أكتوبر, 2009 بواسطة : نسيم نجد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخوتي وأخواتي الأفاضل..
••• لمن لا يحب الإطالة و يعشق الاختصار, ويكره التفاصيل ,و يرضى بالقليل, فإليكم هذه الروابط عن رحلتي إلى أوزنقول فهي بإذن الله تفي بالغرض لمن عقد العزم على السفر لتلك البلد.
هنا تجد بعض الروابط التي كتبتها من قبل عن خطة السفر و التجهيز له:
••• أضغط على رابط موضوع : التخطيط للسفر.
••• أضغط على رابط موضوع : برنامج يحسب ميزانية السفر لتركيا.
••• أضغط على رابط موضوع : الطريق البري الموصل إلى أوزنقول مع البرنامج للرحلة.
••• أضغط على رابط موضوع مصور: أوزنقول تكفي عن أي قول.
••• لمن يريد أن يتعرف على الطرق المؤدية إلى أوزنقول فأقول بشكل مختصر هناك عدة طرق:
••• في البداية لنتفق أن كل الطرق تبحث عن مدينة كهرمان مرش KahramanMarash و في هذه المدينة تلتقي كل الطرقات المتجهة إلى Uzungol فهي طرق موحدة لمن لم يسلك الطريق السريع و البعيد و الذي يمر بالقرب من مدينة قيسري kayseri..لذا فالعبرة بأي الطرق التي تصل إلى كهرمان مرش Kahraman Marash بيسر و سهولة, فالتقسيم هنا سوف يوضح بعض الطرقات المقترحة :
•••الطريق المفضل لدي : حلب ثم إعزاز ثم kilis ثم gazi anteb ثم Kahraman Marash ثم Uzungol
رابط خارطة الطريق من قوقل ( أضغط هنا )
فهو الطريق الأفضل برأيي و يسمى منفذ السلامة من قبل الحدود السورية حيث الخروج من مدينة إعزاز السورية بعد المرور على حلب, فالطريق داخل سوريا سريعاً, و من ثم الوصول إلى كهرمان مرش Kahraman Marash عبر مدينة كلس kilis ثم غازي إنتاب التركية gazi anteb حيث المسافة قصيرة, و يتخلله طرق زراعية, و طرق سريعة مدفوعة و مجانية, و الطريق برأيي أفضل من طريق كسب أنطاكيا الصعب.
••• الطريق الثاني : اللاذقية ثم كسب ثم antakya ثم iskendarun ثم Kahraman Marash ثم Uzungol
رابط خارطة الطريق من قوقل ( أضغط هنا )
و هو الطريق الأقل سوءاً حيث يتجه المسافر بعد أن يدخل الحدود التركية عن طريق كسب حيث يمر بمدينة antakya و لكن يتجه المسافر إلى iskendarun أسكندرونا و من بعدها إلى كهرمان مرش KahramanMarash حيث أن الطريق المستخدم في هذه الخطة يعتبر طريقاً سريعاً متقدماً و ينجيك من سوء الطريق الزراعي قبل كهرمان مرشKahramanMarash.
ملحوظة :لم أجرب هذا الطريق و لكن بعض الصحب أستحسنوه على غيره.
رابط خارطة الطريق من قوقل ( أضغط هنا )
••• الطريق الثالث :اللاذقية ثم كسب ثم Yayladagi ثم antakya ثم Kahraman Marash ثم Uzungol
رابط خارطة الطريق من قوقل ( أضغط هنا )
الطريق السيئ الأول من منفذ كسب مروراً بأنطاكيا antakya حتى الوصول إلى كهرمان مرش KahramanMarashو أسوء مافيه تعرج الطريق من اللاذقية حتى كسب, و بعد الدخول للحدود التركية فإن الطريق يكون بشكل طريق زراعي بدائي صعب المسير, و أفضل مافي هذا الطريق المنافذ الحدودية السورية و التركية, حيث أنها متجاورة متقاربة بشكل يجعلها وكأنها حدود واحدة , أيضاً قلة الزحام في المنفذ مما انعكس على معاملة المسافرين, كذلك رقي المنفذ التركي في تصميمه و خدماته.
••• الطريق الرابع : حلب ثم لباب الهوى ثم citvegozu ثم Reyhanli ثم KahramanMarash ثم Uzungol
رابط خارطة الطريق من قوقل ( أضغط هنا )
منفذ باب الهوى يحتل المرتبة الثانية في السوء, و موطن السوء فيه أنه هو المنفذ الرئيسي بين سوريا و تركيا مما يجعله مزدحماً بشكل لا يطاق, و كذلك لأن الطريق من باب الهوى حتى كهرمان مرش يعتبر نفس الطريق المستخدم تقريباً من منفذ كسب وبالتالي سوء الطريق سوف يلحق بك هنا حيث نفس المشكلة التي تحدثنا عنها سابقاً فطريق زراعي و زحام. مما يميز هذا الطريق وجوده على طريق حلب السريع داخل الحدود السورية.و وجود كافة الخدمات في الحدود.
كل الطرق مجتمعة في خارطة واحدة ( أضغط هنا )
صفحة الخرائط من قوقل ( أضغط هنا )
••• ماسبق هو الموجز و إليكم التفاصيل…
••• نقول بسم الله بدأنا و على ربنا توكلنا, و نسأله الصواب و التوفيق و السداد و الرشاد. فإن أصبنا فبفضله و إن أخطأنا فمن أنفسنا و ذنوبنا و الشيطان, فنسأله العفو من الزلل و الخطأ و النسيان.
••• على بلاطة و بصريح العبارة سوف أقول أن من قال أن طريق الوصول إلى أوزنقول Uzungol سهل و ميسر فقد جانب الصواب بل لم يمر بجانب الصواب البتة, و لا أعلم إلا القليل ممن حذر من بعض معضلات هذا الطريق و لم أجد من وصفه بمايستحق من الصعوبة و العسر في كل شيء ” ذكرت الكلمة كل شيء السابقة حتى لا أملأ الصفحات بتعديد السلبيات ” , و أستثني من ذلك القلة من الأخوة و مشرفنا الفاضل / العاشق المسافر فقد نصحني قبل أن أسافر بعدم السفر براً مع هذا الطريق.
••• و على بلاطة أفخم و أنعم من أختها السابقة لو سألني أحدهم هل سوف تكرر السفر إلى تركيا مرة أخرى و بنفس الطريق و الوسيلة لقلت نعم و بإذن الله .
••• لا يعتبر ماسبق من البلاط هو نوع من الشد و الجذب لهذا الموضوع المتواضع, أو هي حرب نفسية لكتّاب هذه البوابة الرائعة أو ألغاز و أحاجي لمن يمر عبر هذه المدونة إنما هي حقيقة بحتة و حق ظاهر سوف تتبينون صوابه أو خطأه عند تتبع أسطر كاتب الرحلة.
••• الحديث عن طريق أوزنقول Uzungol البري قد يكون هو الأهم من كل حديث, و هو أولى بالتباحث و التشاور من قبل الكتاب ممن رحلوا إلى تلك البلاد, أو يودون المسير إليها في قادم الأيام لذا فسوف أضع الحديث عبر نقاط بسيطة و وقفات للقارئ بإذن الله مريحة.
••• من أراد أن يسافر من السعودية أو من الخليج فهو سوف يمر بدول عدة أولها الأردن ثم سوريا و النهاية هي تركيا. و بين هذه وتلك اختلافات جذرية من كل ناحية فعلى المسافر أن يغير برمجته بعد كل نقطة حدودية.
••• و عندما أذكر في ثنايا هذا الحديث أن الطريق الفلاني نتعرج صعب فلا يعتقد القارئ أنني أتحدث عن طريق لا يستطيعه إلا المهرة من قائدي السيارات بل المقصود أن هناك بعض الناس يصاب بدوار و غثيان من مثل هذه الطرق فلذا لزم التوضيح.
••• لمن يسافر عبر المنافذ البرية فسوف يمر في كل حدود على دائرة الجوازات و الجمارك, فالجوازات عليهم أن بسمحوا بمرور الأشخاص حاملي الجوازات و يطابقونها و يدخلون الأسماء فاللرجال مكان و للنساء مكان مختص. و الجمار يتفحصون الأمتعة و يسجلون المركبات الخارجة و الداخلة.و يحتاج ذلك إلى تأمين على السيارة و تتراوح قيمة التأمين المصروف في الحدود على حسب المدة المطلوبة فلكل مدة سعر محدد.
