من كل بستان زهرة ( صور مختارة – 1- )

من كل بستان زهرة ( صور مختارة 1 )

تجولت في مخزن صوري, فرجعت بي الذاكرة إلى الوراء, فوجدت نفسي و كأني بحديقة غناء, أشاهد جميل مناظرها , و أتأمل الحياة فيها, فيصلني شذاها , فتفوح في نفسي جميل الذكريات, فأخذت أنظر و أكتب. فبعضها تأملات تخرج عن إطار الصورة, و بعضها يوافق الحرف الصورة, أهديها لكم و هي أقل من قدركم. و لكن من طمعي بمروركم, و من إعجابي بجميل عطركم كتبتها , فإن أعجبتكم… فأعجب منها كرمكم, و إن نالت استحسانكم,  فهي بعض حسنكم, و إن ذهبتم بدون أن تشعروا بأي مشاعر نحوها, فأنا السعيد لأنكم ذهبتم و بقي شذاكم يعطر صفحاتي, فشكراً لكم .

مع الملاحظة أن ليست كل الصورة مرتبطة بما تحتها من العبارات,  إنما هي تأملات إنسان يتجول في حديقة العالم الواسعة .

 

 

 تنحت قطرات الماء الباردة , و نسمات الهواء الهادئة وسماً باقياً لأبد الدهر في وجه شموخ الجبال الراسية . فكل كلماتنا الحارة , و الباردة لها أثر في حياتنا , و حياة من حولنا .

 

 

 قد يأسرك منظر جميل قريب, عن منظر بعيد أجمل.. كن بعيد النظر

 

 

 مهما بلغت الجسور من طول, فلن تبلغ نهاية البحور, و مهما وصلت النفس من حلول, فلن تجد حلاً كاملاً لمشكلة في الذهن تدور, إنما نبني حلاً لنلامس أملاً

 

 

 قبل نومي لا يكفي أن أمسح أحزاني التي أصابتني ممن مسني الضر منهم, لكن أفكر كيف أمد يد العون من غدي لهم .

 

 

 بعض الناس عندما تحاوره و تزداد معه بالنقاش, يزداد برفع صوته,  فهو كالحجر عندما تلقيه في ماء راكد, تزداد و تكبر حلقاته . و لكنه ينتهي و لم يترك أثر .

لم أندم ندماً مثلما ندمت على أوقات قضيته بعيداً عن أمي و أبي, و لم أسعد سعادة كاملة كمثل سعادة رسمتها على محيا أياً منهما, أدركوهما قبل أن لا تستطيعوا ذلك !!
نسيم نجد
www.naseemnajd.com

الحلقة الثانية : الفاتنة الأوربية زيلامسي النمساوية

صفحة الإهـداء

الإهداء الأول :
لأخي المتواجد هناك في ارض الغربة ,  و الذي كان يحرك بواعث السفر في نفسي إلى تلك البقعة .  فدائماً يردد و يقول : إذا لم ترى زيلامسي فقد فقدت فرصة رؤية أفضل بقاع الطبيعة الرائعة في أوربا , و إذا لم تزر النمسا فأنت قد فوت فرصة رؤية أجمل دول تلك المنطقة . و لم تكن نبرة حديثه نبرة مخبر , بل حديث ناصح , و إرشاد مخلص , و مقولة متحمس . و لم يقف عند هذا الحد بل كان يزودني بالخرائط , و يسهب في شرح الأماكن , و كل أمله أن يوافق رغبة في نفسي , و من ثم  أقرر مشاهدة تلك البقاع .  بل لم ينتهي الأمر عند ذلك بل كان يرسل صوراً كلما حس أن حماسي قد خف , و ذلك ليفتنني , و يحرك الشوق في قلبي , و يبعث حب الفضول في نفسي . فقد أرسل لي ذات مرة هذه الصورة .

 

فقلت : يالها من صورة جميلة فاتنة ,  فقال : للحق و للتاريخ فليس أنا من صورها بل هي زوجتي  , فقلت : أوه لقد اكتشفنا في العائلة محترفة تصوير فوتغرافي , فتحركت في نفسه بواعث الغيرة من تفوق الزوجة عليه في هذا المجال .  و الرجال كما تعلمون يغضبهم ذلك ,  فقال : بل إنها وطئت الكاميرا بقدمها خطاءً وهي على الأرض  , فكان هذا المنظر … بل… لم يكتفي بهذه العبارة ,  فأكمل فقال : لو تأتون بأعمى لهذه الديار لأصبح من أشهر المصورين بالعالم , و ذلك أن تصوير الطبيعة هنا لا يحتاج إلى اختيار , فكل المناظر حتماً سوف تبدو جميلة  , و كل الزوايا مناسبة لالتقاط صورة رائعة …ياه ما أقساكم يا رجال…وتسِمون النساء بالغيرة . 

فقلت : أيها المحترف أرسل لي صورة من صورك إذا كنت تقول هذا الكلام ,حتى استطيع أن أحكم بينك و بين المدام بالفصل التمام . فكان أن أرسل إلي هذه الصورة…

 

و صدقاً… إنها جميلة .. فتأكدت فعلاً أنك لو تأتي بأعمى لتلك الأرض لصور أجمل صورة . فأنا أعرف أخي و إمكانياته التصويرية المحدودة ( معليش و أنا أخوك الجمهور عاوز كدى ) .
 لكن لعلكم تتأملون الصورة الخاصة بأخي فتجدونها واقعية ,  تحكي عن الطبيعة المباشرة ,  و هي مشهد واقعي لكل ما تحيط به العين من جمال المكان ..
بينما الصورة الأولى ,  فيتضح من اختيار الزاوية ,  و نوعية اللقطة  , أنها التقطت بيد امرأة  , و ذلك لأنها تميل إلى الرومانسية أكثر من الواقعية  , بل فيها مشاهد غائبة عن العين , فهي تصل إلى القلب مباشرة بدون أن تتفحصها العيون , .هذه رؤيتي و لكم أن تروها بأي شكل يناسبكم . 

