تدبر آيات الأسرة في القرآن الكريم


تدبر :

قال تعالى (قَالَ يَٰبُنَيَّ لَا تَقۡصُصۡ رُءۡيَاكَ عَلَىٰٓ إِخۡوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيۡدًاۖ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوّٞ مُّبِينٞ) سورة يوسف -5-

تأملات : 

  • يحسن إدخال السرور على قلب الأب وأخباره بكل مايسره.
  • القرب من الأب منجاة واستزادة من كل خير, واستشارته هداية ونور, واستفادة من حكمته وخبرته بالحياة.
  • الأب هو أعرف الناس بمعدن أبنائه, فإن حجب عنهم أمراً فإن ذلك قد وافق علماً سابقاً أو خبراً.
  • كل ذو نعمة محسود, سواء من قريب أو بعيد, فهنا درس بأن ليس كل ما يتفضل به الله يذاع ويقال.
  • الواجب على الأب نصح أبنائه, وتقديم مايرا فيه مصلحة تامة, وأن يغلب عقله على عاطفته, حتى وإن كان فيه مكاشفة لوضع من حوله, أو خوف ضرر من تصدع العلاقة بين أفراد الأسرة.
  • الخوف من العدو الأول لكل أفراد الأسرة, الخوف من العدو المبين الشيطان الرجيم والتحذير المستمر منه.
  • زرع يعقوب في نفس يوسف أن كيد إخوته من الشيطان الرجيم, و (إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوّٞ مُّبِينٞ) ، فأثمرت حسن ظن بالله وبالآخرين فأعادها يوسف بعد حين وقال (مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بَيۡنِي وَبَيۡنَ إِخۡوَتِيٓۚ).
  • تبقى مكانة الأخوة راسخة عميقة و إن نزغ الشيطان بينهم, أو تسبب بالعداوة بوسوسته إليهم، ففي كلا الآيتين ذكر أنهم أخوته وألقى بالملامة على الشيطان الذي ألقى بفتنته بينهم.
  • لا تغلق باب الأخوة مهما كان, ولا تتنازل عن الرحم, و كن أنت المبادر صاحب الفضل.
  • لم يقصص يوسف القصص كما أمره أبوه ووقع المكتوب المقدر، فعلى الأب أن يوجّه و ينصح، وعلى الأبن أن يسمع ويستجيب، أما مافي الغيب فالله به كفيل.

من قطوف التفاسير:

– ثبتت السنة عن رسول الله – ﷺ – أنه قال : ” إذا رأى أحدكم ما يحب فليحدث به ، وإذا رأى ما يكره فليتحول إلى جنبه الآخر وليتفل عن يساره ثلاثا ، وليستعذ بالله من شرها ، ولا يحدث بها أحدا ، فإنها لن تضره ” -تفسير ابن كثير-


) تدبر-2(

قال تعالى : (وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ) القَصَص-7

قال تعالى : (إِذۡ تَمۡشِيٓ أُخۡتُكَ فَتَقُولُ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ مَن يَكۡفُلُهُۥۖ فَرَجَعۡنَٰكَ إِلَىٰٓ أُمِّكَ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَۚ)القصصص-40

إضاءات:

•قلب الأم ينبض حرصاً على أبنائها, ومتابعة دائمة لهم, فأم موسى برغم وعد رب العالمين لها برد موسى إليها (إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ) , لكن لم يقر لها قرار حتى أرسلت من يقص أثره (وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ), لذا لا تلم حرص أم على ولدها.

• إذا كنت بعيداً عن أمك فاعلم أن قلبها يسر برؤيتك ويزول حزنها بمجيئك, فلا تزدد غياباً عنها, فهنا قال تعالى(وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ ), ولكن برغم ذلك رده الله إيها لكي يكون تحت عينها ويزول حزنها (كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَۚ).

•الفتاة دائماً أكثر قرباً للأم من غيرها, وهي حافظة أسرارها.

•الفتيات يستطعن كبح جماح العاطفة فيكن أكثر إرادة, عندما يرتبط الموقف بإنقاذ الأسرة (فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فهنا أبصرت ولم تشعرهم بها, وقال تعالى (إِذۡ تَمۡشِيٓ أُخۡتُكَ) و هنا مشت ولم تركض إليهم فيتضح أمرها.

