الشاب نادر على خطى ستيف جوبز

“نادر” صمم له رمزاً خاصاً مبتكراً و مقتبساً بعض الشيء..هذا الرمز عبارة عن تفاحة مقضومة من طرفها الأيمن و مقضومة من طرفها الأيسر..و لها تعبير خاص لديه..فالقضمة ذات اليمين تعبر عن قضمة “ستيف جوبز” و القضمة ذات اليسار تعبر عن قضمة “نادر”..
و التحليل الشخصي عن هذه القضمات لدى “نادر” يدعوا للتفاؤل..فهو يقول إذا كان “ستيف جوبز” قضم العلم من اليمين فإن العلم واسع و سوف أقضم منه ذات الشمال..و سوف يتبقى الكثير من الأشياء التي تسمح للغير أن يكتشفوها و يقدموها للعالم من حولنا بشرط أن تكون ذات بُعد جديد..يقول “نادر” : إن العلم و المعرفة تفاحة لذيذة تحتاج من يقضمها ليقدم للعالم أشياء جميلة..و يتذكر مقولة “ستيف جوبز”: ”عمرك في هذه الدنيا محدود جداً فلا تبدده في محاولات العيش على طريقة الآخرين”
و لدى “نادر” هدف نبيل يريد الوصول إليه..فهو يريد أن يلتحق بالبعثات الخارجية لينهل من العلم بشكل يناسب ما يحمله من نشاط و همة ليغير من حوله..و يريد أن يمحو النظرة السلبية من المجتمع ممن تقلدوا الدكترة بالمراسلة وتزينت الصحف بصورهم بالبشوت المطرزة حتى لو أنهم لا يملكون من العلم مثقال ذرة..أو لا يقومون بأعمال إنتاجية مثمرة..يقول “نادر” :سوف أثبت للعالم أن لدينا شباباً يحملون كنوز عظيمة يعلوها الغبار..فقط تحتج يداً موهوبة حانية تمسح عنها تلك الذرات المتراكمة من مرور الزمن..حتى ننتج أناس مختلفين ليسوا صور مكررة..

ولكن أمر الالتحاق بالجامعات ونظرته السابقة تتعارض مع مايكنه “لستيف جوبز” من إعجاب..”فستيف جوبز” ترك الجامعة و حضي بهذا المكانة العالية بدون شهادات..فتتبعثر في ذهنه الحسابات و يعيش في دوامه لا نهائية..يبحث عن مخرج و يقول لنفسه لو أن “ستيف جوبز” عاش بيننا لألزمه المجتمع بالدراسة الجامعية و إلا لأعتبر فاشلاً في حياته..لذا “نادر” يعتبر الجامعة شرط أساسي للوصول لأهدافه المرسومة سواء أكان مقتنعاً بذلك أو لم يقتنع..إنما يريد أن تكون الشهادة هي عريضة مصالحة و سلام مع المجتمع من حوله..هذا التفكير يزعجه وعندما يدخل في مثل هذا الأمر يحاول أن يغير الموضوع إلى موضوع آخر حتى لا يقع في فخ الأسئلة الملحة المتعارضة في عقلة..والمتعارضة مع أفكار “ستيف جوبز”..