الإهداء الثاني :
لأخي الفاضل أبو هتون الذي رافقني برحلتي عبر جهازه الملاحي , فكان مصدر معلوماتي , و محط أنظاري  .فقد استعرت منه جهازه بشريحتيه الأوربية و النمساوية , فوضع فيه أفضل الأماكن هناك , و أروع مناطق الطبيعة في أرض الفاتنة الأوربية , و زاد على ذلك بقائمة كبيرة من قرى الريف النمساوي .. 

 

 فكنت أتنقل  من مكان إلى مكان عبر جهازه بضغطة زر . مما سهل أمر سفري , و جعلني استغل بشكل كبير وقت رحلتي. و من أغرب الأشياء التي تتبعتها عبر جهاز أخي أبو هتون أنه كان قد خزن مكان في منطقة زيلامسي , فوضعته من ضمن مخطط الرحلة , و تحركت في وقت باكر لكي أتابع و أتمتع بتلك المناظر , فكان الطريق إلى هذا المكان يبشر بخير , و المناظر الجميلة المحيطة تزفني إلي مكان يؤذن باكتشاف مكان سياحي جديد , نفسي تتوق لهذا المكان الذي لم أقرأ عنه من قبل , فالمنحنيات المصاحبة لذلك الطريق أضافت متعة حقيقية في نفسي و زينت طريقي إلى ذلك المكان , و القرى التي أمر عليها هي الجمال بمعناه , و الحسن بنفسه . فتحدثني نفسي أن إذا كان طريق بهذا الجمال , فكيف بالموقع نفسه أكمل القراءة »

الحلقة الأولى : الفاتنة الأوربية زيلامسي النمساوية

الحلقة الأولى : الفاتنة  الأوربية زيلامسي النمساوية

 

 

عذراً زيلامسي …..لقد أخطأت الطريق

 

 

 عذراً يا فتاة الطبيعة
 عذراً أيتها الساحرة
 عذراً أيتها الفاتنة
 عذراً صغيرتي زيلامسي

 

 تحت جبال الألب ….. ترقد فتاة صغيرة على العشب الأخضر تسمى  … زيلامسي ….
ابتسامتها صفاء ثلوجها …
غطائها قطع الغيوم المتناثرة من حولها ….
دموعها قطرات المطر المتساقطة من مزنها ….
حبها يتدفق إلى زائريها عبر أنهارها الجارية من بين بحيراتها ….
قلبها يسكن في بحيرتها الساكنة , و أنفاسها هي أريح الزهور المتناثرة….
تستظل بأشجار طبيعتها الوارفة…..و ترتوي من أنهاره المتدفقة من الجبال العالية …  

 زيلامسي مجمع العشاق و ملتقى الأحباب….
زيلامسي أروع صورة و أجمل قصة …..
.زيلامسي أحلى حكاية و أكمل رواية…
زيلامسي آية من آيات الله و جنة من جنان الأرض….

 

 

 زيلامسي….. شمس و غيوم …و جو عليل….أمطار و أنهار….. و أزهار و أشجار ….بحيرات متناثرة ….جبال شاهقة…زيسلامسي …قيعان بالأعشاب مفروشة …..جبال بالجليد مكتسية….طيور بالجو تحلق…. بط بالبحيرات تسبح ….أبقار و أغنام بالجبال تسرح ….مئات المناظر مئات المشاهد كلها تدل على الخالق….فسبحان الله العظيم الذي خلق فصور . 

 زيلامسي… عذراً إن أخطأت الطريق و وصفت منهم أقل منك جمالاً ….فهل يستحق العقد الفريد غير ذلك الجيد…..أو هل يستحق العشق أن يصرف لغير تلك الفتاة….الساحرة.. الصغيرة.. الفاتنة.. الجميلة… كل ذلك لك و كل ذلك اقل من قدرك . 

زيلامسي ….مقصد السياح , و ارض لاستجمام , و روضة المتزوجين , و جنة المتأملين …زيلامسي … هواء نقي , و أرض خضراء , و أمطار متتابعة , و نسمات مداعبة , و سحب كثيفة , و شمس مشرقة , و قمر منير , و جبال محيطة عالية , و قمم بيضاء ناصعة , و أنهار جارية  , و أشجار متنوعة , و أزهار عطرة , و بألوان مختلفة .