•إيكال بعض مهام الأسرة والأمومة للبنات فيه تنشئة عملية لأم المستقبل.

•زراعة الترابط بين أفراد الأسرة, وبث حياة الحب والحرص بينهم منذ الصغر فيه تنشئة وتنمية لروح الأسرة الواحدة المتآلفة.

من قطوف التفاسير:

•أمر -فرعون- بقتل الولدان عاما وتركهم عاماً ، فولد هارون عليه السلام، في السنة التي يتركون فيها الولدان، وولد موسى عليه السلام، في السنة التي يقتلون فيها الولدان – تفسير بن كثير-

•( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ) فكل من رآه أحبه – تفسير السعدي-


تدبر :

قال تعالى :﴿وَهِيَ تَجۡرِي بِهِمۡ فِي مَوۡجٖ كَٱلۡجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُۥ وَكَانَ فِي مَعۡزِلٖ يَٰبُنَيَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ 42 سورة هود 

تأمل : في هذا الحدث العظيم, والموج المتلاطم كالجبال, بحث قلب الأب عن آخر نداءات الأمل بأن ينقذ إبنه من الظلال, وناده بتلطف أن يكون معهم من الناجين.

إضاءات: 

  • تذاكر أن تتلطف مع أبنائك حتى وإن اشتدت الخلافات أو تزايدت الإختلافات بينكم.
  • لا تيأس من الحلول مع الأبناء حتى آخر لحظات الحياة.
  • يبحث الأب دائماً عن مصلحة إبنه, فهنا برغم الخطب الجلل, وأنه مطلوب منه حمل زوجين أثنين من المخلوقات, وبرغم تلاطم الأمواج وارتفاعها, ولكن لم يمنعه ذلك أن يبحث عن فلذة كبده من أجل أن ينقذه.

قطوف التفاسير :

  • (ونادى نوح ابنه) هذا هو الابن الرابع ، واسمه ” يام ” ، وكان كافرا (تفسير بن كثير)


تدبر :
قال تعالى ﴿ قَالَ يَبۡنَؤُمَّ لَا تَأۡخُذۡ بِلِحۡيَتِي وَلَا بِرَأۡسِيٓۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقۡتَ بَيۡنَ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَلَمۡ تَرۡقُبۡ قَوۡلِي﴾ سورة طه – الآية 94
تأمل:
نادى هارون موسى عليه السلام فقال ( يَا ابْنَ أُمَّ )
عند الهلع والخوف أول ما يتبادر للمرء في ذهنه مصدر الأمان, ومنبع الحنان, الأم , فمهما كان المرء كبيراً في سنة, أو عالياً في منزلته, تبقى منزلة الأم هي المؤثرة في نفسه ومن حوله.
لذا هارون عليه السلام نادى موسى عليه السلام بالرغم أنه شقيقه بمنادي العاطفة المشتركة بينه وبين أخيه, وبكلمة العطف التي لا يقوى المرء على ردها وذلك ترقيقاً لقلبه, و محادثة مشاعرة حتى يشفق عليه أمتثالاً لهذا الرابط القوي بينه وبين أخيه.

إضاءات:
نادى هارون موسى عليه السلام فقال ( يَا ابْنَ أُمَّ )
– وإن كان شقيقك, فالأم أكثر تمكناً من قلب الولد.
– إن ُاستشفعت بأعز الناس لديك, فلا تترد بإجابة من َطلبك.
– مدافعة الباطل بأسمى وأعلى المراتب.
– لا تتردد بطرق باب الاستعطاف لإبقاء رباط الود السامي.


عن سليمان الصقير

محب للسفر والترحال : مؤلفاتي : 1- 800 خطوة لرحلة سياحية ممتعة 2- 150 طريقة ليصل برك بأمك 3- أمي أنتِ جنتي 4- بنيتي لكِ حبي 5- مذكرات مدمن إنترنت

شاهد أيضاً

طرق عمليه لبر الأم بعد وفاتها؟

بسم الله الرحمن الرحيم كيف تبر أمك بعد وفاتها كنت قد ألفت كتيب عن بر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.