أثر السفر للدول الغربية على الأبناء

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين

في موضوع طرح في زاد المسافر يناقش أثر السفر على الأطفال كانت هذه الإجابة :
إن من نعم الله تعالى أن جعل بيننا و فينا من يفكر و يـأمل خطوات حياته , و يرسم طريقه بحسب ما جاء به الشرع الحنيف , وهذا لم يكن إلا بمنة من الله و فضل . وإلا الكثير… الكثير من خلقه يتخبطون في الحياة الدنيا و لا يتأملون أفعالهم و تصرفاتهم..هل وافقت أم خالفت شرع خالقهم  .
لا أخفيكم أن المقام يضيق على الطرح بشكل عام , و لكن يجدر بمن مر أن لا يبخل , و من حضر أن يتكرم , و من خاض تجربة أن يفيد من حوله بما يقدر .
أما البحث المطروح أو اللقاء المطلوب فقد كان جزء من كتابي الثاني الذي تم – و بحمد الله وفضله – فسحه من وزارة الإعلام و هو في خضم الطباعة  – أخشى أنني قد حولت الموضوع إلى دعاية – أقول قد وضعت من ضمن النقاط  الكتاب الـ 800 المطروحة للرحلات السياحية في ذلك الكتاب .فصلاً يتحدث عن الرحلات العائلية , فأوردت كيف ننمي قدرات أطفالنا , و كيف نستفيد من طاقاتهم وبالمقابل كيف نحافظ على قيمهم و مبادئهم …فلعلي أبدأ الحديث و بشكل عام عن الأبناء و ليس الأطفال فقط .

الإيجابيات :
1. تنمية المعرفة في نفوس أبنائنا .
2. الاحتكاك بهم و التعرف قدراتهم .
3. هدم الروتين الممل بيننا وبينهم في الحياة العامة .
4. مراقبة تصرفاتهم ومعرفة طرق تفكيرهم .
5. بناء حوار بناء معهم .
6.  تعليمهم الاعتماد على النفس .
7. إعطاء صور على أرض الواقع بين الحق و الباطل وذلك عبر الشرح والتوضيح لمواقف سلبية في الدول الغربية .
8. إعطاء نظرة متوازنة تدل على الشخصية المسلمة , و ذلك بطرح بعض الجوانب الجميلة في حياتهم , و ربطها بالقيم التي بناها الإسلام و اتخذوها نبراساً في حياتهم و اتخذناها شعارات بدون ممارسات  .
9. رفع الثقة في نفوسهم , و زيادة الخبرة في جوانب عدة في حياتهم , و ذلك عبر فتح المجال لهم بأن يقودوا دفة الرحلة في أوقات متفرقة .
10. يمكن أن تكون مجالاً خصباً بأن نجعلهم أكثر تعلقاً بدينهم من خلال زيارة المراكز الإسلامية , و التواصل مع أخوتنا هناك , و توزيع المصاحف أو الكتب التي تتحدث بلغة تلك البلد .
11. للفتيات قد يكون التمسك بالحجاب , و عدم التهاون فيه  قد يكون درساً رائعاً عظيماً  في أعلى مراتب الإيمان و هو الإحسان و هو كما تعلمون أن تعبد الله كأنك تراه فإن لمتكن تراه فإنه يراك . ففي ذلك تفعيل للرقابة الذاتية , و معرفة بحق و عن تجربة بكيفية التعامل مع الخالق فوق كل أرض .
12. يمكن من خلال رسم البرنامج الخاص بالرحلة أن ننمي فيهم أن ديننا هو أول اهتماماتنا , و أننا نترك كل مايخالف ديننا من أجل خالقنا , و ذلك عبر اختيار البرامج التي تتوافق مع قيمنا , وحذف التي تدور الشكوك حولها .
13. في السفر نجعل أبناءنا  يسبقون جيلهم ,  فهم يطلعون على حضارة لم تتوفر بين أيديهم .
14. أيضاً من جانب آخر قد تكون رحلة تفكر في خلق الله فمن يرى جمال الطبيعة هناك , يحسن أن يذكرهم بما أعد الله من الجنان لعبادة المتقين الخائفين من مخالفة رب العالمين .
15. 
مع الملاحظة أن الإيجابيات المذكورة  قد تكون مشتركة في أي رحلة و ليس السفر للدول الغربية بالذات .

