لأفكار الرومانسية في الحياة الزوجية

الأفكار الرومانسية في الحياة الزوجية

 

 

لعل عقارب الساعة تتجه إلى بدء فصول جديدة في حياة الأسرة, و يبدو أن بوصلة التغيير اتخذت منحاً جديداً هذه المرة , و لكنه لنفس الهدف المحدد بدقة و هي المرأة , فبعد أن كنا نشكوا غزو الروايات الغرامية الفاتنة لعقول الفتيان و الفتيات قبل الزواج , فاليوم نشكو موجة الرومانسية المبالغ فيها – أشدد و أكرر على المبالغ فيها – لعقول المتزوجين من الأزواج و الزوجات , فدخلت معهم في قفصهم الذهبي و جعلته أغلال من حديد , وركاماً من خراب .

أيها الكرام :
دعوني أحدثكم حديث النفس للنفس , و دعوني أضع المشرط على الجرح , و نعالج الأمر قبل أن يستفحل و يستحيل الحل , فاليوم الدواء هو العلاج , و غداً آخر العلاج الكي, و هي مرحلة محزنة فآمل أن لا نصل إليها , فهل تعطونني بعض وقتكم , و ترعونني سمعكم لأخبركم بما توصلت إليه بعد بحث و استطلاع لكثير من الأمر, فإن رأيتموني على رشاد و صواب فانثروا مافي كنانتكم من غزير علمكم , و إن رأيتموني على ظلال , فأسأل الله الغفران , و أعلموا أنما أنا عبد فقير مجتهد ,و بحاجة دعواتكم و توجيهاتكم , فلا تبخلوا علينا من زائد فضلكم و علمكم .

في البداية لست ممن يحارب الحياة الرومانسية في الحياة الزوجية , بل بنظري هي عيشة هنيئة , و مطلب ضروري لتذوق طعم السعادة , و لقد كتبت هنا أو هناك مواضيع عدة عن الأفكار الرومانسية , و لكن بعد طول تفكر و تأمل لاحظت أن بعض ممن اتخذوا هذا المنهج و تبنوه جعلوه هو قمة السعادة الزوجية , بل أن كامل السعادة بين ثناياه , و أن كل السرور بتطبيق تلك الحياة , و بدؤوا يصبغونها بأصباغ وردية هي أقرب إلى الأحلام , و ينشرون عبقها الفواح على مداد الأيام , فتارة بطرق جديدة لتشكيل الحياة الزوجية بصورة غريبة , و تارة بالتنويع و التغيير بصورة هشة رقيقة , و مرة أخرى بأحلام فاتنة تجعل القلب يطرب و يتراقص مع حلمه الذي يبنيه من ورق . و ليس هذا مصدر الألم فقط و مكمن الخلل , و موطن الخوف , و لكن كل الخوف أن يستيقظ المسكين الباحث عن الحلول فيجد أن أحلامه قد تبددت , و أن المشاكل التي يطلب لها الحل قد تعقدت , و أن النفس التي يريد أن يصبغها بالألوان الوردية قد أظلمت , و أن الكآبة حلت مكان الطمأنينة , و أن التعاسة قد أكلت من صفحات السعادة , فيذهب يمنة تارة و يسرة تارة , فلا هو تمسك بطريقه , و لا هو نجح في علاج حالته . لذا وجب أن أقول لأحبابي و أصحابي نقاط عبر سطور ليأخذوا الحذر و الحيطة و ذلك عندما يدخلون مواقع الإنترنت التي تتكلم عن هذه الموضوعات عبر كتَاب ليس لديهم الخبرة الكاملة أو أقل التجربة , و من أناس هم أقرب إلى العامة من أهل الأختصاص و الدراية ,و أقول لهم ايضاً أن تلك الكتب و الكتابات بدأت تنتشر على رفوف المكتبات أيضاً بل انتشرت بالدور انتشار النار بالهشيم .
 

