على موعد مع رحالة إلى سيبيريا . أردت أن أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله لماذا كل هذه الملابس . لكن بلعت لساني فقد أدركت و علمت أنه حرص الأم و عطفها على صغارها  فآثرت السكوت .
أخذت السيارة تتهادى في طرقات أبها , و هي تبحث عن طريق الحزام  الذي يلف جسد أبها كما يلف سوار فاخر معصم  فتاة , أو مجوهرات في جيد حسنا , أو طوق من الريحان و الورد كما يلبسه بعض أهل البلد . وجدت الإشارة التي تشير إلى السودة , أخذت المنحنى المؤدي إلى تلك المنطقة , و عشرات السيارات التي تتزاحم في ذلك الطريق من أجل الوصول السريع إلى تلك المنطقة .
 

 مع تصاعد الطريق إلى أعالي الجبال بدأ الطقس يتغير فالسحب تنزح من الغرب إلى الشرق , و سوادها يغطي جزءاً غير يسير من أفق عسير , و حالة الجو تنذر ببعض زخات المطر , و وضع الهواء يعلن بعض التغير بالأجواء …
 

على الطريق أنتشر الباعة , فكل يعرض بضاعته , و حب العمل يخرجهم من البكور مع ترانيم الطيور , بجد يعملون و بتفاني يقدمون خدماتهم على الزبون , عشرات المأكولات المعروضة , فواكه و خضروات , عسل , جوز هند , ذرة مشوية , برشومي قد خلص من أشواكه , تين قد قطف للتو من البساتين , ناهيك عن المحلات المتخصصة لبيع الأدوات الخيام و الأدوات البرية .
 

فهذا يبيع الحلوى العمانية , و يتشاور مع صديقه  عن خطة عمل اليوم , و حال السوق مع هذه الأجواء .
 

و على الأرض قد رقدت حبات الجوز , تنتظر السياح لتقدم لهم كمشروب الصباح .


 

و صاحب العسل ينتظر الزبائن قبل أن ينزل المطر , و ذهنه قد غاب عند الأهل و جسمه قد حضر عند قدور العسل , و لم يبتعد كثيراً بتفكيره فلما لمحني نشر بضاعته علي و أخذ يخبرني عن طريقة منحله و مأكله و لذيذ طعمه . لكنني لم أقف عنده و ذهبت إلى آخر بيعد عن هذا الضجيج …


 
قلت السلام عليكم ياصاحي , فرد السلام ثم قال لي : هذا عسل مصفى , جنيته من الزهور و أشجار السدر و الطلح , ترتع النحل في أودية عسير و نقدمه للزوار فهو غذاء و دواء و بإذن الله شفاء .


 

قلت له كم السعر فقال : بثلاثمائة ريال لا نزيد و لا نقل . و لو علمت الحال لقلت أن بيعكم بهذا السعر من المحال . قلت له أنا بمقام نحال و بأسرار النحل أعتبر من الكبار , و على غيري ينطلي هذا الكلام , ثم أتبعت الجملة بقاصمة الظهر فقلت عسلكم مغشوش , و لم يشم الزهر و لم يقف على شجر , بل هو نحل يشبه أولاد اليوم فهو تغذى بالأصباغ و أكل الكثير من السكر و دفعه بالقليل من البيبسي و الميرندا فغدي بهذا الشكل – يتم تغذية النحل بهذه الأصناف من المشروبات حتى تدر الكثير من العسل و تصبغها باللون المناسب – ثم ضحك وأبتسم , فقال : الأمر إليك فبكم تريد أن تأخذه فقلت : أحذف الخانة الأخيرة فقال : بثلاثين ريال مناسب جداً فنحن نريد أن نشتري الرجال و لا يهمنا الريال . فقلت : لن أقبل رجولة رجل غشاش . فذهبت منه  وهو يفكر بزبون آخر تنطلي عليه الحيلة .