ذهب “نادر” للمطار و لديه عفش بسيط..و لديه طموح كبير..فلو كان الطموح يقاس بالكيلوات لشق على الطائرة أن تحمل طموحه..و لو كانت الآمال تقاس بالأوزان لكبلته و قيدته ولما استطع أي حراك..غلف حلمه وأمله وزينه و وضعه في صندوق الأيام القادمة..و عاهد نفسه أن يصل إلى هذا الصندوق بأفضل السبل و أقصرها و أجملها..فلدى “نادر” قاعدة: أن أجمل الأحلام هي التي نرسمها و نتلذذ بالحلم بها و نعشق السير إليها مهما كان الطريق شاقاً..
في الطائرة لم تستغرق الرحلة الكثير من الوقت على برغم بعد المسافة..حتى أنه لم يتذكر متى تناول الوجبات؟.. و متى أقلعت الطائرة؟.. و متى هبطت؟..فقد كان مستغرقاً بالتفكير بكيفية العيش في أرض الغربة..و كيف الوصول إلى آماله و أحلامه..و مالذي سيحققه لوطنه..وكانت صورة أمه و أبيه بين عينيه في كل هذه الرحلة..
اليوم هو اليوم الأول ل”نادر” في الجامعة..أخذ زينته بكاملها..نظر إلى نفسه في المرآة فلم يعرفها..تنهد كثيراً فكأنه أخرج كل الغبار الذي إكتنزه صدره من أجواء الرياض..و أستنشق هواء رطباً مملوءاً بأريج الزهور من حوله..خشي من ذلك الزفير والشهيق الذي يكرره بعمق أن يصيبه إدمان الأجواء الجميلة..فيستقر في البلاد البعيدة..
تدرج في الجامعة و وجد فيها روحاً علمية مناسبة..و لكن بقي شيئاً واحداً ينغص عليه على الدوام..وهو أن تحصيله العلمي لم يكن كما يجب..فالمواد التي يدرسها تلوي عنقه ولا يقدر عليها..فبالكاد أن يتجاوزها..فتكون النتائج مخيبة لآماله..وكل مادة من المواد ترميها بسهمها حتى تكاد أن تقتله..و كل فصل دراسي مدبر يسلمه لفصل دراسي مقبل بالوعيد الشديد..تدور حول رأسه سحابة سوداء تمطر كدراً..و تقول له أن الحلم شيء و الواقع شيء آخر..و أن القدرات هي التي تدفع المرء للوصول إلى الهدف متى ما إختار الطريق الصحيح المناسب..
يتعوذ من الشيطان من هذه الوساوس..و يبدأ بتسلية نفسه أن سيعوض مافاته في المواد القادمة أو في الفصول التالية..و لكن تأتي مواد جديدة و تنقضي فصول والمعدل لا يتعدل..بل لا يتزحزح عن مكانه فكأنه رضي بهذه المكانة المتدنية..حزن حزناً شديداً..لأن الحياة كشرت أنيابها عنه ولم تمنحه الابتسامة التي كان يتوقعها أو كان يرسمها لنفسه.. يقول ستيف جوبز : ”تقع العديد من الأخطاء أثناء محاولة إحداث التجديد. من الأفضل الاعتراف بالخطأ والبحث عن مجالات أخرى للنشاط”.

