“أبو رابح ” يمارس لعبة الجيوكانشينج و البحث عن الكنز الموعود

“أبو رابح ” يمارس لعبة الجيوكانشينج و البحث عن الكنز الموعود

رغم بخل أبو رابح الظاهر للعيان , و حبه الشديد للمال , لكن يبقى شيئاً يميزه عن غيره من البخلاء , و هو خفة ظله , و حلاوة لسانه , و اختراعاته التي لا تنتهي في سبيل الوصول للربح السريع للأموال . هذه الصفات تشفع له في بعض المواقف أمام من يقابلهم في طرقات الحياة , لذا يُقبل منه البخل إذا كان سوف ينشر الابتسامة على من حوله …أو سوف يكون سبباً للتندر بحكاياته لأيام عدة…

في نهاية كل أسبوع يخترع أبو رابح طريقاً جديد لجمع الذهب و الفضة و بسبل مختلفة , و إن لم يكن ذلك …فهو يخترع طرق جديدة لتخفيف مصاريف و أعباء الحياة اليومية .

نهاية هذا الأسبوع لديه شيئاً جديد , فقد دخل على زوجه الحنون ” أم رابح ” و ناداها بأعلى صوته , انظري ما لذي أتيت به يا زوجتي العزيزة , فرحت الزوجة و ظنت أنه أتى بشيء تفتخر به أمام نسوة المدينة ….
ثم همس بإذنها و قال تعالي إلى الفناء  أيتها الحية الرقطاء , و قالت بينها و بين نفسها لعل الأمر خير , أو  يسر أو على الأقل لا يضر….

قال أبو رابح : أنظر إلى هذه الأداة و المكينة… أكمل القراءة »

التين الشوكي ” البرشومي “

التين الشوكي ” البرشومي “

عندما خرجنا من قرية البادي و مررنا بجمع آخر من القرى كانت البيوت التي شيدت من الأحجار هي النمط الملفت للانتباه , و هي الشيء الوحيد الذي يجعلك تشعر بأنك في منطقة مختلفة عن بقية مناطق السعودية , فهذا اللبس الفريد لقرى عسير يجعل المرء أمام لوحة تشكيلية رائعة . فمع التقدم التي تشهده المملكة لكن يبقى الطراز العمراني القديم محبب للنفس…. أكمل القراءة »

التين الشوكي ” البرشومي “

التين الشوكي ” البرشومي “

عندما خرجنا من قرية البادي و مررنا بجمع آخر من القرى كانت البيوت التي شيدت من الأحجار هي النمط الملفت للانتباه , و هي الشيء الوحيد الذي يجعلك تشعر بأنك في منطقة مختلفة عن بقية مناطق السعودية , فهذا اللبس الفريد لقرى عسير يجعل المرء أمام لوحة تشكيلية رائعة . فمع التقدم التي تشهده المملكة لكن يبقى الطراز العمراني القديم محبب للنفس…. أكمل القراءة »

رحلة الجمال في ربوع أبها

رحلة الجمال في ربوع أبها

قالت صغيرتي بابا : ثح اليوم متر
قلت و كيف عرفتِ ذلك يا جميلتي
قالت : أثوف الثماء ثحاب
قلت صدقت يبدو أن السماء ممطرة لا محالة

الترجمة لغير العارفين بلغة الأطفال :
قاتل صغيرتي : صح اليوم مطر
قلت و كيف عرفتِ ذلك يا جميلتي
قالت : أشوف السماء سحاب
قلت صدقت يبدو أن السماء ممطرة لا محالة

كانت هذه هي نشرة الأحوال الجوية التي سوف نعتمد عليها هذا اليوم  في رحلتنا , و هذا التقرير القصير عن حالة الأجواء هو الذي سوف يحدد مسار العائلة , شكرت الصغير التي أتت بهذه المعلومات من خلال النافذة الزجاجية , و بدأنا بالاستعداد لرحلة يوم جديد من أيام أبها . فكل الذي عليكم أن تحملوا قبعاتكم , آسف مظلاتكم و تلبسوا بعض الملابس الخريفية لتستمتعوا بهذه الرحلة الصيفية في الجبال العسيرية , و التي سوف تتراوح بين قمم الجبال العالية و قيعان الأودية السحيقة . بوصلة السياحة في ذاكرتي تتجه إلى نفس المنطقة التي أعتبرها كنز سعودي لم يعطى حقه من كنوز منطقة عسير وهي ” منطقة السودة  ” و كذلك المناطق التي تجاورها  . لتعيش بعمق أحداث هذه الرحلة . فكل الذي عليك الآن أن تأخذ نفساً عميقاً لتتمتع بصفاء الذهن , ثم تحرك مؤشر الفأرة ليتحرك مع الصور العديدة التي سوف أعرضها في هذه الصفحة . و سوف تجد قلبك يتحرك بنبضه مع جمال أراضينا البكر هناك… أكمل القراءة »