1. الكتَاب مهما علت حروفهم و مهما بلغت بلاغتهم فهذا لا يخولنا أن نسلم أرقابنا لهم , فإن الله سبحانه و تعالى أعطانا العقول التي نحكم فيه على المتشابه من القول إذا كانت من أمور الحياة العامة , و أعطانا التجربة و الخبرة التي تمحص لنا مابين السطور و تفحص لنا الصحيح من القول , فليس كل من زين حرفه , و جمل سطوره , و ألبسها المحسنات البلاغية , فليس لزاماً علينا أن نذعن له تاركين الحكم للقلوب و العواطف . بل يجب أن نعلم أنه قد يكتب من خلال الإنترنت في مجال الحياة الزوجية صاحب قلم بديع , و لكن هو شاب غير مجرب , أو يكون شاب متزوج و لكن ليس لديه خبرة كافية , أو رجل رشيد و لكن يبني أحلامه عبر كتاباته , أو مصلح يريد إرشاد الناس و لكن ببناء قلاع من الأحلام , أو مربي فاضل و لكن من بيئة مختلفة , أو إنسان مجتهد و لكن جانبه الصواب , أو إنسان ناصح و لكنه من كتب الغرب ناقل و ناسخ . فكل هؤلاء يكتبون فهل نأخذ منهم جميعاً . أعتقد أن الحكم لديكم واضح .

2. كذلك هل توافقونني الرأي أن لتربيتنا و بيئتنا التي نشأنا فيها الشيء الكثير في التحكم بطباعنا و سلوكنا و من بعدها تصرفاتنا و نمط حياتنا , فليس من المعقول أن مانسجه الأهل و الآباء عبر سنوات عدة من خلال تربيتهم المتكتمة و التي اجتهدوا بها أن ننساه في يوم و ليلة أو نستطيع أن نتجاوزه عبر أيام معدودة . فهذه العادات التي طبعتها الأيام و السنون تحتاج لدهر آخر حتى تمحوا الأثر الذي أبقته تلك السنون في قلوب المتلقين . و كذلك اختلاف البيئات التي يعيش بها الإنسان العربي تجعل الحديث العام لكل الشرائح فيه شيء من الصعوبة , فما يناسب هذا القطر لا يناسب قطر آخر , و ما يقبله أناس هنا لا يتقبله أناس هناك , فالمشارب مختلفة و إن كانت النفوس متقاربة . فحري بنا أن يتم التعامل بدقة مع البناء الأولي للنفس العربية بما يتلاءم مع طباعها و عاداتها و تقاليدها و بيئتها .
3. عند اختلاف النمط في التفكير , و درجة تقبل بعض الصور الرومانسية بين الزوجين , فقد يسبب اضطراب في المعيشة و خلل في التوافق العقلي بينهم , لذا فيجب أن يكون الزوجان على نفس الخط , و نفس المنهج , ولابد أن يكونا متوافقين و متناسقين في كل أمر من أمور و متطلبات الحياة الرومانسية حتى تنجح و تكتمل تلك الصور . و إلا إن محاولة رسم تلك الصور سوف تبؤ بالفشل , أو قد تهدم العش الآمن و تتحول إلى صراع من أجل الإقناع .

4. كذلك اختلاف الرغبات و تنوع المزاج في جزئيات الحياة الزوجية , يجعل الذي تحبه أنت و بشدة, قد لا يرى الطرف الثاني له أي قيمة و العكس صحيح, لذا كيف نسير و نوفق بين رغباتنا و رغبات الطرف الثاني. فالأمر يحتاج تأمل و فحص لرغبات الطرفين حتى تنجح تلك الصور . و يحتاج إلى صبر و حنكة حتى تصل إلى رغبات الطرف الثاني و بدقة . و عند الفشل بالوصول إلى مايحب صاحبك على الطرف الآخر , قد يجعل هناك تشويش في الفكر و إحساس بعدم التفاهم بين الجانبين , رغم أن المشكلة تكمن ببساطة على أمزجة لا يمكن أن نغيرها و لا يستحسن أن نقنع الطرف الآخر بما لا يهواه أو يتقبله .
5. إن الحياة الرومانسية الحديثة تتطلب كثرة الاطلاع و البحث عن كل جديد , و لكن كيف التعامل مع الطرف الآخر الذي ليس لديه رغبة البحث ؟ أو غير قادر على البحث ؟ أو أن أحد الطرفين ممن لا يحبون القراءة ؟ هذه مشكلة أخرى تجعل هذا الطرف يستغرب التغير بتصرفات الشخص الذي يحاول تطبيق تلك الصور , و يجعل الطرف المجتهد يصاب بإحباط عندما يحس بعدم التجاوب مع جهوده من أجل الوصول لتلك السعادة المكتوب عنها . وهذا الإحباط كفيل بإحباط العش الهادئ الحالم .

