كأس العالم : كيف نستثمر أوقات رمضان بدون أن نفرط بمتعة المباريات

في كأس العالم كيف نستثمر أوقات رمضان بدون أن نفرط بمتعة المباريات

الملخص في جدول جاهز للطباعة بصيغة pdf : أضغط هنا

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يتخلل شهر رمضان هذه السنة بعض مباريات كأس العالم في كرة القدم, ويعتبر كأس العالم هي التظاهرة العالمية الأبرز في كوكب الأرض. وتُعقد كل أربع سنوات بعد تصفيات متعددة تخرج منها المنتخبات الأقل كفاءة ,وتتبقى المنتخبات النخبة, ثم تجتمع في زاوية من زوايا العالم فتسلط عليهم الأضواء ليعلنوا من هو المنتخب الملك لهذه اللعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم.

في زاوية أخرى يقف المشايخ الأفاضل والمصلحون في مفترق طرق من هذه التظاهرة بالأصل فكيف إذا وافقت شهراً كريماً تحصد فيه ثمار سنة وفيه ليلة خيرٌ من ألف شهر.

فمنهم من يحذر, ويدع بالويل والثبور على من تسبب بإقامتها ونقلها وترويجها, ويعتبرها طامة كبرى نزلت بأرض المسلمين.

ومنهم من تمر عليه هذه التظاهرة مرور الكرام, لاهي لفتت انتباهه ولا هو لفت الناس عنها.

والبعض الآخر ينظر لها بشكل آخر, وأن لا فرار منها, وأن التحذير منها وحث الناس على هجرها لن يجد آذاناً صاغية في هذا المجال, لأن الناس قد تعلقوا بها, لذا هو يعمل على تبصيرهم وإرشادهم.

وأجد نفسي مع الطرف الأخير حيث من يعرف الشباب ومدى تعلقهم بكرة القدم يعلم أن من يحاول صرفهم عنها إنما يحاول عبثاً, ولكن –برأيي- هي فرصة لنبحث عن النقاط المشتركة مع الشباب ونخاطبهم بها, وهي فرصة لأن نتقرب من الشباب ونعرف نبضهم, و من ثم نخفق معهم بما يجول في خواطرهم.

الشباب في رمضان لهم إما جلسات في الاستراحات, أو ملتقيات في المقاهي والكفيهات, أو تسلي بالدوران في الشوارع أو المراكز التجارية, أو مشاهدة القنوات الفضائية وماتبث من برامج مختلفة بينها الغث والسمين, وكل ذلك برأيي أعظم فتنة وأكثر خطراً من مشاهدة مباريات كأس العالم.

لذا أضع بين أيدي المشايخ الكرام, والشباب الأافضل برنامجاً رمضانياً ينبه الشباب لكيفية الموازنة بين كأس العالم واستغلال رمضان بشكل مناسب, وبين حفظ حق  الله سبحانه وتعالى, وحفظ حق النفس من تسليتها والترويح عهنا.

فكيف تستغل أوقات رمضان الكريم مع عدم تفويت متعة المباريات :

