عبر الممرات المجاورة للنهر …و كان خط سيري باتجاه المدينة القديمة على الضفة الأخرى…حيث تجتمع هناك البيوت التاريخية الرائعة…
فوصلت إلى جسر حديث…ينقلني فوق قضبانه إلى بغيتي…فأسرعت من خلاله…مخافة أن الوقت يزحمني….
فكان الجمع غفير…فالكل يدور في فلك تلك المناطق السياحة…خاصة و أن النهار انتصف…و الجموع السياحية بدأت تستقل قطار الترحال بين المعالم…و استيقظوا من سباتهم و أخذوا يفكرون بوجهاتهم…
تصعد درجات إلى الأعلى…فيصير النهر تحت ذلك المطل…و تذهب بك تلك الدرجات إلى ممرات صغيرة ضيقة…تنتشر على أطرافها محلات تجارية مختلفة…منها ماخصص للملابس و الجلديات و أجهزة الإلكترونيات…و غيرها الكثير مما تزدحم به تلك المناطق من أماكن الوجبات من المأكولات والحلويات…هذا غير أكشاك التحف التذكارية و الصناعات المحلية…فتعيش عبر هذه الممرات المزدحمة بالناس و الباعة جواً شديد الألفة… أكمل القراءة »
أخوتي و أخواتي الأفاضل…
أضع بين أيديكم موقعاً يطرح فيه الفريق القائم عليه كل يوم فكرة دعوية أو مشروع خيري بعبارات بسيطة , و كلمات قليلة , و هذا الموقع مبرمج بحيث يظهر كل يوم موضوع جديد و أيضا يستقبل مشاركات الزوار عبر إرسال الرسائل على بريد الموقع الموضح في صفحته . رابط الموقع أضغط هنا : أفكار دعوية و مشاريع خيرية
مع أبي..
رسمت خطة الحب الكبير..
و نقشت على صفحة الحياة الكثير من الذكريات..
وأردت أن أجعل في إحدى صفحاتها رحلة …و بسمة …و متعة…
.
مع أبي ..
رأيت أن الرحلة فيها رائحة زكية..
ومحبة …و مودة…و صداقة بأكمل صورة…
.
.
.
مع أبي..
وجدت أن الرحلة هي نافذة على عالم مليء بالخبرة..
هي نحت جميل لا يتقنه غيره..
هي رحلة بروازها الحب , و صفحتها الوفاء , و راسمها قلب أب…لقلب محب…
.
مع أبي…
جلسة…أنس…سعادة…
طبيعة…نسمات رائعة رقيقة…
نظرة …ضحكة…لمحة…حياة متجددة…
.
.
مع أبي…
لون الطبيعة يتبدل…
فنحن في بساط أخضر …
وقلوبٌ بالحب تتلون..
و زهور تتعطر..بمن منه العطر و المسك يفوح و يقطر..
.
.
مع أبي…
كل السعادة..
كل الشهامة..
كل الكرم وحسن الضيافة..
كل ما كتب ويكتب عن خصال فيها الأفاضل تمدح و تذكر…
.
.
مع أبي..
ينسيني بذله أنني أنا أبنه..فكأن الحق لي و الحق عليه..
و أشكك في وجوب البر ..هل هو لي أو له..
و أخجل من كثير نظره إلي و حرصه…
.
.
مع أبي…
الحياة بمنظار آخر..
و الحب له طعم آخر..
و السعادة تلبس جلباباًً آخر..
كل شيء يتبدل…
إلا أبي فـ….هو…هو منذ عرفته..
.
.
مع أبي..
حروفه حروف عطف..
وكلاماته.. عطر و شهد..
و نظرته… لمحة محب..
و فعله …بمالا يوصف أو يعد..
.
.
أبي..
ارتواء بعد عطش…
.
.
أبي…
جمال غطى على الكون وبرز…
.
أبي…
حياة بالأمل مفروشة…
.
.
أبي..
بسمة برغم كل قسوة..
.
.
أبي…
وضوح , و علوا , و سمو , و نقاء , و صفاء, و قلب للجميع مسكناً و إواء…
.