 

 

 و للحديث بقية و للعشق ألف كأس
فأعطوني بعض وقتكم أعطيكم كل جهدي أكمل القراءة »

قصة نسيم في عالم التدوين

قصة نسيم في عالم التدوين
قبل البدء : كل كلمة زرقاء هي رابط وفاء لمن كان له فضل على صاحب هذه المدونة ممن ذكرناهم و المعذرة لمن نسيناهم .
عبر أحد المنتديات دخلت إلى عالم النت قبل ثلاث سنوات . و كان الدخول من أجل هدف محدد و بسيط وهو السؤال عن بعض المعلومات لدولة التشيك , و خرجت بعد ثلاث سنوات بخسائر عدة أولها : أنني ألصقت بنفسي تهمة ” مدمن إنترنت ” باختياري و أنا بكامل قواي العقلية , و ثانيها عوارض صحية نتية مختلفة تبدأ من أوجاع بالرسغ , و آلم بالظهر , و متاعب بالرقبة , و تنتهي بحزن يعم العائلة بسبب فقدهم أباهم ساعات عدة , مع هذه الآلام و الأحزان تمنيت أن يكون لدينا كما في الدول المتقدمة عيادات لأمراض الحاسوب . فهناك صار الكثير من المدمنين ” نسأل الله العافية و السلامة ” يراجعون العيادات و يتطببون من ألمٍ ألم بهم . إذا فلا تستغرب أن تجد يوماً من الأيام عيادة و قد علق في ناصيتها و بالبنط العريض اسم ” الدكتور نت  ” و للسيدات عيادة أخرى باسم ” الدكتورة ” . و لعل حديث الإدمان يجرني لذكر قصة مختصرة لصديقي المدمن على النت لدرجة الابتلاء , حيث أصابه حزن عظيم عندما وصل إلى مرحلة الزواج الإجبارية , فقلت له : إن أفضل مايعمل في مثل هذه الحالة أن تحاول إعطاء الزوجة في أول الأيام جرعة زائدة من علوم الحاسوب حتى تسيطر على كل خلايا مخها و قلبها فتكفيك شرها , فتصبح بذلك سهلة الانقياد إلى هذا العالم السحري , فبعد الزواج يقول لي صديقي : فعلاً هذا الذي حدث , حتى أنني أطلب فنجال القهوة عبر الماسنجر . فحياة سعيدة في بيوت مدمنة …أعود لموضوعي , و لن أكون متشائماً بالكلية فأمري مع النت لم يكن بهذا السواد القاتم . فقد كانت هناك ألوان أخرى جميلة تبزغ منها شمس التفاؤل . حيث تبدأ ألوان حياتي النتية متدرجة من الأبيض مروراً بالوردي ثم البصلي و الكحلي حتى تصل لسيء الذكر ذلك اللون الظلامي , و هكذا دواليك أتقلب بين دفئها و لظى جمرها . أعود و أعترف بأنني و رغم العوارض الطارئة التي تحدثت عناه , فإن للنت فضل عليّ عظيم , فلي مكاسب منها عدة , و أولها قنوات من المعرفة مختلفة . و تكوين صداقات و أخوة في أطراف الأرض ممتدة , تبدأ هذه الصداقات من حدود أمريكا البعيدة و تصل إلى أحد أفراد بلدتنا القريبة .أيضاً خرجت بعد كل تلك السنوات بتجارب مفيدة و مثمرة في بناء النفس , و التعامل مع الآخرين , و تحقيق الذات . و لعل مسك الختام كان بتدشين موقع شخصي مستقل أو لأعبر أفضل من هذا التعبير , و أقول بمصطلح متداول بين أهل العلم و العمل و المعرفة و المعارف من علماء النت فأسميها باسمها “مدونة ” .
لو سألتني قبل ثلاث سنوات وقلت هل تفكر ببناء موقع شخصي , لتبسمت ثم قلت لك : أن تحقيقه بالنسبة لي يعتبر معجزة …لا بل مستحيل , و لو سألت قبل سنتين  نفس السؤال لقلت لك : أنه حلم , و لو كان هذا السؤال قبل سنة لقلت : أنه أمل . أما الآن فهو واقع يتشبث عبر خطوط أو خيوط الشبكة ألعنكبوتيه , ليقول للناس نسيم نجد هنا . بين طلب المعلومات عن التشيك و تكوين المدونة تبلورت بشكل جديد شخصية أخوكم العابث نسيم نجد. و لا أخفيكم سراً …أن نظرتي إلى عالم النت قبل ثلاث سنوات مختلفة تماماً عن نظرتي إليه الآن , فكنت اعتقدها ترف زائد , و في أفضل حال هي لهو ذو حدين ..أو سمها ماشئت . أما الآن فأجد أن العالم المتحضر المدني لا يجيد الحياة بدون النت . و عندما تعود بي الذاكرة إلى أول كتاباتي في النت أجد أنني كنت أكتبها بطريقة عفوية و بلا أي مبالاة , و ذلك لقناعة كنت أحملها مسبقاً في نفسي , و هي أن الكتابة في منتدى عام في الإنترنت قد لا يلزم الكاتب أن يكون على درجة عالية من الحيطة و الحذر, أو توخي الدقة فيما يكتب , أو أن يدقق في حسن الصياغة , أو سلامة اللغة .