••• يحسن من كان معه مجموعة أن يقسم العمل بين أفراد المجموعة من أجل تخليص الأوراق بسرعة, فقائد السيارة يخلص التأمين, و النساء يتم مطابقتهن على الجوازات, و البقية يصطفون من أجل إدخال الأسماء من قبل الجوازات.
••• يلزم لمن يريد السفر براً أن يحمل رخصة قيادة سارية و إن أمكن رخصة دولية فهذا أفضل, و استمارة المركبة, و تربتيك للمركبة. و هذا الأخير يتطلب أن تكون استمارة المركبة سارية و فحص دوري للسيارة لم ينتهي _ شروط التربتيك خاصة بالسعوديين _
• الطرق و الحدود السعودية
••• الطرق السعودية من المنطقة الوسطى للمنطقة الشمالية هي طرق مريحة و سريعة, و لكن طريق القصيم – حائل – الجوف تنقصه الخدمات فقد تم الأنتهاء منها للتو, فلا توجد فيه محطات للوقود على الطريق مباشرة.
••• حتى و إن توفرت محطات الوقود فهي بحالة رثة, و مساجدها بوضع مزري, و لا أدري متى سوف تنتهي هذه المعضلة , و متى يكون المتبرع راجياً الثواب الكامل من الله, و يحتسب أن يكون في ذلك المسجد عامل نظافة متخصص فقط من أجل أن يتم تنظيف المسجد كل حين.و الغريب أننا نرضا هذا الهوان لبيوت الله و لا نرضاها لبيوتنا. و متى تتحرك دائرة الأوقاف و تمنع أن يقام أي مسجد مالم يتعهد المتبرع بتخصيص عامل نظافة متفرغ. و لا أعلم متى ينتشر الوعي لدى المصلين و يعتبرون تنظف المساجد و عدم اتساخها جزء من واجبنا الديني. إنني أخجل كل الخجل من أوضاعنا. و المشكلة أننا قبلة العالم و طريق المعتمرين و الحاج و رزقنا الله من كل خير, فنحن لسنا ننتظر المساعدة من أحد , بينما دولة مثل تركيا و قرى صغيرة فقيرة تجدها تحافظ على المساجد فتجعلها تحفة, و كم كنت أتمنى أن نرفع شعاراً توعوياً تربوياً لنا و لأسرنا و لمن حولنا من أجل أن يتم الحفاظ عليها و التوعية بأهمية السعي خلف نظافة بيوت الله.و حديث الرسول صلى الله عليه و سلم خير دليل و مرشد فقد سأل ذات مرة عن المرأة التي كانت تقش و تنظف المسجد فقد فقدها فقيل له أنها قد توفيت فإنطلق إلى قبرها و صلى عليها, و هذا يدل على فضلها و مكانتها.
••• دائماً ما يمثل لي دخول مدينة حائل عبر ذلك الطريق هاجساً أكبر مشكلة لا تنتهي, فقد أخذ من وقتي المحسوب مايزيد على 45 دقيقة.و أشد من ذلك أن اللوحات الإرشادية التي تدل على طريق الجوف ليست مكثفة أو واضحة.
••• في حائل توقفت السيارة بعطل لمدة ثلاث ساعات أو تزيد, و لم تبرح مكانها فحمدت الله أن لم يكن هذا العطل قبل حائل أو من بعدها , ذهبت لأكثر من ورشة و تعذروا عن إصلاحها, و قالوا أنهم لا يعرفون للسيارات الأمريكية, و ذهبت لصاحب ورشة سعودي فأختبرها فقال: الذي يظهر لي أنها بحالة سليمة. و اتصلت على من قام بصيانتها قبل سفري فقال: أنه يتوقع أنه عطل بسيط فلا يوقفك عن المسير, مررت بورشة أخرى فوجدت الميكانيكي قد انتهى عمله و لن يعود إلا يوم السبت و نحن في مغرب الخميس . في هذا الوقت انطفأت لمبة العطل الموجودة في كبينة القيادة, فتفحصت السيارة فوجدت أن صغيرتي قد وضعت بعض ألعابها على مفتاح التحكم الخاص بفتح النافذة فلما أزلته زال مؤشر العطل, فأخبرني الكهربائي أن هذه الحساسات الموجودة في السيارات تكون حذرة بزيادة, فقد يكون هذا هو سبب العطل..بالطبع توكلت على الله و لكن أمامي طريق يزيد على 600 كلم فقد سرى في نفسي الخوف وبخاصة أن الوقت متأخر و الطريق معدوم من الورش و المحطات لم تنشأ بعد.
••• توكلت على الله و أيقنت أن الله أخرني لخير, مضيت عند الساعة التاسعة من حائل و الليل يلف الكون من حولي, و المارد الأسود يتعرج على سفوح النفود الكبير, لم يكن هناك إلا القليل من عابري الطريق و أنا و بعض عيون القطط التي غرست منذ فترة بسيطة في قلب الأرض. فكان الهدوء هو المسيطر.لا يقطع ذلك الهدوء سوى أنوار قادم من بعيد, أو حراك الرسوم المتحركة المعروضة على شاشة السيارة أو عبث صغيرتي و تنقلها بين المقعد الأمامي و الخلفي ثم العودة بسرعة بعد أن يطردها أخوتها.
••• و لعلي إن أشرت أعلاه عن عالم الأجهزة الالكترونية, و سيطرتها على الأجيال القادمة, فهذا أمر يروعني فصغاري لديهم شاشة السيارة, و أبني يلعب في جهاز الألعاب, و آخر معه جهاز المحمول, و بنيتي تتفحص جهاز الجوال, فالكل يعيش لوحده في عالم إلكتروني يقرب البعيد و يبعد القريب ” نحن” . و هذه الحرب الإلكترونية مخيفة و خطيرة, و لقد زاد خطرها بالتواصل المباشر عبر أجهزة الإنترنت الهوائية و صارت هي هم المرء المهتم بها في كل وقت و حين. و لكن الطامة أن منع أطفالي أو أطفالك عنها يجعلهم كأنهم في سجن صغير, فالمجتمع كل تجرفهم هذه الجرافة, و تعصف بهم هذه الدوامة. تبقى شيء يسير من الأمل, فقد حملت معي كتاباً لأقرأه بنفسي و حملت ابنتي رواية كنت اشتريتها من قبل لتقرأها, فسررت بذلك فهذا يعني أن الأجهزة لن تأخذ كل وقتها .و بالفعل أتمت قراءة الرواية.
••• في الطريق السريع بين حائل و الجوف استوقفني رجل المرور, وبعدما نزلت إليه طلب مني بطاقة العائلة و رخصة القيادة. فأعطيته الرخصة و الجواز. فقال: أريد بطاقة العائلة فأخبرته بعزمي السفر لخارج المملكة و بالتالي إن حمل البطاقة كما أعرف و أسمع من تنبيهات وزارة الداخلية أمر مخالف. فثارت ثائرته وقال أنت تعرض نفسك للخطر, فمن الممكن أن أقبض عليك بتهمة أنك مطلوب أمنياً, و بدعوى أنك لا تحمل هويتك الشخصية . قلت: أليس الجواز وثيقة رسمية قال: بلا و لكن لا يغني عن البطاقة ( بحسبة بسيطة علمت أن السهر قد أثر عليه ) . فقلت النهاية ماذا تريد قال : لا تعُد لهذا الأمر و إلا سوف تعرض نفسك و عائلتك للمساءلة.و أيضاً لقد تجاوزت السرعة القانونية و لكن سوف نتجاوز عنك هذه ا لمرة . شكرته و وعدته بمراجعة حساباتي عن الخروج ببطاقة العائلة خارج المملكة.