 
خرجت من الأول فقابلني آخر , فلم يكن بحاجة أن أشتري منه , بل استأذنته بالتصوير فسر بذلك …

كانت رحلتنا للسودة تمر بطرقاتها الملتوية , و لا تخلو من مناظر للطبيعة الجميلة , فالأشجار تنتشر في الكثير من البقاع , و الزهور قد بدأت تنشر العطور , و الدور قد أضاءت أسوارها معلنة الفرح و السرور .


 

على الجانب الآخر كان حديث الذكريات يقف شامخاً عبر بنايات قديمة من أحجار تلك الجبال , فقد رصت بطريقة رائعة جميلة فبدت كتحفة  من الجبل جميلة .
 
أما الحديث من العمران فقد وقف شامخاً يزين تلك الأرجاء , و أخذ مكاناً عالياً من الفضاء , و تجده مطلاً على وادي أو يعانق السحاب من على قمم الجبالِ .
 


من بعيد بدت قبة فندق الأنتركنتننتال , و هي شاهد على الوصول إلى منطقة السودة , و هذه المنطقة تتميز بأشجارها الكثيفة , و بعلوها عن مستوى البحر بشكل يجعل المناخ في الصيف لطيف , و لا تخلوا أيامها من رذاذ أو قطرات أو زخات أو برد ينزل بقوة يجعل الجلوس هناك من المستحيل ,

أما إن خرجت شمسها فهي لقربها من المصدر فهي حارة جداً . فلا غنى عن شجر يستظل به لتربح ظلاله الباردة و تنعم من تحته بنسماته العليلة .
 
اخترنا بعض الأشجار و أوقدنا النار , و وضعنا الشاي و أحطناها بالأحجار , كل ذلك الاستعداد خشية أن ينزل علينا البرد فجأة . أعجب أطفالي هذا التغير بالمناخ , و هذا التغير بمنظر السماء , بل أخذوا ينظرون أين ذهبت الشمس التي كانت تغزوهم صبح مساء , و لما رأوا أن الأمر جد و أن الخطر محدق , و أن السحب قد ثارت من قبل المشرق , فإما مطر و إما برد على الأقل , فأخذوا يلقطون الصغير من الأغصان المتساقطة اليابسة و يضرمون بها النار , و من ثم يجلسون يتلذذون بالدفء برهة , و عندما تنطفئ نارها يذهبون و يجمعون مرة أخرى , و هكذا دواليك حتى اشتعلت النار و صارت لا تحتاج إلى قشهم و جمع أيديهم الصغيرة . فتحلقوا حولها و هم يتناظرون و يتعجبون من لهيبها .
 
تحت ذرا الشجرة أوقدنا على الغدوة , فهدفنا الزيادة بالمتعة , و لن تحصل بأكل المطاعم أو بمحلات الوجبات السريعة , بل أجمل مافي تلك الرحلات أن تضع القدر على الغاز , و ثم تنظر إلى اللحيمات وهن يتقلبن في وسط الماء – لو أطلع بأحدكم على مايحتوي القدر لوجد الدجاج …سترك ربنا – , الأرز قد ربصناه بالماء ليسهل علينا الاستواء , و لقد رأيت الرز و لأول مرة و كأنه قطع من ذهب و ذلك بعد الغلاء الفاحش بالسعر , فكل حبة نضعها نمسح على رأسها و نسمي عليها ونقول اللهم بارك لنا بها .
 
بسبب رفع الأسعار التي وصلت إلى حد النار فقد علقنا الأرز في العالي من الأشجار .  فهل هذا فعل يليق بكم أيها التجار ؟! , تتاجروا بالقوت و الطعام لأهم مقومات الحياة بالنسبة لعامة الناس . اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا …
في جانب آخر نصب أطفالي خيمتهم الجاهزة , و أدخلوا فيها كل الأغراض القابلة للأبتلال , وماهي إلا لحظات حتى توالت القطرات , فحسرت الرأس و تنعمت بتلك الزخات , و أما أطفالي فهم يدعونني بالقدوم إليهم مخافة أن يزداد المطر و أن يبلل الثياب أو الفرشات , كانت نظراتهم للمطر و هو يتساقط ببط نظرات مبتسمة , فمع كل قطرة تقع على سطح الخيمة يحسون بنشوة و يتمنون أن تكون يهطل المطر بقوة , حتى ينعموا باللعب بين الأشجار و حتى يسعدوا بتغير الأجواء . و لكن ماهي إلا لحظات حتى هدأت القطرات ثم انتهت مودعة لنا ذلك اليوم .
 