.
أبي..
تواضع و رقة , و حب ومحبة , و عواطف منظمة بدقة..
التخطيط للسفر أمر مهم , و استخدام أدواته و الطرق السريعة للوصول للمعلومة أمر أهم . فاليوم أضع بين أيديكم أداة من أدوات google دائماً ما استخدمها وهي maps.google. فإليكم إياها عبر لقطة في اليوتيوب.
التقنية بكافة مجالاتها تفتح أذرعها من أجل النشطين في الدعوة . و اليوم أحدثكم عن موقع أخذ شهرته خلال السنة الماضية , و انتشر بسرعة كانتشار النار في الهشيم .لن أطيل عليكم : الموقع هو : تويتر – twitter رابط موقع تويتر
من أبرز المستخدمين : 1. الرئيس الأمريكي بارك أوباما
2. رئيس منظمة الأمم المتحدة
3. قناة cnn الأمريكية
4. قناة الجزيرة
5. الكثير من المشاهير في أطراف الأرض.
الفكرة الخاصة بالموقع : 1. الموقع يعتبر نموذج للتدوين السريع .
2. تسجل عبر بريدك الكتروني .
3. بعدها تصبح جاهزاً للمشاركة .
4. تكتب عن خطوات حياتك اليومية أو أخبار وتقارير تريد أن تنشرها عبر الإنترنيت بشرط أن لا تتعدى الرسالة 140 حرف .
5. يمكن أن تكتب عن طريق رسائل الجوال sms و من بعد عبر رقم وضع من أجل هذه الخدمة .
6. تستطيع أن تستضيف من يوافقك الفكر و المنهج .
7. تستطيع أن تعلق على الأحداث و الرؤى التي يطرحها الغير .
8. تستطيع أن تكون صفحتك خاصة وسرية .
كيف يتم الإستفادة من الموقع في الدعوة الإسلامية وتنمية الوعي العام :
1. تبادل الحديث و المشاركة مع الأطراف الأخرى التي تطرح رأيها .
2. إبراز قضايا الأمة , و خاصة من أمثال حرب غزة الأخيرة حيث انتشرت الرسائل التي تتكلم عن الحدث و سمع الخبر لدى أطراف بعيدة من العالم .
3. الحديث و باستمرار عن خطوات إيجابية في حياة الفرد , فمن قرأ كتاب و وجد فيه فائدة من الممكن أن يدل عليه , أو أن يلخصه بنقاط عدة .
4. من وجد رابطاً أو موقعاً ذو فائدة و يرى الخير في نشره فمن الممكن أن ينشره .
5. من كان ذا لغة و يدخل إلى الحوارات الغربية فيحدثهم بأسلوب عصري عن أمتنا وديننا فهذا مكسب عظيم وفائدة من فوائد هذا الموقع .
6. من كان يعمل في مشروع بحث أو عمل تطوعي أو عمل خيري و يريد من يرشده , أو يدله على شيء معين فمن الممكن أن يجد من يجيبه على تساؤله .
7. لأصحاب البحوث و فرق العمل فهذا الموقع جميل من أجل أن يكتب كل عضو ما أنجزه فيطلع الآخرين على آخر الخطوات التي أنجزت , و بدأ الكثير من أساتذة الجامعات باعتماد هذه الطريقة لمتابعة طلابهم .
8. يمكن من خلاله نشر ثقافة الحوار البناء , و الاستخدام الأمثل لمواقع الإنترنيت .
9. و هناك الكثير والكثير مما يمكن عمله عبر هذا الموقع …أدعها لأفكاركم الأبداعية و التي تحتوي أكثر من مقالي هذا..
الأستاذ رشيد من لا يعرفه خاصة ممن دلفوا باب التدوين . إنه المشرف العام علىمنتديات عرب ووردبريس, و المتعمق في هذا المجال , أجد نفسي آخذاً لكل مقال يقوله في هذا المجال , بل هو برأيي صواب مهما قال عنه الناس من خطأ – و ليس تعصباً – بل ثقة برجل قد وصل لمرحلة قد بلغ منها كل مبلغ , و صعد لقمة وتربع عليها أكثر من مرة .