و لعل الطامة التي ستنزل عليكم يا أصحاب التدوين …أن صاحب هذه المدونة لم يكن يحمل منذ بضع شهور أي معلومة عن المدونات أو التدوين ,بل أزيدكم من الشعر بيتاً أنه لم يكن لي أي معرفة بهذا المصطلح و لم يمر علي في أي شاردة أو واردة في أوقات النت التي أقضيها بالساعات الطوال .و أعتقد أن البعض بعد هذه المقدمة الكافية الوافية عن خبرتي في مجال التدوين قد تكونت لديه نظرة راسخة عن نسيم نجد , و ذلك بأن اصدر حكماً غيابياً عليه بأنه أمي في مجال المدونات مع مرتبة الشرف الأولى , فأقول لكم : لقد أحسنتم الظن بأخيكم و رفعتموه …فلعلي لأخبركم بأني جاهل جهلاً مركب في هذا المجال , فالعذر منكم على جهلي بكم و الشكر لكم على حسن ظنكم بأخيكم .
 أما أول مرة أطلعت فيها على هذا الشكل من المواقع في الإنترنيت كان عبر مدونة أخي العزيز ” أبو لينا “ , فقد راسلته و سألته : من أين لك هذا ؟! و لكن ليس بهذه الصيغة و الطريقة , بل صبغتها بأسلوب أفضل يتناسب مع مقامه , و يرقى إلى مكانته التي تكونت في نفسي عنه من قبل و من بعد أن صار له موقع شخصي . فأجاب جزاه الله خيراً إجابة كافية وافية تبدأ من الألف إلى الياء , و ختم شرحه الوافي بأن قال هذه تسمى مدونة , و أكمل أن المدونة في هذا العصر مطلب فهي حياة و أكثر , و لم يعلم صديقي العزيز أنني لا أعلم عن المدونات إلا كما أعلم عن كيفية عجن الدونات , و لا أميز التدوين إلا كما يميز الطفل الرضيع التلوين . تفحصت رسالته و قمت بعمل بحث عن المدونات , ثم نثر لي الباحث المتهور كل مافي جعبته من أنواع المدونات , فمنها المجاني و منها الذي سعرها غالي , و منها المستضاف برابط و منها ما يحسن بك أن تبحث له عن زاوية في أركان النت عن اسم يناسبك فيرتبط  , بل أكثر من ذلك فهناك عالم البلوقات , و عالم مكتوب للمدونات , و أصحاب الووردبريس ,و عالم لا ينتهي من هذا و ذاك , و أنا إنما جالس بلا حس و لا رس , هؤلاء الجمع أو من يسمون أنفسهم المدونون ..كلٌ في مجاله يعمل , و كلٌ لنظامه متحمس و متعصب , هذا يقول : أنا الأفضل و ذاك يقول أن النظام الأوحد , أما أنا فمحتار و أتساءل ما القرار  و أين المقر …بل إلى أين الفرار و إلى أين المفر . هالني الأمر أول مرة , ثم أعدت الكرة , و فكانت مفاجأة أنها أيضاً لم تفلح المحاولة . فقلت في نفسي هل أنا ” ماشي صح “  و هل طريقتي التي أحاول بها هي الطريقة السليمة . مللت من التساؤل و المحاولة , و مللت الكر و الفر بين المنتديات و المدونات و عمل المقارنة . فمرة يبرز جمال المنتديات بالكتابة مع مجموعة من الأعضاء و الأصحاب . فالتفاعل ينتج التصحيح و التقارب . أما المدونات ففيها الخصوصية و الطرح الحر . استمرت هذه الحيرة مدة من الزمان .و السؤال يتكرر كل يوم…  هل أستمر بالكتابة بالمنتديات ؟ أو أتتمم عملي بالبحث عن التدوين و المدونات و كيفية بناء المواقع الشخصية ؟ . وجدت بعد مدة ” أني أتأرجح “ بين حب قديم , و حب المغامرة مع عشيقة جديدة , و ليس القديم كالجديد , و لا تسألوني أيهما الأفضل , و ليس هذا المهم فالأمر مباح أن أعدد بواحدة إلى أربعة , إذا حققت شرط العدل بين الأصدقاء في المنتديات و مع النفس في المدونات .لم يدم هذا التساؤل طويلاً فقد أطل علينا الأخ العزيز و الروائي القادم بقوة إلى الساحة ” محمد الداود “ بمدونة رائعة . فكان صدور هذه المدونة في ذلك الوقت بالنسبة حافزاً يقول أبدأ التدوين : فأرسلت له رسالة أسأله عن البداية . فقال عليك بهذا الموقع” منتديات عرب وورد بريس “  فهو من نوعه فريد و عن أسئلتك سوف يجيب . ثم أكمل إنه خير معين لمن أراد أن يسلك طريق الـ تدوين . دخلت إلى ذلك المنتدى فوجدت أمور فنية بحته . أحتاج فيها إلى رأي سديد و فكر ” رشيد “ . أصارحكم القول أنني قد دخلت في سرداب مظلم – عفواً لأصحح العبارة ” بالنسبة لي مظلم ” – إلى أن حصلت على ” سردال “ يقودني لرحلة الغوص في أعماق هذا العالم المجهول . أكمل القراءة »