بعهد هدوء المطر أتينا بالقدر على أطراف الحجر الذي يحيط بالنار , فأجمل الطعام ما لامسه لهيب النار , لذا لم نجد بداً بأن نضعه بضع دقائق على الجميرات , حتى يستقي من لهيبها بعض طعمها , و يتبخر من جميل دخانها , و يستوي على مهل فوق حرارتها .
هكذا كان ذاك اليوم , و لقد أنزلنا الغداء و أكلنا بنهم , و كأننا لم نأكل قط , وما ذلك إلا بسبب جمال الجو و لطافة النسمات , برحنا بمكاننا غير قليل ,حتى حانت ساعة الرحيل ,وقدمنا إلى أبها وقد لبست لباسل الليل الأسود , وتلألأت أنوارها حتى زينت جنباتها …
 
في الختام  قد يقول : قائل كيف تروق لك مثل تلك الأماكن و أنت قد أتيت للتو من البلاد الأوروبية , فأقول : إن أفضل ما يضفي على المرء السعادة في سفره أن يغير برنامجه , فتغير الأجواء من الحار إلى البارد هذا كفيل بأن يجعلك تسعد , و هطول الأمطار ومداعبتها للأجسام يجعل المرء يأنس , و غدوة تحت ظل شجرة فيه تغيير لموضع أكله وسعادة بتبدل حاله , و كاس شاي تحت ظلال السحب وبجنب بعض العشب يجعل المزاج على ما يرام .إنني أنقل مايسعدني فإن رأيتم ما ذكرت لا يمثل لكم شيئاً من السعادة , فاحتاطوا لبرنامجكم أن يتقاطع مع برنامجي . فقد تغركم كلماتي أوقد تذهب بكم حروفي إلى ذلك المكان و تبحثون عما يصفه الواصفون أنه جنة فلا تجدوها, و أعلموا  أن الجنة الحقيقية هي في قلوبنا فمتى أشعلناها فقد أشعلنا كل رحلاتنا بالحب و الرضا و السعادة .
و ألقاكم بحلقة قادمة بإذن الله تعالى..
نسيم نجد
www.naseemnajd.com

