بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي و أخواتي الكرام
قد تغني الصور عن الكثير من الكلمات…
و تفي بعض الحروف عن الكثير من الجمل..
أخي الكريم..
هل فكرت بالغد؟!..
فهاك الصورة ليكون الغد أكثر وضوحاً..
و أعمل ما من شأنه أن يجعل حسناتك في ازدياد حتى بعد موتك..
و لا تكن سبباً لأن يزداد رصيدك من السيئات و أنت في قبر الضيق و الكربات..
فكر اليوم …قبل الغد..
و أعلم أن الله يغفر الذنوب جميعاً..
و قد تكون رسالتي هذه دعوة خير قد أصابتك فأتت إليك..
و لعلك تكون أنت سبب خير و ترسلها إلى من هو بحاجتها ممن حوليك…
و أذكرك الصلاة فإنها تنهى عن الفحشاء و المنكر…
فأعتبر بهؤلاء لماذا تركوا الدنيا جانباً و تفرغوا لعبادة رب الأرض و السماء..
ألم ترى طفلاً صغيراً يترنم بآيات الله؟!
أصار أفضل منك يامن بلغت هذا العمر؟!
ألم تتفكر أيها الطيب كم من صورة قد جعلت فتى ينزلق خلف الشهوات و ينحرف؟!
ألم تفكر بالصور التي تنشرها عن فتيات المسلمين و هن في وضع الخطيئة أن لو كانت هذه الصورة لأقرب قريبة؟!!
ألم تفكر أن الغد سوف يثمر لك عن زوجة هي مكان عفتك و طهارتك, و مكان حرثك و نسلك ..فتخشى النظرات أن تحيط بها..أو أن يسرق صورتها سارق فيبثها في عالم الإنترنت فيظلمه و أنت سبب من أسباب ظلمها؟!
ألم تفكر أن ما يوضع في الإنترنت يدوم حتى بعد مماتك و يستمر حتى بعد توبتك؟!
فكم من ميت يزداد رصيد سيئاته و يعذب في قبره بسبب فتنة نشرها بيده؟!
و كم من تائب قد يتمنى اليوم لو أن له يد فيمحو كل أعماله و لكن هيهات.. هيهات و قد بلغت تلك الصور المشرق و المغرب..
إن لم تكن أخي لك من دينك رادع..
ألم تدعوك الفطرة و الفضيلة و كل الأديان السماوية إلى العفة و الشرف والحفاظ على أعراض الناس و عدم الخيانة و حرمة نشر الرذيلة..
إن لم تكن ذا قلب يتأوه لأنك انتهكت المحارم, و تجاوز المحرمات, و أغضب رب الأرض و السماوات, فمتى سوف ينبض قلبك و متى يتحرك ضميرك؟!
أخي الكريم..
لقد ولدت على الفطرة فأمل فيك أبويك كل أمل, و علق بك مجتمعك كل رجاء, و قبل ذلك كان الله قد أختارك لعبادته, و كنت محل سنته التي أنزلها على نبيه عليه الصلاة و السلام فلماذا الرجوع والخيبة؟!
و لماذا النكران للجميل من قبل الجميع؟!
و لماذا التهاون في هذا الأمر؟!
و لماذا التسويف و التأخير؟!
أخي إن كنت عاصي بالنظر المحرم..
فإياك و أن تكون أكثر معصية و تكون عاصياً بالنظر و الفعل..فتنشر الرذيلة و تفعل ما أمرت بتركه…و لكن أذكرك أن من يدور حول الحمى يكاد أن يقع فيه, و أن المعصية الصغيرة تقرب المعصية الكبيرة , و أن البداية شرارة, و أن معظم النار من مستصغر الشرر..
أخي ذا القلب الرحيب..
ألم تحس بألم المعصية في قلبك؟!
ألم تحس بمرارة الذنوب في حلقك؟!
ألم تحس بذل المحرمات في نفسك؟!
ألم تبعدك عن مجالسة الصالحين؟!
ألم تجعلك فضاً غليظ القلب على من حولك؟!
ألم تبعدك عن أقرب الناس إليك أمك أبيك زوجتك أخوتك خواتك أبناءك و قبل ذلك ربك؟!
ألم تحرمك المعصية عن عمل الكثير من الصالحات, فالشيطان يلقي في نفسك أن صاحب معصية, و أن صاحب المعصية لا تقبل منه الأعمال الصالحة؟!
أخي المؤمن المبارك..