••• علمت أنني لن أصل إلى القريات في الوقت المحدد والذي كنت قد قدرته و قررته في الخطة المسبقة و تغير بعد التوقف الاضطراري في حائل, فكان النوم قد أسدل أستاره على عيني, فعند الساعة الثانية عشر ليلاً عزمت على التوقف للنوم في محطة ساكو الرائعة. فمحطة ساكو لمن لا يعرفها هي محطة ولدت على غرار المحطات الأوربية المجهزة بكامل التجهيزات من المطاعم و الباقلات و السكن المريح و الملاعب. و لكن لم يكن لهم من الحظ نصيب فقد ولدت كسيحة معاقة أبد الدهر. فهي ذات غرف متسخة لدرجة أن الوساخة تتعوذ منها ليل نهار, فجدرانها قد رسمت عليها خارطة من الكتابات هي من أنتاج جمعية الفنون القذرة, و التي ينتمي إليها أناس لم يتعلموا من المبادئ و الأخلاق الإسلامية إلا بعض رسمه.و يرعى هذه الجمعية إدارة المحطة التي لم تكلف نفسها بالقليل من الصيانة أو المحافظة على الذوق العام على أقل تقدير, أو على أقل تقدير أن يوازي بعض ما يدفع من قبل الساكن المضطر.نمت مكرهاً لمدة ساعة أو يزيد بعد أن غلفت ألأسرة بمفارش جديدة.و عند شروق الشمس استقبلت الشمال متمماً رحلتي لبلاد الترك المباركة.
••• وصلت الحدود السعودية الأردنية, عند العاشرة صباحاً متيمماً صوب الأردن ثم سوريا التي سوف يكون لي فيها مبيت يوماً واحداً في مدينة حمص.
••• التعامل مع رجال الحدود السعودية في الخروج لا يماثل القدوم, فالتدقيق على لمحتويات و الركاب في طريق العودة قد يجعل المسافر يضجر و يمل , و لكن عندما يتتبع المسافر قائمة الممنوعات من الدخول في السعودية يجد أن التدقيق في مكانه و هي نقطة تحسب لصالحهم و صالح بلدهم, بعكس من يراها سلبية يجب أن يتم تلافيها , و لكن يعاب على الحدود السعودية أن طاقم العمل أقل من الجهد المطلوب عمله, ومع العدد المتوقع مروره مع تلك ا لمنافذ المزحومة على طول السنة, لذا تجد الضجر و التأفف بادياً على الجميع من قبل المارين أو الموظفين و كلاهما معذور, أيضاً إن كان النظام المتبع لفحص الجوازات هو نفس النظام السالف في أوربا المجزأة قبل أن توحدها يد الشينقن المباركة فهذه النقطة تعتبر ميزة, و لكن قلة المنافذ المخصصة للمسافرين و عدم التجهيز الأمثل بالمرفق مع ما تسير عليه خطوات حكومتنا الرشيدة يجعل المرء يتساءل لماذا كل هذا التأخر و لماذا كل هذا البطء بمواكبة الركب؟!خاصة أنه منفذ الحجاج و المعتمرين لكل لجزء البري من شمال الكرة الأرضية..
••• قبل الخروج من الحدود السعودية عليك بأن تكرم سيارتك بالوقود فبذلك تكون قد أكرمت جيبك بالنقود. فسوف تودع بعد هذه المرحلة تعبئة السيارة بالنقود من خانة العشرات, و سوف تبدأ مباشرة بخانة المئات و تصل في نهاية الرحلة لخانة مقاربة للألوف فنحمد الله على مانحن به من نعمه و نسأله أن يبارك فيها و أن يرزق أخوتنا في كل مكان مثلها و أحسن منها.
••• الطرق و الحدود الأردنية
••• في الحدود الأردنية علامات الجد بادئة على كل فرد, برغم ذلك لم ينسوا أن تكون علامات الترحيب هي الكلمات التي يقابلك بها الموظف المختص في تلك الحدود الراقية , و ليس هذا فحسب بل أن المعاملات تسير بيسر و سهولة مع استخدام أنظمة العصر الحديثة من أجل خدمة مميزة. و زد على ذلك أنه يتم صرف ابتسامة مجانية من القلب مرسلة مع كل خطوة من خطوات المرور المنجزة .فلهم مني التقدير و الاحترام.
••• بالنسبة للرسوم في الحدود الأردنية فهي معلومة و وجدتها كما كتبت في المواقع العنكبوتية فهي محددة بـ 9,5 دينار أردني أو مايعادلها تسلمها و تستلم وصلاً كمبيوترياً يطمئنك أن العملية نظامية.
••• في الحدود الأردنية الصالات مجهزة بشكل رائع و مريح للزائر و تعطي المسافر الكثير من الطمأنينة.
••• في الحدود الأردنية يتغير كل شيء فالجنود قد لبسوا زياً لم تعتد عليه عيناك و اللهجة المحلية قد أخذت حيزاً أكبر من مسامعك و الصور التي تحكي عن تلك البلد و من تعاقب على رئاستها قد علقت في كل مكان وقد تشبث فيها بصرك. كل ذلك يجعلك تعيش جو السفر بمجرد انتقالك بضع كيلوات من الأرضي السعودية إلى الأراضي الأردن.فمن خلال هذا التغير السريع سوف تعلم أن للسفر البري طعم آخر و لقاء مع المتعة مميز, و إحساس لا يمكن أن تجده إلا بمثل هذه الرحلات.
••• في الأراضي الأردنية لا تنتظر شيئاً مميزاً عن أراضي السعودية خاصة في فصل الصيف فالصحاري تعم الأرجاء . لكن في فصل الربيع قد يكون التغير أفضل من ذلك فتأخذ الأرض زخرفها و تتزين بفضل ربها.
••• للمسافر من الجزيرة العربية في اتجاه الشمال, تتحسن الأجواء كلما اتجهت إلى الشمال القريب الأردن و سوريا, أو أكملت المسير إلى الشمال البعيد تركيا و من حولها, حيث تهب النسمات الباردة, و يكون الظل في حال أفضل كلما تقدم بك المطريق حتيث تتحول النسمات إلى لسعات باردة في الطرف البعيد من الرحلة ” الشمال تركي “.ليس ذلك فحسب بل إن التغير في الطبيعة يتدرج بالخضرة الدائمة و على طوال فصول السنة كلما ابتعدت أكثر نحو الشمال المتميز. هل هذا فقط ..لأ ..بل إن لون البشرة لتلك الأراضي يزداد و يزدان حتى يكون أبيضاَ مشرباً بحمرة . فالناس قد لبسهم جمال الأجواء, و حسن الطبيعة, فصاروا يكتسبون حسنهم منها, فعيونهم مخضرة من خضرة الطبيعة المحيطة, أو مزرقة من زرقة الأنهار الجارية المنتشرة, و خدودهم انعكست على صفحتها جمال الزهور المحيطة فغدت صافية وردية . و قلوبهم قد غسلتها قطرات الندى الندية فصارت بيضاء نقية.
••• في الأردن الحُسن لم يكتمل , فالطرق المؤدية إلى الحدود السورية سيئة مضروبة في مالانهاية من السوء.و ليس ذلك فحسب بل هي مزدحمة بالشاحنات و التي جعلت المسير في الطريق و كأنها تجربة ليست محسوبة العواقب.و أسوأ من ذلك المسير بالليل فهي محاولة إنتحارية أقرب منها إلى مغامرة بشرية.
••• الطرق في الأردن تصلح لكل شيء إلا أن تكون طرقاً. فهي لا أكتاف ( أطراف الطريق الزائدة لكل مسار ) بل الأسوأ من ذلك أنها تحتوي على حفره عميقة على الجانبين من جراء سير الشاحنات, عليها فصار الوقوع في تلك الحفرة خطر يهدد المسافر في كل لحظة.
••• الطرق في الأردن من الممكن أن تكون مناسبة لمن يختبر قيادته في القدرة على السيطرة على مقود السيارة . فمن الصعب أن تسير و بدون أن تسقط في فخ الحفر المزروعة بشكل جيد و على طول الطريق.
•••في الطرق الأردنية تقف سيارات المرور لمراقبة السرعة و بكثرة أكرر مرة أخرى و بكثرة و هذا من باب أخذ الحيطة و الحذرة, و تبدأ السرعة في الأردن من 90 إلى 110 ك/س. و أجهزة المرور متشددون في هذه الناحية و هذا التشدد برأيي أنه عمل ينصب بصالح المسافر.و أيضاً مما أعجبني أمر إيقافهم للسيارات المخالفة حيث يتم توقيف السيارة المقصودة فقط عبر جندي المرور, بعلم كتب عليه توقف و بدون أن يتم إيقاف كل السيارات التي تمر بذلك المسار كما يكون لدينا في السعودية.