6. هناك مشكلة تحدث في كثير من الحلول الرومانسية , ذلك بأنها تهتم بهدف إشباع الرغبات الزوجية داخل جدران غرفة النوم و تفصل بينها و بين كافة شؤون الحياة, لذا فقد تنجح هناك , و لكن قد تكدر عليها مشاكل أخرى من خلف الأسوار , و كذلك إن التركيز على هذا الجانب و في تلك الحدود الضيقة , يجعل المرء ينسى جوانب و مميزات عدة في الطرف الآخر , و ممكن أن يخفى عليه جوانب إيجابية أهم و أعلى في شريك عمره , و لعل حديث الرسول صلى الله عليه و سلم خير قائد لنا في هذا المجال ,فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ” أو قال : ” غيره ” رواه مسلم .
7. إن المتمعن في الحياة بشكل عام , يعلم أن فيها السعادة و التعاسة , و أن وتيرتها لا تسير على نسق واحد , لذا يجب أن نعلم أن ما نقرؤه أو نجده عبر الكتابات قد يصلح اليوم و لا يصلح لغد , أو يستحسن في زمن و يجب أن نتجنبه في زمن آخر , لذا فإن اختيار الأوقات المناسبة للتجاوب مع تلك الصور الرومانسية هو شيء مهم و ضروري لتقبلها و التجاوب معها من الطرفين .

8. و من المشاكل التي أراها أن الصور الرومانسية لم تفرق بين الأعمار , و لم تراعي النفسيات , و لم تهتم بالبيئات , و هذا خطأ قد ينجم عنه كوارث , أو أخطاء فادحة لا يمكن أن نتجاوزها .

9. أن العمل في البيت للزوجة , أو الخروج للحياة العملية للطرفين , قد يضيق على الأزواج أن يتأقلموا أو أن يفوا بتلك المتطلب الرومانسية , لذا فيجب الانتباه أن ضغط الحياة و قسوة العمل قد تشكل نفسيات الأزواج بشكل ما , فحري بنا أن ننتبه لهذا فإن ما يكتب ليس مناسب في كل وقت و حين , أو أنه واجب يجب أن يتمم في كل يوم و بعيداً عن دراسة الحالة النفسية للطرف الآخر و مدى تقبلها و استعدادها لعيش تلك الصور .

10. في الحياة أولويات و هذه الأولويات ترتب نفسها إما بشكل إلزامي , إما بحسب متطلبات العباد لرب العباد , أو متطلبات الحياة الاجتماعية , أو متطلبات العمل داخل البيت و الحياة الأسرية و المشاغل التي تحفها يوميا من كل جانب , لذا لا تغرق أنفسنا بهذه الصور و ننسى صور أهم و أجل .

11. باعتقادي أن السعادة لها ركائز و أعمدة و أطناب لا تقوم خيمتها إلا بتكاملها , و الذي أجده أن الرومانسية التي نجدها في كثير من أماكن النشر إنما هي تعالج ركناً واحداً فقط , و لأسف قد غفلت عن أركان أخرى , أو أهملت مقومات أخرى للسعادة , فعلاقة العبد مع ربه , و علاقته مع أهله أمه و أبيه , و علاقته مع أخوته و جيرانه و أهل حيه هي ركائز أخرى للسعادة , لذا يجب أن يكون لدينا قناعة أن السعادة تكاملية بين عدة مواهب للعلاقات الشخصية لمن حولك من الناس , وهي أيضاً موهبة التعرف على ما يحب و يعشق الناس , و كيف التواصل معهم ؟ و كيف التعرف على طباعهم ؟ و من ثم التعامل معها . فعندما نتكلم على أن كل السعادة هو في تطبيق الرومانسيات فحتماً أن هذا خلل عظيم و إقصاء لعوامل أخرى مهمة أو تكاد تكون هي أكثر منها أهمية .