عفواً …أراني عرفت العلم و هو بغنى عن تعريفي , أطلعت قبل أيام على موضوع للسيد / رشيد يتحدث فيه عن صديقه الخاص – قوقل – و كيف التعامل الأمثل مع مثل هذا الصديق العنيد على البعض – و أنا منهم – وكيف استطاع أن يصل إلى قلبه عبر خطوات بسيطة جداً . و هذا سر و إن استوعبتاه عبر حديث أخينا رشيد ولكن لعل السيد قوقل يعرف من يقدره بصدق و بالتالي يعطيه مثل حقه و قدره بالضبط .
دعوني أدخل بالموضوع المهم , كتب أستاذنا / رشيد هذا المقال في منتديات عرب ووردبريس , بعنوان سلسلة قوقل – السيطرة على كلمات مفتاحية في محرك البحث , فرأيت بالإضافة للمحتوى الرائع و الشرح السهل أن أخينا رشيد قد كتب رحلة من قبل عن تركيا , و أوجز و فصل , و أتقن و قنن , و أطربنا من كل فن , – وللأسف هذه المرة الأولى التي أرى فيها تدوينته عن تركيا – ولأن مدونتي ذات طابع سياحي فراق لي أن يدخل هذا الموضوع إلى صفحاتي المتواضعة , ولو كانت الإنترنيت تبث العطر لشممتم العود و الكادي و الريحان من على بعد مسافات استقبالا لهذا الأخ الذي يبذل الكثير و الكثير من أجلنا نحن المدونين .
بقي لكم أن تستمتعوا بحروف و صور أخينا / رشيد و التي تنافست في هذا الميدان أيهما يكون صاحب المقام الأعلى , فرأيت أنهما عينان في رأس الإبداع . فإليكم الروابط واحد تلوا الآخر ..و لا تنسوني من دعواتكم بأن وضعت بين أيديكم بعض الدرر.. بعض الصور من رحلتي الأخيرة الى تركيا موضوع شامل لكل من يفكر بالسفر الى تركيا رحلة سيعدة أخي ..رشيد
أخوتي و أخواتي الأفاضل..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
برغم أن الأمطار التي هطلت على المملكة العربية السعودية في أول موسم الشتاء لم تتكر حتى هذا اليوم , و لكن بقي أثرها بالنفوس حتى هذه اللحظة , أدع الصور تتحدث عن تلك الأيام الرائعة , و مسير وادي الرمة عبر مناطق عدة من القصيم حيث أنطلق من المدينة ماراً بعقلة الصقور ثم النبهانية و من بعدها الرس ثم البدائع ثم عنيزة حتى توقف بالقرب من بريدة في مدينة الشماسية …أترككم مع الصور التي تجسد الحدث …
هذه قصة دارت رحاها بيني و بين أخوتي الأعزاء فقد سمعوا خبراً مفاده أنني سوف أسافر إلى أسبانيا , و لما علموا بهذه النية أقدموا يضحكون و يستبشرون بتقرير عن تلك الديار , و هم يعلمون أن صديقي و أخي العزيز / الشاب دائماً ما كان يدعوني لأن أزور تلك الديار , و كانت دعوته ترد بإعتذار ثم إعتذار , و لكن أبو ريان خبير في الأراضي السويسرية , و محبُ لأرض الطبيعة يعلم أن هناك فرق شاسع بين أسبانيا و سويسرا من حيث جمال الأرض , و يعلم مدى عشقي للطبيعة السويسرية , فأخذ يقهقه فرحاً بأنني سوف أكون بأرض أخي الشاب لأفضح أرض تلك الديار , فدارت هذه القصة بكامل فصولها التي بين أيديكم أضعها فلعلها تعجبكم : ابو سلطان و هو الذي بدأ بتحريك المياه الراكدة فقال : رحلة نسيم نجد إلى وادي الحجارة .. إنها كأغنية تصدر من قيثارة!! ..
