أذربيجان .. أرض النيران والجنان
ماقبل البداية :
- هذه الرحلة تمت في شهر يوليو ميلادي (شهر 7) وقد تختلف ظروف الطقس و الأسعار إذا اختلفت الأشهر, وشهر (7) لمن لا يعرفه هو الجار الملاصق لشهر (أغسطس) ذا السمعة الطيبة, حيث يفصل بينهما أيام قليلة ويجمعهما أرقام درجات الحرارة الحارقة.
- هذه الرحلة تمثل نظرة تأملية شخصية من الكاتب, وليست نظرة مبنية على دراسة علمية أو قواعد تأصيلية أو مراجع تاريخية, فإن أصبت (فمن الله) وإن أخطأت (فلك الله) على وقت ضيعته بين حروف فلم تسمنك من جوع السياحة ولم تغنيك عن مراجع الرحالة.
- هذه الرحلة لي فيها قواعد ثلاث: أن أمد ترحالي بقدر ريالي, وأن أكتشف بقدر رغباتي, وأن أسافر في الوجوه والعادات والتقاليد أكثر مما أسافر بين القلاع والأسوار والحضارات.(سهل أن تقول حكمة صعب أن تكون حكيماً).
- السفر بالنسبة لي ليس تذكرة وفندق وشاطئ , بل نافذة للتأمل, والتأمل باب للكتابة, والكتابة نغم يطربني, ويزداد شعور الرغبة بالكتابة إذا أحسست أنني قد جعلتكم على شفير حافة الدنيا وأنتم جلوس في بيوتكم, أسعد لسعادتكم, وأندهش أن جعلتكم تندهشون . فهل استطيع ذلك (هي أمنية)
- وفي الحقيقة أن أكثر مايرهقني عند الكتابة ..الأرقام, فلا أرى أنه من المناسب لكاتب يريد أن يكتب في وصف الرحلات أن يصف ارقام من خانات, ومن باب البحث عن أعذار: فهل رأيتم قطعة أدبية أو زخارف فنية تحتوي أرقام, أو رأيتم بيت شعر بلغ الآفاق فيه أرقام, أو سمعتم مقطوعة ذات نغم فيها جمع وطرح وكسر. (هي حيلة) لأتهرب من ذاكرة النسيان المخصصة للأرقام.
- أي تشابه بين كتاباتي هذه وشخصيات تعيش على أرض الواقع إنما هو تشابه بمحض الصدفة.(رأيتهم يكتبون مثل هذه العبارة في أول صفحات الروايات فأعجبتني فكتبت مثلهم)
- إذا كنت وصلت لهذا السطر فأعتقد أنني فزت بوجودك في صفحتي, فما مضى هو (السنة التحضيرية) لهذا الموضوع ومابعده بإذن الله أسهل , فقط عليك أن تتوكل على الله وتقول بسم الله ..
- إذا كنت تريد الملخص فقط أسعار وخطط السفر تجده آخر الصفحة معلم باللون الأزرق.
- الأذربيجان أصولهم تركية, وحدودهم مع روسيا, وإيران, وجورجيا, وعداوتهم مع أرمينيا الحدودية التي استولت على أراضي أو حمت أراضي أذربيجانية أرادت الإستقلال (أو مشكلة من هذا القبيل من الإشكالات السياسية) , قاتل الله السياسة ورفع الله قدر السياحة.
- أما الشرق فهناك بحر قزوين حيث أنه بحر داخلي لا يطل على محيط وهو نافذتهم على دول أسيا إستان (تركمانستان – أوزباكستان – كازاحستان), لذا هم في غرب آسيا وشرق أوروبا, ويحدد موقعم الجغرافي (أوراسيا) عندما يريدون الانتماء لأوروبا, وكذلك ويتم تسميتهم ببلاد القوقاز نسبة للجبال العظيمة التي تحدها من الشمال والتي تمثل 40% من مساحة الدولة.
- الديانة والعقيدة: يحكى أنها شيعية العاصمة, سنية في قابالا والجبال المحيطة, علمانية في التشريع والحكم. التشيع الذي رأيته تجده فقط على رف في مدخل مسجد (أو حسينة بالمعنى), وذلك الرف يحتوي على حصى لمن أراد الصلاة, الأذان لم أسمعه إلا مرة واحدة فقط في البلدة قديمة وكان فيه (أشهد أن علياً ولي الله). يوجد أقليات من اليهود, وعبدة النار من المجوس, ونصارى, والواقع النهائي الملموس أن الرزح الشيوعي السابق قد طمس كل العقائد هناك.
- أشكالهم في العاصمة وماحولها قريبة من الأوربية الشرقية, فلا تكاد تميزهم عن تلك الدول إلا أن الصفرة تغلب الحمرة لديهم, والخشم ممتد لمسافة يوم وليلة, والحاجبان كأنهما مرسومان بقلم رقيق دقيق, أما الشعر فإن إهتمامهم به وتنميته ورعايته أكثر حرصاً من بقية أهل الأرض حتى قد تظن أنه شعر الوصال أو شعر مستعار.
- منتشر لديهم أن يتركوا الشعر على سجيته (لدى النساء), فلا ربطه تقيده ولا قصة تكبح جماحه, فتجد الهواء يتلاعب به بلا هوادة حتى يكاد (يخربش) وجوه الماره.
- أما جهة الجبال التي قبل قابالا وماحولها ففيهم لمحة من ملامح التتار حيث الوجوه المستديرة, والتي تحمل ألوان تجعلك تظن للوهلة الأول أن على صعيد هذا الوجه وقعت حرب ضارية بين الألوان الصفراء الفاقعة والسمراء الداكنة فكانت النهاية بلا فوز ولا خسارة فلون خليط عجيب لا تسطيع أن تختار له لون, أما الشعر هنا فهو مضطرب بين السواد الأصل والشقار المهجن, والعيون مستوية مع سطح الوجه, فوقها حجاج كثيف, ومن تحت الرأس مناكب عريضة.
- المظهر الشخصي يهتمون به لدرجة كبيرة, والغالبية منهم خاصة بالعاصمة يرتدون الماركات العالمية من الملبوسات, وحقيقة أن الله وهبهم وسامة وقوام ورشاقة في الأجسام تجعل أي لبس يظهر عليهم بأجمل حال.
- كبار السن لم يمنعهم وهن الحياة أن يتزينوا, رأيتهم بجمال ينافس الشباب, ملابسهم كلها أناقة وتناسب أعمارهم, استوقفني أحدهم فقال هذب لحيتك لتبدوا أكثر جمالاً وأناقة, تشكرته على إهتمامه بجمالي بجانب جماله, ثم نظرته من تحت النظارة وعبرت في سبيلي وعبر في سبيله.
- زرت أحد الأسواق الشعبية في العاصمة فوجدت المعروضات المقلدة (للماركات العالمية) تباع بثمن بخس, وبدون أي ردع أو منع من الجهات الرقابية, بعدها اختلط علي الحابل بالنابل في شوارع العاصمة فلم أعد أفرق بين الثري الحقيقي والثري المقلد.
- سياراتهم في الشوارع يسيطير عليها المركوب الفاخر (المرسيدس) بأحدث موديلاته, كما تجد البقية من الماركات العالمية, ولكن فكرت ملياً بعد أن زرت السوق الشعبي هل يوجد ماركات مقلدة من السيارات العالمية؟
- في جبال قابالا وأطراف العاصمة تسيطر السيارة (فيات) الإيطالية المنشأ على الطرقات هناك, بل هي عنيدة وصامدة أمام الجبال بمرتفعاتها و أوديته وتحدياته.
- يروق لي منظر سيارة (الفيات) الصغيرة إذا كان محشوراً فيها أسرة كاملة من أهل تلك البلاد, حيث الأب بشنبه الأبيض يفتله كلما أراد أن يتجاوز سيارة, ولأم قد احتلت المرتبة الأولى بكامل جسمها, ويحفظ شعرها منديلاً يصارع تيار هواء النافذة, ومن فوق رجلها طلفة صغيرة يعبث الهواء بشعرها الذهبي, في الخلف جيل آخر فتاة وفتى وأخرى بإعتقادي أنها بنتهم المتزوجة فتكون الطفلة التي في المقدمة إبنتها. (دائماً الأسر المتراصة بالسيارة أحكم عليهم بالسعادة).