” أبو رابح ” البخيل الذي غفل عنه الجاحظ

” أبو رابح ” البخيل الذي غفل عنه الجاحظ

بدأت الإجازة و بدأت معانات أبو رابح من كثرة طلباتها , و شديد عقابها . خاصة على من لهم هواية كنز الذهب و الفضة , و جمع الدرهم و الدينار , و الريال و الدولار .

أبو رابح إنسان أعطاه الله من الأموال ما تنوء البنوك من حمل حساباته , و أعطاه الله من الحرمان ما تدمع له أعين كل البخلاء في كتاب الجاحظ .

أبو رابح تبقى له من الأسنان مابعد الأنياب . أما المقدمة فقد قضى عليها الخبز اليابس ,و تمر اليبيس و الذي يشتريه بالمال البخيس .

أبو رابح رزق ببنية كالقمر أسماها الرقاوي , و هو تمليح رقية و هو نسبة إلى جدته الخامسة من أبيه , و التي ماتت جوعاً , و وجدوا لديها مالا يحصى من الذهب الأحمر .

أبو رابح له ولد نشأ متزن و بعدما كبر أصبح يشار إليه  برجاحة العقل, و قد سماه رابح تفاؤلاً بالربح و الفوز ,  بعد ذلك قرر التوقف عن الإنجاب تضامناً مع ظاهرة الانفجار السكاني في الصين و البنجاب , و أما حقيقة التوقف عن الإنجاب فهي الخوف من كثرة الأنفاق .

أبو رابح لديه زوجة عاقلة حكيمة هي أعقل بنات العشيرة و يدلعها باسم يروق له . فهو يسميها ” الحية ” وهو يستخدم هذا الاسم على الوجهين . الأول : في حالة الرضا للدلالة على النشاط و الحيوية , والاستخدام الثاني في أوقات الأزمات للدلالة على كائن يلدغ لدغاً مميتاً , الزوجة عرفت طبعة فحاولت أن تعدل من وضعه , فلما يئست قالت : طاربه أبليس هالتيس التعيس . أكمل القراءة »

” أبو رابح ” البخيل الذي غفل عنه الجاحظ

” أبو رابح ” البخيل الذي غفل عنه الجاحظ

بدأت الإجازة و بدأت معانات أبو رابح من كثرة طلباتها , و شديد عقابها . خاصة على من لهم هواية كنز الذهب و الفضة , و جمع الدرهم و الدينار , و الريال و الدولار .

أبو رابح إنسان أعطاه الله من الأموال ما تنوء البنوك من حمل حساباته , و أعطاه الله من الحرمان ما تدمع له أعين كل البخلاء في كتاب الجاحظ .

أبو رابح تبقى له من الأسنان مابعد الأنياب . أما المقدمة فقد قضى عليها الخبز اليابس ,و تمر اليبيس و الذي يشتريه بالمال البخيس .

أبو رابح رزق ببنية كالقمر أسماها الرقاوي , و هو تمليح رقية و هو نسبة إلى جدته الخامسة من أبيه , و التي ماتت جوعاً , و وجدوا لديها مالا يحصى من الذهب الأحمر .

أبو رابح له ولد نشأ متزن و بعدما كبر أصبح يشار إليه  برجاحة العقل, و قد سماه رابح تفاؤلاً بالربح و الفوز ,  بعد ذلك قرر التوقف عن الإنجاب تضامناً مع ظاهرة الانفجار السكاني في الصين و البنجاب , و أما حقيقة التوقف عن الإنجاب فهي الخوف من كثرة الأنفاق .