يسليه من همومه ما كان يقام من به مناشط منظمة ترفيهية داخل القاعة ..فهو يشارك فيها بلا هوادة..واليوم المنشط المقام في قاعة المحاضرات عن البيئة وكيفية إعادة تدوير النفايات..و قرر أن يشترك فيها من باب التعريف بالبيئة السعودية و كيفية التعامل مع النفايات..و بطريقة تكون محببة و مسلية و تعكس روح المجتمع السعودي..
كل طالب يعرض تجربته بشكل بسيط عن حياته اليومية وكيف يتخلص من النفايات..فلما كان دور “نادر” ..استعرض عليهم كيف يتم تدوير فضلات الطعام المتبقية من الوجبات اليومية..و لأنه لم يتمكن من اللغة بشكل متقن جداَ..فإنه استعان بالصور التي تجيد التحدث بكل لغات العالم..فعرض صوراً عن دولته..ثم صوراً عن بلدته..ثم صوراً عن سكنه مع عائلته في مزرعتهم..ثم صوراً عن الوجبات اليومية..فوصف لهم الوجبات الثلاث صوتاً و صورة..و ذكر مالمعتاد أكله في المجتمع السعودي..و ذكر مثلاً عن وجبة الغداء كوجبة أساسية..فقال نحن نعيش في مزرعة..هذه المزرعة تحتوي على حظائر أغنام و دواجن..و هناك بعض الكلاب السائبة..و القطط الأليفة..فبعد انتهاء الجميع من وجبة الطعام..يتم جمع المتبقي من الأرز للدجاج..و المتبقي من العظام للكلاب..والمتبقي من اللحوم للقطط..و المتبقي من قشور الفواكه للأغنام..و بهذا لا يتبقى من بقايا الطعام أي شيء..و من الغد نستفيد من لحم الدواجن وبيضها.. و من حليب الماعز في وجباتنا..و من الكلاب في الحماية و أكل خشاش الأرض..
نالت هذه الكلمات والصور إعجاب المشرف و الحضور..وصفقوا له طويلاً..التصفيق لم يكن من أجل التدوير الغذائي فقد..بل من أجل ماحملته تلك الكلمة من مقطوعة مصورة غاية في الروعة..حيث أن “نادر” يملك عيناً ساحرة في التقاط الزوايا الخفية..و تقديمها بشكل رائع جذاب..و حيث كانت البيئة السعودية بيئة جديدة على طلاب الجامعة كانت اللقطات ذات أثر لم يسبق له مثيل..كل العمل هذا استحضره من مقولة ستيف جوبز:“اجعل تفكيرك نقيا حتى تكون بسيطا”
المشرف على هذا النشاط شكر “نادر” و شكر جميع المتفاعلين مع النشاط..و طلب من “نادر” أن يقوم بإقامة معرض مصور عن بلاده والبلاد العربية …وأن يصحبها ورشة عمل عن التصوير الفوتغرافي للمميزين من طلاب الجامعة و أعضاء هيئة التدريس..أرتبك بعض الشيء ثم وافق خجلاً و ليس أملاً بنيل شيء..
بدأ المعرض بصور “نادر” النادرة ثم بدأت الدورة.. و بدأ “نادر” اليوم كقائد أركسترا للمجموعة..بين يديه كاميراته الاحترافية..وأمامه لوحات فنية رسمتها عدسته الرائعة..و من قبل ذلك و من بعده مناظر آسره عن بلاده.. عيونه خجلا ممن حوله فهو لا يستطيع أن ينظر الدكاترة و لا أن ينظر إلى المميزين في الجامعة..و لكن كل العيون ملتصقة بهذا الشاب النحيل..كل العيون تتجول مع أينما يذهب..كل العيون تتابع باهتمام ماذا يقول..و ماذا يعمل بكاميرته..لم يتوقع “نادر” أن تنساب الحروف على لسانه بهذه السهولة..و أن يكون بهذه المقدرة على التسلسل المنطقي الرائع في العرض..أو هو نسي نفسه مع هذا العالم الذي يحبه و أحس أن الحروف تنزل على من حوله كقطرات الندى.. فهذه القطرات هي التي يعشقها “نادر” و يبدع في صياغتها و يحبها..يقول ستيف جوبز” يجب أن تجد ما تحب”
انتهت ورشة العمل و لكن لم ينتهي تصفيق الحضور لإبداعات “نادر” .. إلا مع نحنحة المشرف على الورشة و معلناً عن شكره و تقديره لـ”نادر” ..فقال له أمام الحضور:أنت طاقة..أنت مذهل..أنت مبدع..أنت خرافي..أنت رائع..أنت مدهش..لم يستوعبها “نادر” ..حيث أن الكلمات التي تتكرر على مسمعه كثيراً في مراحل حياته..فيها الكثير من الشحنات السلبية العكسية..
انتهت ورشة العمل..ولكن تبقت الكلمات تدندن على الأوتار لتعزف في مخيلته أجمل الألحان..ماهذا السيل الجارف من الثناء؟!..و مالعمل الذي قمت به ويستحق هذا الشكر والتقدير أمام الحضور..كان يعتقد أنها ورشة عمل و معرض تصوير لا أكثر و لا أقل..وتساءل هل حقاً أنا قدمت شيء لم يستطيعه غيري؟!..هو غير مصدق الصدمة الثَنَائِية و الكلمات الشاكرة..لم يفق منها إلا في غرفته يتأمل ما منحته له تلك الكلمات من طاقة بلا حدود..و تذكر مقولة “ستيف جوبز” الطريقة الوحيدة لتنجز عملا مبدعاً هو أن تعشق ما تقوم به..
