أمطار غزيرة على منطقة القصيم ” محافظة البدائع – وادي الرمة ”
هذا الأسبوع هطلت الأمطار و بغزارة على منطقة القصيم , و كانت لي زيارة , و جولة في عدد من مدنها , أبدأها , بمحافظة البدائع رائعة القصيم , و فاتنة الزائرين .
تجولت في أنحائها في جو رائع , غائم , لم تشرق فيه الشمس إلا لحظات بسيطة , و كأنها تزور صحبها برهة , ثم تعود مختفية خلف السحب الداكنة .
لقد رأيت محافظة البدائع بصورة أخرى لم تشاهدها عيني منذ زمن , حيث جرت الأودية و الشعاب , و سالت الممرات المائية حتى التي في وسط البلد . فخلت نفسي و كأنني على نهر الراين في ألمانيا , أو بالقرب من نهر السين في باريس .
لقد تركنا مدننا المترامية الأطراف , و بيوتنا العامرة بفضل الله بكل وسائل الترفيه , و المجهزة بكل التقنيات الحديثة من أجهزة كهربائية للتدفئة و التكييف …
تركنا كل زينة , و خلعنا ملابسنا الجميلة , و لبسنا زينة الأجواء , و استمتعنا بروعة الطقس هناك …
فانطلقنا و بكامل قوتنا لنلامس رمال تلك البلد الذهبية , و الشوق و الحب يدفعنا لنعانقها بكل قوة ..
ذهبنا و الابتسامة تعلوا وجوهنا , و السعادة تتقافز في صدورنا , و الأمل ينتظرنا أن نلامسه , و نضع أيدينا بيده و نعانقه …
لقد زرناها مراراً , و لكن هذا اليوم تتزين بشكل آخر , و يتضح لنا من تقاسيم وجهها أنها تخفي شيئاً آخر .
البدائع مدينة ساكنة هادئة وادعة . بلدة تسكن على ضفاف وادي الرمة , أشهر أودية الجزيرة العربية , حيث يمتد من أطراف جبال المدينة المنورة , و ينتهي في سالف الأزمان في مدينة البصرة العراقية …
قبل أسبوعين بدأت الأمطار تتساقط و بغزارة على المحافظة , و لم تتوقف إلا أيام معدوة ثم عاودت النزول مرة أخرى . فتجمعت المياه من حولها , و من حول الأودية المجاورة لها , و بدأ يحتضنها الوادي الأم ” وادي الرمة ” فتكاثرت شيئاً ..فشيئا…
فصارت البدائع اليوم تموج ببركة مائية هائلة – مطرنا بفضل الله و كرمه و نسأل الله أن يجعلها أمطار خير و بركة – ..
البدائع اليوم تعيش بوسط مستنقع مائي مخيف , و برغم ذلك فإن ثقة العبيد بالله تجعلهم ينظرون لهذه الخيرات بأنها أمطار خير و بركة …
حيث تغطي المياه أجزاء كبيرة من المساحات المجاورة , حتى حار بعض أهلها بتلك الأمطار المتوالية , و دخلت أماكن قريبة لبلدتهم ..( اللهم سقيا رحمة لا سقيا غرق و عذاب )
و إليكم بعض التفاصيل و الصور من هذه المحافظة و تلك الأمطار…
لقد انطلقت بسيارتي لأكتشف تلك الأودية , و تلك الشعاب التي صبت في مجرى ذلك الوادي ” وادي الرمة ” ..
فكان معي بعض الرفقة من الصحب و الأحبة ..
فكانت لنا إطلالة على تلك الأمطار و أوديتها…و هي لكم جولة بإذن الله ممتعة , ترون مشاهد تلك الأمطار , فتسألونه البركة, و ترون بعض أثرها و تسألونه لأخوتكم اللطف و الرحمة .
خرجنا بصبح باكر , و كان مقصدنا الطريق المؤدي إلى وادي الرمة , و أردنا قبل ذلك أن نسبر الوادي الصغير الذي يغذي الوادي الكبير , فذهبنا إلى وادي النسا ..فوجدنا الماء قد غمره..
بل وجدنا الأرض هناك كبركة مائية عظيمة , و المزارع التي بجانبه كجزر غارقة…
و كان المشهد عظيم , و يدعو للقلق و الخوف . فهناك قد داهمت الأمطار المزارع , و دخلت على أهل البيوت القريبين من الطريق المؤدي إلى الرس .