أبو رابح لديه زوجة عاقلة حكيمة هي أعقل بنات العشيرة و يدلعها باسم يروق له . فهو يسميها ” الحية ” وهو يستخدم هذا الاسم على الوجهين . الأول : في حالة الرضا للدلالة على النشاط و الحيوية , والاستخدام الثاني في أوقات الأزمات للدلالة على كائن يلدغ لدغاً مميتاً , الزوجة عرفت طبعة فحاولت أن تعدل من وضعه , فلما يئست قالت : طاربه أبليس هالتيس التعيس . أكمل القراءة »

اليوم الأول : منطقة السودة

اليوم الأول : منطقة السودة

تسلقت شمس عسير جبال الجنوب الشامخة , حتى أطلت بنورها على أهل أبها البهية , و ألقت عليهم أحلى تحية , تحية الصباح المباركة , لقد سطعت أشعتها حتى لامست السماء فأزاحت الظلام وأنارت جوانب أبها بالنور والسرور و الضياء ,  و وقعت على الزهور فتفتحت أطرافها , وهبطت على الأوراق حتى سقطت قطرات الندى من على سيقانها , و ذهبت للأشجار فرسمت لها على الأرض أجمل ظل , و سطعت على بحيرة السد فتلألأ الماء فصار كحبات لؤلؤ من عقده قد أنفرط , ووصلت إلى المباني فظهرت ناصعة بالجميل من الألوان . وهل أكتفت شمس عسير بذلك القدر اليسير من الإشعاع الجميل ؟! لا بل ذهبت إلى كل نافذة لتنشر دفأها على أهل كل بيت من بيوت أهل تلك البلدة , ومن ضمن من بحثت عنهم تلك العين اللطيفة نافذة في أقصى تلك المدينة , إنها نافذة أناس غرباء عن عروس عسير الجميلة , فتسللت إليهم من بين زجاج نوافذهم لتقع بلطف وحنان على خدود أطفال ذلك الدار , فلامست أشعتها الرقيقة بشرة أطفالي و همست في آذانهم بأن : أبها الجميلة بانتظارهم  , و أن النوم قد يفوت عليهم فرصة التمتع بهذا اليوم , و ماهي إلا لحظات حتى أرمشت أهداب عيونهم لتبحث عمن يهمس في قلوبهم , فلم يجدوا إلا ذلك الشعاع  الذي أنار أركان الغرفة , و أزاح ستار الغربة , وملء بالدفء تلك الأجساد المرتعدة من البرد , استيقظت البنت الكبيرة ثم تبعها أخوتها , وجلسوا على أسرتهم ينظرون و يعتبرون من جمال هذه الشمس التي أتت لإيقاظهم وتخبرهم أن الصبح لاح و أن جمال أبها في البكور من الصباح .
في الجانب الآخر كنت أنا قد خرجت من الشقة أتحسس طرقات تلك المدينة , فتتعب أنفاسي في طرقاتها التي لم تعتد أن تسير في مثل تضاريسها , فالجبال ألزمت المدينة أن تكون شوارعها بشكل مرتفعات عديدة تصعد تارة  وتهبط تارة أخرى , فتظهر لك جزءاً قريب من الشارع وتخفي الكثير خلف جبل قريب , أخذت أتابع المسير للبحث عن مخبز وفوال وبقال , وذلك لجلب فطور اليوم , قادتني حاسة الشم لأن أقف على أعتاب ذلك المخبز , ألقيت السلام و انتظرت في طابور الصباح , رفعت هامتي من بين الجموع حتى ظهر لي وجه صاحب المحل و الذي ألهبته نار الفرن حتى بدأ يتصبب عرقاً و لكن لم يمنعه ذلك التعب و النصب أن يتبع النظرة ابتسامة لمن أتى لطلب الخبز , ومع نظرته السريعة و اللطيفة أشرت بأصابعي بعدد الخبز الذي أريده فلمحها و فهمها من بعيد ولم يجيب . أخذ يوزع الخبز الملتهب على الزبائن الذي سدوا واجهة المحل و تبدو عليهم وبين الخباز تبادل النظرات التي تنم على أنهم زبائن معروفين لديه , بين كل لحظة و لحظة يمر بنظرة سريعة على الكل ليتفقد من الجديد الذي حضر , ثم يسجله بذاكرته ويطلب بالعدد الذي يذكره الزبون عدد من العجين ليدخلها في فرنه الملتهب لتلبية طلب صاحبه  ,على الجانب الآخر يقف الفوال والذي بيده مغرفة يسكب محتواها في أصحن بلاستيكية , ثم يريق عليها بعض الزيت , ومن ثم ينثر عليها بعض البهارات و يدخلها بسرعة بوسط كيسة ويحكم غلقها و يستلم قيمتها من صاحبها بسرعة و وبدون أن ينظر إلى عددها , فقد أصبح لديه حاسة من اللمس تكفي لمعرفة عدد الريالات بدون أن يعد …من الجهة التي تلي الخباز نشر الفرن الدفء على خدي أما من  الجانب الآخر فكانت النسمات تداعب بشرتي وتهمس في أذني وتقول : مرحباً بكم ألف , أخذت مقصدي من الخبز و الفول و القلابة و العدس و ذلك لتخفيف برد السودة إن كان هناك من براد , ثم مررت البقال و اشتريت قشطه مبردة و زبادي ولبنة من الثلاجة و ذلك لتخفيف حرارة الفول و العدس و القلابه , شققت طريقي متجهاً إلى مركز الشقق المفروشة و كنت أعتقد أن كل من يسيرون في الطرقات سوف يتبعون هذه الرائحة المخلطة الرائعة .
في صالة الشقة الوجوه مبتسمة , لا أعلم هل ابتسامة السعادة لما سوف نسعد به من التمشية , أم أن الجوع قد ضرب البطون فابتسمت الوجوه . لا يهم فالمهم الابتسامة و التي بدت على وجوههم جميلة فكونت مع عيونهم الناعسة من أثر النوم , و الوجوه المتعبة من أثر السفر لوحة طفولة بريئة أسميتها ” السعادة المتعبة ” .
بعد أن تناولنا الإفطار ذهبت ريحانة نجد و فتحت الحقيبة رقم ” 9 ” و هذه الحقيبة متخصصة بالأكمام الطويلة الشتوية , و لقد تحايلت فحاولت أن ألقي نظرة من بعيد , و نجحت فرأيت ما تحمل من ملابس فاعتقدت أننا في رحلة إلى القطب المتجمد , أو في منتصف الشتاء في روسيا البيضاء , أو أننا على موعد مع رحالة إلى سيبيريا . أردت أن أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله لماذا كل هذه الملابس . لكن بلعت لساني فقد أدركت و علمت أنه حرص الأم و عطفها على صغارها  فآثرت السكوت .
أخذت السيارة تتهادى في طرقات أبها , و هي تبحث عن طريق الحزام  الذي يلف جسد أبها كما يلف سوار فاخر معصم  فتاة , أو مجوهرات في جيد حسنا , أو طوق من الريحان و الورد كما يلبسه بعض أهل البلد . وجدت الإشارة التي تشير إلى السودة , أخذت المنحنى المؤدي إلى تلك المنطقة , و عشرات السيارات التي تتزاحم في ذلك الطريق من أجل الوصول السريع إلى تلك المنطقة . أكمل القراءة »

نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف …و أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف

نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف …و أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف
 

 

في الأسابيع الماضية نلت حظي من البلاد الأوروبية عبر جولة في أطراف الجزيرة الأيرلندية , فكانت رحلة ممتعة بكل ما تعنيه الكلمة , فلقد متعت الناظر بالجميل من المناظر , و أجمل من ذلك أن ارتعشت أطرافي من شديد البرد و ذلك بعد الحر لأليم الذي نزل علينا في هذا البلد . ففي أيرلندا صيفهم شتاء , وشتاؤهم جليد , ومطرهم كسقاء أنشق من السماء . فمع تلك الأجواء أحسست بتغيير كامل عبر تلك الرحلة الأوروبية . بل لقد أخرجت آخر المخزون من الحر و السموم . فكانت كل قطرة من زخات المطر لمتساقطة تمسح أثر أيام من اللفحات الحارة , و مع ذلك الجو الرائع في تلك البلاد فإن لهيب أجواء بلادي كانت تحوم و تحلق حولي فهي لم تنفك عن ذهني , فمن تلظى بلهيبها فهل ينسى شديد عقابها و أليم سياطها . فهي تريد أن تذكرني عبر مخزون صورها المحفورة بذهني أني راجع لا محالة و أن الموعد ساحة المعركة .بل لقد كانت تصل ألسنة لهيبها إلى أطراف جسمي عند محادثة أهلي فكأنها تريد أن تتحرش بي فتلبسني دفئاً مضاعفاً مع كلمات الأحباب في أرض الخلان و الأصحاب .
في أيرلندا تنفست بعمق من كل هواء نقي رطب فسرت بجسمي نسمات ندية حتى وصلت إلى كل عرق و أسقته من قطراتها الزكية , بل حتى أحسست أنني لم أبقي أي جزيء من الأكسجين الصافي الذي يختزنه الهواء لأهل تلك الديار .
فلما حانت ساعة الصفر وكان موعد العودة زهدت بكل جميل من تلك الديار الساحرة . و أصدقكم القول فلقد بدأت أعد اللحظات للعودة إلى ارض الوطن….و لقد عدت إلى بلادي و الشوق كبير و الحب عظيم . فكحلت العين من رمال نجد , و ملأت القلب من دفء نجد , و عانقت رذاذ الغبار فصار على جسمي ألطف من رذاذ الأمطار ,وعشت ليال و أيام أنعم بنعيم هذه الجنة القاحلة , وكنت أتغنى بقول الأمير الشاعر :

ليالى نجد مامثلك ليالي
غلاك اول وزاد الحب غالي

وبعد مضي بضعة أيام ذهبت السكرة , و بقيت الفكرة , و خنقتني العبرة , و ذرفت الدمعة , فبعد أن تقلبت في شمس نجد الحارقة تبخرت النسمات الماضية , و ذقت من لهيبها حتى كدت أن أنسى أسمي الرباعي بل و عدد أصابعي , بل اشد من ذلك فقد كدت أن أقول ما رأيت خيراً قط , فلم تبقي لي شمس نجد الشهيرة أي صورة أو مشهد من بلاد الأيرلند , بل من سوء حظي أني نزلت في وقت استواء التمور و الذي يسمى ” طباخ اللون ” فطبخ التمر و حول الجو من حولنا إلى جمر , فتقلبنا على لهيبه أيام و نلنا من سمومه أيام . حتى صعبت حالتي على الأعداء , وصرت بحال كنصف استواء من الشواء . فقلت لنفسي أين المفر من هذا الحر , فلا حل إلا أن أبحث عن مأوى قريب لا يفرق بيني و بين الحبيب . فكرت….ثم فكرت ….فقلت لنفسي لقد أحل لنا في السنة أجازة واحدة لنختار أي وجهة خارجية وذلك بعد التصريح من قبل وزارة الداخلية – حرمنا المصون – , و رحلتان داخليتان أحدهما للعمرة في شهر الصيام و الأخرى رحلة للترفيه عن الصبيان . فأخذت ابحث عن مكان تنطبق عليه الشروط ويخفف هذا الضيق , فمر شريط المناطق و المدن و القرى السعودية في مخيلتي كما يدور القوقل أيرث عبر شاشتي , و كل مدينة أو قرية تتبختر على أختها بشدة حرها و لظى أجوائها إلا منطقة واحدة تقع في الجنوب الغربي من بلادي , نظرت إليها تأملتها , ثم نظرت إلى محفظتي و تأملتها , ثم نظرت إلى عائلتي و تأملتهم , و نظرت إلى الشمس التي تطل علي من النافذة فلم أستطع تأملها من شدةحرها . فكان القرار السريع وهو المبادرة بالرحيل , فعزمت أن أذهب لتلك المنطقة و التي تجعل بيني وبين الشمس غمام , و ترسل على جسمي بضع قطرات من الرذاذ . فرحلنا إلى أبها….فلا أبهى من أبها و لا عسير في عسير…. حلقت بنا الطائرة ونحن نردد ….