شارك “نادر” في الكثير من المعارض و فاز أكثر من مرة..و صارت صوره الفائزة تعلق في ردهات الجامعة..مضت السنوات و هو يرتقي منصة تلو منصة من منصات التصوير الاحترافي و كل منصة لها طعم خاص..و كل نجاح له مذاق يختلف عن النجاحات الأخرى..ألتحق في الكثير من الدورات التطويرية.. ..تطور مستواه في التصوير كثيراً و لكن مستواه الدراسي متذبذب لم يبرح مكانه..و معدله كأنه في بيات شتوي صيفي لا يزيد و لا ينقص..والمواد كأنها بدأت تغار من تلك الموهبة التي كشفت عن نفسها في قلبه..و تزينت فأغرته عن هم من همومه..و طريق من طرقات أحلامه..فأرادت أن تعاقبه و ترهقها بصدوده عنها..فأعجزته و تمنعت عنه في فهمها و معرفة مكنونها والوصول لمحتواها من العلم و المعرفة..إنها تعاقبه عندما تخلى عنها و وجد عشقه في طريق آخر يريده و يمنحه كل وقته و حبه..
السنة هذه هي الأخيرة ل”نادر” في الجامعة..و كذلك عنده عمل آخر مهم..حيث هناك ملتقى المصورين لمحترفين في العالم..حيث يعرض كل مصور أجمل صوره..و الفائز غالباً يكون تحت أنظار الصحافة العالمية..و تقدم له العقود الطويلة للعمل في رحابها..عينه على مقولة أستيف جوبز ” في البحث عما يحبه حيث يقول:” إذ لم تجد ما تحبه حتى الآن.. استمر بالبحث..و لا تتوقف”
عكف على هذا العمل كثيراً..وجاهد من أجله كثيراً..و هذا الجهد كان على حساب الدراسة والتي بدأت تشكو حالها و هجرها..و لكن هو يعلم أن بوابة النجاح تستلزم الكثير من الجهد و الكثير من التضحيات..أخضع نفسه للكثير من الضغوطات من أجل أن يصل للنجاح في الجانبين..و لكن السبل تقطعت بين يديه..و بوصلة النجاح تكاد تخونه في هذه اللحظات الحاسمة من حياته..فالجمع بين الأختين الدراسة و الموهبة التي أهبها و عشقه محرم يظهر حرمه من معطيات الأحداث..فالتركيز بدأ يتشتت و الجهد يتبعثر..و لكن لا يأس..فهو يتذكر مقولة ستيف جوبز: ” في بعض الأحيان تضرب الحياة رأسك بحجر لكن عليك أن لا تفقد الإيمان “
أقترب الموعد و تحدد موعد ملتقى النخبة للصور الفونغرافية وشارك بالصور التي يتوقع أن تحقق نجاحاً باهراً في المعرض..ولكن كانت الطامة بالنسبة ل”نادر” حيث أن موعد الملتقى الخاص بالمصورين يتعارض مع اختبار أحد المواد النهائية في الجامعة..ذهب للدكتور و تحدث معه عن الاختبار و إمكانية تأجيله..و لكن الدكتور تعذر عن هذا الأمر..ذهب إلى مشرف الأنشطة حيث أنه يرتبط معه بعلاقة وطيدة و كلمة عن الموضوع…لكن قال أن نظام الجامعة في هذه الجزئية يعتمد على رأي الدكتور وهو الأول و الأخير..هناك ضجيج كما يقول أستيف جوبز:” لا تجعل ضجيج آراء الآخرين يحجب صوتك الداخلي”
ضاقت حيلته و رأى أن أحد أحلامه يكاد أن ينهار..فإما أن يحضر الملتقى و يتغيب عن الاختبار فيكون حقق حلمه و لكن أخفق في تحقيق حلم والديه..أو يحضر الاختبار و يتغيب عن الملتقى فيضحي بأحلامه من أجل والديه.. في هذه الأثناء يرن جواله و إذا بصوت والده عبر الجوال..فيتحدث شاكراً لأبنه أنه لم يخيب ظنه..و أنه على بعد خطوة واحدة من تحقيق أمله..و لم يستطع الأب أن يكمل حديثه فقد خانته العبرة والتعبير..و خانت الابن الكلمات..و انتهت المكالمة و بدون أن يفهم بالضبط نهايتها وإلى أين المصير..قرر أن يتبع حكمة ستيف جوبز :” عش اليوم كأنه آخر يوم بحياتك أنجز فيه كل شيئ ، أحب فيه كل شيء حتى اذا ماجاء غدا فلا تندم !!”
في صباح اليوم التالي وجد “نادر” نفسه في قاعة الاختبارات و لكن قلبه معلق في ملتقى المصورين..يكتب حروف الاختبار و قلبه ينبض بين صور المصورين..وكان أن تواعد مع زميله في الجامعة بحيث يوصله مباشرة بعد الاختبار إلى قاعة الملتقى والتي تقع في طرف المدينة..و استعان بزميلة لكي يكون مستعداً ذهنياً للوصول إلى الملتقى قبل أن تبدأ فقرة استعراض الصور الخاصة به..حيث يشترط الملتقى أن كل فرد يستعرض سيرته الذاتية ثم يقدم الصور للجنة و للجمهور..