- منظر النساء البائعات في الأكشاك على الطرقات أكثر حشمة من نساء المدينة, منديل يلف الشعر, وثوب ساتر من الأعلى للأسفل, تجد بمنتصفه محزم يقسم الصدر عن البطن, وعلى الوجه تاج الرضا “الإبتسامة”, هناك تحت الشجرة فتاة تلبي طلب أمها عندما تحتاج مساعدة, الفتاة من بعيد يخيل إليك أنها رسمة لولا أن تحرك يدها لتزيح النحل عن قرص وجهها كلما تشابه على النحل الزهر.
- نعود لمشاكل الحياة : أذربيجان لها علاقات مع كافة الأطياف والدول حتى العدو المحتل دولة الصهاينة, ولها عداوة خاصة مع أرمينيا فهم يرفضون دخول القادم من أرمينيا أو من سبق له الزيارة.
- هي دولة بترولية ناشئية ومظاهر الحياة تجعلك تتيقن أن هناك أموال بين الناس ولكن بطبقية واضحة, ومن لديه المال قد لا يظهر عليه بشكل يتوافق مع مالديه ويظهر جلياً أن هناك تدفق سريع للأموال بدون أن يكون هناك تصريف صحيح.
- رئيس أذربيجان السابق هو حيدر علييف وكان جنرال سابق في جيش الإتحاد السوفيتي أيام الحكم الشيوعي, واستمر حكمه 30 عاماً فقط؛ كان استخراج النفط هو هاجسه الوحيد وهمه الذي ركز فيه جل تفكيره من أجل أن ينتشل البلد من الفقر والحاجة التي تعيش فيها إلى حالة الرخاء, وفعلاً استخرجه بكميات مهولة ولكن لم يوفق باستغلاله ولم تزدهر البلد في عهده كما يتمناه الفقراء.
- بعد مرض حيدر علييف تولى إبنه : إلهام علييف الحكم في أذربيجان وتم ترشيحة لفترة جديدة فيكون مدة بقائه على عرش الحكم 15 عاماً لازالت قابلة للزيادة.
- الإبن منفتح على جميع أطياف المجتمع, ولديه رؤية أن يصل بأذربيجان إلى مركز مرموق في العالم, خاصة أن بيده كنز قزوين حيث تزخر هذه البحيرة ببرك جوفية تحتوي على الذهب الأسود(البترول), والقادم إلى باكو يلحظ أن منصات التنقيب عن البترول منتشرة ومنتصبة في البحيرة, وهي في تنافس طوال الليل والنهار من أجل الإستحواذ على نصيب الأسد من بين فك الدول المجاورة لتلك البحيرة.
- الابن : إلهام عمل كل جهده أن يقلل نسبة الفقر والتي كانت تصل إلى 50% في سنوات سابقة, وحصد ثمار عمله واستطاع أن يصل بهم إلى 5% , هذه لغة الأرقام ولكن لدي شك في النسبة الجديدة حيث أن هناك طبقة ليست بالقليلة وتظهر لعين السائح المجردة أن الفقر لم يغادرهم أبداً, عموماً من الأفضل (أن نكذب عيوننا ونصدق الأرقام) , بتلك الجهود أصبح هناك التجربة الأذربيجانية والتي تدرس وتدَرس بجانب التجارب العالمية مثل التجربة السنغافورية, والصينية, وتجربة حكومة دبي, وغيرها.
- بقي أن نقول أن الرئيس الحالي إلهام يتحدث خمس لغات :الإنجليزية والروسية والتركية والفرنسية بالإضافة إلى الأذربيجانية, وهو دكتور ومحاضر سابق في الجامعة, ورئيس شركة التنقيب عن النفط, ورئيس اللجنة الأولمبية, فهو بنظري قريب من مجتمعات الشباب والإقتصاد مما جعله يحس بما يريدون.
- صور الأب منتشرة في أنحاء عديدة من أذربيجان, وأما المتحف القائم في العاصمة باكو والمسمى : بمتحف حيدر عليييف فهو يحكي قصة أذربيجان بشكل عام ويتحدث عن حيدر حليف بأجزاء مختلفة.
- مركز ومتحف حيدر علييف هو تحفة فنية رائعة, وحديقة فاتنة, من لم يزره أو يدور في حماه فقد فاته شيء عظيم., استمر بناء هذه الجوهرة سبع سنوات.
- المتحف بهذا الجمال والكمال هو من تصميم الفنانة المعمارية العراقية : زها حديد (المتوفاة عام 2016 رحمها الله), ومن يشاهد المتحف من الخارج بتصميمه الفريد يعلم أن خلفه قامة عظيمة, هذه التحفة نالت عليه زها حديد جائزة لندن للفن في عام 2014.
- المتحف أقيم على أنقاض مصنع أسلحة تابع للإتحاد السوفيتي سابقاً, والعارفين بالمهندسة المصممة زها حديد يعلمون أنها تصمم بجمال غير قابل للخدش والنقاش حيث ترفض أن يمس تصميمها بأي تعديل, ومما يعرف عن تصاميمها أنها تحتاج إلى قوة ساحرة (المال) حيث تحول الخيال إلى واقع بقوة الريال.
- المتحف ليلاً يظهر بشكل رائع, كأنه لؤلؤة مضيئة وسط سماء باكو, وإن كان هذا المعلم متميز ليلاً؛ فإنه وللإحاطة أن كل المعالم التي تراها في النهار هي مختلفة كلياً ليلاً, حيث أن هناك سر صنعة في باكو في مجال الإضاءة, فكأن هناك من يعمل طول النهار لتكون باكو بالليل بهذا الجمال, ولتتحول كل المعالم كنجوم لامعة في صفيحة سماء باكو, من المستحيل أن تصدق أن هذا المعلم الليلي هو نفسه الذي زرته في نهارك.
- ومما علمته بعد ذلك أن نسق الإضاءة الصفراء هي لمسة روسية متأصلة في ذلك الجزء من الكرة الأرضية, وكأن اللون الأصفر يشعر السكان بالدفء بعد موسم الثلوج والبرد الطويل.
- والمثير في باكو وخاصة في معالمها الجديدة أن الإضاءة ملونة بشكل مغاير, وتظهر كلوحة فنان عابث يريد أن يرسم لوحة لا يفهم سرها أحد غيره, وهذا النوع من الإضاءة يظهر جلياً في المعلب الأولمبي, ومركز حيدروف, وأبراج النار, وأما اللون الأصفر مركز فقط في البنايات التي تحمل النسق التاريخي أو تحاكيه.
- الطقس : في باكو حار أحياناً ومقبول أحياناً أخرى خاصة في وقت المساء والليل, ولكن ليست المشكلة بحرارة الجو المشكلة بالهواء القوي جداً حيث لم أصادف أكثر قوة من تسارع الهواء في تلك البقعة, وعلمت فيما بعد أن (باكو) تعني (عاصمة العواصف) ومن زارها شتاء يشكوا من رياح شديدة مع برودة لا يكاد يتحملها البشر, بينما أهل البلد قد إعتادوا عليها.
- مما لاحظت في باكو كثرة الصم والبكم, وأعتقد أن الرياح الشديدة سواء في الصيف أو الشتاء له سبب في أمراض متعلقة بالآذان بالنسبة للأطفال فينشى الطفل وقد أصيب سمعه ونطقه.(أتمنى أن لا يطلع على هذه التدوينة لجنة نوبل للطب المختصة ببحوثات الأنف والأذن والحنجرة)
- أخبرونا أهل الطقس أن سرعة الرياح اليوم في باكو 20 عقدة فكانت كفيلة بتدمير برنامجي اليومي خاصة التجول على أطراف الكورنيش, وأخبروني كذلك أن الغد 40 عقدة فتعقدت من الوضع, واخترت زيارة المدينة القديمة حيث السور يحيط بي من كل جانب, والممرات الصغيرة تحجب عني تيارات الهواء, لذا فنصيحة ناصح وليست تعليقاً على الموضوع, إذا أردت أن تتمشى على الكورنيش إختر البداية من المنطقة التي يدفعك فيها الهواء وليس من المنطقة حتى يقابلك الهواء فيها, فكذا أضمن لك أن جولتك سوف تنهيها في ثلاث دقائق فحسب, ومحتمل تتعدى الحدود إلى روسيا.