••• سيارات المرور ظاهرة لسالك تلك الطرق, و لكن هل الرادار مع تلك السيارات, أو لدى سيارة مخبأة, أو في مكان ما آخر لا أعلمه..لا أعلم و لكن من حسن حظي أنني لا أعلم, فلو كنت أعلم لكنت بالتأكيد ضحية مخالفة قد وقعت بها .
••• وضعنا العاصمة عمان جهة الميسرة و أحسست بنبضات قلوب أخوتي في تلك البقاع العزيزة علي, وتوجهت للحدود السورية.
••• الطرق و الحدود السورية
••• في هذه المقالة لا يعني ذكر السلبيات أنني لست ممن يرى إلى تلك الدولة بعين سوداوية بل لها في القلب محبة و معزة خاصة, كيف لا و هي أرض أهلي و أحبابي, و بلد العلماء من الأوائل, و الفاتحين في كل زمان, و إن كان هناك من حب أعبر فيه عن مقدار معزتي لها, هو ماحوته مداخلة أخي الراكع لله فقد أعجبتني بكامل تفاصيلها و هي أمامكم على هذا الرابط (أضغط على هذا الرابط) و آمل أن لا يكون هذا المقال مدخلاً لمن يريد أن يسرف بالتذمر, فإنما أنا و ضعت رأيي عن نقاط محددة, فلا أقبل أن يأتي من له نظرة سلبية فيدقق و يفصل من خلال هذا الموضوع بل من أراد أن يعرض رأيه فله أن يكون في مكان آخر غير هذا الموضوع.
••• في الحدود السورية ” أكرر الحدود السورية ” ينقلب الحال 181 درجة, و لقد زدت درجة من عندي لأن المستقيم و إن كان في حال معاكس لا يستقيم مع حالهم, فكأن الحدود محل فوال أو خباز قد تهافت الناس عليه في صبح باكر من كل مكان. فأعتقد أن مصطلح النظام و تقنية الطابور لم تصل تلك الحدود. فأفضل ما يعبر عنه هناك هي كلمة ” كله على كله “
••• في الحدود السورية, يختلط عليك رجل الأمن بزيه الرسمي مع اللص المتربص الذي يريد أن يسرق دراهمك قبل أن تدخل تلك البلد و تُسمي. يختلط عليك من يريد أن يساعدك ممن يريد أن يستغلك, يختلط عليك كل عُرف عرفته من قبل . هناك في الحدود ” و أركز على الحدود لأن أحبابي و بعض أهلي من بلاد الشام الفتية خارج الحسبة” أكمل …من يحمل بعض الكرامة سوف ينحرها عند أول المدخل, هناك سوف تفقد كل ابتسامة بل سوف تتمنى أن تجد أسنان ظاهرة من أجل يهدأ روعك و تعلم أنك في كوكب الأرض.
••• و الغريب أن هذه المعاملة القاسية ليست على الغرباء العابرين فقط, فهي على أبن الشام المقيم, أو أبن الشام المغترب, و الذي يتقطع قلبه شوقاً من أجل أن يرى إلى أي مدى تقدمت بلدته بعد غربته, فيستقبله هؤلاء بنوع غريب من الأحضان إنها أحضان كم تدفع من الدرهم و الدينار.
••• زرت سوريا قبل 25 سنة ثم قبل ثمان سنوات, و لم يتغير الوضع الحدودي عن ذي قبل كثيراً, فكأنهم بعثوا من أجلي مرة أخرى. و أستغرب أن تمسك أمة بالقلم و الدفتر المعتق حتى هذا اليوم على طرف الحدود الفاصلة لها مع أمم أخرى لعب أطفالها إلكترونية غاية في التعقيد, فكأنها تريد أن تثبت أنها ذات مبادئ و قيم لا تتغير أبد الدهر؟! و أستغرب هل يمكن أن تكون الرشاوي أكثر من الرسوم المستحقة للدخول؟! و هل يمكن أن يكون عابر السبيل فرصة لمن يريد أن يستغل ضعفه أو جهله أو غربته.و هل من المعقول أن تكون هذه البلد هي من صدر العقول المفكرة لأطراف الأرض فيحرم منها أهلها لهذه الدرجة..
••• في طريق العودة و في الحدود السورية التركية دخل جندي قد وضع قيافته في مؤخرة رأسه و بدأ شعره الأشقر غير مصففاً, فكأن بينه و بين أسنان الأمشاط عداوة أبدية. و ظهرت بدلته في غاية السخرية فهي مفتوحة الأزرة من الرقبة حتى قريب من السرة لا يغطي تلك المساحة إلا الفانلة الداخلية و بعض شعر الصدر الذي تلاعب به الهواء كيفما يشاء كما يتلاعب هذا المستهتر بسمعة بلاده. فحضر الجندي إلى صاحب الغرفة المبجلة, حيث نقضي الكثير من الوقت من أجل أن ننهي القليل من الأوراق في غرفة تحن فيها مروحة على الجدار معلقة, فتقوم بعملها خير قيام حيث تدفع و بقوة كل فيروس محتمل في الأجواء إلى آخر الرئة, و ثم تتبعه بكل ذرة غبار في أجواء الغرفة متطايرة, و من ثم يكون مسك الختام بأكوام من الدخان ينفثها ضابط الكتب المبجل في وجوه الضيوف و في صدورنا تستقر.هناك حيث تعم الفوضى.. الكاتب بقوة القانون.. و المصطفين بضعف الغريب.. و لأولوية لمن لهم كان لهم مثل هذا الجندي المستهتر فتقدم أوراقه بعد أن يسلمها و بكل بجاحة و يقول أنجز لهذا العابر هذه الأوراق الناقصة فهو من معارفنا.
••• في طريق العودة و في الحدود السورية التركية قيل لنا أن الدخول يستلزم الكشف الطبي عن أنفلونزا الخنازير.و تلك نقطة إيجابية, فحضرت للإسعاف فقال الطبيب المداوي: هل لديك عائلة قلت: نعم.. قال :هل هم بالسيارة قلت: نعم.. قال: هل تحضرهم.. أو تريد ان ترتاح فتعطيني بخشيش مقابل هذه الخدمة, قلت: لعن الله الراشي و المرتشي قال: هذه هدية و ليست رشوة قلت: سمها بما شئت قال: إذاً يستلزم الأمر أن نكشف عليهم من أجل أن نطمئن على صحتهم.. قلت: لا بأس فعند الكشف رأيت أن جهاز الحرارة يتم تعقيمه بمنديل قديم مرطب بالماء فاعترضت عليه… فقلت: سوف أحضر جهازي الخاص بالحرارة… و لكن لم أجده فاضطررت أن أفحص بهذا الجهاز الملوث بالرغم أن الطبيب قد سجل دراجات الحرارة في الورقة من قبل الفحص..كل ذلك وقناة المجد للقرآن الكريم تعطر المكان ..و لكن نسأل الله أن يجعله حجة لنا لا علينا..
••• هل كل الحدود السورية بهذا الشكل و للتاريخ و للأمانة فالحدود السورية في كسب مختلفة تماماً و التعامل راقي جداً.و الوضع كأنه أنقلب رأساً على عقب.
••• بالنسبة للرسوم المطلوبة في الحدود السورية فلم أجد في الإنترنيت من قبل السفر رقمين متطابقين , و كل الذي عليك أن تعمله هو أن تستخدم الحاسة التاسعة, و المخصصة للتفريق بين المدعين بجلب الرسوم الرسمية و المبالغ الرشوية, و لكن هيهات هيهات أن تميز فتلك الحاسة تعطل طوال السنوات و تستخدم لتلك الحدود فقط, لذا فقد تراكم عليها الغبار و صارات لا تميز بين الغث و السمين فرحمتك يا أرحم الراحمين.
••• الحل.. ضع بيدك رزمة مختلطة من الدولارات و الليرات, و إن أمكن قلة من اليوروات فبعض اللصوص أصحاب مزاج بالعملة, و سدد لكل من يطلب و بدون أن تطلب سنداً يثبت هذه الرسوم فالثقة موجودة و النخوة العربية لم تمت بعد في تلك النقطة.
••• الغريب أنني كنت أحمل ليرات سورية معي فرفضوا في الحدود أن يأخذوا الرسوم منها, بل طلبوا أن يتم التحويل من البنك الموجود في الصالة, و من ثم يتم تصديق العملية. و في الطرف الآخر من سوريا من جهة تركيا طلبوا أن تتم الرسوم بالدولار و أن يتم دفعها و تحويلها من قبل البنك المعتمد في منفذهم من قبل أن يتم المباركة لك بتختيم جوازك.