فمزارع كثيرة من المزارع المصطفة على ضفاف الوادي قد غمرتها مياه السيول …
بل أحاطت المياه بالكثير و الكثير من المزارع , حتى خشي أهل تلك المزارع على أنفسهم و أغنامهم , و ممتلكاتهم ..
و لم يخلو الجو من بعض الطيور المهاجرة …
و هناك مشاهد حقاً مؤسفة , حيث يعرض البعض أرواحهم لأخطار , و يستعرضون و من حولهم بحاجة ماسة للمساعدة …
حيث هم بلعب و شقاء , و من حولهم قد أحدق به الخطر و قارب من الغرق , فهاهم أفراد الدفاع المدني – جزاهم الله خيراً – يخاطرون بأرواحهم …
من أجل إنقاذ عائلة قد أحاطت المياه بيتهم من كل جانب …فهبوا البواسل لنجدتهم , فأسأل الله أن يفرج عنهم كل كربة..
هذا جانب و على الجانب الآخر , مياه الأمطار قد طمرت الطريق المؤدي إلى محافظة الرس , و قطعت السير للمتجهين إلى تلك المدينة , و قفل الناس عائدين , أو منتظرين الفرج …
و لم يكن كذلك فقط , بل جرفت الأمطار سيارة إلى الوادي , و سيارات أخرى لطف الله بهم , و أنقذهم بلطفه و عطفه , فقد فقدوا السيطرة و التحكم في مركباتهم , فكادت أن تهوي بهم في مجرى الوادي السحيق …
و انشغل الناس بعمل كل مايستطيعون عمله من أجل أن تسير الأمور بشكل طبيعي , و بأضرار أقل..و لكن القدرات أقل..
بينما أنشغل آخرون و شغلوا من حولهم باستعراض قوتهم , و بساطة تفكيرهم , و ذلك عندما وضعوا أنفسهم في وسط الوادي …
و لم يعلموا أن الأمطار التي تسير في مجاري الأودية و الشعاب أنما تداهم الجميع و بلحظة , و أن قوة اندفاعها ناتجة من مصاب بعيدة , فقد تأتي بثوان معدودة ..
بعد فترة من التجوال كان لابد لنا أن نختار مكان آخر للزيارة , فكانت الوجهة إلى أرض أخرى طيبة …هي أرض الوادي المتسعة شمال البدائع , حيث تسكن الرمال الذهبية على أطرافه , و بانت بشكل مغاير بعد أن غسلتها مياه الأمطار فصارت حمراء نقية ..
فرأينا الجمال و الحسن بعينة , حيث أشجار رطبة , و أرض ندية , و مياه نقية…
فانعكس الجمال في نفوسنا , و انتشرت البهجة في قلوبنا …
و أينعت القلوب حباً لمن حولنا , و تجولت أبصارنا بالمستنقعات التي تحيط بنا…
بعد ذلك اخترنا مكان آخر , و انتقلنا إلى أرض الروضة جنوب البدائع , حيث الرمال العالية المرتفعة , و أشجار الغضا اليانعة , و التي تطل على ارض رسمت في خديها قيعان مائية لامعة …
فكانت القهوة قد بدأت تبحث عن متذوقيها …
و تسأل النار عن مضرميها …
فها نحن أتينا…
ألقاكم على خير و بصور ومشاهد بإذن الله تعالى جديدة …
نسيم نجد
بارك الله فيك على هالصور ومزيدا من الابدائع
وننتظر منك المزيد
الله الله شوو هيد الابدااع وربي الصوور انماا ايه ولا بعد نفس التصوير لاعب دووره ..
عن جد تشكراات اخوي ..
ونتمنى مزيدا من الابدااع ..
ياحبيلك يانسيم نجد تقاريرك روعة عن ديرتنا البدائع ونتمنى منك استكمالها فالبلد تتجدد وتتزين أفضل من قبل
أرجومنك ذلك ولك كل الشكر والتقدير مقدما
البدائع لا تحتاج شهادتي..
فهي أجمل مما ذكرته..
وهي اكمل مما عبرت عنها..
و أسأل الله ان يبارك فيها و أهلها…