- البلدة القديمة تقع على تل مرتفع بعض الشيء, فتطل على البحر عبر نوافذ البيوت من جهة, وعلى بقية أحياء المدينة الأمامية, هي مسورة بأسوار متينة, و مرصوفة بحجارة من جبال, طرقاتها ضيقة في بعض الأماكن حتى أضطر وجلاً (ومبالغتاً) أن أقترب من جاري في كرسي السيارة حتى لا يلامس كتفي جدر البيوت المجاورة.
- تتسع أحياناً تلك الممرات فتكون الباحات التي تتجمع بساحتها المطاعم والأكشاك المنوعة, تلك الممرات والساحات توزع الناس على المدينة بممرات خانقة ضيقة يعرفها أهل البلد أكثر من غيرهم, بعض السكان لا زال متمسك بإرثه ويسكن تلك الأزقة, ومن خرج من بيته فقد أوكل للشبكة العنكبوتيه أن تعشش في بيته فتم تأجيرها عن طريق مواقع الحجوزات, منها بيوت قديمة وبعضها بيوت للشباب, وأخرى فنادق مميزة, وفي العموم البلدة القديمة ليست كبيرة جداً بل يستطيع الزائر أن يمر على معالمها في وقت واحد.
- من أقواس المراقبة في البلدة القديمة تستطيع أن تطل على حدائق البلد الجديد, وتستطيع أن تراهم وهم يتنقلون في حياتهم وبدون أن يشعرون بك, وكأن تلك الأقواس هي برواز لصورة الحياة الجديدة لمن يريد أن يراقبهم عبر حصون القلعة.
- في البلدة القديمة حياة تحتاج منك أن تتأمل وتعيش عيشة أخرى, انظر إلى كل شيء حتى الحجر الذي تحت أقدامك, لا تفوت أي فرصة للتأمل؛ فالسباحة بين شقوق الجدران, وزخارف البيبان, وشرف النوافذ, وتعرجات الطرق, وسيقان الأشجار شيء لا يمكن أن أنقله لك بحرف, أحتاج لمعجزة في البيان, و ريشة رسام, وإلهام شاعر حتى تعيشه كما رأيته بالضبط أو أعطيك حواسي حتى تدركه كما استمتعت به.
- في البلدة القديمة لا تسرع بالخطوات فإن أسرعت فأنت ضيعت حياة من عدة سنوات بخطوة واحدة, قد لا تعرف تفاصيل الحياة هناك من قبل, ولكن تلك الصخور والمباني سوف تخبرك تفاصيلها الدقيقة, فقط عطها عينيك وأرعها فكرك فسوف تعطيك عصارة حياتها المعمرة, لا تعتقد أن البلدة القديمة تحكي قصة خاصة بتلك البقعة بها وتاريخها فمن خلال تأملي وجدت أن البقاع القديمة في أي بقعة بالعالم تحكي حكاية للعالم أجمع وإن اختلفت التفاصيل.
- في البلدات القديمة تراص المباني يعني أن الناس كانوا متجاورين متراصين متعاونين, ضيق الطرقات يحكي كيف أن الحياة كانت صعبة, باحاتها تهمس في أذنيك أن في الحياة متنفس وأن بعد عسر (الضيق) هناك يسر (الباحات), نوافذهم المزينة تلوح لنا أن حياتنا يحسن أن نزينها لمن حولنا فلا نطل عليهم إلا بكل شيء سعيد, وأقفال أبوابها البسيطة يعني أمان تلك الديرة, الحصن يعني الحضن, القلعة تعني المقلة التي تشرف على كل من حولك ؛ هكذا تسطيع أن تعيشها لكي تخبرك بسر تفاصيل حياتك وليست حياة أخرى.
- إذا خرجت من سور القلعة سوف تجد عالم آخر, وهو عالم المدينة والمدنية, فبالقرب من البلدة القديمة هناك ساحة النوافير والتي تنبع بالحياة, أشكالها متعددة ومن حولها تسكن أشهر دور الموضة والماركات العالمية والمحملة بآخر البضائع المستوردة, رفوف الماركات تزن ثقلها ذهباً بالرغم أنها قماش مغزول أو جلد مدبوغ, من لم تسحره خطوط الموضة من المؤكد أن الجانب الآخر له سحره على عقله حيث توجد مطاعم مختلفة تسحب الزائر من أنفه.
- من كان معه أهل بيته في تلك الساحة ويريد أن (يستريح ويريح) فالحل الوسط أن يأخذ كرسياً من زاوية مطعم يتقلب بين أصناف الطعام, أو شاي أذربيجاني مذاب فيه مربى الخوخ أو الرمان, أو بوظة تركية تخفف عليها مصاريف الموضه, ويجهل حرمه تأخذ راحتها في رفوف المحلات.(أوقد شمعة خير لك من أن تلعن السفر).
- ساحة النوافير تستطيع أن تصل إليها من بوابة البلدة القديمة المركزية على أقدامك, وإن كان معك سيارة فتسطيع أن توقف سيارتك في البلدة القديمة بسعر مناسب حيث أن الساعة بمقدار (1مانات) بمايعادل الضعف وزيادة شيء قليلاً من الريالات. أو أن توقفها بالقرب من معرض السجاد بفقط (مانات) لطوال اليوم, حيث أنها مواقف مستشفى فيتم تأجيرها في وقت المساء.
- ساحة النوافير مكتظة بالزوار, وفي جنبات طرقاتها مباني ضخمة ولتلك المباني ممرات صغيرة جداً تؤدي إلى أسفل الأرض, (بدينا بالكلام المش طيب) تلك الممرات تؤدي في الليل إلى حانات كبيرة قد تفوق مساحتها باكو التي فوق الأرض, تلك الحانات السفلية تتلقف أهل البلد ومن زارها أول الليل و تتقيأهم آخر الليل, هذه الحانات وكر لبائعات الهوى, يسقط في عمق تلك الحفرة كل من قاده شيطانه ليكون ونيساً للمومسات تحت الأرض, من يرى السراديب التي تؤدي إلى جوف الأرض يعلم أن هناك حياة أخرى في عمق باكو, بل يعلم أن عالم باكو عميق لا يمكن أن تفهمها من فوق أرضه فقط, حياة تجاور الشياطين وتتخذ من بطن الأرض رحماً فاسدة لعالم من الغي والرذيلة, وهذا المشهد لا يقف عند وسط المدينة فقط؛ فلقد سكنت في أطراف باكو فرأيتها تتحول بالليل إلى عالم جوفي آخر؛ حيث همهم أن يهزوا بأصوات الموسيقى والمراقص من على ظهر الأرض ولا تتوقف محاولاتهم إلا عندما يطرد شعاع الشمس غسق الليل.(الحمدلله الذي عافانا مما إبتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا)
- و لأمانة النقل والمشاهدة, لا يمكن أن يعترضك معترض أو يعرض عليك أحد شيئاً من حانات الأرض, فلقد مكثت أيام زرت المنطقة بالليل والنهار ولم أتعرض لأي محادث يثير اشمئزازي بعرضه, ولولا الموسيقى الرازحة, والسراديب الواضح, واللمبات الساطعة لما علمت بحال أهل الأرض في تلك الديار.
- وبعد الاستبيان و(شمشمة الأخبار) علمت أنها مزار لدول العالم في مجال الرذيلة, وعاصمة يشار إليها في عالم المنكر, والعمدة على الراوي ومن حدثني عن هذا الأمر.
- تبقى نقطة في هذه الصفحة السوداء, أكثر سواداً, حينما وجدت لأكثر من ليلة, مجموعة من الخليجيين قد تجاوزا الخمسين أو أقل بقليل, وهم يلبسون الزي الخليجي, ويتفننون بعرض أنفسهم الرخيصة على المومسات الأرخص, لبسوا الثياب وكأنهم يشيرون لبائعات الهوى أننا من أثرياء الخليج, بالضبط فكأنك في فيلم أجنبي يعرض فلماً مشوهاً عن العربي صاحب حقول النفط عندما يزور الغرب, ولقد اشمأزت نفسي وحمدت الله على العافية ودعوت لها الثبات, وتعجبت كيف لمثل هؤلاء أن لا يستحوا من الله أو من خلقه, أو على أقل تقدير أن يخشوا أن تنقل صورة عنهم فتقع في أيدي أهلهم في بلدانهم.