يقول أستيف جوبز:” أملك الشجاعة لاتباع قلبك و حدسك”…يفصل نهاية الاختبار عن موعد بدء الملتقى ربع ساعة..و هذه كافية للوصول إن كانت الطرق سالكة..انتهى الاختبار و أجاب على الفقرات بما يضمن له أن يجتاز المادة و بأي معدل..ثم خرج بسرعة من أجل أن يلحق على موعد الملتقى..ركب مع زميله السيارة و غاصت السيارة في طرق المدينة و التي أبت إلا أن تعانده بعض الشيء..فتأخر عن الموعد المحدد عشر دقائق..فمن المفترض أن يكون في هذا الوقت في قاعة المعرض يستعرض صوره على الحضور..أحس “نادر” أن فرصته بالفوز ضعيفة خاصة أن للعرض جزء من الدرجة التقديرية..وأن الوصول في الوقت قد باء بالفشل..ولكن هناك باعث الأمل يقول له لعل الحفل تأخر و بالتالي فقرتك تأخرت عن موعدها المحدد فيكون الحظ هذا اليوم بجانبك..و يأتيه حديث النفس ويقول له أن هذه الدول نسبة الخطأ فيها والتأخير يكاد أن يكون صفر..لذا فتأخير الموعد شبه مستحيل..ثم تعاتبه نفسه و تذكر مقولة ستيف جوبز :”الأمل من أهم الوسائل المعينة على النجاح”
دخل القاعة وعيناه تتلفتان و قلبه ينبض بسرعة..و أنفاسه ثائرة..و يالـ المفاجأة الغير سارة فقد بدأ دوره في الوقت المحدد و لم يلحق على الموعد..والآن الجميع يحيط بصوره و يلتفون حول شخص لا ينكر صوته بل يكاد يعرفه..إنها مفاجأة عظيمة..إنه الدكتور “مشرف الأنشطة” قام بدور “نادر” بشرح الصور المعلقة و بشرح السيرة الذاتية له.. حيث أنه عندما علم بتعارض مادة الجامعة مع ملتقى المصورين ذهب إلى المنظمين و شرح لهم أسباب تغيب “نادر”..فوافقوا على أن يقوم هو بالدور المطلوب..فقرأ المشرف كامل سيرة “نادر” من ملف أنشطة الجامعة و أخذ يشرح بانبهار إبداعات و فنون التصوير لدى هذا الطالب..فلأن الحديث لم يكن عن النفس..فكان حديثه عن “نادر” فيه الكثير من الثناء مما جعل الجميع يعجب به و يستحسنونه..
بعد الملتقى بساعتين أعلن أن الفائز بالمركز الأول هو متسابق من ألمانيا وأن هناك مجموعة من الصحف التي قدمت له عقود للعمل في أنحاء العالم..و الفائز الثاني على مستوى العالم هو المتسابق “نادر”من المملكة العربية السعودية..و تم اختياره من أشهر الصحف الأمريكية للعمل مع طاقمها الاحترافي بعقد خيالي..مع السعي في حصوله على أقامة دائمة في أمريكا..وهنا تذكر “نادر” مقولة ستيف جوبز: “لا يهمني أن أكون أغنى رجل قدر ما يهمني أن أعود للفراش في المساء وأنا أشعر أنني قمت بشيء رائع..
لم يستطع “نادر” أن يتكلم..و لم يستطع أن يجاوب أو يتجاوب مع العرض المقدم..خانه التعبير..و ألتف حوله الأصدقاء و المشرفين مهنئين بهذا الفوز و هذه الفرصة الذهبية..العقد قد حرر من قبل و صورة العقد تظهر على شاشة عملاقة وسط القاعة..و مطلوب من “نادر” أن يوقع على النسخة الأولية في الملتقى أمام الحشد..تقدم “نادر” نحو المنصة فقال..شكراً لكم جميعاً..شكراً لمشرف الأنشطة الذي لم يحرمني من هذه اللحظة التاريخية….تقدم نحو العقد ..وأخذ القلم ..تردد كثيراً..تذكر كل ماقدم له هنا من أجل موهبته..تذكر الأعمال الجلية التي قدمها له مشرف الأنشطة في الجامعة..تذكر كيف أن النجاح هو لثام في وجه كل إنسان يحتاج من يميطه عنه..ثم كتب في مكان التوقيع..
بلادي وان جارت علي عزيزة *** وأهلي وان ضنوا علي كرام
ثم أعتذر..
ومضة : أستيف جوبز :” إن وقتك محدود لذا لا تضيعه في عيش حياة شخص آخر” حتى لو كان أستيف جوبز

al_sugair@

عن سليمان الصقير

محب للسفر والترحال : مؤلفاتي : 1- 800 خطوة لرحلة سياحية ممتعة 2- 150 طريقة ليصل برك بأمك 3- أمي أنتِ جنتي 4- بنيتي لكِ حبي 5- مذكرات مدمن إنترنت

شاهد أيضاً

هل حقاَ مات العرب المسافرون؟

أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده (رماني).. وأسقيه من عذب حروفي فلما تعلم الحرف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.