••• لوسألتني كم الرسوم التي تدفع في تلك الحدود لقلت لا أعلم و لكن لا يستحق أن تعلم, و لا يستحق الأمر أن تغضب, فالسفر قطعة من عذاب و العذاب هناك أكبر و أعم و أطم.
••• ليست المشكلة أن سوريا تحتوي على حدود سيئة مع مرتبة الشرف الأولى و أعتذر لكلمة ” سيئة ” أن قرنتها بتلك الحدود, و لكن المشكلة أن البعض من المارين في الحدود لديه ميزان واحد للحكم, فهو يرى أن موظفي الحدود هم من يمثل أخوتنا في سوريا, فحاشاهم ذلك. فكم قابلت من الكرام من أهل تلك البلد, و كم تعرفت على من تفوح منهم رائحة الطيبة كما يفوح العطر من المسك, و ليسوا بحاجة شهادتي أو حروفي الضعيفة.فهي أرض علم و حضارات , أرض انطلقت منها الرسالات , أرض جهزت الجيوش و فتحت الأمصار و حققت الفتوحات, فأرثت حضارة لا تقارنها حضارة ,و أبناء بررة بأمتهم و أوطانهم على مدى العصور. و لكن كل ذنبهم أن من لا يهتم بسمعة وطنه و أخوته هو من كان في رأس القائمة, و في مقدمة المستقبلين للزائرين. إن مثلهم و مثل تلك الديار كمثل قصر عريق يحمل بين جنباته أهل طيبين, و لكن لديهم حارس فض غليظ فكان محل شؤم الزائرين, و مرآة مشينة مخدوشة تشوه أكثر مما تصور.فعذراً أحبابي يأهل تلك البلد, فإن يد الجراح المداوي تجرح قبل أن تداوي, فأنا مشفق مثلكم على الوضع, و يحز في خاطري أن أجد من شوه سمعة البلد و لكن قدر الله و ماشاء فعل.
••• عندما دخلت سوريا هذه السنة وجدت أن المآذن زادت عن آخر مرة قمت بها لزيارة تلك الدولة,فهذا فتح من الله عظيم, و نعمه من الله بها على أهل تلك البلدة فنسأل الله أن يعمرها بالمصلين الموحدين.
••• على جانب آخر تتربع سوريا على قائمة أفضل الدول التي مررت بها في الطرق السريعة, فشبكة الطرق السريعة تربط كل المدن الرئيسية, فهي تأخذك من الحدود الأردنية إلى الحدود التركية عبر مدن عدة, فهذه دمشق العاصمة, و من بعدها حمص ثم اللاذقية, و كسب فالحدود التركية, و لك أن تختار الطريق الآخر كما فعلت في طريق العودة فقد اخترت العودة من منفذ إعزاز, حيث المرور على حلب و حماة ثم حمص و الوصول إلى دمشق ثم الحدود الأردنية . و كلا الطريقين مميز داخل الحدود السورية فكأنه تم تعبيده للتو و كأن الطرق هي التخصص الدقيق لسوريا.
••• على الطرقات السورية يتواجد بعض الباعة من الفلاحين الذين يعرضون مزروعاتهم, فلك أن تستمتع بوجبة من الفواكه الطازجة, أيضاً تتواجد الكثير من محطات الوقود المنتشرة, و التي توفر الكثير من المعروضات, و لكن عليك بالمحطات التي تكون كبيرة فهي أقرب للدقة في حساب تكلفة الوقود.و عليك أيضاً أن تغتنم فرق السعر بين سوريا و تركيا و الأردن فتملئ الخزان من آخر محطة في سوريا.
••• الطريق من حمص إلى كسب يمر بمواقع سياحية و مدن مميزة و هو مناسب لمن يريد أن يكون الطريق ممتعاً حتى آخر لحظة, و لكن الطريق وعر حيث أنه متعرج و ذو منحنيات عدة. أما الطريق من حمص إلى حلب ثم منفذ إعزاز فهو طريق مستقيم و لكن يقل عن سابقة من حيث جمال المناظر و المتعة. و لكن يتميز بسرعته و امتداده بشكل رائع.
••• بت الليلة الأولى و الوحيدة في حمص و بالقرب من مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه, و سكنت في فندق متواضع بعد أن دلني عليه بعض أهل حمص الأفاضل, و لكن كان المقصد المبيت فقط, و عند بزوغ الفجر حملت أغراضي و توجهت للساحل السوري اللاذقية و ماحولها مروراً بصلنفة و مشتى الحلو و التي اخترنا الفطور بقربها في صبح باكر و على بحيرة باسل الأسد مباشرة.
• الطرق و الحدود التركية:
•• في الساعة العاشرة صباحاً كنت في الحدود التركية, و كان المقصد العبور إلى أنطاليا ثم المبيت بها و زيارة بعض الأصدقاء هناك.
•• في معبر كسب كانت الأعداد قليلة – مايقارب الأربع سيارات – و التعامل من الجانب السوري و التركي كان راقياً, و في أحد الغرف و أثناء إنهاء الإجراءات وجدت مجموعة من الشباب السعوديين هم غاية في الطيبة و اللطافة و الأخلاق الراقية, فسألتهم عن بقية الإجراءات المتبقية, فحدثني قائدهم بالتفصيل مما يدل على خلفية كبيرة و معرفة تامة بالمنطقة فقلت له: من الواضح أنك عضو بارز في أحد المنتديات السياحية.. فقال: نعم و بفضل الله فأنا مشرف بوابة تركيا في منتدى سفاري فعرفني بنفسه فقال أخوك المجاهد.فتطور الحديث حيث سألته عن الوجهة داخل تركيا فقال: بإذن الله إلى أوزنقول. فخطر في بالي أن أسير معهم في الطريق حتى الوصول. فالرفقة مطلوبة خاصة لمن كان معه عائلة. أخذت رقم جواله و سار في وجهته وسرت في و جهتي, و لكن كان بينا تواصل بالرسائل زادت من الطمأنينة في قلبي.
•• الأخ المجاهد أخ فاضل..رأيته يساعد المسافرين بشكل غريب, فهو يعلم مدى نقص السكن في أوزنقول. فهو يحجز لهذا و ينسق لآخر و يتوسط لذاك. رأيته يأخذ القادمين من فندق إلى فندق و من شقة إلى شقة من أجل أن يوجد لهم سكناً في تلك الأيام المزدحمة. بل إن أمره غريب فكل زائر يجده في طريقة يسأله هل وجدت لك سكناً مناسباً؟.. أو نبحث لك عن سكن؟!. فتجد بيده الجوال على طول الوقت يتصل بهذا و ينسق لهذا و يسعى لذاك. بل يقول: إن أٍسعد لحظات عمره أن يكون في خدمة الناس. و هذا فضل من الله عظيم, و ثمرة من ثمار المنتديات السياحية الراقية. فهي تخرج لنا أجيال همهم التضحية من أجل أخوتهم و تيسير الأمور على من حولهم. فتحية صادقة لكل من هو مثل هذا المجاهد. و تحية صادقة لكل من يسعى في خدمة أخوته في أي سبيل من سبل الحياة.
•• أكبر المدن بعد الحدود من جهة كسب هي أنطاكيا و لكن بالغالب لن تجد اسم Antakya على اللوحات في الطريق فقد تغير إلى Hatay لذا فلزم التنبيه.
•• المعبر التركي من جهة كسب له أسم آخر يعرف به فعندما تريد الخروج من تركيا فعليك أن تطلب المساعدة و تسأل عن معبر يالاضا Yayladagiو إلا لن يعرف الأتراك مخرج كسب.
•• بالمقابل فإن Reyhanli هي أول مدينة تركية قريبة للحدود من منفذ باب الهوى فتذكر هذا الاسم جيداً عندما تسأل في العودة من أجل أن تصل للمنفذ الذي تريده.
•• أيضاً قد يختلف نطقنا عن نطقهم فلا يعلمون المراد من سؤالنا, فأفضل طريقة أن تجعلهم يقرؤون أسم المدينة بأنفسهم من الخارطة مباشرة.