- لعلنا نخرج من تحت الأرض النتن لنعيش مع العالم الطبيعي فوق الأرض, المزارات في باكو متقاربة, فيكفي أن تنزل في البلدة القديمة لتزور مصنع السجاد, والبندقية المصغرة, وتأخذ دورة في عين باكو, وتتمشى بجولة في الكورنيش الرائع, وتمر على ساحة النوافير, وتستمتع بمجمع البلفارد, وقد تتجول بقارب عبر المرسى القريب. كان هذا الموجز وإليكم التفاصيل. (بصوت إخباري)
- معرض السجاد تم تصميمه بشكل جديد كسجادة مطوية, والمعرض ليس وليد اليوم بل يمتد عمره لمايقارب الخمسين عام, ولكن جدد في عام ,2014 ويحتوي المعرض على تاريخ السجاد. ومعروضات من السيراميك تعود إلى القرن الرابع عشر. وكذلك قطع ذهبية تاريخية, والمعرض يحتوي على نوعيات فريدة ومنوعة من السجاد من أنحاء أذربيجان, وفي الحقيقة أن من لم يشاهد السجاد الأذربيجاني. وكذلك الأيراني فهو لم يمتع ناظريه بالسجاد المميز, بل يعتبر السجاد لدينا بالمقارنة بما هناك إنما هو موكيت أو فرشة (كشتة), ولقد ذهلت عندما رأيته أول مرة؛ فالتفاصيل فاتنة والألوان متناسقة والرسوميات فريدة, لا أعتقد أنها فقط سجادة بل هي أكثر من ذلك وأجمل.
- بالنسبة لعين باكو فهي لا تقارن بعين سنغافورة, أو عين لندن, وإنما عين قد تكون مناسبة لمن معه أطفال يريدون أن يستمتعوا بالأجوال من حولهم؛ أما فينيسا المصغرة, فإن لم تراها فلا يعني ذلك أنك لم تجدها, بل يعني أنك مررت بها ولم تلاحظها, هي صغيرة ولا تستحق أن يطلق عليها معلم, أو بمعنى آخر لا يستحق أن تخصصها أو تكتبها ضمن برنامج.
- بالنسبة للكورنيش فهو للتمشية رائع, ويوجد فيه ممر بجانب البحر, وآخر بجانبه محاط بالأشجار والنوافير, ومن بعده ممر أكبر فكأنما خصص لمن يعشق التأمل والبعد عن الزحام, يوجد في أول الكورنيش القريب من عين باكو محل لتأجير الدراجات, ويمكنك أن تقطع كامل التمشية على تلك الدرجة, ولكن بشرط أن يكون الهواء ساكن فإن كان متحرك فلا أعتقد أنك تستطيع أن تبرح مكانك.
- المقاهي والكراسي والأكشاك على أطراف الكرنيش منتشرة وجميلة, ولكن لا يوجد مقاهي بجلسات مميزة إلا بالقرب من معرض السجاد, وكذلك يوجد مطعم يعتبر من المطاعم الفاخرة في المدينة.
- وبذكر المأكل والمشرب فتعجبت من عشقهم للمشروبات الغازية, فتأملت الخارجين البقالات فأغلبهم يحمل مشروباً من المقاس العائلي ومعه خبز التنور والذي يعد حاضراً مع كافة الوجبات.
- إذا كنت تحب التسوق, أو رؤية المعروض من الماركات العالمية فكل الذي عليك أن تفعله أن تنتقل من تحت النفق لتقطع إلى الجهة الأخرى حيث المدينة القديمة والتي يمتد على طول شارعها الرئيسي شارع “ميكايل أوسينوف” ولكن قبل أن تصل إلى تلك الضفة عليك أن تستمتع بالنفق الفاخر والذي يعتبر تحفة لوحده في تلك التمشية.
- في أعلى قمة في البلد توجد أبراج النار, هذه الأبراج مطلة على البلدة القديمة والجديدة وكذلك البحر, وهي ثلاثة أبراج أحدها مستأجر من سلسلة الفنادق العالمية الفورمنت, وأما البرجين الآخرين فإنهما تحت الصيانة والتجديد, ولقد اطلعت على أسعار الفندق و وجدتها مناسبة لموقعها ومكانتها حيث تبلغ الغرفة المزدوجة (400ريال) عند بحثي, وبالقرب من تلك الأبراج وفي نهاية الشارع هناك منصة مميزة تعطيك عن البلد صورة بانورامية, وتحتوي تلك المنصة على مسجد, وساحة مطلة, ومقهى رائع, وعلم وسارية.
- الأسواق والمولات لا أنصح السائح أن يزورها, فأسعارها مثل أسعارنا, والماركات هي نفسها, فالمرور عليها مضيعة للوقت والمال والأهل والولد. ومما يذكر كذلك في هذا المجال الأسواق الشعبية, فلا جديد يزار ولا خبر إليه يشار, فقط تحتوي على الماركات العالمية المقلدة بإتقان رديء مشوه, ولقد مررت عليها في يوم الأسواق المفتوحة فوجدت الباعة متناثرين في كل مكان, والمكان متسخ ولا يصلح أن تخوض فيه من كثرة الزبائل فآثرت الخروج حفاظاً على ملابسي وأنفي.
- تبقى في العاصمة مزاران وهما جبل النار ومنابع الطين,جبل النار يقع خارج المدينة بمايقار 20 دقيقة, ويمر بقرى ببيوت مسقوفة بالصفيح, ولا أعلم كيف يتحملون الصفيح في وقت الشتاء حيث يرتفع الثلج إلى منتصف الساق أو أكثر. لا يهم ولكن لنعود لجبل النار, هو جبل رملي يحتوي على تشققات في جانبه مشتعلة النار منها على طوال الأعوام, وتفسير هذا الأمر أنه يحتوي على تجويفات نفطية وغازية قابلة للإشتعال مما يجعله على هذه الديمومة.
- منطقة جبل النار بسيطة وليست سياحية بشكل مميز, ولم تهيئ بشكل كافي, بل إن الخطر محدق في السلالم الصاعدة لأعلى التل, حيث أن الدرج واقف بشكل شبه عمودي متعب ومعجز لكبار السن (لكبار السن فقط). ولكن تعتبر زيارة جبل النار من واجبات زيارة باكو ولا تسقط عن السائح لأي سبب من الأسباب. والجبل يعتقد فيه المجوس اعتقادات باطلة ويزورونه تبركاً به. تبقى أن الحرارة الناتجة عن تلك اللهب قد تكون متعبة للبعض, ولكن عليك إن أردت التصوير معها أن تقف بعكس الرياح.
- والنيران شررها قديم قدم التاريخ وجاء في كتاب معجم البلدان للمؤرخ ياقوت الحموي: «باكويه: بضمّ الكاف وسكون الواو وياءٍ مفتوحة. بلدٌ من نواحي الدربند من نواحي الشروان فيه عين نفط عظيمة تبلغ قبالتها في كل يوم ألف درهم، وإلى جانبها عين أخرى تسيل بنفط أبيض كدهن الزيبق لا تنقطع ليلاً ولا نهاراً تبلغ قبالتها مثل الأولى، وحدثني من أثق به من التجار أنه رأى هناك أرضاً لا تزال تضطّرم ناراً، وأحسب أن ناراً سقطت فيه من بعض الناس فهي لا تنطفئ لأن مادتها معدنية». إنتهى. (شكراً قوقل أن جعلتني أتحدث كما يتحدث أهل الثقافة والتاريخ)
- أما منابع الطين فلقد حذفتها من برنامجي, حيث رأيت أن لا جديد فيها بالنسبة لي, ولم يشجعني كذلك الطرق التي تؤدي إليها, ولا أعتقد أنها ذات أهمية للسائح العادي الغير مستكشف أو متخصص, وللعلم فإن أذربيجان تحتوي 50% من المنابع الطينية في العالم, فمن السهل أن تجد منبعاً طينياً تحت قدميك في أي مكان, ويعتمدون عليه في بعض المصحات كوسيلة للعلاج.
- وإن ذكرنا التضاريس فللعلم أن جبال القوقاز تعتبر شامة في جسد تلك البلاد وعلامة مميزة, ولك أن تعلم أن جبل (بازاردوزو) يرتفع بارتفاع يقارب قمة (مونت بلاك) في جبال الألب والتي تقع بين فرنسا وإيطاليا.