جرت العادة أن يكتب الرحالة رحلاتهم بأنفسهم إلى الدول والبلدان التي يزوروها .. كما جرت العادة أيضا أن يكتب الرحالة عن رحلتهم بعد أن يعودوا منها .. وأنا هنا سوف أكسر هذه القاعدة .. واكتب رحلة نسيم نجد إلى وادي الحجارة نيابة عنه .. وكذلك سوف أكتب عن رحلته قبل أن تتم!! .. فإلى تفاصيل الرحلة باختصار .. قبل أن يحل الليل وتطلع شمس النهار!! .. وإليكم البداية قبل أن تبدأ النهاية .. أكمل القراءة »
قد يكون رؤيتي لمدونة الصديق العزيز و الخبير بالبلاد الأسبانية و المهتم بالحضارة الإسلامية هناك أخي العزيز الشاب /عبدالمجيد المدرع هو الذي دفعني أن أكتب هذا الموضوع , فمن يعرف عبدالمجيد المدرع عن قرب ويستمتع بحديثه المباشر الشائق و الدائم عن أسبانيا و عصور الحضارة هناك . أو يعرفه عن بُعد …إما عن طريق الصحافة السعودية و ما يبثه فيها من مقالات و مقابلات متنوعة في أكثر من وقت و حين و كلاها تصب في مصب الحضارة الأسبانية القديمة و الحديثة , فهو بأسلوبه الجميل بالحديث و الكتابة ينوع و يغير و لكن يبقى الطابع أندلسي , و يحلق في سماء الإبداع و لكن يبقى محلقاً فوق سماء تلك الأرض . الأخ عبدالمجيد المدرع يكتب بقلم محب , و ينشر بقلب غيور متألم , و ينثر عبق مجد تليد قد تغير , إنه الحب الخالص الذي جعله يكتب في أكثر من مجال عن مدن أسبانيا , و في أكثر من مكان , فاليوم أتيتكم بمكان جديد قد وجدت المبدع قد أتخذ منه زاوية ليكتب على جدرانها أن في هذه الصفحة إنسان محب , و أن في هذا الطرف البعيد من الإنترنيت قد سكن إنسان قد أخذ منه العشق , فلم تسلم حتى المدونات من أثر هذا الهائم , و لقد سرني و أسعدني أن الشاب قد نشر عطره في مكان جديد و مدونة تعتبر إضافة رائعة في عالم السياحة , و أسمها باسمه الحقيقي و هي مدونة عبدالمجيد المدرع , فإلى كل من يعرف أستاذنا و يحب أن يصل إلى جدران غرفته الخاصة , و إلى كل من يحب أندلسنا و يحب أن يشم عبق أريجه الفواح , و إلى كل عاشق للترحال أنصحه بأن يزور تلك الصفحة فيعرف من هو هذا الشاب . و لعلي لا أطيل عليكم العناء و أعطيكم بعض أمره فإن كنت ممن لم يتعرف على هذا الشاب من الشبكة ولم يسبق أن أصبت بسهم من سهام إبداعاته التي وصلت للكثيرين عبر تقاريره المنتشرة في الإنترنيت أو الصحف السيارة عن البلاد الأسبانية بلد الحضارة. و التي كتبها بنفسه أو أخذت بدون علمه و نشرت في كل خيط من خطوط الشبكة . أقول : من لا يعرف عبدالمجيد المدرع فهو إنسان أبحر في أسبانيا سنين عده , درس في أسبانيا البكالوريوس و الماجستير و كان على بعد خطوتين أن يخطب ود الدكتوراه , لولا أن غير بوصلة اتجاهه و أضطر أن يركب المركب الفرنسي و يتجه إلى أحد القرى الفرنسية و يدرس لغة أخرى بجانب الأسبانية , فمكث هناك سنة أو تزيد ثم عاد إلى أرضه التي يعشقها .و بدأ يخطوا خطوات أخرى حيث لم يقف حبه لأسبانيا فقط أن درس لغتها و أبدع فيها , أو أن تجول في أرضها و أكتشف الصغير و الجليل من أراضيها , بل لم يكن حبه لذلك البلد يتوقف عند هذه الحد فقد سرى به الحب و اتجه اتجاه آخر لشحذ همم الناس لزيارة تلك البلد , و يقدم عروض رائعة فريدة لمن يريد أن يكتشف تلك الأرض , و ذلك بعد أن فتح مكتب شذونة السياحي, فكأنه فتح باب عشق و هوى لمحبي تلك الديار في وسط العاصمة الرياض , أو كأنه فتح ملتقى ثقافي لمحبي أسبانيا في وسط البلاد . و مع كل هذا الاهتمام , و الحب كان كثيراً ما يطرح بين يدي برامج لزيارة تلك الديار, و دائماً ما يضعني بالزاوية الحرجة و يصر أن أزور تلك البلاد..و كان التسويف ديدني …أما الآن فسوف أبحر عبر مدونته و بدون تردد أو تسويف حتى يكون اللقاء على أرض الحلم …و إلى اللقاء..