الحلقة الثانية : زيارتي إلى شقراء و أشيقر

الحلقة الثانية : زيارتي إلى شقراء و أشيقر

  

أبتعلتني طرقات المدينة الضيقة و ضمتني بين جوانحها . فكأنها تريد أن توصلني إلى فؤادها عبر شرايينها , أو كأنها تريد أن تطلعني على مكنونها الجميل عبر طرقاتها .

 

 في تلك الطرقات أتخيل المارة من نساء أهل البلد و كيف كان الحياء يلفهن في ذاك الزمان . فقد عُرف في في ذلك الحين أن جدران المدينة الطينية يوجد بها خط يوازي الكتف  . و هذا الخط قد نحتته أكتاف المارة من النساء . فقد كان الحياء يغلبهن عند مرور الرجال أمامهن في الطرقات . فيتنحين عنهم فتصطدم أكتافهن بمباني الطين حتى يوسم الجدار بخط من أوله إلى آخره . فالله درهن من أمهات لبسنا الحياء خير لباس , و يالهن من أمهات عرفن الدين فطرة و هن لم يجلسن في مجالس العلماء المعلمين . أكمل القراءة »

الحلقة قبل الأخيرة : جولة فوق جبال أبها و مطل السد و مداعبة القردة

مساء الخير عدت إليكم بوجه صبوح  

 

عفواً قد يكون بدء الموضوع بمثل هذه الصورة في أول صفحة  من صفحات الرحلة يعكر على البعض صبحه أو مساءه , أو حتى ظهره أو ضحاه أو عشاءه . و لكن هي الرحلة التي قمت بها تستلزم أن أبدأ بهذه الصورة . ناهيك عن ماتحمله هذه الصورة من نظرات الأمل من عينيه , و الشغف بطلب الرزق و العمل و التي تبدو على أطراف شنبيه . و إن لم تعجبك أيها الزائر لموقعي هذه الصورة من الممكن أن تستدعي أطفالك لتأملها فحتماً سيفرحون بها . و إن استوحشوا منها أو هربوا من الخوف من تقاسيم  صاحبها . لا تكن متشائماً أبداً فاستدعي الولية ” المدام ” فقد يعجبها المنظر و تضحك و تسر , و قد تنسى مشاكل و يزول من القلب حزنٌ و هم  . و إن لم تصل إلى ذلك و استبدلتك الزوجة بلكمة خطافية , أو بكلمة جارحة تغني عن مئة جملة , أو بتكشيرة تسد النفس لمدة سنة شمسية . فهناك أرجو أن تراسلني على بريدي الخاص لأغير هذه الصورة .بشرط أن يكون مع الرسالة أمر من الزوجة أو الأطفال بذلك .

و أكرر أعتذاري مرة أخرى عن الصورة , و أعلم أن العذر وحده لا يكفي . إذا لم نزد معه بصورة تذهب وحشة الصورة السابقة , لذا فقد وضعت صورة أخرى تنزل بالنفس الطمأنينة , و تجلب للوجه الأبتسامة .

و الصورة وحدها لا تكفي إذ لم تشرح الصورة بصورة كافية . فأدعوكم لتتأملوها معي . فالمتأمل للصورة السابقة يجد فيها مستويين من الوضوح , فالمستوى القريب …فيه الألوان باهتة و الصورة غير واضحة . و المستوى البعيد… فيها الألوان رائعة و التفاصيل نقية صافية . و عندما أرى مثل هذه الصورة يتبادر إلى ذهني سؤال . لماذا دائماً نطمع ببعيد مجهول و تعجبنا أسراره الخفية , و نزهد بقريب معلوم و إن فاحت من حولنا رائحته الزكية . لماذا نبعد النظر عمن حولنا , و يقتصر النظر على البعيد الذي لا يناسبنا أو ليس لنا. لماذا ننظر إلى مايملك غيرنا و ننسى أو نتجاهل مابين أيدينا . أقترب بنظرك في كافة شئون حياتك فسوف تجد فيها أشياء جميلة , و أن ذلك الجمال الخفي على عيوننا قد يملك طاقات مكبوتة و بحاجة إلى أن نفجرها لتفيض حياتنا بالسرور و السعادة . لا تعتقد يامن تمر على هذه الصفحة أنني أتحدث عن مجهول بعيد , لا فلا تبعد بنظرك و أنظر إلى أقرب الناس إليك , وأنظر إليه بتفاؤل فستجد بين يديك زهرة رائعة جميلة و إن أعتادة عليها عيونك و أصبحت مع الوقت بألوان عادية باهتة . لا أعلم يبدو أنني خرجت كثيراً عن الموضوع , و لكن قد تكون عيون القرد العسلية و الزهور الندية سبباً بهذا البعد الرومانسي . ” ابعد هذا تريدون صورة أخرى بأبعاد رومانسية أو عيون عسلية “

أعود لرحلتي و التي تأخرت بسرد بقيتها عليكم . و أفتتحتها أيضاً بصورة قد لا تروق لكم . فإذاً دعوني أبدأ . فأقول : كان القرار أن نبقى هذا اليوم في وسط أبها , هو قرار أتخذته بنفسي و ليس قرار أحد ثاني من نون النسوة ممن ذهبن معي في رحلتي  أكمل القراءة »

الحلقة الأولى : زيارتي إلى شقراء و أشيقر حيث عبق الماضي العريق و نهضة الحاضر الزاهر

زيارتي إلى شقراء و أشيقر حيث عبق الماضي العريق و نهضة الحاضر الزاهر

مقدمة :

قد يكون حديث صديقي الدائم عن بلدته ” أشيقر ” هي من دفعني و بقوة لزيارة تلك المدينة , و غرس في نفسي حب الفضول و التطلع لمعالم تلك الأرض . فقد كان حديثه حديث عاشق , و كلماته كلمات مهيم . فكان أمر الزيارة قد تقرر منذ زمن . و جاء أمر آخر جعلني أتتوق لهذه الزيارة فزاد الشوق و الرغبة بالنزول إلى تلك الجنة , فقد قُدمت لي دعوة الزيارة من أحد الأعضاء الأعزاء من منتدى ” زاد المسافر السياحي ” فكان الأمر الذي لا مفر …فإليكم الزيارة بتفاصيلها …

البداية : 

قد تكون مدينتي شقراء و أشيقر قد نالتا حظهما  من زينة الحياة الدنيا , و زهرة الآخرة , و ذلك لِما برز منهما من رجال كثر في مجال العلم و العمل , فقد زخرتا بالعلماء حتى سميت ببلاد العلماء , و اشتهرت برجال الأعمال حتى ذاع صيتهم في أطراف الأرض .