قالوا تسافر ؟ قلت مليت الأســـفار
لأهل السفر غاية وأنا غايتي غير
قالوا تصيف ؟ قلت في دار الأخيار
مصــيفي أبــهـا منزل العز والخير
أهيم مع رقصة سحـــابة إلى ثار
وان هبت النسمة وغرد لها الطير

فكأني بتردادي هذه الأبيات أوجه التأنيب إلى نفسي و أكفر عن الذنب الذي أحسه كلما رأت عيني مثل هذه القصيدة , و التي تظهر لي وكأن الأمير الشاعر خالد الفيصل يعنيني بهذه الأبيات , و كأنه يرمي الكلمات ليصيب قلب فتى قد أبتعد كثيراً عن مصايف بلده فأحذ يتجول في كل أرض و يصف كل بلد إلا موطنه وبلده الذي نشأ في عزه . فهذا التقرير هوقربان تكفير…فتقبلوه ….

أهلاً و سهلاً بكم في رحلتي و أقول لكم : مرحباً ألف في رحلتي المصورة في منطقة الجنوب…و التي سوف أنقلها لكم عبر صور متنوعة للقطات مميزة من جبال عسير….


 

الزهور و الأشجار و الثمار

 

أكمل القراءة »

رحلة نسيم نجد من الشرق إلى الغرب في بلاد الإيرلند

رحلة نسيم نجد من الشرق إلى الغرب في بلاد الإيرلند
 

أتيتكم بعد غياب…
و حضرت إليكم بعد انقطاع…
و خفق قلبي مرة أخرى بعد الوصول إليكم و التلاقي معكم…

فإلى كل من سأل عني , أو حمل هم غيابي , أو فتش صفحاتي و لم يجد أثراً يدل على وجودي , فأصابه الحزن لفقدي , أو ظهرت عليه علامات التعجب لتوقفي…
 

إلى كل من بحث عني في طرقات الحياة  ولم يجدني , فتثاقلت عليه الخطوات , و تكبد المشقة بالسؤال , و الحزن بطول الانتظار ….
 

إلى كل من سعى خلف اثري , و قص أثر قدمي , و أخذ يركض خلف اسمي …

فأقول…
بوركتم …ثم بوركتم …ثم بوركتم على سؤالكم …
 

 

و لقد غبت عنكم و أنتم معي , فذكركم دائماً يدور في ذهني , و عطركم يفوح حولي , و نبضكم ينطق به قلبي …فكم كنت أتأمل لحظات أنسي معكم , و كم كنت سارحاً خلف لقاءاتي بكم , و كم كنت أنظر إلى الماضي الجميل الذي جمعني بكم….فإن كان غياب الجسد و الحرف فالعذر منكم , و لكن لم يكن غياب الروح فالروح تسري مع دمي…
 

أحبابي…
غبت عنكم فركبت مركبي الذي تألفه نفسي و اعتادت على الأنس فيه … مركب الحياة الواسع , بما يحمل من مناطق جديدة و صور فريدة وتأملات سعيدة , أبحرت  في مركب الحياة , و جريت في نهر جديد من أنهر هذا العالم الفسيح ….
 

و لقد أبحرت…
لأبحث عن زهور جديدة فأقطفها لكم …
أبحرت…
لأبحث عن شذا لم تجدوه فأقدمه لكم…
 

أبحرت…
لأبحث عن حكايات عجيبة من عالم آخر لتأنسوا بها…
أبحرت…
لأبحث عن صور فريدة لتبتسموا لها…
أبحرت…
لأبحث عن مناطق جديدة للطبيعة لتمتعوا ناظريكم بها… أكمل القراءة »

صورة فوتغرافية قد تغير من حياة إنسان !! جرب ذلك فلن تندم

بسم الله الرحمن الرحيم 

أخوتي و أخواتي السلام عليكم و رحمة الله وبركاته في كل صيف يستعد الناس لخوض غمار السفر و الترحال , و يتكبدون في سبيل ذلك الكثير من المشاق , بل و يحملون أنفسهم من الهموم مالا يطاق . كل ذلك من أجل أن يسعدوا , و أن تظهر رحلتهم بأجمل حلة , و أن تكتمل سعادتهم في أيام رحلتهم . كل ذلك رائع و جميل , و لكن ما رأيكم ؟ لو نظيف هماً آخر من الهموم المهمة في حياتنا !! و هو هم هذا الدين , و التكفل بنشرة بطريقة تكون مقبولة من الجميع . لا أطيل عليكم . و لكن أضع بين يديكم حلاً سهلاً , لعله يكون سبب هداية لإنسان عاش كل ما عمره في طريق الضلالة  . الطريقة بشرح مختصر و عبر خطوات :