- تستحق باكو من ثلاث أيام إلى أربعة أيام إذا كنت سوف تخرج كل يوم, والوقت المناسب أن تخرج باليوم مرة واحدة فقط ويكون من وقت العصر وما بعده, حيث أن العصر طويل فلا تغرب الشمس إلا الساعة الثامنة ويزيد, ويمكن أن يكون وقت الظهيرة أو الصباح للمجمعات والمولات المكيفة, في الليل لا تتوقف الحياة وتسطيع أن تكمل زياراتك بالمناطق المفتوحة مثل الأسواق والكورنيش, مع العلم أن المتاحف تغلق غالباً الساعة السادسة, والمحلات والمطاعم تغلق بالغالب من الساعة العاشرة إلى الحادية عشر. أما يوم الأحد بالنسبة لأغلب الشركات الرسمية ومنها شركات الإتصالات وتأجير السيارات فهي إجازة لن تجد لك مجيب.
- السياح يزورون بالغالب مع باكو مدينة قوبا ومدينة قابالا ولكن الجمع بينهما شاق, ولتتصور الوضع أفترض أنك في مدينة الرياض وتريد أن تجمع الدمام مع القصيم فلا بد أن ترجع للرياض مرة أخرى, ولكن للعلم أن قوبا ليست عكس قابالا بالطريق ولكن بينهما جبال فاصلة تستلزم أن تمر على العاصمة لتنتقل للجهة الأخرى, وتبعد قوبا عن العاصمة مايقارب 170كلم وتبعد قابالا مايقارب 270كلم, وقوبا مدينة ساحلية وتحتوي شلالات كما علمت رائعة, ومدينة قابالا أكبر منها ويختارها السائح عندما يكون مضطر لوجهة واحدة مع العاصمة. كنت أتمنى زيارة قوبا فقط من أجل فندقها الملكي ومنتجعها الغارق في الفخامة (Rixos Quba Azerbaijan).
- الطريق من العاصمة باكو إلى قابالا لايتعبر بعيد بلغة أرقام الكيلو والمتر ولكنه بعيد بعداد العقارب والثواني, حيث أن الطريق ينقسم قسمين, أول مئة كيلو يشكل طريقاً سريعاً ولكنه مقيد بالسرعات المحددة من 60-90 كلم بالساعة وسلطت كاميرات المراقبة على طول الطريق, وبعدها يكون الطريق مسار واحد وصاعد للجبال ويمر بقرى ومدن عدة مع تقييد السرعة, وهذا يأكل من الوقت الكثير.
- عندما تخرج من العاصمة متجهاً (لقابالا) تظهر لك التضاريس عارية من العشب الأخضر, وبانت لي حقيقة مفاجئة لم أكن أعلم بها في محيط العاصمة: وهي أن شهر (7) مقفر وشمسه الحارقة قد جعلت من أعشاب الربيع صفراء فاقعة.
- كنت قد رأيت ذلك من قوقل ماب ومنيت النفس أن وقت تصوير تلك المناطق لم يكن في شهر سفرتي, ولكن لا مجال لأن أتراجع فقط علي أن أستمتع برحلتي وأن أنظر للجزء الممتع لسابق الأيام ولا أتحسر على مفاجآت الطريق الغير محسوبة.(في السفر تستطيع أن تسلي نفسك بما يحل فجأة ولكن كيف تستطيع أن تقدم الأعذار لمن أوهتهم أن الحياة حلوة خضرة)
- حلت الكارثة عندما إجتمع الطريقان ليشكلان طريقاً واحداً متجهاً إلى قابالا, وتكابرت الكارثة بمستوى الطريق الغير مرصوف بشكل مريح, وتعاظمت أكثر مع تعرجات تلامس قمم الجبال ثم تهبط بي إلى قاع سحيق في تلك الأودية, أيضاً لا أهتم بذلك كثيراً يجب أن استمتع بما قضيته من أيام ممتعة سابقة.
- بدأت قطرات المطر تتساقط بخفة وكأنها تخفف عني حنقي, وماسحات الزجاجة الأمامية تطردها عني وكأنه تقول لها: إليك عنه فهو في حالة لا يقبل العذر أو المداعبة.
- زادت قطرات المطر, صعدنا لأعلى الجبل, خالط الضباب الحياة, تنفسنا الصعداء, تبسم القلب ثم انكشفت الأسارير فرحاً, نعم هذا المراد أن نجد شيئاً مختلفاً هنا عن شهر يوليو النجدي.
- منذ أن صعدنا الجبل في منتصف الطريق كل شيء تغير, سبحان الله وكأننا قلبنا الصفحة من صفحة الحياة القاحلة إلى صفحة الطبيعة الفاتنة, هنا الباعة بكثرة بأيديهم حبيبات البندق يبيعونها على المارة, هناك شيخ كبير يقلب أصابع الذرة على الجمر, و بين هذا وذاك بائح اللحوم الطازجة حيث علق ذبيحته قبل برهة.
- رأس الجبل للتو نال دشاً من مطر, وبقايا السحاب لازالت تحاصر القمم, أشعة الشمس لم يكن لها وجود إلى أنها أضافت لمسة من بعيد فجعلت من السحب طبقات بألوان متفاوته ,أما السيول فلقد رأيتها تصب من الأعلى حتى بطون الأودية, حياة أخرى لم تشابه التي كنا فيها منذ دقيقة.
- توقفت والتقطت لها نفساً عميقاً في صدري, وأخرى في بصري, وذكرى في ذاكرة جوالي , حمدت الله أنه أكرمني من فضله كما عودني.
- عندما استقر الطريق فوق الجبل تغير الحال, حيث تماسكت الأشجار فيما بينها مكونة أنفاق من شجر ليمر الطريق من تحتها, هيئة وهيبة عظيمة في ذلك الطريق, يذكرني بطرق الريف الهولندي, على أطراف الطريق تكونت مجموعة من المطاعم البسيطة حيث الكراسي مصطفة بشكل أنيق, الباعة لا يكادون ينقطعون طول المسافة, البضاعة التي يبيعونها في ذلك الطريق متنوعة, فالشاهي له حضور كبير في تلك الديار, يضعون مع الشاي ماء الورد أو قليل من عصارة الفراولة فيكون بطعم آخر ورائحة جديدة, أما المنظر الذي ألفناه ولم نعرفه إلا بعد حين هي دوائر معلقة كصحون ملونة تبين فيما بعد أنها شرائح من الفواكه المجففة, العسل ينافس المعروضات بألوانه الثلاثة الأبيض والأسود والعسلي, وأسعاره بين الباعة متفاوتة, ولكن بالمجمل إن كان فعلاً طبيعي فهو بسعر الماء لدينا, وأما المخللات فتدل أن الشعب ذو مذاق لاذع حامض فهي مصفوفة في كل الأكشاك, أما سلال الفواكة التي قطفت في تلك الأيام ولا تزال رطبة من ماء السقية فأشهرها التوت الأسود والسطل الكبير منه بسبعة مانات (يابلاش), والتفاح له في رفوف الباعة مكانة فمنه الأحمر والأصفر ذو الحجم المتوسط, طعمه يفض ماءاً محلى أخذ طعمه الحالي من أنهر وثلوج الجبال هناك والأخضر منه أخذ بعض حموضته من خصوبة الأرض, يكفيك أن تأكله بقضمة واحدة فتتصارع في فمك حموضته مع حلاوته, ومما يعرض من المنتجات في الطرق حبيبات البندق الاذي يغمس بالسمسم المذاب بالسكر فيكون كريات رائعة المذق, عالم من الطبيعة والمنتجات لا يمكن أن توصف في صفحات, ومن المعروضات عين الجمل, وخبر التنور, والخبز بالجبن المخلوط بالبقدونس حيث تصطف كبيرات السن ببيعه متجاورات على الطرقات ويكون مع شاهي الحطب وجبة كافية, ومما يكثر بيعه الزعفران بنوعية الإيراني والأذربيجاني وبينهما فرق واضح.
- وصلنا قابالا وهي صغيرة في الواقع وإن اطلعت عليها في قوقل ماب سوف تجدها منحدرة من منتصف الجبل حتى بطن الوادي, ولا يمكن أن تراها بشكل كامل فأغلبها مزارع أو بساتين لأهل البلد قد بنوا فيها مبانيهم, ومع زيادة السياح إليهم دخلهم حب الدرهم والدينار فبنوا أكثر وعرضوها للأجار عبر مواقع الحجوزات أو لدى مكاتب العقار.