12. لا يفهم من العروض المنتشرة للرومانسية و تطبيقاتها أن تكون العلاج الناجح لكل هموم المتزوجين , بل لا يفهم أن تؤخذ على أنها وصفة سحرية سريعة المفعول تصيب الهدف و بقوة , بل يحسن بنا أن نتعامل معها على أنها قد تناسب أناس و لا تناسب آخرين , و تنعكس بالإيجاب على أزواج و بالسلب على آخرين , و أنها قد تحل جزئية و لكن لا تجد حلاً كاملاً لمشكلة زوجية , إنها ملطف للجو و ليست معالجة لحالة التلوث التي يعيشها الزوجان حال وقوع مشكلة , فالحلول الرومانسية هي حلول جميلة لطيفة لكنها ليست بالقوة التي تجعلها تقف صامدة أما عواصف المشاكل العاتية التي تفوق طاقتها و قدرتها , فيجب أن نحكم عقولنا بما يناسبنا قبل أن نقع في فخ الفشل و نحن نريد الإصلاح .

13. معظم النساء عاطفيات , و هذا بعكس الرجال وهم من يميل للجانب العقلي الواقعي , و لكن قد لا تنطبق هذه القاعدة على الجميع فقد تجد المرأة أن زوجها عاطفي و يميل للحياة العاطفية , لذا فعليها أن تعطيه ما يناسبه و بقدره . و كذلك قد تكون المرأة تميل للواقعية و بعيدة عن العاطفية , فلذا فإن أغلب الحلول و العروض الرومانسية هي قد صيغت بشكل يناسب المرأة العاطفية و التي توافق طبيعتها , فهنا يجدر بالزوج أن يحورها بما يناسب زوجته التي تختلف عن الفتيات الأخريات داخل تلك الحلول .

14. كذلك مما يجدر التنبه له أن الفتاة قد تعيش حلم الحياة الرومانسية قبل الزواج , و تتفاجئ أن الحياة بواقعها تطمس كثيراً مما رسمته الحروف عبر الكتب أو المواقع النتية . فهنا تكمن التوعية الأسرية للفتاة المقبلة على الزواج , و ذلك بالتلميح و التنبيه على أن الواقع رسمه يختلف بعض الشيء عن الأحلام .

15. من خلال الكتابات و الكتب و الدعوات لهذا المنهج قد يعتقد القارئ أنه سهل عليه أن يتأقلم و يتعود بيسر مع تلك النقلة , بينما يفاجئ بعد أيام أو شهور أو سنوات فيجد نفسه لم يطق صبراً على السير في تلك الدروب أو المضي في عالمها . لذا فإن من الأفضل لمن أراد أن يجرب أو يستفيد أن لا يقتحم تلك البوابة و بقوة , بل يسير برفق و لين و بخطوات تؤدة و برسم لدربه موزون , حتى لا يقع في شراك العجلة المفسدة , أو يهدم من حيث أراد البناء .

16. من الأزواج أو الزوجات من يطلع على هذه الخطوات الرومانسية بعد أن أمضى عمراً طويلاً في حياته الزوجية التقليدية و التي تأقلم عليها و أعتاد عليه , فينتاب المسكين أحساس أنه قد مضى عمره الأول و هو يعيش بجهل و أن الناس من حوله ينعمون بسعادة , و يبدأ تفكيره ينشط للحق بالركب و تتبع خطوات القوم . و لا يعلم أن هذا التغيير الذي سوف يحدثه في حياته يتطلب وقتاً طويلاً حتى يعتاد هو و الطرف الآخر على هذا التغيير , لأن التغيير الذي يطرأ قد يكون لا يناسب أن يحدث فجأة في عمره و حياته الزوجية بعد مضي عمر طويل على نسق واحد ., فهنا يلزم التفكير هل من الأفضل له و أجدر أن يستمر على منوال حياته الذي اعتادت عليه الزوجان و سلكت بينهم أمور حياتهم وسارت كل هذه السنوات على خير و سعادة ؟ أو أن يبدأ مشواره بتغيرات محسوبة و دقيقة و بطيئة حتى لا يحس بهزة تزلزل عرش الحياة الزوجية .