•• بدأت الرحلة داخل الديار التركية الساعة الثانية ظهراً, و تفاجأت أن الطريق في داخل الحدود التركية رملي. فكانت بداية غير مشجعة بل إن الطريق عريض و لا تعرف أوله من آخره. فقلت لأسرتي هذه تركيا التي يقولون فماذا ترون؟!.. بعد فترة قصيرة ظهر المارد الأسود فسرت حتى بت ليلتي الأولى في مدينة Goksun في فندق متواضع ولكنه نظيف بعد أن قطعت مسافة 400 ك تقريباً داخل الحدود ا لتركية,و بات الأصدقاء في مدينة Sivas بعد أن قطعوا 600ك.و هذا التفاوت نتيجة التوقفات المتكررة من صاحبكم فمن يحمل عائلة فعليه الصبر عليهم و التحمل في سبيلهم فإنما خرجنا من أجلهم.
•• قبل أنطاكيا بـ 7ك هناك مدينة الشلالات ” حربيات” و هي أفضل المناطق للسكن, و لكن يشترط لمن أراد السكن أن يكون الفندق مطل على الشلالات و مكيف.ملحوظة : لم أزرها و لكن المعلومات منقولة من زائريها.
•• في تركيا السرعة محددة بـ 90ك/س و هذا في حقيقة الأمر لمست له محاسن عدة, فلم أجد في الطريق الذهاب و العودة أي حوادث سير.و لكن في المقابل فإن هذه السرعة هي منخفضة جداً, و هي قد لا تناسب من أعتاد على السرعات العادية, فكأنك في مكانك متوقف, بل و تستطيع أن تعد الخطوط الفاصلة بين جانبي الطريق.
•• أيضاً هناك الرادارات منتشرة, و هم يمسكون بمن تسول له نفسه و لمجرد التفكير بزيادة السرعة. فالعقوبات مختلفة و متفاوتة كلاً بحسبه فهي تزيد مع زيادة السرعة, فمن يسير بسرعة 115ك/س غرامته أقل ممن يسير بسرعة 125ك/س. و بالغالب أن سيارات الرادار تكون بالقرب من مداخل و مخارج القرى و المدن.
•• وقعت في شراك الرادار ذات مرة في طريق العودة, و وقع معي قائد السرب الكونت جساس, فلما رأيت الخبير بالأراضي التركية قد وقع في الفخ علمت أنني شبل غره إقدام أبيه. و قد رفض رجل المرور أن يستلم المبلغ المقرر للمخالفة في نفس المكان, و قال: أن الحدود سوف يطلبونها منكم.و في الحدود لم تطلب و لم نسأل.
•• كان مبلغ مخالفتي يقارب 120ليرة, و مبلغ مخالفة الكونت جساس يزيد عن 220 ليرة و على قدر أهل العزم تأتي العزائم و لكل قدره بحسب السرعة. كانت هذه اللحظة هي لحظة مناسبة بأن نترافق مع أخي الكونت جساس في الطريق و الذي كان نعم الرفيق فقد فاض كرمه أكثر من مرة, و تكفل ببحجز الفندق في مدينة KahramanMarash في طريق العودة.
•• الطريق من الحدود التركية إلى أوزنقول Uzungol ممل جداً . و لن أستطيع أن أوفيه حقه من الوصف. و فيه من المخاطر و التعب الشيء الكثير, و فيه من سوء التنفيذ مالله به عليم. فليس مستغرب أن تقع في حفرة, أو ينقطع بك الطريق فيتحول من معبّد إلى رملي مغبر, فلا ترى السيارات التي تقابلك أو تتجاورك.
•• الطريق من الجنوب إلى الشمال يبدو أنه هو الأسوأ في تركيا كلها, ومن الممكن أن يكون على مستوى القارة أو العالم. فهناك أجزاء ملتوية وعرة , و أجزاء مليئة بالحفر التي لن تنجو من الوقوع في قيعانها حتى لو كنت بمقدرة القائد الألماني شوماخر الفائز أكثر من مرة بكأس العالم. و لكن كن أكثر ذكاءً فأختر الحفر الأقل عمقاً لتنجو من كارثة أكبر.
•• الطريق إلى أوزنقول Uzungol يمكن أن يكون صالحاً لكل شيء إلا أن يكون طريقاً لرحلة ممتعة, من الممكن أن يكون حكماً بالأعمال الشاقة, أو نقول عليه أنها دعوة مظلوم مستحقة, أو تظليل من إنسان لا يريد بك خيراً؟
•• الغريب أنني عندما وصلت أوزنقول Uzungol سألت بعض من وجدتهم هناك عن الطريق فوجدتهم يتعوذون بالله بالليل و النهار من ذلك السوء. حتى أن قائد مركبة تركي سألته في الحدود عن الطريق فأستعمل كل علامات الدهشة و التعجب التي في وجهه من أجل أن يبين أن الطريق سيء للغاية. بالمقابل وجدت البعض يصفه بأنه طريق مناسب و أنه يوازي بعض الطرق بالمملكة, فأحسست أن مثل هؤلاء هم من ينقل الصورة الغير حقيقية عن الطريق.
•• الطريق من Yayladagi إلى Kahraman Marash أعطيه النصيب الأوفر من السوء فهو يمر بقرى عدة, و كل قرية تسلمك لأختها و توصيها بك شراً. الطريق في هذه المرحلة ضيق ..مزدحم ..زراعي ..سيء ..يستلزم أن تجمع كل حواسك و حواس المرافقين معك من أجل أن تصل على خير. هو يحتاج أيضاً إلى جو هادئ فكأنك تحل مسألة من المعادلات الدرجة العاشرة إن وجدت, أو كأنك تحلل متعاقبة من متعاقبات فورير الكريهة, أو كأنه طلب منك أن تحل القضية العربية اللامنتهية.
•• في هذا الطريق لا تحمل هم السرعة المنخفضة فمن المستحيل أن تصل إلى 90ك/س فهذه أمنية مستحيلة الحل في مثل هذا الطرق. فالقرى المتعاقبة.. و السيارات المتوالية.. و المتخاطمون من جهة الميمنة و الميسرة.. سوف تجعلك صديقاً لكابح السرعة. بل سوف تستخدمها أكثر من دواسة السرعة.
•• في هذا الطريق وجدت السيارات مصطفة على طول الطريق و ذلك من أجل الاحتفال بيوم ختان أكلنا مقلبة ساعة أو يزيد ( هو أنا نائص ). في تركيا يخرجون في حفل الختان فيجوبون الشوارع بسياراتهم و صوت المنبهات يغرد في الفضاء و الطبول تدق لتعلن أن هنا حدث جلل. في المقابل في نفسي غضب يكاد أن ينفجر. بعد أن ضاقت نفسي خاطرت فتجاوزت أرتال السيارات على دفعتين في مخاطرة ستر الله عليا فيها..فلله الحمد من قبل و من بعد.
•• هذا شيء مقلق..بل لا تقلق… المقلق أنك تضع في الحسبان طريقاً مريحاً و يكون الواقع غير ذلك…المقلق أن تعتقد أن حساب الزمن من مدينة إلى مدينة يتم عبر المعادلة المعروفة بقسمة المسافة على السرعة بينما هو في الحقيقة يعتمد على الحفر المتناثرة.. و الأبقار السائبة.. و المنحنيات الوعرة..فلا تعتقد أن طريقاً بمقدر 1000ك سوف تقطعه بعشر ساعات أو أكثر قليلاً بل يحتاج إلى أضعاف مضاعفة.
•• أجمل مافي الطريق أن الزهور على جانبيه تأخذك في رحلة أخرى عبر الزمن, فتقع في حفرة فتكره الشجر و ماحمل.أو تجد أن الغيوم تكاد تقترب من الأرض, فتهبط في طريق رملي فيختلط بياض السحب مع لون الغبار المتطاير.الأنهار تجاورك في أكثر من مكان و لكن طول الطريق والملل يقتل كل منظر فتان.
•• على جانب آخر هناك الطمأنينة تسكن في النفس مع كل منظر من مناظر المآذن المنتشرة و كل صوت من أصوات الأذان الصادحة و كل رائح و عائد من رواد المساجد في كل قرية تمر بها أو مدينة.فهذا المنظر هو أجمل منظر يأتيك و أكمل صورة تبقى في ذهنك و أزكى رائحة تعطر سفرتك.