- قريب من قابالا تقع الشلالات السبع بمايقارب الخمسة عشر دقيقة, ولم أرى أنها سبع ولكن أعتقد أن مراحله سبع مراحل, حيث تجد كل فترة شلال يصب ومنبعه واحد؛ الجزء الأول من آخره ممهد, والجزء الأخير منه صخور وحجارة مدببة كأنها مستأنسة بليونة كفرات السيارة, والنتيجة أنني فقد هواء الإطار بلحظة من اللحظات.
- رأس الشلال تستطيع أن تصعد إليه عبر درجات قائمة, وكأنها وقفت تبجيلاً للزوار لللسلام عليهم, تلك الدرجات لا يستطيعها الأطفال والا كبار السن ولا منهم أمثالي ممن يقول (نصف المتعة راحة), والمسار لأعلى الشلال ضيق جداً ولا يتحمل (الأشقاء) من أصحاب البنية (المعتدلة).
- المرتبة الأولى للشلال فيه جلسة مطعم رفض طلبنا الذي طلبناه وهو شاهي ومرطبات واشترط غداء أو مما يستاهل حجز ذلك المكان, والمرتبة الثانية من الشلال وهي الأصعب فيها حوض جمع الماء الساقط من الشلال قد استغله الأطفال للسباحة. المكان يعتبر مناسب للزيارة ويستغرق من يومك مايقارب الساعتين إلى الثلاث ساعات.
- ويمكنك في طريق العودة من زيارة بحيرة Nohur حيث يمكن الاستمتاع بالمطاعم هناك والتمتع بأجواء الطبيعة.
- ومما يزار في قابالا بلدة صغيرة جميلة ذات تلال عشبية فاتنة, وهي بنظري أجمل مافي قابالا واسم القرية والتلال laza وهي (لزيزة لزازة) فهناك وفي مدخل القرية يمكنك تناول الشاي بماتشتهيه من الفواكه, وإن كان الشاي بالتوت هو الذي نصحنا به.
- أمامك من الجهة الثانية مراعي عشبية يفصل بينه وبين laza وادي, وإن كان الوادي لم يسيل بقوة فيمكنك الذهاب إلى هناك والتمتع بمنظر لا يوصف, هناك وعلى المسطحات الطبيعية يتم تأجير سجاد مع إبريق شاي على الجمر, هناك عجوز تحلب الأبقار, وأجراس أغنام قد استنهضت تستعد لنهاية النهار, ودجاج يبحث عما يتركه الزوار من بقايا الطعام, وخيل يصهل لم يعد يستمتع بحياته الطبيعية بعد كثرة الزوار من البشر والأبقار, تحت كل شجرة هناك أسرة أذربيجانية فرشوا فراشاً بقدر طعامهم أما هم فيكفيه الجلوس على العشب الطبيعي, الحياة هناك جميلة فمن يستطيع أن يقضي آخر النهار فقد نال أفضل ما في تلك الديار.
- عندما تعود للمدينة من رأس الجبل أنصحك أن تمر على مطعم Khanlar’s restaurant حيث أن هذا المطعم ينصفه نصفين النهر القادم من أعلى الجبل, وتم وضع كبائن مفتوحة على النهر والنوافير من يريد أن يستمتع بيوم رائع بين رائحة المشاوي وهدير النهر, المطعم يقدم المشاوي والأكلات الأذربيجانية بسعر مناسب, ولكن عليك أن تتجول أول وتختار مكانك بنفسك, حيث أنهم غالباً يدلونك على الأماكن البعيدة والتي لا يرغبها أحد.
- في اليوم التالي قد تكون زيارة شاكي مناسبة , ودعني أصدقكم الحديث أفضل مافي شاكي الطريق إليها, وكذلك قبلها بمسافة شلالات الخلخال, الطريق مميزة بأشجاره و وأنهاره, والمعروضات من الفواكه في طرقاته.
- شلال الخلخال يعتبر أقل من شلالات السبع, ولكن المطعم الذي يقع في وسط الشلال يعتبر مناسب جداً بمطعمه وأسعاره, ولديهم الأسماك سعرها رخيص ومطعمها نفيس وهي تصطاد من البحيرات الموجودة في المطعم ثم يقدمونها للزبائن مباشرة, وإن طلبت الصيد بنفسك فالفرصة متوفرة لتجرب قدراتك.
- خير ماتختم به جلستك هناك صحن من بوارد الحبحب والشمام والتي بردت بنوافير الشلال فكانت كقطعة من أيس كريم, كثرة الحبحب قد تدل على أن هذا موسمه بشكل ملحوظ في تلك الديار.
- وللمعلومية إنك إذا كنت في مدينة شاكي فأنت تلامس الحدود الروسية, حيث أن قمم الجبال تنقسم بالمناصفة بين أذربيجان وروسيا, وتعتبر شاكي وقابالا من المدن السياحية الشتوية والتي يتوافد عليها السياح من أجل التزج, وأثناء زيارتنا لها وفي شدة موسم الصيف لا زالت تحتفظ قمم الجبال بقبعاتها البيضاء وهي بقايا الشتاء الماضي.
- عندما تكمل إلى شاكي فلن تجد أي جديد هناك, فقط قلعة وقصر ومن عدم الإهتمام بها فهم يسمحون لك أن تدخل بالسيارة, ولكن إن قدر الله عليك قضائه وقدره فلا تنس أن تمر محل الحلويات المميز Aliahmed shirniyat evi والذي يقدم الحلوى الأذربيجانية بأسعار رخيصة, ولديهم كريات السمسم والتي محتواها عسل وسمسم وبندق, ولديهم البسبوسة الأذربيجانية ولكن حذاري أن يغمسها بالسكر المسال (الشيرة) إذا كنت لا تحبها حلوة بالمرة, وأما النوع الثالث فلديهم فهو بلح الشام ويوجد البلح التركي وآخر أذربيجاني واختياري أن تختار الصنع البلدي, ولديهم مكسرات محلاة للشاي ملونة ومتعددة, بالعموم سعره مناسب.
- في الليل إذا عدت إلى قابالا إن كان الجو لطيف فيمكنك أن تزور مطعم Köşem ونصيحتي الخاصة أن تجلس في الحديقة البعيدة, حيث هناك كبائن بستائر وجلسات بين الأشجار جداً فاتنة, البعد عن المطعم أنسب حيث تبتعد عن صخب الموسيقى, وضجيج الناس, وتعود إلى الطبيعة حيث نغمة النسمات, وحفيف الأشجار, وأنصحك أن يكون شاي المساء في هذه البقعة, حيث لديهم برادين شاي مع مربى مسال من الخوخ والتوت ومجموعة من المكسرات تكون خلطة شاي حالية رائعة.
- هناك فندق في قابالا لم أسكنه ولكن ممتلئ طوال الشهور بالغالب وهو Qafqaz Riverside Resort رأيت في سوره مجموعة من الفلل الفاخرة, لم أطلع عليها من الداخل, فمن يسكن فيه أعتقد أنه فاز بمكان رائع. خاصة أن بجانبه قابلا لاند فقد يكون مناسب للأطفال. وعموماً يوجد مجموعة Qafqaz الفندقية هي مجموعة مميزة في أذربيجان.
- في أذربيجان العاصمة ومدينة قابالا حصلت معي مواقف عجيبة منهم, تعطلت السيارة أكثر من مرة وهم يبادرون بالمساعدة, بل إنني عندما وصلت قابالا لم أجد السكن المتفق عليه ركب معي أحدهم ليدلني على صاحب الفيلا, ومن حبهم لمساعدة عابر السبيل تجده يطيل في التفاصيل حتى تقول ليتني لم أسأله, بل يجتمع أهل البلد والحي من أجل أن يفهموا عليك, ولو أمكنهم لركبوا كلهم في السيارة معي لنصل لصاحب المفندق المطلوب حالاً.
- كذلك حصل معي موقف آخر حيث أن أردت أن أغير كفر السيارة المصاب , فسألت رجلاً واقفاً بباب بيته عن محل بيع الكفرات, فخرج الأب والأبن والأبن الثالث وخرجت النساء من الباب يتناظرون, بل لم يمهلني أحد الأبناء فثبت جهاز تغيير الكفر تحت السيارة وخلع الكفر وهو يتقاطر من العرق, وفك الصواميل وأنزل الكفر الأحتياط من تحت السيارة ثم استبدلها وأنا واقف في الصف الثاني من المتجمهرين أريد أن أساعده فقط ولم يمهلني قط.