و لقد كنت بزيارة لتك المنطقة في الأيام الماضية , و حظيت بجولة في ربوعهما . فسرني ما وجدت فيهما من حاضر مزدهر و ماض عريق .

  إن المتأمل لأزقة البلدة القديمة لتلك المنطقة يلحظ تاريخهما التليد أكمل القراءة »

الحلقة الثالثة : رحلة نسيم نجد النهرية في مدينة الأحلام الرومانسية – ستراسبورغ الفرنسية –

نهاية رحلة النسمات النهرية

 

يقول جبران خليل جبران : ” إنني سائح و ملاح في وقت واحد.. وفي كل صباح أكتشف قارة جديدة في نفسي ” و بالفعل هذا الذي يحدث معي… إنني أجد نفسي في كل لحظة…و أكتشفها من جديد…فعندما أكون في سفر و لوحدي ..فإنني أتفرغ لها …و أقترب منها أكثر …و أعرف مكنونها …و أسبر أغوارها…هناك… أو في أي بقعة من بقاع الأرض أوفي أي ظرف من ظروف المعيشة…فعندما أكون بين الناس أو وسط الغابات أو عند مصاب الأنهار …أو حتى على السرير في غرفه الفندق و كذلك حتى في غرقة النوم… فإنني أكتشف شيئاً غائباً عني أو أجد شيئاً جديداً من خفايا النفس…بل يحدث أكثر من ذلك …فإن نفسي تتصور حالها في بعض المواقف مع مايناسبها من ظروف الزمان و المكان …مرة وهي تتأمل أن لو كانت في هذا الموقف مع أعز أصدقائها… و مرة في سياحة مع أحب الناس إليها… و مرة لوحدها و هي تتسلى في خلوتها…لذا قد يجد القارئ لهذه اليوميات و السفريات شيئاً من العَجَب من شخصية هذا الكاتب و طريقة سفره …كيف يحلو له أن يسافر وحيداً فريداً و بدون أنيس أو صديق أو رفيق ؟…ثم يأتي و على مشهد من الناس و يترنم بسفرته بفرح وسرور…يجهلون أنني لست لوحدي …بل أن معي كل من أحب في رحلتي…فإذا كنت ممن وصل إلى هذه النقطة …فأنت ممن أحب…فهل ترافقني ؟…

 

اركب معي مركب الأحلام …و تأمل أنك برفقة هذا السائح غريب الأطوار…و أقرأ بخيالك و اسرح بعقلك مع الحروف و تجول بعينيك عبر هذه الصور…و تخيل أنك تعيش في ذلك البيت المعمور…و لك شرفة تطل على النهر..و تستمتع بما زرع من حوله من العشب و الزهر..و بين يديك قهوة الصباح تنشر عطرها الفواح…هل هناك أجمل من هذه الأحلام الوردية…وهذا الجمال الأخاذ وتلك النسمات الرطبة و تلك الأشعة الدافئة …عفواً صديقي استيقظ …لأنك بأرض الأحلام وهناك ألف عنوان لمشاهد الحسن و الجمال … فحدائق الأحلام في موضوعي كثيرة .. أكمل القراءة »

قمة الوفاء

قمة الوفاء

منذ أربع سنوات دخلت أحد القريبات المستشفى إثر جلطة مفاجئة بالرأس , و تدهورت حالتها حتى فقدت الوعي . و احتار من حولها من الأبناء بكيفية مساعدتها في أزمتها , و كيف يقومون بخدمتها بالشكل الذي يرضيهم و يرضي ربهم . فتكفلت أحد بناتها المباركات بالمرافقة حتى تخف الحالة . و بعد فترة تحسنت الأم بقدر يسير , و تعدت الأم الحالة الحرجة . و لكن خلفت الجلطة أثراً عليها فأصبحت مقعدة , و لا تستطيع أن تخدم نفسها بنفسها , و أيضاً لم يرد الله سبحانه و تعالى أن تفيق بشكل كامل . فهي بحالة بين الوعي و الإغماء , فلم يسمح الأطباء بأن تخرج من المستشفى . فبقيت البنت بخدمة الأم و لا تسمح لغيرها بأن يرعاها , أو يقوم بالتغير لها , أو تغسيلها . و بعد سنة أصبحت حالة الأم مستقرة على وضعها السابق , و لم يكن هناك حاجة لبقائها بالمستشفى . فخرجت الأم إلى بيتها و أكملت معها البنت المسيرة , و غنمت بالبر و هي الغنيمة العظيمة . فلم ترفع عينها عن أمها التي أصبحت لا تتحرك , و لا تتكلم , و لا تستطيع أن تقدم لنفسها أي منفعة , فصار لزاماً على الابنة أن تكون بجانبها في كل حين , و أن تكون بقربها في كل وقت , و أن لا تفارقها أبداً . و استمرت الابنة على هذه الحالة أربع سنوات بلا خادمة أو ميعن . فهي التي تقوم بنقلها إلى دورة المياه , و هي التي تقوم بتغيير ملابسها , و هي التي تقوم بإطعامه , و بل أكثر من ذلك…. فبرغم حالة أمها الصعبة فهي أنسها و سلوتها , و هي مصدر سعادتها و سرورها , و هي بعمل مستمر و بروح متجددة , و تتفانى بخدمتها بحب يفوق الوصف. بل و أكثر من هذا و ذاك …. فهي تقوم بكل ذلك و لا تملك إلا يداً واحدة . و إن عجبتم من كل ماسبق فأعجب العجب أنها لم تنم على ظهرها منذ مرض أمها من قبل أربع سنوات. فهي تنام أمام أمها جالسة و على كرسي بلاستيكي , فهي تخشى أن تغرق بالنوم و تغفل عن أمها , أو أن تستيقظ الأم أو تحتاجها فلا تراها بعينها . فتغفي عينها لحظات ثم تقوم فزعة لتطمئن على حال أمها . هذا حاله و جميل فعلها و لقد ساندها في أزمتها أخوها الأكبر . الذي رأى من بر أخته فلم يرضيه إلا أن يستقي من كأسه الزلال كاملاً . فهو و منذ لازمت أمه السرير قد ترك بيته و أولاده و لزم بيت أمه , فيخرج دقائق على عجل ليقضي طلباتهم ثم يعود مسرعاً ليجلس تحت أقدام أمه .
بقي شيئاً أعجب مما سبق كله . وهو أن عمر الأم المريضة يزيد على 85 سنة , و عمر الابنة التي تقوم بخدمتها يزيد على 55 سنة , و عمر الابن الذي لزمهم 60 سنة , فالله درهم من أبناء بررة . و وفقهم الله للمزيد من العمل الصالح , و كتب الله لهم من أبنائهم قرة عين . و أسكنهم الجنة و جمعهم مع أمهم التي أحبوها و بروا بها .