1. تبدأ المباريات في المواعيد التالية : 7م : 10م : 11م : 12م : والمباراة الوحيدة التي تتداخل مع وقت الصلاة هي مباراة الساعة السابعة, حيث تكون في بعض مناطق المملكة قبل أذان المغرب وبعضها بعد أذان المغرب. فحري أن لا نغفل في هذه المباريات عن الدعاء وقت الإفطار, وترديد الأذان, وتطبيق سنن الإفطار, و التبكير إلى صلاة المغرب و العشاء.
2. الحرص أن لا يشدنا حماس المباريات على أن نفقد أعصابنا في تعاملنا مع أسرتنا وأطفالنا وأخوتنا, فيتحول الحماس إلى غضب أو حنق على الأهل. والحذر في ذلك بشكل أكبر مع الوالدين, ويمكن لمن لا يستطيع ضبط أعصابه أن يشاهد المباريات بمكان مستقل.
3. الحرص على سؤال الوالدين و الأهل عن حاجاتهم التي يريدونها من الأسواق أو مشاويرهم الخاصة قبل بدء المباريات, أو قبلها بيوم , وذلك حتى لا نغضبهم أو نؤخر تلبية طلباتهم.
4. الحرص أن يكون وقت المباراة وقت اجتماع مع العائلة وأنس معهم, بحيث لا يضيع يومك بالكامل وأنت لوحدك أمام الشاشة, فجلوسك مع أهلك تؤجر عليه, فمنه إدخال السرور في قلوبهم, و فيه حديث وأنس ولقاء.
5. لا تغفل عن التسبيح والتهليل والتحميد وذكر الله أثناء المباريات.
6. مابين الشوطين حاول أن يكون لك فترة راحة, إما بقضائه مع الأهل , أو فترة قراءة عامة, أو وقت لقراءة القرآن الكريم. وهل تعلم أنك تستطيع أن تقرأ 16جزء من القرآن الكريم إذا استغليت فقط مابين الشوطين, بفرض أن الجزء قد يأخذ منك 15دقيقة.
7. احرص أن لا تتابع كل مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن كأس العالم, فقط تابع موقع واحد مفيد وشامل.
8. واحرص أن لا تشاهد الإعادة للمباريات أو للأهداف عبر التلفاز أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو اللقطات المميزة, وذلك حتى لا يستهلك كامل وقتك.
9. لا تحاور أو تناقش في المباريات عبر مواقع التواصل الاجتماعي, بل مر مرور الكرام.
10. احرص على غض البصر لما يمكن أن تحتويه لقطات ودعايات مابين الشوطين, فصوم نهارك يجب أن لا ينقضه فطر ليلك.
11. ليست كل المباريات مهمة, حدد لك بعض المباريات وتابعها, وأما التي لا تستحق فشاهد ملخص المباراة من أحد المواقع.
12. حذاري من السباب, أو اللعن أو الشتم أو الهمز واللمز, فأنت بغنى عن ذلك.
13. حاول أن يكون شهر رمضان منعطف لتقويم انفعالاتك الرياضية, وتفاعلاتك, وأن تكون الرياضة في حياتك هواية يخصص لها الأوقات التي لا يوجد لديك فيها ارتباطات مهمة.
14. قد يكون وقت بعض المباريات وقتاً مناسباً لقضاء بعض الأعمال التي يمكن قضاؤها عند المباراة, أو وقتاً مناسباً لأعمال الصيانة للبيت, بحيث تتابع المباراة بشكل متقطع يفي باهتمامك ولا يحرمك من وقتك.
15. لا تستحوذ المباريات على عقلك الباطن, فتكون محل اهتمامك أو تفكيرك في الصلاة أو في أوقات قراءة القرآن.
16. لا تحرمك المباريات من الإنصات لحديث والديك, أو تبعدك عنهم.
17. قد يكون وقت المباراة مناسباً لإجراء مكالماتك المهمة أو صلة رحمك بمكالمة ,أو قضاء أشغالك عبر الجوال.
18. يحسن بالآباء والأمهات أن يتفهموا شغف أبنائهم بالمباريات, فلا يصروا على أعمال قد تقضى في أوقات أخرى غير وقت المباريات, وعليهم أن يسألوهم عن أنسب وقت لقضاء مشاويرهم وأشغالهم, فمن الجميل أن يعين الوالدين الأبناء على برهم.
19. نذكر  الوالدين بالحذر من الدعاء على أبنائهم بسبب المباريات, أو بسبب انشغالهم بها, فحذاري من أوقات الإجابة أن يقبل فيها دعوة على الأبناء.
20. وننبه المهتمين بالمباريات أن يختاروا المسجد المناسب للتراويح والذي يتوافق مع مواعيد المباريات, بحيث لا يترك الصلاة ولا تفوته المباراة.
21. ويحسن بالأئمة والوعاظ أن يستثمروا الجانب الإيجابي في أفعال الشباب, فبدل أن يتحدثوا عن فوات الصلاة من بعض الشباب, فعليهم تشجيعهم وإيجاد طرق إيجابية لتحبيبهم, وكذلك ذكر الجانب المشرق من المجموعات المصلية من فئات شبابنا الغالية.
22. برأيي أن المغرد في تويتر, و إمام المسجد أو الوالدين أن يعرفوا أوقات وجدول المباريات ففي ذلك فائدة عظيمة للجميع.
23. على الوالدين أو الأئمة ألا يعارضوا اهتمام الشباب بالمباريات, ولا يكيلوا لها الشتم والسباب, فهي هوايتهم وحبهم, فمن المستحيل أن تقتلعها في يوم وليلة, ولكن عليكم بإبداء الطرق المبتكرة للاستفادة من أوقاتهم أثناء المباراة.
24. نذكر الوالدين تحمل أبنائهم في فترة المباريات, واحتساب ذلك عند الله, وكذلك العمل على التفاعل معهم ومع اهتماماتهم, ومد جسور المحبة بينهم.
25. حذاري أيها الأب أن تحرم أولادك من قنوات المباريات, خاصة إن رأيته سوف يخرج إلى أماكن لا تعرفها ولا تعلمها من أجل مشاهدة مباريات البطولة, فكونه أمام ناظريك فهو في مأمن أكثر من تلك المقاهي المبتذلة أو الاستراحات التي تروج لشرب المشروبات المضرة من الدخان والشيشة, أو من صحبة لا تعرف حالهم وأحوالهم.
26. جدول المباريات المقامة في رمضان وخانة لتنظيم واستثمار وقت المباريات بالمفيد :