- في المقابل من الجانب السلبي : اعترضتني سيارة شرطة وقال لي : أن مساعد السائق لم يربط الحزام, وهذ مخالفة تستوجب الغرامة, فأفهمته أن شركة التأجير أخبروني أن النظام ملزم لقائد السيارة فقط, قال لا بأس عطني خمسين مانات وأطلق سراحك, وبعد خصام طال اتفقنا في النهاية أن تكون عشرون مانات, أخذ المبلغ واستمريت بالدعاء عليه طوال السفر أن لا يكتب الله له البركة, ولكن الآن تنازلت عن حقي وسمحت له.
- من يريد أن يقود السيارة بنفسه فعليه أن يعلم أن هناك قواعد للقيادة هناك تختلف عن بلدنا, فأغلب الإشارات الأرضية معتبرة وذات أهمية, فمثلاً الخط المتصل الأبيض بين المسارين يعني رصيف لا يمكن المرور بالسيارة عليه أو العودة منه إلا إذا كان الخط متقطع, ويلتزمون بذلك ويحذرون منه أشد الحذر, كذلك الإشارة تفتح للمسارين المتقابلين ومن يريد أن يتجه جهة اليسار فعليه أن ينتظر حتى يفرغ الطريق ثم يعبر, وهناك في قابالا نظام لا يتوافق مع باكو حيث أن الدوار الأفضلية فيه للقادم من خارج الدوار وينتظر من في الدوار حتى تعبر كل السيارات ثم يأخذ نصيبه من المسار.
- مراقبة الطرق منتشرة عبر الكاميرات, والشرطة كثير من الأحيان أجدهم قد أوقفوا أصحاب السيارات إما للمساءلة أو لتغريمهم مخالفة, لذا الحذر واجب والاحتياط في طرقاتهم مهم جداً.
- العاصمة باكو نظيفة جداً فكأنها غسلت للتو, وبرغم الرياح العاتية والأشجار الكثيفة لم أجد ورقة واحدة في الشوارع من أوراق الأشجار, وبحثت عن من ينظفها فلم أرى إلا ثلاث عمال في كامل أيام الرحلة , وكأن هناك بلدية سرية مهمتهم أن تبقى البلدة بشكل فاتن. وكما يقال عن الطفل الصغير النظيف أن خلفه أم متابعة فإن هذه البلدة تصدق عليها هذه المقولة.
- المطار صغير وجميل ونظيف فكأنما تم الآن فكه من كرتونه وتنزيله للمسافرين, ولكن يعيب عليهم بشكل عام وليس في المطار أن لديهم (سعة صدر) عجيبة في التعامل مع السائحين وكافة الناس, مكثنا في الطائرة من دبي إلى باكو ساعتين ونصف الساعة ومكثنا في المطار لتخليص التأشيرة والجوازات والجمارك مايزيد عن ثلاث ساعات.
- ملاحظتي أن الرجال هناك بنفسية أفضل من شقائقنا (النساء) ولا أعلم لماذا حتى في المطار وتعاملهم وتجاوبهم أفضل بكثير.
- السمة الظاهرة أنها بلد جديد على السياحة, وأن تعاملهم مع السياح يحتاج وقت أكثر وتدريب مستمر حتى يكونوا بمستوى الضغط السياحي, فلديهم برود وعدم اهتمام في تخليص الدخول والخروج, فقط تصوير جوازاتي في الأستقبال استغرق يومين.
- اللبس لديهم غريب جداً فالرجال وبرغم أن الطقس حار فمن المستحيل أن تجد من يلبس البرمودا أو القصير, وبعكس النساء اللاتي لا يلبسن إلا فوق الركبة بشبر أو يزيد, وهذا غريب في بلد مسماه إسلامي, ولكن في الحقية ليس هناك مايدل على إسلاميته, فلا صوت أذان ولا حجاب فقط ترجع لك الذاكرة أنك في بلد إسلامي عندما يقولون لك : السلام.
- بل إنني وجدت هنا ملاحظتهم للعباءة وتتبعهم لها أكثر من الدول الأوربية و يندهشون منها ويستغربون من لبسها, وطبعاً استنكار واستغراب بأدب وليس مصحوباً بمضايقات.
- السؤال الذي يتكرر: هل هي أفضل أم تركيا, في الحقيقة أن كل دولة عبارة عن عطر وكل عطر له رائحة فاتنة تناسب مقتنيه مهما اختلفت الأذواق, في المجمل باكو أصغر من اسطنبول بكثير, وقابالا أماكنها محدودة لا تقارن بطربزون وماحولها, والإيجارات بدأت تأخذ مسار تركيا بالارتفاع, وإن سألتني إلى أيهما تسافر لكان الجواب لكلاهما, فهما فهما وجهان من الجمال مختلفان.
- حجوزات السكن عليكم أن تتنبه أن المعروض في مواقع الحجوزات مثل بوكينق وغيره (خاصة المساكن الأهلية) فهي قابلة للألغاء من قبلهم بدون سابق إنذار, فعندما يجدون زائر للبلد و يتفاوضون منه مباشرة سوف يلغون حجزك ويرسلون لك رسالة إعتذار, وخاصة إذا كان حجزك لا يتطلب إدخال (بطاقة ائتمانية). فكن على حذر, ولكن من باب الاطمئنان (فقابالا) الحجوزات فيها متوفرة وكذلك تستطيع أن تسأل أي محل في البلد ومن بعدها سيهب البلد كله لمساعدتك ودلالتك على مكان إقامة. (حدث معي).
- كانت غرفتي مطلة على عمارة تحت التشييد, وكنت مراقباً لحالة العمالة فيها, فوجدتهم يعملون بحب, وعندما يحين وقت الفطور, يجتمعون على طاولة من بلك ويضعون عليها الخبر والمشروبات الغازية والأجبان وكل ما تمنحهم إياه أرضهم البكر, ويتناولون وجبتهم البسيطة بسعادة وابتسامة.
- وفي الختام: أنا أتمنى أنكم نلتم من مائدتي البسيطة شيئاً من الرضا, والكثير من الفائدة.
الملخص :
- الطيران
- كان الحجز عن طريق طيران فلاي دبي بسعر التذكرة للفرد 1800ريال تقريباً وأميز مافي الحجز أنني حجزت قبله بإسبوع
- يوجد طيران مباشر من الرياض والدمام لباكو
- سيرت الخطوط العربية مسار جديد إلى باكو
- السكن في باكو :
- السكن حجزت في باكو فندق خمس نجوم وهو فندق (أطلس باكو)
- يبعد عن وسط البلد مايقارب 20 دقيقة
- مستوى الفندق لا يدل على أنه خمس نجوم
- إفطارهم مجاني ولكن ليس مناسب
- قريب من الفندق سوبر ماركت فيه كل ماتحتاج
- الغرفة المتفق عليها مع الفندق 45م ولكن للأسف لم يفو بوعدهم وتم تسكيني بغرفة تقريباً 28م
- الإستقبال بشووشين ومميزين بتعاملهم.
- التاكسي ينقلك إلى وسط البلد بمايقارب خمسة منات (12ريال).
- إذا أردت فندق مميز ولكن سعره غالي وفي وسط البلد وقريب من كل شيء لدرجة أنك من الممكن لا تحتاج للسيارة أبداً فعليك بفندق الهيلتون.
- السكن في قابالا:
- كان الحجز في دور كامل أربع غرف عن طريق السماسرة في البلد وبمساحة حديقة مايقارب ألفين متر بسعر 350 ريال
- ثم الحجز الثاني في فلل قابالا هوليدي وهي فلل فاخرة وكبيرة جداً وجديدة ويتم حجزها مبكراً, وتحتوي أربع غرف تكفي لعدد 12 شخص مع صالة وفناء واسع.
- وجدت أسعار الفلل عبر السمارة في الواتس أب بسعر 700ريال لليلة.
- الذي حصل الآن أن صاحب الملك ينتظر السائح الخليجي فعندما يعطيه أكثر من سعر المستأجر في بوكينق يلغي الحجز ويرسل لك رسالة إعتذار.
- زرت مجموعة من الفلل الموجودة في بوكينق والمتوفرة في ذلك اليوم, وفعلياً وفي مكانها بالواقع تجدها ممتلئة, والهدف من ذلك أن تحجز لديهم وتطلع على رقم جوالهم بحكم الحجز, ثم يخبرك أن لديهم مكان آخر متوفر.