السلبيات :
1. أعظم سلبية أن السفر للدول الغربية أنه قد يكون مجالاً خصباً لبذر الشبهات ,  أو زرع الشهوات .و هذا أمر خطير و هي مداخل الشيطان التي قد يدمر بها حياته بالكلية .
2. قد ينطبق المثل على أطفالنا خاصة , فتكون كثرة المساس تقلل الإحساس .
3. أيضاً قد ينبهر الأبناء برقي الحياة الغربية , و تأخذهم زينتها , فتكون ذا أثراً سلبياً في حياتهم .
4. قلة الاحتكاك ,  تولد عدم المعرفة الحقة بهم , و رؤية المظاهر الجميلة تخاطب العقل إلى أن خلف هذا التقدم قيم ومبادئ رائعة .بينما الأمر ليس كذلك بالضبط , فنعم لديهم حياة منظمة وراقية , و لكن لم تكن وليدة المبادئ و القيم و التربية . بل هي وليدة النظام الصارم , و التنظيمات الدقيقة للحياة لديهم . و التخطيط المسبق للمستقبل من قبلهم .
5. الرقابة تستمر من الوالدين , و لكن قد تحين زلة في وقت غفلة فتهد بنيان سنين .
6. كذلك قد يكون الرقيب حذراً و متابعاً , و لكن تبقى النظرة الأولى هي الأشد خطراً , فقد تقع العين على منظراً خادشٍ يستمر العمر كله .
7. التعود على السفر للخارج , و عدم القناعة بغيره من الترفيه ,  ففي ذلك أثر على النفس بالزهد بما دونه .
8. ممارسات المراهقين و المراهقات من أبناء المسلمين و المسلمات في البلاد الغربية ,  قد تكون بداية لأثر سلبي على أبنائنا . فهؤلاء منا و من بيئتنا . و التأثر بهم محتمل أكثر من غيرهم .
9. الاعتياد على السفر في الصغر قد يكسر حاجز الخوف من السفر , وكسر هذا الحاجز له إيجابيات كثيرة , و لكن قد تكون له عواقب وخيمة .
10. الفضول قد يدفع النفس البشرية الضعيفة للتجربة , و الأبناء في مرحلة الطفولة هم أكثر الناس حباً لتطبق ما يرونه على أرض الواقع . أما من هم أكبر فقد يكون الاكتشاف دافعهم و ديدنهم .
11. قد يختلط على إفهام أطفالنا أو أبنائنا معنى الولاء و البراء عندما يرون التعامل الرائع لأهل تلك الدول , وينظرون إلى التعامل السيئ لبعض حكومات تلك الدول مع أبناء المسلمين و دولهم . فيحدث شرخاً في تفكيرهم , و انفصاما في فهمهم , خاصة أن أغلبنا دائماً ما ينسب أسباب انتكاس الأمة لتتابع ويلات الأعداء و لم تنسب لإخفاق الأبناء .

في الختام :
المشكلة التي نراها من خلال العرض السابق أن أغلب الإيجابيات هي أمور قد تقترب من إيجابيات في الحياة الدنيوية أو الدينية قد يتم تفعيلها في غير السفر للدول الغربية , و أن أغلب السلبيات هي قد تمس الأمور الدينية و غالبها تتم بسبب السفر للخارج .

بارك الله فيكم

عن سليمان الصقير

محب للسفر والترحال : مؤلفاتي : 1- 800 خطوة لرحلة سياحية ممتعة 2- 150 طريقة ليصل برك بأمك 3- أمي أنتِ جنتي 4- بنيتي لكِ حبي 5- مذكرات مدمن إنترنت

شاهد أيضاً

مقاطع من الذكر الحكيم تناسب مدة الإنستقرام (15ثانية)

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته برغب الكثير بدمج مقاطع للقرآن الكريم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.