ملاحظات وسلبيات ( الحلقة الأولى  )
في كل حلقة سوف أطرح بعض الملاحظات و السلبيات التي وجدتها أثناء رحلتي و هذا العرض للسلبيات الأمل منه أن يعدل بعض الوضع .
1. حال الخطوط السعودية يجعل المرء يفكر ألف مرة قبل أن يسافر , ولكن بحمد الله كان حظنا هذه المرة جميل و موفق فقد تأخرت الطائر ثلاث ساعات فقط ,بينما تأخرت طائرة جدة إلى الغد .
2. وضع المطاعم في مطارات المملكة و أسعارها المبالغ فيها يدعوا إلى التساؤل . هل هذا من المعقول أم هو ضرب من الجنون ؟! قد يقول : قائل أن الإيجارات في داخل المطارات غالية , ونحن نقول إننا نريد أن نصنع سياحة . فيجب أن يكون كل شيء في متناول اليد ويناسب جميع الطبقات .
3. في مطار أبها استقبلتنا الأرض بالأمطار , ففرحنا و لكن كان الثمن غالياً فجرينا على أرضية المطار في ساعة متأخرة من ليلة شديدة البرد وكلاً يحمل طفله وقد رفع ثوبه حتى لا يبتل بالمطر . تصور لو أن الأمطار لم تتوقف في تلك الساعة فكيف يسير الركاب ومنهم الطفل النائم ,و الشيخ الكبير و المعاق و غيرهم….سؤال يحتاج إلى جواب لتغيير وضع النزول عبر سلالم أرضية .
4. في صالة المطار كنت أنا المخطئ بعدم استئجار سيارة من قبل .ولكن هل من المعقول أن لا يوجد و لا سيارة في أي مكتب حتى في المكاتب التي في أبها , فرغم الزحام ألم يتم دراسة هذا الأمر و الاستعداد المناسب له .
5. أبها مدينة صغيرة وجميلة , ولكن مشكلة التنقل فيها عظيمة , فلو أردت أجره خاصة فذلك كمن يبحث عن ابره في فلاة , فقط شركتنا تعملان في هذا المجال , و لا أعلم كم لدى تلك الشركتين من السيارات , و إذا أردت أن تحرج الاستقبال في مكان إقامتك فقل له : أريد أجرة خاصة .
6. في جنبات الطريق يوجد الباعة المتجولون , الذين يبيعون العسل و غيره عشرة أضعاف ,وأسعارهم مبالغ فيها , فأين وزارة التجارة عن هذا الغلاء الفاحش .
7. الشقق في أبها كثرت وتنوعت عن السابق , و لكن الأسعار لم تتغير , فيبدو أن شبكة تجار الشقق ينصبونها في الصيف لاصطياد السياح , فهل من المعقول أن الشقق التي سكنت بها , تزيد عن سعرهم الذي في مدينة جدة 30% بالرغم أن الموسم واحد والمالك واحد والدولة واحدة .إذاً ألا يوجد استغلال غير مبرر .
8. في المنتزهات يحسن أن توزع أكياس للمصطافين ,وذلك حتى يتم جمع باقي نفاياتهم . وهذه المشكلة هي مشكلة وعي يجب أن ينبه إليها .
9. مع الخرائط الموزعة عن المنطقة و الأماكن السياحية المفضل زيارتها يحسن أن يتم وضع أسعارها حتى لا يذهب المرء ثم يجد أن الثمن لا يساوي العرض المقدم .
10. يحسن أن يتم بث التوعية للحفاظ على البيئة بين المصطافين , ونشر سبل بقاء منتزهاتنا نظيفة وخالية من أي أوساخ . وذلك عبر نشرات أو بواسطة وسائل الأعلام ,أو عن طريق المدارس في آخر السنة الدراسية .
11. أعتقد أن جمال أبها وعسير بشكل عام يرتكز على أجوائها وطبيعتها ,فلو حافظنا على هذا المكسب و زدنا من الخدمات لكفانا عن الكثير من البرامج المقامة كل سنة , و التي تأخذ من الوقت و تهدر الكثير من الأموال ,فالناس الذي جذبهم إلى أبها شيء أعلى من التسوق , أو  حضور مهرجان غنائي .بل الدافع الأول هي المنتزهات الطبيعية و الأجواء اللطيفة ,فكيف نكسب الناس عبر تلك الأشياء الأساسية في برنامجهم . أعتقد نه يجب إعادة هيكلة البرامج السياحية أو لنقل أن تدرس هذه البرامج من جديد . ونضع سؤال أمامنا هل بعد كل هذه الأعوام هل حققت شيئاً يذكر ؟! أو هل نحن جددنا في أساليب العرض السياحية التي تجعلنا نظهر بشكل مقبول عندما نقول أن لدينا مصايف تضاهي بلدان متقدمة ؟ يجب أن تكون القناعة داخلية وذلك حتى نرضي أنفسنا قبل أن نسعى لإرضاء من حولنا .
في ختام هذه الحلقة : المعذرة على الإطالة ولكن حبي لوطني يدفعني أن أقدم هذه النقاط , فأسأل الله أن يوفق الجميع لمرضاته وأن ييسر لنا العمل بأن نكون أداة بناء في بناء مجتمع بناء في كل المجالات .
نسيم نجد
www.naseemnajd.com

روابط بقية الحلقات :