تابعت طريقي بعد أن استمتعت بتلك القرى الصغيرة و التي سكنت بين إنترلاكن و لوزيرن…فعندما تمسك مقود السيارة هناك… فتأكد أن المتعة قد حضرت…و ذلك لأن الطرق السويسرية هي من أفضل الطرق في أوربا…وليس جمالها فقط بما تحتويه الطبيعة من حولها…بل لوضوح إشاراتها …
و تتعدد اللوحات الإرشادية التي تصطف في عرض طرقاتها …فتمسكك من يدك …و توصلك لمقصدك …وبدون أن تستعين بأجهزة الملاحة الحديثة…
حيث تُوضح المدن على أطراف الطرق…وترشدك إلى العواصم البعيدة و المدن القريبة…و تجزأ لك أي مدينة أجزاء صغيرة تجعلها للفهم سهلة و يسيرة…
مررت بمدن و قرى عدة ( Sarnen–Diesselbach – Obsee ) قبل الوصول إلى مدينة لوزيرن … و التي أتيت إليها من أجل أشياء محددة … أكمل القراءة »
كان يوماً شديد المطر في شوارع مدينة بون, فأخذت أسارع الخطى لأهرب من زخاته, و ذلك حتى أصل بسرعة إلى مقصدي و هو مسجد المغاربة, كان بجانبي صديقي الذي تعرفت عليه هناك, وكان يحاول عبثاً أن يوازي خطواتي المسرعة, ولكن لعله لم يستطع ذلك, فقال لي من بعيد أريد استشارتك بموضوع معين بعد الصلاة فلا تستعجل الذهاب, و بعد الصلاة خرجت فوجدته بانتظاري, و لم أسأله عن الموضوع وذلك لأني أعلم إن كان الموضوع مهماً له فسوف يتذكره , وإن كان ليس مهماً فليس لي الحق أن أطلب منه أن يفتح ذلك الموضوع, فقد يكون قد عدل عن رأيه أو تغيرت و جهة نظره, مشينا سوياً و بخطوات متسارعة, وكان المطر قد خف هطوله, حانت منه التفاته إلي , ثم تنهد بصوت عالي , أنين صوته وصل لقلبي وقطع أوصاله, فقال لي : أخي لقد تقطعت بي السبل وأخذت من الحيرة مأخذها, و صرت بحال لا أعلم نهايتها, و لا أدري متى تنقضي أيامُها, وكلما أحسست بالفرج قد أقترب رأيت الكربة تشتد, وكلما لاح الأمل و جدت الألم يسبقها , وكلما سكنت حالي جاءتها ريح عاصف تدمر كل شيء في حياتي , فلست بميت مرتاح ولست بحيٍ ينعشه الأمل, بل إن نبضات قلبي تطرق مسامير نعشي كل يوم, و أنفاسي تغزل خيوط كفني, آه ما أحر الألم و ما أشد الكربة, قلت له : سلامات كل مشكلة ولها حل, وكل أمر له علاج, فقال : سوف أحدثك حديثاً فلا تستغربه, وسوف اروي لك حكايتي من أولها حتى آخرها فلا تستنكرها, وسوف أقصها وقد تعتقد أنني أنسجها من خيالي, فلك ما شئت فإن صدقتني فبها, و إن كذبتني فلك ذلك, , أمسكت بيد صديقي المحتار فقلت : بل أصدقك أخي , و هل تعتقد أنني سوف أصحب من أشك بصدقه أو أمانته, شد على يدي, ثم قال لا يعلم بهذا الخبر من الناس إلا أنا و أنت فاكتمه علي و لا تخبر أحد عنه, زاد خوفي من شديد