ألم تجرب السجود لله و حلاوته؟!
ألم تجرب التضرع لله و لذته؟!
ألم تجرب الصلاة في جوف الليل و سحر المناجاة؟!
ألم تجرب لذة الطاعة و ترك المعصية؟!
ألم تجرب الخروج للصلات في اللفحات و في السموم و الحر و تكبر فنطرد الشيطان من قلبك و عقلك و تزيح كل ستار بينك و بين ربك؟!
ألم تجرب حسن الصدقة و العطف على المساكين و التقرب للضعفاء و خدمة الناس و صلة الأرحام كيف تجعل القلب رقيقاً و النفس راقية؟!
أخي الحبيب..
ألم تزر حلق تعليم القرآن و ترى الصغار فيها والكبار يتنافسون بحفظ القرآن الكريم آناء الليل و أطراف النهار, ألم يلين قلبك ألم تهدأ نفسك ألم تتمنى أن تكون معهم في حلقهم و تتعلم مثلهم؟!
أخي الكريم ..
ألم تزر المساجد و ترى كثرة المصلين, و تزاحمهم, و الكل يسارع ليضفر بالقرب من الأمام فينال الأجر الأكبر؟!
ألم تسمع دوي القرآن يردد صداه الكون و تلين به القلوب و الأجسام؟!
ألم ترى وجوه الصالحين كيف تنير بالحب واليقين بوعد رب العالمين بأن الجنة للمتقين؟!
ألم ترى شيخاً مسناً قد أنهكته السنون و أتعبته الحياة, و ذهب متكأ على عصاه في عز البر أو الصيف من أجل أن يلبي نداء حي على الفلاح؟!
أخي من حفظك الله بالصحة..
ألم تزر المستشفيات فترى الكثير من الصور المأساوية للمرضى, منهم مريض السرطان الذي لا يقوى, و منهم من دخل بغيبوبة لسنوات عدة, و منهم مرضى الكلى فيتقطع ألم مع كل غسله, و منهم الأطفال الصغار و هم في نظرة الزهور تجد أن المرض قد هد أجسادهم الصغيرة..
ألم تشكر الله أن من عليك بالصحة فلماذا المعصية و نشر الرذيلة؟!
ألم تزر المقابر و تتأمل حال أهلها و تتفكر بمصيرهم, فمنهم الشقي و السعيد, قد خلفوا خلفهم القصور العامرة و الأموال الطائلة, و الأبناء و الزوجات, فاليوم هم في مرتهن قبورهم, و من بعدهم يستمتع بجمعهم, ألم تتأمل هذا الحال؟!
أذهب وأسأل مسن عن سرعة السنين فسوف يقول و كأنها غمضة عين..
ألا تتمنى أن تموت مثل هذا الرجل ساجد لله في أرض الحرم..
أخي الحبيب..
دعني أصرح بحبي لك..فلولا هذا الأمر لم أضع ردي عليك, أو أراسلك, أو أتذكرك حين غفل الناس عنك, أو صفقوا لك, أو شجعوك في هذا الطريق…و مع ذلك فإن كنت قد مررت على أي موقع مخالف, فعليك أن تعمل الأسباب من النصيحة و التوجيه, و عدم الموافقة و الأتباع , و أن تبلغ الجهات المسئولة من أجل أن يغلقوا ذلك الموقع..
أخي إنني أحبك..
فلما الغفلة؟!
أخي إنني أتمنى أن نتساعد أنا و أنت و أن نزيل المنكر عن كل أرض..
فلما التردد و التأخر..
أخي هذه رسالتي من قلب محب..
و من فؤاد خائف على المجتمع أجمع
فهل نعي الخطر..
و نتعاون قبل أن تغرق السفينة..
فالثقب قد أتسع و الماء قد تسرب ..
فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
وأسأل الله أن يهديني و إياكم و أن ينير قلوبنا و طريقنا إلى رضاه
و أن يوصلنا الفردوس الأعلى من الجنة
و أن يمحوا عنا كل خطيئة
و أن يجعلنا من الهداة المهتدين
الصالحين المصلحين
الأتقياء الأنقياء
الدالين على الخير العاملين المتسابقين لرضا رب العالمين
فتقى الله و أعمل ليوم لا ينفع مال و لا بنوع
وصلى اللهم على أشرف الأنبياء المرسلين و الحمد لله رب العالمين
تعليق واحد
تعقيبات: الإنترنت العربية إلى أين؟!! | نسيم نجد