- أعتقد أن الذي يدير حجوزات بوكينق في قابالا هو سمسار واحد فقط, لأنني سألت أصحاب الفلل فكأنهم لا يعلمون عن بوكينق أي معلومة.
- لذا عليك أن تصل لقابالا بوقت مبكر قبل الليل, وتنسق مع صاحب السكن إذا كان سكنك أهلي وعن طريق مواقع الحجوزات, وذلك حتى إن لم تتمكن من الوصول لحجزك فتبحث عن سكن آخر, وذلك بالبحث عبر محلات البلد فتأكد أنهم سوف يساعدونك في هذا الأمر.
- الوصول للسكن كان متعباً حيث أن الخارطة الموجودة في بوكينق ليست دقيقة ولا تأخذك لموقع الفندق مباشرة.
- من يريد سكناً فاخراً ولكن لم أجد فيه أمكانية حجز حتى بعد سنة فعليه بفندق ومنتجع وفلل : فندق منتجع قفقاز
- السيارة :
- تم استئجار سيارة فان من شركة أفيز إلأكترونياً بدون بطاقة.
- بسعر( 320 ريال) لليوم.
- مواصفاتهم أتوماتيك وديزل ومكيفة.
- عداد محدود لا يتجاوز 1400كلم وبعدها السعر ب( 0.65هللة).
- تم قطع مسافة 1000كيلو خلال سبعة أيام ولم نستهلك كامل القيمة المحددة.
- تم تخفيض السعر عن طريق كوبنات الخصومات بمقدر(200ريال) لكامل الفترة عبر الرابط التالي من موقع : ترفيل ديف.
- سعر الديزل (0.60 منات) بمعنى (1.40ريال).
- تم تعبئة خزان الوقود لكامل الفترة(80منات).
- تنبه للعقد ومستوى الوقود المكتوب, فالمكتوب هو الذي سوف تسلم السيارة فيه.
- التسليم في المطار وليس لديهم مكتب لذا استعنت بمكتب الإستعلامات للتواصل معهم.
- يوجد مكتب لشركة هيرتز في المطار.
- للمعلومية أن أغلب شركات السيارات تغلق أبوابها يوم الأحد.
- وجدت سيارة نفس المواصفات وبسعر (200ريال) لليوم ولكن من شركة مجهولة ولم يطمئن قلبي.
- عموماً إذا أردت التنقل داخل العاصمة فسعر الأوبر غالباً لن يتجاوز (7منات).
- استئجار سيارة بسائق يومي للسيارة الكبيرة (100منات) يومياً ويحسب الطريق إلى قابالا وقوبا بسعر (200ريال) يومي للطريق فقط وليس لداخل البلد.
- واستئجار السيارة الصغيرة مع سائق يومياً ب (70منات).
- يشترط بعضهم عدد معين من التنقلات بمقدار (خمس تنقلات يومياً) مثلاً.
- النقل من المطار إلى البلد بسعر بين 15-20 منات.
- المواقف بالنسبة للسيارة المستأجرة متوفرة وبأسعار تتراوح للساعة منلا(1-2 منات).
- من تجربة السيارة الخاصة المستأجرة أفضل من سائق ولو زاد السعر أو شعرت بالراحة, السيارة المستأجرة تجعلك في بيت متنقل خاص بك, تذهب للمطاعم وتكون موجودة عند الباب متى ما إحتجتها , بعكس السائق فلا بد أن أن تتصل عليه قبل انتقالك وتلتزم بطقوس معينة أثناء تواجده معك. جربت السيارة بسائق وبدون سائق في تركيا فوجدت الفرق شاسع (رأي).
- قبل لا تخرج من المطار سجل رقم الشخص الذي سوف تسلمه السيارة عند العودة, واخزن مكان التسليم, وإسأل عن مكان الكفر لاحتياطي. وإذا كان التسليم يوم الأحد تفاهم معه كيف يكون التسليم أيام العطل.
- الدليل السياحي:
- تم الإستعانة بتطبيق جناح لتنظيم الجدول
- تم الإستعانة بديل الرحال وائل الدغفق
- وتغريدات صدى السياحة
- وتغريدات أذربيجان بعيون عربية
- وخارطة أذربيجان السياحية
- وهذا موقع تويتر للسفارة السعودية في أذربيجان
- تغريدات ماجد الفهد
- التأشيرة:
- التأشيرة إما أن تأخذها عبر موقعهم هذا (التأشيرة لأذربيجانية) وهي أفضل وأسهل وأقل جهد وسعرها ب 20 دولار.
- وإما أن تأخذها عن طريق المطار عبر أجهزة إلكترونية ولكن تحتاج إلى إنتظار دورك من الزحام, ويكون التسديد عبر المكينة بالبطاقة الإئتمانية واحتمال لا يقبلها مثلما حدث معي فاضطررت أن أسددها في البنك الموجود لتعتمد.
- إذا وجدت البنك مزدحم في الجهة التي هبطت منها, ففي الجهة الأخرى يوجد فرع ومكائن لاستخراج التأشيرة ليست مزدحمة مطلقاً.
- إذا أردت أن تستخرجها في المطار ومعك تابعين فنصيحتي أن تكلف أحدهم أن يصف في دور الجوازات حتى تستخرج التأشيرة, لأن دور الجوازات طويل وممل وبطيئ (استغرق معنا مايقارب ساعتين).
- إذا كنت سوف تقيم في أذربيجان لمدة تتجاوز عشرة أيام فعليك التسجيل في دائرة الهجرة أو إخبار الفندق بذلك عند الوصول حتى يسجلك مباشرة بالنظام.
- عدم التسجيل في دائرة الهجرة يعرضك لغرامة عالية قد تصل إلى (800ريال) للفرد.
- التأشيرة ليست مفتوحة الأمد فقط بعدد أيام لا يتجاوز 30 يوم كما علمت.
- وعليكم أن تعلم أن أذربيجان لها علاقة عداوات مع أرمينيا فإذا كانت لك زيارة سابقة فمن المحتمل المسائلة أو منع من دخول أذربيجان والعكس صحيح.
- إذا كنت في المطار فنفس البنك الذي سوف تسدد فيه التأشيرة يقبل الدولار والمنات وكذلك الدرهم الإماراتي فكن على استعداد لذلك.
- سعر الصرف في نفس البنك هو نفسه الذي وجدته خارج المطار( الدولار = 1.66منات).
- الإتصالات :
- اشتركت بباقة إتصالات عبر شركة AZERCELL بسعر (70 منات) لشريحتين.
- إنترنت بمقدار (7 قيقا) منها فقط (2 قيقا) مشاركة.
- 200 دقيقة اتصال مجاني على نفس الشبكة المحلية.
- ذهبت للمطار في العودة ولدي مايقارب (6 قيقا) لم تستخدم.
- حسابي للقيقا التي أحتاج في سفراتي أن كل (قيقا) يكفي (ليوم واحد) وهي أقرب مايكون إذا كان إستخدامك متوسط, ورفع المقاطع يتم عبر شبكة الفندق.
- بضع دقائق دولي مجاني.
- وجدت شركة أخرى إنترنت مفتوح فقط بسعر تقريباً (30 منات).
- التنقل :
- في أذربيجان قوقل لا يعمل فيه خارطة الطريق ولا يعمل الصوت, فقط يظهر لك المكان الذي تختاره وموقع السيارة والمسار, فكان البديل أفضل وهو:
- تم الإعتماد على تطبيقات موقع وزارة المواصلات الأذربيجانية وهو تطبيق رائع جداً يعمل بدون إنترنت ومناسب لمن يريد أن لا يشتري بطاقة اتصالات وموجود لكافة الأجهزة : الموقع للتحميل.
- وتم تخزين هذه المزارات من عمل الأفاضل فنزلت مباشرة في خرائط قوقل لدي.
- ويمكن الإستعانة بموقع : maps me للتعرف على المزارات بسهولة.
والحمد لله رب العالمين
المقال اكثر من رائع
ومنذ زمن لم اتلذذ باللغة العربية الاصيلة
اشكرك من كل قلبي
اذربيجان دولة صغيره العاصمه باكو تتميز بجمال السنتر والمطاعم الاذربيجانيه الرائعه واللذيذه ولكن لايوجد في العاصمه اماكن كثير للسياحه و اجمل المدن هي قابالا التي تتميز بالطبيعه والاماكن الجميله مثل بحيره خلخال و تلفريك قابالا