 

أكمل القراءة »

طريقة جميلة لتصغير الصور و تنسيقها

ثلاث سنوات و نسيم نجد يبحث عن مخرج و بفضل الله وجدت الطريق

مقدمة :
أخوتي وأخواتي
هذا الأمر يحيرني منذ ثلاث سنوات , حيث دخلت إلى هذا العالم وزادي من المعرفة قليل  و علمي به يسير ,و صعبت علي أشياء كثيرة , و كنت أعتقد أنها لدي فقط , فعندما سألت عنها وجدت الكثير يسألون عنها و يحاولون إيجاد الإجابة لها و لكن بلا فائدة , و من هذه الأشياء , مشكلة تواجه من يريد تنسيق الصور قبل رفعها إلى المواقع , خاصة المواقع التي تحتاج إلى صور كثيرة  في تقاريرها مثل هذا الموقع . فقد كانت تأخذ من وقتي الكثير و الكثير . وتجعلني في ملل دائم من أن أكتب . و ذلك عندما أفكر بعدد الصور التي سوف يتضمنها التقرير ومقدار الوقت الذي سيأخذه هذا التعديل على الصور . فقد كانت خطواتي في الصور هي معدودة . و لكن كانت مؤلمة و متعبة و صعبة . فمثلاً رفع 100 صورة و ذلك بعمل ثلاث خطوات لها ( تصغير الحجم ليتناسب مع المنتدى – و عمل إطار – و كتابة الاسم ) كانت تأخذ من الوقت مايقارب الساعتين . و هذا عمل شاق خاصة مع كثرة التقارير التي تحمل الكثير من الصور , فبعض التقاير يحمل أكثر من 500 صورة .
فكان البحث عن حل يفك طلاسم هذه المشكلة , اتصلت على أخي ( أبو محمد ) فنبهني بإشارة وقال أن الفوتوشوب و عبر ملف يمكن أن يقوم بتصغير مجموعة من الصور , اعتقدت أن الأمر سهل علي , ذهبت إلى ملف و نظرت يمنه ويسره فلم أعرف من أين ابدأ , فقد كان يعتقد أخي وحبيبي أنني على إلمام كامل بمجاهيل ذلك البرنامج الصعب الفوتوشوب , لذا فتشت عبر الجوجل عن تفسير لأقوال أستاذي . فوجدت شيئاً رائعاً ساحراً , يجعل القلب يرقص طرباً من حسناً بين دفتيه .
فإليكم خطوات مبسطة مشروحة مفصلة و بشكل يسير يجعل بإذن الله من يتتبعها الصعب عليه سهل يسير .

أولاً : أعلموا رحمنا الله و إياكم أنني لست ملماً بالفوتوشوب بشكل كامل أواحترافي , لذا لا يعتقد البعض أنني خبير و بالتالي يتصاعب الأمر .
ثانياً : سوف نطبق الأمر على خطوة واحدة وهي تصغير الصور , و من بعدها لك أن تختار أي عمل ثم يقوم به الفوتوشوب بشكل آلي .
ثالثاً : هذا العمل مقدم هدية لإنسان يحب البذل ومساعدة الآخرين , فعندما وجدته فرحت به من أجله , وسعدت أنني سوف استطيع مساعدته – لا أعلم هل يملك طريقة افضل من هذه أم لا – ولكن رغبتي أن أقدم هذا الموضوع كهدية متواضعة له , وهو أخي و حبيبنا و خبيرنا و أستاذنا في العطاء و البذل أخي : aboaziz .
بسم الله نبدأ وبه نستعين : أكمل القراءة »

الأفتتاح

الأفتتاح ….

بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات….و بعد

ينتابني هذه اللحظة شعور غريب , تعجز كلماتي أن ترصده أو أن تترجمه لكم . فجميل أن يجد المرء له مكاناً في هذا العالم الفسيح , و رائعٌ  أن يكون له موضع قدم على هذه الشبكة . يُسمع صوته , و تُقوم كلماته , و تُناقش أطروحاته . و برغم ذلك فإن كل نبضة من نبضات الفرح الساحرة تجعل قلبي يتحرك بنبضة رهبة و يخفق بشعور خوف . إنه بحالة اضطراب و خوف و وجل و مقارنة بين اليوم و الأمس و مدى تغير الحال بينهما . فبالأمس كنت في أحد أركان الإنترنت أعيش بين ألوف الأعضاء و بعيداً عن كل عين . هناك ألألوف السابحة في هذا الفضاء, فمن أمامي ألوف و من بعدي ألوف كلهم يسحبون الأنظار عني , و إن وقعت عيونهم على مقالي و نظروا إلي فوجدوا بعض أخطائي فإني لا أعدم الخير منهم فهم يسددون طريقي . فهناك تُصوب كلماتي مرات و يُغض الطرف عن حرفي مرات أكثر . أما اليوم ففي الصفحة الأولى من هذا العالم يظهر اسمي , وينكشف وجهي و يظهر ظهري , فأبرز و كأني أتحدث أمام جمع غفير من العالم , كل العالم من الشرق للغرب و من الشمال للجنوب. عالم له أول و ليس له آخر . إني أظهر لوحدي و الشاشة تملأ أسمي , فأنظر أمامي فلا أجد أحد و أنظر خلفي فلا أجد أحد . إني بلا سند ظاهر يشتت أذهان الجميع من حولي , إني أكاد أسقط خوفاً . لكن سوف استعين بالله و استمد قوتي منه , و أقف شامخاً ماداً يدي إلى ورقتي لأكتب لكم عن عالمي الخاص ..فمرحباً بكم . أكمل القراءة »

صور و حروف

أخوتي و اخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صور وكلمات و عبارات …..هي لقطات و نبضات …..إلتقطتها و كتبتها……و يكفيني شرفاً أن وقع نور أعينكم عليها .
فتقبلوها مني إليكم مفعمة بالحب ….

 قبل الزواج أحلام وردية

في شهر العسل عيشة هنية

بقية أيام الحياة صراع بين الكدر و العيشة الصافية النقية
فقلل أيام الكدر….. بالحكمة و الإبتسامة و الأمل

 

مهما كنت سعيداً فلن تستطيع أن تعيش وحيداً …….أختر من يناسبك ليعيش معك في جنتك أكمل القراءة »

رحلة نسيم نجد في صحاري نجد…بين الخزامى و النفل ( 5 )

صور شعرية عن صحاري نجد

عندما تهطل الأمطار على صحاري نجد…تعشب الأرض…و تغرد الطيور… و ترتع الأبل….و يخرج أهل نجد لتتبع تلك السحب فيرصدونها ويتتبعونها و السرور يملء قلوبهم….و السعادة تبدو على وجوههم….فهذه دعوة مني إليكم لزيارة نجد عبر الحرف و الصورة فلعلها تنقل لكم بعض المشاعر عبر ….و تفضي على قلوبكم بعض السرور….و  تبرد عنكم حر الصيف….. فأتركم مع هذه اللقطات لهطول الأمطار على صحاري نجد و نبت الربيع و رؤية الحلال و الاستمتاع بعلوم الرجال…و افصلها بفواصل من روائع الشاعر / محمد الأحمد السديري…عن نجد و سكناها . أكمل القراءة »

رحلة نسيم نجد في صحاري نجد…بين الخزامى و النفل ( 4 )

بحيرة مائية وسط كثبان رملية

 

 

هيجت وجدي يا نسيم الصبا ****** ان كنت من نجـد فيـا مرحبـا
جدد فدتك النفس عهد الصبا ****** بذكـرك الحـي وتلـك الـربـى

دائماً ما يشتاق أهل نجد إلى أرضهم و قد يستغرب البعض لما ذاك الحب و لما ذلك التواصل العجيب لأهل نجد مع أرضهم….رغم أنها لا تحمل في نظر البعض سوى أرض قاحلة و رياح لافحة…لكن أرض نجد تخبئ الكثير لأهلها بل و تطربهم و تأسرهم بحبها…. ففي هذه الرحلة سوف ننتقل و إياكم عبر منطقة جديدة في ربوع صحاري نجد….. التي تحمل بين طياتها الكثير من الغرائب…. كما تحمل بين رمالها الكثير من محاسن الطبيعة….سوف أكشف لكم بعضاً مما تعطينا تلك الأرض من الحب فنعطيها كل العشق …. أكمل القراءة »