17. يفكر كثيراً من الأزواج أو الزوجات و بخفاء عن مقدار ألمهم و مصابهم و همهم بأنهم لم يستطيعوا أن يصلوا لتلك الرومانسية المرسومة عبر الكتابات , و لا يعلمون أن الحياة لا ترسم بحروف فتصبح بيوم و ليلة مزخرفة جميلة , إنما ترسم بعمل وحب صادق , فقد يكون كاتب تجربته ينثر ألمه على النت , أو ينشر إخفاقه , أو يحكي آماله , أو يتحدث بأمانيه و تطلعاته , لذا يجب أن نتيقن أن الكتابات سهل نسجها , و يسير زخرفتها , و بسيط أن نتقن السعادة عبر حروفها , لكن الواقع مختلف جداً عن لغة الحروف البسيطة . فلا تيأس من الفشل عبر خطوط الحياة , بل استمر و بخطوات واثقة مقننة في كافة مجالات الحياة تتبع فيها ما يناسبك أنت و شريك حياتك و واصلا النجاح بكافة جوانب الحياة .

18. قد يعتقد بعض المطلعين على تلك الكلمات أن الوصول إلى عالم خالي من المشاكل هو شيء ممكن , و أن تحقيق تلك الخطوات الرومانسية هو الدليل الناجح و العلاج الناجع للهموم الزوجية , و هو حل مؤكد لكل المشاكل , و شمعة تضيء في طريق الخلافات , و من بعدها تكون الطريق سالكة لحياة هادئة و منعمة بدون أي منغصات تشوبها كل فترة , و هذا يخالف طبيعة البشر و لا يتوافق مع ماجبل الله عليه الخلق , فلابد أن يكون هناك عواصف تهب كل حين بين الزوجين , أو أن تثار بعض الخلافات التي تنتج عن اختلاف وجهات النظر , كل ذلك يكون و إن طبقوا بالحرف الكامل كل الوصفات الرومانسية في الحياة الزوجية .
19. خطوات تلك الصور الرومانسية قد تبدوا ببعض عروضها معقدة , أو غير مستساغة , أو مخالفة للعادات و التقاليد التي عاش عليها المرء , أو مكلفة تكلفة باهظة , أو فيها إحطاط من قيمة المرء و علو منزلة بني آدم , لذا فالنتفهم هذا الأمر , و لنقف بعقولنا و قلوبنا لحسم المناسب لنا منها و موافقتها أنفسنا و أنفس شركاءنا في تلك المواقف .

20. قد يجد بعض من يحب أن يخوض غمار الكثير من هذه العروض الرومانسية , قد يجد مع الوقت صعوبة بالإيفاء بكامل التزاماتها , أو بتتبع جميع خطواتها , و بالتالي ينقلب على نفسه , و يعود إلى طريقته الأولى التي أعتاد عليها , و هناك يحس الطرف الآخر بتزعزع الثقة بالنفس , أو بتأرجح تفكير الشخص بين حالين , أو أن الطرف الآخر قد أرتاح مع الطريق الجديدة ثم فجأة و بدون مقدمات قد حرمانه منها بسبب نكوص أحد الطرفين عنها بسبب الملل أو لأي سبب آخر .
21. قد يجد البعض بتنفيذ تلك الخطوات صعوبة بعض الشيء, و تحثه نفسه بأن يرتقي لما عليه الجمع من حوله , و يبدأ حياته بتلك الطرق فتصبح كل حركاته تطبيقات معقدة , و تمثل متملق , و متابعة مملة , و محاولة لتطبيق النص بحذافيره و بدون أن يصبغه بصبغته الخاصة , و بدون أن يضفي عليه لمساته السحرية , و بدون أن يفكر بأن هذا عمل بشر قد يصيبه النقص أو الخطأ , فيكدح و يألم من صعوبة الخطوات , فيراجع كل برهة خطواته الرومانسية لعله يوفق . فهذا خطر عظيم يجب أن يتنبه له من اختار هذا الطريق , فالحياة سهلة فلا تعقدها بخطوات معدة بطريقة شبه قانونية , و الإخفاق و الإحساس بالفشل قد يقتل مكامن الإبداع بالمرء .
 

نقاط في العلاج :
1. أنجع العلاج هو القيام بتلك الأعمال لوجه الله , و التقرب بعملها إخلاصاً و قرباً لله , و تقديمها من أجل أن يرضي و يسعد كل شريك شريكه , و بدون أن نقدم عملاً و ننتظر مقابله رداً عاجلاً , فالجزاء الكامل من رب العالمين الذي يعلم السر و أخفى , و الأجر الكامل بالعمل وفق شرعه الحكيم الذي قضى بأداء الواجبات و إتمامها , فهنا يكون الخير كله بكل عمل يقدمه المرء هنا أو في أي مكان .