حرصه, بدأ المسكين يروي أمره, يقول : لقد قد قررت أن أشكي لك حالتي و ذلك لما زاد ألمي فأردت أن أحسم أمري , و بدأ بسرد حكاية عجيبة , و بدأ يقلب صفحات حياته الحزينة, فاختلطت على وجهه قطرات المطر المنهمرة من السماء و الدموع المتساقطة من البكاء, يمسحها بيده ليخفي حال ضعفه, هو مستمر بحديثه, يتبسم في مواقف سعادته, ويصمت في مواقف ألمه, ثم يلبث قليلاً بحالة صمت حتى يستجمع قواه ليواصل حديثه, فيواصل حديث الألم, قطعنا أثناء حديثه ما يقارب الساعتين من المشي المتواصل و لم أرد أن أقطع حديث الروح الذي بدأ يبثه, فهو يريد أن يفضفض و بشكل مستمر, وعندما انتهى قال بعدها ما رأيك و ماذا أفعل ؟ و لعلي أصدقكم الحديث , لقد ألجم لساني هول القصة , و أعجزني حرها و شدتها عن الرد عليه, فقلت له و باختصار عليك بأربع , من صدق مع الله صدقه, و من يتقى الله يجعل له مخرجاً, و من لزم الدعاء كانت له الإجابة أو التعويض بخير منها , و من لزم المسجد نهته الصلاة عن كل منكر, عليك بهذه و ألزمها فهي دليلك في حياتك و هي نجاتك بعد مماتك . أطرق برأسه , ثم قال نعم ينقصني في حياتي أشياء كثيرة, و سوف أحاول أن أطبق ما قلت , لقد عرض علي المشكلة ولم أفده بحلول جديدة بل أعطيته كلمات بسيطة الكل يعرفها, حتى خفت أنني خذلته في حلي لمشكلته, و قلقت أنني لم أقف معه كما يريد, و لكن كان لطف الله به عظيم فقد أنقذه من مشكلته, تفرقنا بعد السفر و كان الاتصال بيننا عبر الهاتف, و بعد سنة قال لي : هل تذكر الموضوع لذي حدثتك عنه, قلت نعم , قال :لقد سلمني الله منه و رأيت الحياة التي يعيشها الناس و السعادة التي يتغنون بها, فقلت له احمد الله الذي دلك على الطريق الصحيح , و ما هذا إلا بفضل الله سبحانه و تعالى و حسن ظنك به, قال : الآن سوف أعود إلى ألمانيا الأسبوع القادم, و هذه المرة الأولى التي سوف أسافر بها مطمئن القلب, خالي الهموم, مستريح البال . أكمل القراءة »
أيام الشتاء في أوربا طويلة ومملة, فمنذ أن يلفظ شهر أغسطس آخر أيامه, فإن كل شي يتغير ويتبدل ويتحول , الأشجار تنفض أوراقها, فتتلقفها الأرض, والسماء تزيح ثوبها الأزرق و تلبس ثوب السحب الداكن, السحب الكثيفة تنذر كل لحظة بأمطار غزيرة, الليل والنهر يتعاقبان وهما يفقدان أهم ما يميزهما, أشعة الشمس وضوء القمر, فيكون الليل والنهار متشابهان لدرجة كبيرة , إلا أن النهار أكثر وضوحاً من الليل, خرجت مع صديقي القطري الذي تعرفت عليه هناك, و كنت متلفعاً بأنواع من الملابس لأتقي شر ذلك البرد, ولا يظهر مني إلا بصيص من عيني أتلمس