•• محطات الوقود هي جانب مضيء من جوانب تركيا الحديثة, حيث أنها مخدومة بشكل رائع, دورات مياه نظيفة للرجل و النساء, سوبرماركت مكتمل, مغسلة مجانية بالغالب لمن يملئ السيارة بالوقود, أسعار محددة على جانب المحطة.
•• في محطات الوقود لا تحمل هم النقود, ففي الغالب أنك تستطيع أن تعبئة السيارة بالوقود عبر بطاقة البنك الذي تتعامل معه و بسعر الصرف المناسب.
•• أسعار الوقود تتراوح بين 6-8 ريالات في الفترة التي زرنا فيها تركيا وهي متغيرة متقلبة في كل حين.
•• الطريق من Kahraman Marashإلى Goksun طريق متعرج و فيه من الصعوبة الشيء الكثير, عبرته المرة الأولى بعد الغروب فوجدته خالياً من أي حركة, و عبرته في العودة قبل الغروب بقليل فوجدته مزدحم بصورة غير متوقعة.و المسافة بينهما تقريباً 100ك و لكن يحتاج إلى حيطة و حذر, و معدل السرعة لن يتجاوز 80ك/س.
•• في هذا الطريق رأيت الكثير من السيارات مصطفة في باحة جانبية, فرمقتها بعيني فوجدت أن حفل زفاف أقيم, و الحضور يرقصون الفلكلور التركي الشهير فتوقفنا برهة لمشاهدة هذا الحدث ثم الانطلاق مجدداً.
•• الطريق من Goksun إلى Pinarbashi مختلف تماماً عن سابقه فهو ممتد مد البصر و لكن خالي من السيارات, فبالكاد أن تجد سيارة قد تلوح لك من الأفق فتفرح أن في هذه الأرض حياة. و أن هناك أناس يعيشون في تلك المناطق. أيضاً محطات الوقود قليلة أو معدومة فخذ الحذر من قبل.و الطريق يبدأ بالتحسن بعض الشيء من حيث الطبيعة و لكن لا تتوقع أنك سوف تجد مناظر فاتنة. و لكن شيئاً أفضل من لا شيء. و المسافة بين هاتين المدينتين هي 90 ك. لكن لا تفرح..فإن آخر الطريق متعرج و سيء جداً و يستوجب أن تأخذ الحذر من كثرة الحفر.
•• الطريق من Pinarbashi إلى Sharkishlaيقدر بـ 80ك .و ليس هناك مايذكر في هذا الطريق غير أنه مقارب لماقبله..كذلك الطريق من Sharkishla و Sivas و هو يقدر بـ 83ك .
•• الطريق من Sivas إلى Hafik ثم إلى Zara هذا الطريق يعتبر من أفضل الطريق التي مررت بها. فهو بخانتين متباعدتين و ذو طريق معبد بشكل جيد.و المسافة الكلية هي 70ك.
• الطريق من Zara إلى Sushehri متعرج و يوجد فيه بعض الإصلاحات حين مررت به. و لن يستطيع السائر أن يزيد عن سرعة 80ك/س. و المسافة تقريباً 30ك.
•• كتب أحد الأخوة طريقاً من مدينة Imranli بعد Zara يوصل إلى Shebi Karahisar و لأسف أن كاتب الموضوع لم يتثبت من طريقه. فكدت أن أقع ضحية هذا الكاتب الذي وضع المعلومة الخاطئة . فعبرت طريقاً ممهداً لمسافة 25ك وسط الجبال العالية في منطقة يطبق عليها الصمت و الهدوء المميت, و لم يمر بتلك المنطقة أي سيارة فكان الوضع مخيفاً و ينذر بمفاجأة غير سعيدة. وبداية لرحلة مخيفة. لذا فالتثبت… التثبت من الطرق ولا يكتب عن تلك المناطق إلا من مر بتلك الطرق, لأن الخرائط الورقية لا تصف المكان حق وصفها. ولأن أهل تركيا قد اعتادوا أن يسيروا في الطريق الممهدة مهما كانت الحبال مرتفعة أو زلقة بفعل الأمطار, بعكسنا نحن من أعتدنا المسير بالطرق المعبدة المريحة.
•• المرحلة التي بعدها هي الطريق من Sushegri إلى Shebi Karahisar و يمر ببحيرة كبيرة و هي نتاج سد مائي في تلك المنطقة, و الطريق وعر و يمر بجبال, و السرعة فيه لن تزيد عن 80ك/س. و ذلك لأن الطريق ملتوي حول الجبال في تلك المنطقة. و المسافة تقريباً 40ك.
•• الطريق من Shebi Karahisar إلى Dereli يعد أكثر تعرجاً من سابقة و المسافة تقريباً 65 ك و لن يستطيع السائر أن يزيد السرعة عن 70ك/س.
•• الطريق من Dereli إلى Giresun يعد الطريق الأكثر ازدحاما, و متعرجاً بشكل يجعل الدقائق فيه كالساعات و الحذر فيه مطلوب, و ينصح بالمسير في النهار لخطورته.
•• لا أنصح في أي جزء من أجزاء طريق اوزنقول Uzungol المسير ليلاً فهو خطر و غير مأمون الجوانب, ففي فترات معينة تفتقد في الطريق المارة و تعتقد أنك هبطت لوحدك من السماء على هذه البقعة.
•• من بعد مدينة Dereli تبدأ المناظر الطبيعة التي تستحق المشاهدة فالمروج و لخضراء, و المياه و الأنهار هي زينة ذلك الطريق.
•• الطريق من Giresun إلى Trabzon طريق سريع يمر على الساحل و هو بداية لرؤية تركيا الحقيقية, تركيا المتقدمة, تركيا التي حفرت أسمها في مصاف الدول الصناعية و التي خطت خطوات واسعة عن رفقاء دربها من الدول الإسلامية. أيضاً على جانب آخر تمتزج خضرة الجبال بزرقة البحار بنقاء السحاب. فتشكل منظراً يسلب الألباب.و المسافة التقريبية هي 122 ك.برغم ذلك فالطريق ممل من جراء السرعة المحددة بـ 90ك/س فتحس أن المناظر تتكرر عليك و أن السحب تكاد أن تسبقك على بطء مسيرها.
•• الطريق من Trabzon إلى Of يقدر بمسافة 37 ك. ثم الاتجاه لليمين حيث مدينة Chykara و التي تبعد Of بمسافة 27ك.ثم بعد ذلك الساحرة Uzungol بمسافة 20ك.
•• يحسن بمن يستخدم أجهزة الملاحة أن يكتب نقطة الوصول إلى المدن الشهيرة المتباعدة و ذلك من أجل أن لا يقع في فخ الدخول للمدن الصغيرة.حيث أنك إذا مررت بمدينة صغيرة سوف يجعلك تأخذ الطريق الدائري خارج البلدان التي تمر بها.
•• يحسن أن تختار اللغة التركية في أجهزة الملاحة حتى تستطيع كتابة المدن كماهي عبر الخرائط أو لوحات الطرق.لأن الحرف التالي Ş في اللوحات التركية عبر الخرائط و الطرقات يكتب باللغة الإنجليزية sh و ينطق بالعربية بما يشابه الشين.كذلك حرف c الذي يحتوي على تأشيرة.فهو يشابه ch .
•• في أجهزة الملاحة و عند اختيار اللغة الأنجليزية يعتبر جهاز الملاحة أن الحروف التركية مثل Ş هي حروف انجليزية فقط,يمكن كتابتها باللغة الأنجليزيةs بدون حرف h .
•• قابلت عاشق الديار أبا راشد”كاكا” المغوار دليلنا بعد الله في تلك الأمصار فأشار علي في خط العودة أن أسلك الطريق الأفضل و الأقرب و الأكثر راحة بعد أن شكوت إليه قهري و شدة حنقي من الطريق السابق, و لجأت إليه بعد الله كما يلجأ الطفل الصغير لأبيه, فقلت أين المفر ياخبيرنا و قائدنا, فقال: لقد صحت بأعلى صوتي لقومي مرات عدة أن أفضل الطرق للفاتنة أوزانقولUzungol هي من منفذ إعزاز ثم كهرمان مرش. ولكن لم يسمع ندائي أحد. فقلت: أنا من سيسمع النداء و يتبع الخبراء..فسوف أتبع كاكا. فركبت نفس ذلك الطريق فوجدت أن الطريق مختصر, و أفضل من الطريق السابق الذي سلكته عن طريق أنطاكيا ثم كهرمان مرش ألف ألف مرة , وعضضت أصابع الندم أن لم أقدم مع هذا الطريق بالأصل. فأهل مكة أدرى بشعابها.