2. أبحث عن السعادة في كل مكان , و ليست السعادة محصورة في زاوية ضيقة من زوايا البيت , بل هي في كل ركن و كل زاوية من زواياه . بل أبحث عنا بنفوس من حولك من أطفالك و أهلك و مجتمعك , فهذا البحث سوف يوصل السعادة لقلوب من حولك بإذن الله تعالى .
3. تفهم الطرف الآخر و احتياجاته من أولى الأولويات . فعندما تصيد ما يفكر به رفيق دربك , و تعلم المحبب إليه و المضاد منه , فحتماً سوف تصل لمبتغاك بكل يسر و سهولة .

4. أعلم و تيقن أن في كل بيت مشكلة , و أن المشاكل تكاد تنتظرنا في أحيان كثيرة لتنزل علينا , وهذا قضاء الله وقدره المقدر علينا , وهي كذلك من رحمته التي تخفى في كثير من جوانبها على فهمنا , فالبعض عندما تغزوه المشاكل يعاملها بالحكمة , فيغلق عليها الأبواب , و يقضون عليها في مهدها , و يعاملونها بالكتمان , و أعلم كذلك أخي المبارك و أختي المباركة أن الألفة في كل بيت في حالة مد وجزر , فيجب أن نسعد جميعاً و نستمتع بها في حال الرخاء و نشكر الله على فضله , و ندعو الله النجاة من أثرها في حال الشدة .
5. الإبداعات النفسية و الرومانسية و الصور التجديدية هي إضافات جميلة للحياة , وهي مثل الملح للطعام يجب أن توضع بمقدار حتى لا يفسد طعمه بقله أو كثرته , و يجب أن يوضع في وقته بحيث يعطينا الطعم الذي نرجوه , و قد يمر وقت لا نحتاج أن نضع ملحاً في طعامنا , فوضعه قد يضرنا . فالأكثر من هذه الصور و التقليل منها يحكمه الخبرة بمقدار المطلوب و وقته و مناسبته لحينه .

6. معالجة الأخطاء بالتي هي أحسن , و التريث في الحكم على الأفعال , و تبين بعض ما يقال من الأقوال هي أمور تستلزمها الحكمة , و تدعمها الخبرة و ينميها الصبر و التثبت .
7. قاعدة للحياة الزوجية , في حال المشاكل أمتلك عقلاً يُمسح و قلباً يتسامح , و في حال الرخاء و السعادة أجعل لك قلباً يذكر و لساناً يشكر .
 

لعلي أتوقف هنا حتى لا أكثر عليكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم /نسيم نجد
www.naseemnajd.com

عن سليمان الصقير

محب للسفر والترحال : مؤلفاتي : 1- 800 خطوة لرحلة سياحية ممتعة 2- 150 طريقة ليصل برك بأمك 3- أمي أنتِ جنتي 4- بنيتي لكِ حبي 5- مذكرات مدمن إنترنت

شاهد أيضاً

قمة الوفاء

قمة الوفاء منذ أربع سنوات دخلت أحد القريبات المستشفى إثر جلطة مفاجئة بالرأس , و …

2 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    أبارك لك أخي نسيم على هذا الأبداع اللغوي والتربوي والنفسي

    من جد أنت رائع حفظك الله لأحبابك..

    أنا لأول مره اقع على مجونتك وقد ذهلت بكل صراحه..

    كلمات اكثر من رائقه

    تحياتي لك..

    أختك n0o0dy.sa

  2. n0o0dy.sa يقول :
    ديسمبر 4th, 2007في3:13 pm e
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    أبارك لك أخي نسيم على هذا الأبداع اللغوي والتربوي والنفسي

    من جد أنت رائع حفظك الله لأحبابك..

    أنا لأول مره اقع على مجونتك وقد ذهلت بكل صراحه..

    كلمات اكثر من رائقه

    تحياتي لك..

    أختك n0o0dy.sa

    اختنا الفاضلة ..
    حياك الله في صفحتنا
    و بارك الله فيكم على كلماتكم
    و سرنا أن نالت اعجابكم
    و أسأل الله أن يوفقنا و إياكم لرضاه و العمل بأوامره .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.