فيه خطوات أقدامي مخافة أن تزل القدم على أرض تغطيها الثلوج, بيدي يمسك صديقي, وكأننا نستمد الدفء من بعضنا, قال لي : ونحن نسير في الطرقات تعلم يا أخي أني مبتلى بالتدخين, فهززت رأسي بمعنى أنني أعلم ذلك, و لم ينتظر مني جواباً بل تابع حديثه مسترسلاً فقال : وأريد منك مساعدتي على تركه, قلت هل حقاً تريد ذلك , قال : نعم, قلت : نصيحتي لك أن لا تتركه, أحسست أن يد صديقي انسلت من بين أصابعي, وأحسست أن من كان يسير بجانبي قد فُقد . وقفت ثم استدرت بكامل جسمي أنا وأكوام الثياب معي, فنظرت إلى بعد خطوات من الوراء, فوجدت صديقي مندهشاً, ولا يظهر منه إلا البخار الذي ينفثه من شدة الأجواء, قلت له مالك أخي ؟! لماذا توقفت؟! قال : هل أنت تعي ما تقول !!.. قلت : نعم , قال :أمرك غريب يانسيم, قلت تعال يا أخي , جاء وعلامات الدهشة تملأ وجهه , قلت صبرك علي يا أخي, أنت قلت أنك تريد أن تترك التدخين, وأنا أقول لك قرارك خاطئ, فتح عينيه وفمه أكثر من قبل, فقلت دعني أكمل ياصاحبي, أنت لا تريد أن تترك التدخين و أنا أريد أن تقلع عنه نهائياً, لذا أن اتخاذك هذا القرار وأنت في الغربة , وترافق أخاك المريض والذي يزداد كل يوم ألماً و شدة في مرضه أعتبره قرار غير صائب, لأن نفسيتك , و وضعك لن يساعداك في المضي في هذا القرار, ولأن اتخاذ مثل هذا القرار يحتاج إلى نفس مطمئنة مستقرة غير مضطربة متزلزلة تعصف بها أي ريح بسيطة, فهنا أي هزة سوف تجعلك تعود مرة أخرى إلى التدخين, بل سوف تقطع حبل الرجاء نهائياً بالإقلاع عنه, وأخاف عليك أن تعتبر هذه التجربة الفاشلة هي حاجز أمامك في مستقبل أيامك للإقلاع عن هذا الداء العضال, لذا عليك أن تختار وقت أنسب, و تمضي بقوة وثبات بدون أن تؤثر عليك عوامل خارجية , صديقي إن أغلب قراراتنا التي نتخذها بسرعة وتحت وقع مؤثرات معينة, تكون بالغالب نتائجها عكسية, وثمرتها التي نتطلع أن نستطعمها و نتلذذ بحلو مذاقها, تكون مرة بائسة فتنغص علينا الكثير من أمور حياتنا .
أخي إن القرار يحتاج إلى بيئة مناسبة, ومناخ ملائم, ووقت للتطبيق موافق, إن المرء عندما يتخذ قرار وهو في ظرف عصبي, أو تحت مؤثر عاطفي, أو انفعال معين, لن يكون هو القرار المناسب بالتأكيد.
لذا يا أخي, نحتاج أن نستشير بعض صحبنا, أو ممن يتوافق معنا في تفكيره , عند مرورنا بمثل هذه الظروف, أي أننا بمعنى بسيط نستأجر عقله الذي لم يقع تحت تلك المؤثرات لكي يعطينا رأيه , والذي هو بحقيقة الأمر رأينا في حالة استقرارنا, وذلك لتشابهنا في طرق التفكير من قبل وإعجابنا بنمطية اتخاذ القرار .