بقي تساؤل : ماذا قدمنا لأنفسنا من البر ؟!….
فأسأل الله أن نكون ممن قدم عملاً يسره ….
أخوكم : نسيم نجد
www.naseemnajd.com

الحلقة الثانية : رحلة نسيم نجد النهرية في مدينة الأحلام الرومانسية – ستراسبورغ الفرنسية –

رحلة بين عبق التاريخ و جمال الطبيعة

 

يقول شكسبير “ليس هناك جميلٌ ولا قبح ..و إنما تفكير الإنسان هو الذي يصور الجمال والقبح للإنسان “…كنت متيقناً أنني سوف أقضي وقتاً جميلاً و رائعاً في هذه البلدة…ولكن ماهي الوسيلة التي تحقق لي هذا لجمال بأبهى صورة…فكرت كثيراً وأنا أتمشى في شوارع تلك المدينة…كيف أستمتع بوقتي القصير في ستراسبورغ ؟…..وضعت أصابعي في وسط شعري فكأني أحرك أفكاري …بالضبط كما تتحرك الملعقة في كوب الشاي من أجل الحصول على طعم حلو مناسب لذائقة و مزاج صاحبه…فوجدت أن الرحلات النهرية قد تكون هي الأنسب في مثل هذه الظروف…و ذلك لعلمي أنها سوف تختصر الكثير من وقتي…و بالغالب مرتبة بحيث تمر على جميع أو أغلب المعالم البارزة في المدينة و تتمكن من مشاهدتها و أنت تنعم بجو جماعي رائع…

 

في حوض النهر هناك مجموعة من السفن الترفيهية و التي أعدت للرحلات النهرية…بعضها يصطف الركاب على أطرافها وهم على استعداد لبدء رحلتهم و يتعجلون لتحقيق أملهم…و مجموعة منها قد أنهت رحلتها فهي قادمة من بعيد و كل من بداخلها سعيد…وبعضها قد أنطلق للتو وبداخله جموع سياحية قد رسمت السعادة على وجوههم ….فهي تظهر بكل زينتها فتتقدم بتبختر و تتراقص بعُجب.. و بجوفها كامل ركابها الذين تشكل ملابسهم الملونة منظراً جميلاً عندما تبرق عليهم أشعة الشمس المتأججة ثم يعكسها الزجاج المحاط بالمركبة…على الرصيف حركة دائمة … وجوه مبتسمة… و همسات خافته… وابتسامات واضحة.. كل ذلك إما تحت أشعة الشمس …أو قطرات المطر… أو ظلال شجر… أو قرب الأزهار…يتنوع المناخ المحيط ولكن الحركة الدؤوبة هي الميزة التي تنعشك و لا تتغير…هناك أناس يركبون ويغادرون الرصيف…أناس يتأهبون للنزول إلى أرض البلدة…أناس بمثل حالتي يفكرون هل نبدأ الرحلة…
تحركت نفسي أن أدخل تلك الكبسولة…أو السفينة أو المركبة…أو سمها ما شئت أكمل القراءة »

الحلقة الأولى : رحلة نسيم نجد النهرية في مدينة الأحلام الرومانسية – ستراسبورغ الفرنسية –

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
رحلة نسيم نجد النهرية في مدينة الأحلام الرومانسية – ستراسبورغ الفرنسية –
ستراسبورغStrasbourg
مقدمة :
قد تكون الأخت الفاضلة / الأخت سفريات هي التي قدمت هذه المدينة كهدية إلى السياح العرب عبر تقريرها في الأنترنت…فهو تقرير وجه البوصلة السياحية إلى مكان جديد…و منطقة غاب عنها من زوار القارة الأوربية…فقد أجادت و أفادت عبر تقريرها…بل لقد راهنت على نجاح الرحلات إلى تلك المنطقة…فكسبت الرهان في أول عام…فقد أرتحل إليها الكثير من العرب …و كتبوا عنها التقارير…فكنت ممن أسعده زيارة تلك المدينة….فالآن أضع بين أيديكم بعض النقاط التي أرجو أن تكون نجمة في سماء ذلك الموضوع…