الحلقة الأولى

الحلقة الثانية

الحلقة الثالثة

الحلقة الرابعة

الحلقة الخامسة

الحلقة السادسة

عن سليمان الصقير

محب للسفر والترحال : مؤلفاتي : 1- 800 خطوة لرحلة سياحية ممتعة 2- 150 طريقة ليصل برك بأمك 3- أمي أنتِ جنتي 4- بنيتي لكِ حبي 5- مذكرات مدمن إنترنت

شاهد أيضاً

الحلقة الأخيرة : صور من أبها خير من ألف ألف حرف

الحلقة الأخيرة   اليوم الأخير كان عبارة عن رحلة مطولة لأماكن شهيرة لأبها البهية , …

6 تعليقات

  1. حمداً لله على سلامتك,
    تقرير جميل وصور معبرة

    يبدو ان رحلتكم كانت ممتعة رغم تضجرك. التخلف في كل مجال. لن تجد مؤسسة مرضي عنها من الشعب, المشكلة ليست متعلقة بالسياحة وحسب بل بكل شيء. وما تعليقكم لكيس الرز إلا شاهد تضجر من مجالات اخرى. نتمنى الا يأتي اليوم الذي نكيس فيه التراب ثم نعلقه كما فعلت.
    .

    سرني زيارة مدونتك, وراقت لي هندستك للكلمات. ما سطرته في صفحة “من هو نسيم نجد” كان ابداعا بحق.

    دمت باحسن حال

  2. حمداً لله على سلامتك,
    تقرير جميل وصور معبرة

    يبدو ان رحلتكم كانت ممتعة رغم تضجرك. التخلف في كل مجال. لن تجد مؤسسة مرضي عنها من الشعب, المشكلة ليست متعلقة بالسياحة وحسب بل بكل شيء. وما تعليقكم لكيس الرز إلا شاهد تضجر من مجالات اخرى. نتمنى الا يأتي اليوم الذي نكيس فيه التراب ثم نعلقه كما فعلت.
    .

    سرني زيارة مدونتك, وراقت لي هندستك للكلمات. ما سطرته في صفحة “من هو نسيم نجد” كان ابداعا بحق.

    دمت باحسن حال

    سلمت أخي المبارك بهذا المرور الرائع .
    نعم أخي كماقلت أن الرحلة رائعة , و هل أفضل من رحلة تشق بها أطراف بلدك , و لكن المرء يتمنى أن تتحسن الخدمات حتى ترتقي بلادنا لمصاف الدول السياحية العالمية .
    و لا أخفيك أيضاً أن بعض السلبيات هي من صنع بعض المواطنين هداهم الله الذين لا يقدرون أي عمل , و لا يحافظون على أي مقدر .
    تحياتي لك و نحن أقل من حروفك الطيبة بارك الله فيك

  3. صور جميلة و التعليق اجمل

    >> نشوف الجولة التالية

  4. سرني ماشاهدته
    وانا واحد من الذين تستهويهم
    هذه المناظر الخلابه الجميلة
    باذن الله عندما نزور بيت الله
    سنذهب لنستمتع بهذه الطبيعة الجميلة

  5. max-x يقول :
    نوفمبر 23rd, 2007في6:38 pm e
    صور جميلة و التعليق اجمل

    >> نشوف الجولة التالية

    أخي الحبي حياك الله بين الصور الجميلة
    و التي تزينت و زانت و أزدانت بحضورك الجميل
    و حياك الله حتى الجولة الأخيرة

  6. بحر يقول :
    نوفمبر 23rd, 2007في7:41 pm e
    سرني ماشاهدته
    وانا واحد من الذين تستهويهم
    هذه المناظر الخلابه الجميلة
    باذن الله عندما نزور بيت الله
    سنذهب لنستمتع بهذه الطبيعة الجميلة

    حياك الله أخي الكريم
    و البيت بيتك
    و المكان ينتظرك
    و القلم لن يبخل بالتعبير عما يجول في خاطرك
    فنحن بانتظارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.