•• مايميز طريق إعزاز ثم كهرمان مرش أن الطريق داخل الحدود السورية يمر بحلب فهي نقطة مبيت رائعة, و فيها و منها الطرق سريعة و سالكة, و لا يوجد فيها تعرجات كثيرة بعكس طريق اللاذقية ثم كسب المزدحم المتعرج.
•• أيضاً أن هذا المنفذ إعزاز مشابه لمنفذ كسب بقلة المسافرين على عكس باب الهوى المزدحم , أيضاً الإجراءات التركية سريعة و رائعة بالرغم أن المركز عليه بعض القِدم.
•• المسافة داخل الحدود التركية الطريق إلى Kahraman Marash كهرمان مرش من مدينة kilis الحدودية التركية تقارب 200ك و هو طريق متنوع فيه السريع المدفوع, و السريع المجاني, وفيه العادي الضيق, و لكن أقل من طريق أنطاكيا ثم كهرمان مرش بما يقدر بالثلاث ساعات.
•• مدينة gazi anteb التركية قد تكون مدينة مناسبة في بعد الحدود التركية من أجل المبيت ثم مواصلة السير سواءً في طريق الذهاب أو العودة.
•• في الطريق جرب الأبناء كل أنواع التسلية فلم تفلح معهم من أجل قطع الملل . بل كانت الألعاب الإلكترونية هي الحل في أول الرحلة, ثم بدأت الصراعات الداخلية عندما أقتربنا من الدول العربية و ذلك كتطبع بمايفعله الكبار. ثم تم استخدام القوة بينهم فلم تفلح بتفريق المتناحرين في المرتبتين الثانية و الثالثة, و لقد حاولت أن أكون حكيماً صبوراً و لكن هيهات هيهات لي و لك بذلك. فصرخت و هددت و توعدت . و أكثر من ذلك, و لكن إنما هي فترة بسيطة ثم تعود الحروب مثل أول و أكثر و أكبر. و من أفضل ما استفدته من تلك الرحلة أن عرفت طباعاً لأبنائي من المستحيل أن أعرفها في أي مكان مالم أمر بمثل هذه التجربة.
•• قد يقول قائل هل هذه السطور هي إعلان توبة عن السفر بالسبارة فأقول: لا…فالسفر بالسيارة له طعم آخر,و مزية قلما تجدها في وسيلة أخرى. إنما هي نقاط و تنبيهات لكل مسافر حتى لا يقع بما وقعت به من قبل السفر حيث هيء لي أن الطريق ممتع بالكلية فكانت المفاجأة الغير سارة, و عندما يسافر من يقرأ هذا المقال فإن أي مصيبة في الطريق هي بالتأكيد أقل مما حواه الموضوع.
•• قبل النهاية فإن الحدود التركية تستحق أن تنال النجمات الخمسة, و زد على ذلك ماشئت, و تسلف من المجرات المجاورة تقديراً لأولئك الموظفين الذين يعملون عملاً احترافياً و بخطوات واثقة, و لا غرابة أن تطالب تركيا بالانضمام لسلة الدول الأوربية, فبينها و بين الدول العربية و الدول الإسلامية بون شاسع.
•• من يمر بالحدود التركية من جهة كسب سوف يصاب بدوار و ذلك لأن علامات التعجب لن تستقر بالرأس فهي في حالة اضطراب و تساؤل و استفسار.. كيف أن تكون الدول متجاورة بالحدود و بينهم في التعامل كبعد المشرقين أو يزيد إن كان هناك شيء يزيد؟ كيف لهذه الدولة أن استطاعت أن تدرب موظفيها كل هذا التدريب؟ فظهروا بهذا الشكل الرائع العجيب. أرفع قبعتي احتراما لكل أطراف تلك الحدود المميزة و لكل العاملين في مكاتبهم من خلفهم.صورة مع التحية لكافة الحدود التي مررت بها؟ و كلاً بحسب شاكلته..
•• تبقى شيء واحد للفائدة فمجموع ماقطعت من المسافات من القصيم حتى أوزنقول هي 7000ك, كان نصيب الذهاب 3000ك و العودة بنفس المقدار, و ألأف كيلوا كانت التمشية داخل حدود أوزنقول.
•• سعر البنزين كان تقريباً 1,5ريال للكيلوا داخل الحدود التركية.فمن الأجدر أن يعمل المسافر على التقليل من التنقلات الغير منظمة حتى لا يقطع مسافات تزيد عليه من سعر التكلفة. و أجمل مافي أوزنقول أن مناطقها السياحية متقاربة.
•• في الختام ماسبق رأي خاص و ليس بالتأكيد هو عين الصواب, و ليس من المؤكد هو خالي من الصواب.و قد أرى صواباً فيراه غيري خطأ و أرى خطأ فيراه غيري صواباً.و قد نتفق و لكن قد يكون الحرف قد خان الفكرة فظهرنا مختلفين..و لكن بالتأكيد أننا نسعى لنفيد..فبورك بالجميع..نسيم نجد
ملحوظة : بعض الصور ليست من موقع الوصف بالضبط
أستاذي العزيز ابوعبدالملك يسعدني في البداية أن اكون من أوائل المستمتعين بقراءة تفاصيل هذه الرحلة .. تأملت مدى العناء الذي تكبدتموه للوصول الى اوزنجول وأدركت بالفعل كيف يكون السفر قطعة من العذاب حيث انستنا وسائل النقل في العصر الحديث هذا العذاب وهذا من فضل الله تعالى علينا فلله الحمد والمنة ، لكن برغم مشاق السفر براً إلا أن هناك من يرى في ذلك ضرباً من المتعة والمغامرة وبالتالي وبعد طول الطريق وتجشمه يكون للوصول إلى الوجهة المستهدفة طعم آخر وإحساس بمتعة الترحال قد لاتجاريها متعة الوصول اليها في سويعات من الطيران ..
بارك الله فيكم على هذه الإضاءات التي ستكون زاداً لمن يسافر أو يريد السفر إلى تلك البلاد
ودعواتي لكم ولأسرتكم الكريمة بالسعادة والتوفيق
أخي نسيم نجد، أتقدم إليك بجزيل الشكر ووافر الإمتنان على هذه التحفة الفنية التي لا أشك أنك بذلت جهدا كبيرا لإخراجها. وهي تحفة فنية لأنها تعكس أخلاق كاتبها وصفاته. حين أقرأها أراك فيها وإن لم أر صورتك. وهي كذلك لأنها تتضمن الأدب والمعرفة والصورة والتقنية. لقد قرأت موضوعا مشابها في المسافرين العرب وقمت على إثر ذلك بالتخطيط للرحلة. وقد تتبعت ذات الخطى تقريبا إلا أنني سلكت طريق باب الهوى. عمموما، كانت لدي نية في كتابة مذكراتي في هذه الرحلة التي إن أعطاني الله عمرا سوف أكررها مرة أخرى. ولكنني بعد أن قرأت ما كتبته (زهدت) ما أنا بصدده. لقد أحبطتني (سامحك الله).
العتب أننا نهمل بعض التقنيات المتوافرة ومن مثل ذلك وضع إحداثيات المواقع التي زرناها وهذا ما أنوي فعله في المرات القادمة.
أرجوا التواصل معي بقصد التعارف وتبادل المعرفة. وتقبل مروري.
يا نسيم الخير
جزاك الله خير ، استفدت منك كثيرا ، يكفي تجوالي في مدونتك مدونة الخير .
فبارك الله فيك حيث ماكنت .
أخوك بو سعود .
الحقيقة ان المركزين الاردني والسوري هم أسوأ مركزين
الاردني يعاملك بمنتهى الكراهية والحقد والحسد والضغينه
والسوري يعطيك درسا في علوم الرشاوي بأنواعها
ادفع رشوة ولا امورك ما تمشي
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
دول الخليج تحسن اليهم وهم يكرهوننا لست ادري لماذا ؟!
رحم الله أيام السلام والاستقرار، أما سوريا فقد أصبحت أثرًا بعد عين، فاللهم اجبر مصاب أهلها.