مطار فرانكفورت يعتبر من اكبر المطارات في أوربا بعدد الرحلات . في المدرج تنتظر الطائرات دورها لتودع تلك البقاع , ثوان معدودة فإذا هي تأخذ الأذن بالانطلاق فتشتد سرعتها حتى ترتفع في السماء فتبتلعها السحب السوداء . و في المقابل هناك طائرات تحوم في الجو , و تنتظر أيضاً من برج المراقبة أن يأذن لها بالهبوط , فعند الإذن تحدد المدرج المقصود فترمي نفسها بين فوانيس تضيء أطراف ذلك المهبط المحدد كعروس في ليلة زفافها . في صالات المطار المتعددة أعداد هائلة من المسافرين , بعضهم يترقب رحلته , و البعض الآخر قد أعياه التعب من رحلات المواصلة , و مجموعة أخرى تظهر على وجوههم البشاشة بعد أن وصلوا من رحلتهم الشاقة . المطار بصالاته الواسعة, و بأدواره المتعددة يضج بالحركة الدؤوب . و من بين تلك الجموع الكثيرة تظهر ثلاث فتيات , اعتقد أنهن في العشرينيات من أعمارهن , قد تزين بأجمل زينة , فهن بكامل حجابهن الذي غطى الوجه و الأطراف , بل كن متلفعات بعباءات سوداء قد وضعت على الرأس كتاج للكريمات من بنيات هذا الدين . لقد توقف بصري بالقرب منهن إعجاباً بحرصهن على الحجاب برغم أن المطار يعج بالناس من كل فج عميق , و زادت نبضات قلبي فخراً ببرهن عندما رأيتهن يدفعن عربة الأب المقعد . شققن الطريق من بين المسافرين و قد قسمن بينهن العمل فواحدة تدفع أبيها , و الأخرى تجر الحقائب , و ثالثة تتبادل الدوار معهن في حال التعب . بدأت صورتهن تختفي شيئاً فشيء , حتى اختفى سواد جلابيبهن بين الجموع و بقي نور الهدى ينير جنبات تلك الصالات . إنها قصة حب بين العفيفات و لباس الطهر , إنها قصة عشق بين قلب حي و أمة تنظُر للقيوم الحي . إنها حياة فخر في نفوسنا لفتيات ثبتن في زمن الفتن , إنها حكاية إيمان عظيم أصله ثابت و فرعه في السماء … فلله درهن من فتيات…و أسأل الله أن يثبتهن بالدنيا و الآخرة …و إلى الملتقى بإذن الله تعالى .
عبدالله المهيري هو سردال , و سردال هوعبدالله المهيري فالأول أسمه النتي – مصطلح صنعه الكاتب – و الثاني اسمه الحقيقي . فكلاهما وجهان لعملة الإبداع , في لحظة قوة قرر الأخ عبدالله أن ينزل من القمة التي يتربع عليها , ليصعد إلى قمة أعلى منها , فاختار موقعاً عنونه باسمه الحقيقي و تخلى عن سردال , بالنسبة لي كان دائماً ما يقترن اسمسردال باسم الووردبريس , و ذلك أن معرفتي بالتدوين و بهذا النوع من أنواع التدوين بدأ من عند هذا الاسم , لذا فكنت أعتقد – جهلاً – أن اسم صاحبنا سردال هو اسم مرادف لمعنى هذه الاستضافة المجانية أو الخدمة التصميمية . بعد حين تبين أن أستاذي متطوع بشرح و اكتشاف ما تخفيه الووردبريس من مميزات , و يعمل على تبسيطها و شرحها لمن يريد أن ينظم إلى هذا العالم .
ليس حديثي هنا عن خطأي بفهم معنى سردال , أو أنني أنشأت هذا الموضوع من أجل تبيين مكانته فهو علم لا يُعرف , و لكن حديثي عن مدونة أخرى أفتتحها أخي سردال منذ فترة بأسم ” أصنع دولتك بنفسك ” قدم لها الأخ سردال بمقدمة لطيفة تعبر عما تحتويه بقوله :
تابع هذه المدونة لتعرف كيف تقوم بإنشاء دولتك الخاصة، كل شيء تحتاجه لإنشاء دولتك جاهز ومتوفر، فلماذا لا تقوم بإنشاء دولتك؟!
هذه المدونة ستكون فكاهية بعض الشيء، متخصصة في الجغرافيا لكن ستركز أكثر على الجانب الغريب من الدول، عن الأشياء التي لا نعرف عنها الكثير، قد تكون هذه المدونة سخيفة وغير مفيدة … لذا وجب التحذير! أدعك أخي تعيش الحلم و تصنع دولتك بنفسك مع مدونةأصنع دولتك بنفسك .