رحلة قصيرة عبر قنوات المدينة
  
 

على واجهة أحد الفنادق في ستراسبورغ كتبت هذه العبارة المنحوتة للنحاتة العبقرية كاميل كلوديل، عشيقة رودان : “يعذبني دائماً شيء غائب” .
ولعل بعضكم يسألني ..من هي العبقرية كاميل كلوديل ؟
فلا أخفيكم سراً …أو بمعنى أصح لا استطيع أن أفعل ذلك..فسوف أقول لكم و بوضوح ..أنني لا أعرفها ولا أعرف من تكون …ولكن وجدت أن الكاتبة و الروائية والمخرجة الجزائرية آسيا جبار وضعت تلك الكلمات في مقدمة روايتها ( ليالي ستراسبرغ ) فأعجبتني ولامست في نفسي شيئاً يحاكي جمال تلك المدينة فنقلتها .
وآه إن سألتموني من تكون آسيا جبار ؟
فيزداد حرجي أكثر …لأنني وبحق لا أعرفها..و لا أعتقد أنها تعرفني..بل متأكد أنها لا تعرفني …إنما كنت أبحث عن معلومات عن ستراسبورغ فوجدت ما سبق …و وجدت أنها حازت الكثير من الجوائز ونالت الرفيع من الدرجات الفرنسية بحكم دراستها هناك في باريس….
و حتى أقطع عليكم السؤال عن ماهية الرواية ” ليالي ستراسبورغ ” ؟
فأقول : أنها رواية تخالف جميع روايات آسيا جبار كما يذكر الأدباء… وقد ترجمت الرواية إلى عشرين لغة حول العالم …و أن الرواية تحكي قصة عاشقين ..فتاة جزائرية قادمة من باريس وأسمها ثلجة ( عاشت الأسامي )…و أرمل فرنسي قادم من أطراف فرنسا وهو يكبرها بعشرين عاماًً…فعاشا مع بعضهما بحب عاصف لمدة تسع ليالي ذهبية في ستراسبورغ..عاشا تلك الليالي و هما يعلمان أنهما سوف يفترقان…و فعلاً افترقا!!
و أتمنى أن لا يبعثكم فضولكم المحبب إلى نفسي …بالسؤال لماذا افترقا ؟ أكمل القراءة »

منتزه السحاب و عالم من الضباب

 منتزه السحاب و عالم من الضباب

الجولة الأخيرة هذا اليوم هي تبدأ من بطن الوادي القريب من قمة جبل سحاب . تؤشر اللوحة الموجودة على طريق أبها – السودة إلى طريق ضيق يؤدي إلى منتزه سحاب . 

و حتى تصل إلى هذا المنتزه تمر بشوارع أكثر ضيقاً من أختها التي سبقتها , و مزارع منتشرة على مدرجات جبلية , وقرية صغيرة قد انتشر أهلها في طرقاتها إما بالذهاب إلى أعمالهم , أو بالوقوف على مزارعهم .
 

 و على مقربة من تلك البيوت تجد الأطفال قد أخذوا نصيبهم من هذا الشهر السياحي . فلقد مررت بطفل صغير يجلس على حافة بيتهم . أمامه بعض البرشومي الذي نظف للتو وقد أتى به من المنزل . و بيده زهور الرياحين و التي تنشر عبقها على الزائرين . منظر الفاكهة و الزهور و الطفل منظر يسر…فإن كنت تريد أن تتذوق هذه الفاكهة الحلوة فمن يد ذلك الطفل أحلى . و إن كنت تريد أن تستمتع بعبق ذلك الزهر فشذا الطفولة البريئة أعلى . أعجبني من أمره أنه يلبس ملابس نظيفة و يقدم لك الفاكهة بشكل أكمل القراءة »

“أبو رابح ” يمارس لعبة الجيوكانشينج و البحث عن الكنز الموعود

“أبو رابح ” يمارس لعبة الجيوكانشينج و البحث عن الكنز الموعود

رغم بخل أبو رابح الظاهر للعيان , و حبه الشديد للمال , لكن يبقى شيئاً يميزه عن غيره من البخلاء , و هو خفة ظله , و حلاوة لسانه , و اختراعاته التي لا تنتهي في سبيل الوصول للربح السريع للأموال . هذه الصفات تشفع له في بعض المواقف أمام من يقابلهم في طرقات الحياة , لذا يُقبل منه البخل إذا كان سوف ينشر الابتسامة على من حوله …أو سوف يكون سبباً للتندر بحكاياته لأيام عدة…

في نهاية كل أسبوع يخترع أبو رابح طريقاً جديد لجمع الذهب و الفضة و بسبل مختلفة , و إن لم يكن ذلك …فهو يخترع طرق جديدة لتخفيف مصاريف و أعباء الحياة اليومية .

نهاية هذا الأسبوع لديه شيئاً جديد , فقد دخل على زوجه الحنون ” أم رابح ” و ناداها بأعلى صوته , انظري ما لذي أتيت به يا زوجتي العزيزة , فرحت الزوجة و ظنت أنه أتى بشيء تفتخر به أمام نسوة المدينة ….
ثم همس بإذنها و قال تعالي إلى الفناء  أيتها الحية الرقطاء , و قالت بينها و بين نفسها لعل الأمر خير , أو  يسر أو على الأقل لا يضر….

قال أبو رابح : أنظر إلى هذه الأداة و المكينة… أكمل القراءة »