ماذا تفعل الفتاة السعودية في مدينة بون الألمانية ( 4 )

أيهما أجمل سحر الشرق أم سحر الغرب أم حديث الشجون
إن ماليزيا الراقية , أو تايلند الجميلة  , أو إندونيسيا الساحرة  , أو غيرها من الدول الآسيوية المتقدمة و المشهورة  ,  لن تستطيع أن تصل إلى مستوى وجهة السياحة العالمية القارة الفاتنة ” أوربا ”  , مهما جَمَعت من مقومات السياحة التكميلية  . لماذا ؟  لأن أوربا جمعت كل المقومات الأساسية للسياحة من التقدم الحضاري , إلى جمال الطبيعة  , و اعتدال المناخ  , ففيها التقدم بشتى أنواعه من مصانع و شركات  , و حضارات قديمة و حديثة  , و مراكز المال و الأعمال و الصحة و العلم ,  أما من جهة الطبيعة و المناخ ففيها الجبال  , و الأمطار  , و الأنهار  , و الثلوج  , و الجو البارد  , و المعتدل وغيره الكثير . أبدء يومي دائماً في حدود الساعة السابعة صباحاً  , أفتح النافذة من غرفتي الصغيرة فأجد السماء ملبدة بالغيوم ,  و بعدها بلحظات ترسل السماء سيلها الغزير في كافة أطراف المدينة وتلبث لمدة ساعة أو يزيد ,  ثم تنجلي السحابة معلنة عن بدء يوم مشمس تزيل ما بقي في السماء من السحاب و ما سقط من السماء من المطر  , وهكذا دواليك ما تلبث أن تنقشع السحب حتى تعاود أجزاء الغيوم أن تتحد مع بعضها البعض لتعاود إرسال زخات المطر من جديد في جو ربيعي بهيج ,  وهذا الذي نفرح فيه هوا نفسه الذي ينغص على الأوربيين بهجتهم في عطلة نهاية الأسبوع ,  و هوا تتابع هطول المطر خلال العطلة  , فهذا يلزمهم بالجلوس في بيوتهم  , و عدم الاستمتاع بالعطلة وهم من عشاق المتعة و الترحال في نهاية الأسبوع  , فيوم الجمعة من منتصف النهار تجدهم يعملون على تجهيز أغراض الرحلة  , والاستعداد لها كل على حسب ذوقه و هوايته ,  و إذا أردت أن تشاهد كثرة خروجهم للتنزه شاهدهم عند مخارج المدينة ,  فالسيارات وكل السيارات قد تبعتها المقطورات بأشكال مختلفة و أحجام متباينة ,  و قد جهزت بكافة الاحتياجات  , فهذه أماكن خاصة في المقطورة مجهزة للسياكل  , وهذا مكان آخر لأدوات التزلج  , و أخرى لعشاق التجديف في الأنهار  , أشكال و ألوان  , إنهم يعملون على تسخير تقدمهم و اختراعاتهم لخدمة هواياتهم  , ثم تراهم في الطرق الرئيسية قد خرجت الأسرة الكبيرة  , الأب و الأم في المرتبة الأمامية للسيارة  , وفي المرتبة الخلفية تجد الابن و البنت و بينهما كلب أو قط على حسب الميول ( وقفة …هذولا مثل رحلاتنا ,  أقولكم ممكن ما تصدقون أو ما تصدقون , بس لازم أقول ,  مره في ديرتنا حصلنا الجو ربيعي ,  فقلنا نطلع للبر وكان عندنا بعض الأهل و الأقارب ,  وما متوفر عندنا ذاك الوقت إلا سيارة كابرس ما فيها إلا مرتبتين  , الجو ما يتفوت و عدد الأسرة 14 نفس ,  كيف نعمل  , بعملية حسابية بسيطة 14÷2=7 أشخاص للمرتبة الواحدة ,  ممكن نجلس الأشخاص الكبار على المرتبة الأولى و الثانية  , ثم صفينا الأطفال على أرجل الكبار ,  ثم و ضعنا الرضع في أحظان الأطفال , فتمت العملية بسلام , و ياسلام على القروبات السياحية المحلية ,  و تقولون إحنا مو منظمين ,  إلا إحنا أهل النظام و الترتيب ).. نعود , الأب تجده ممسك بمقود السيارة بشدة و حزم كعادة الألمان عندما تشاهدهم وهم يقودون السيارة تعتقد انه يقود فرقاطة فلا حركة و لا التفاته ,  بل كل الحواس يسخرها للطريق و مستخدمي الطريق ( وقفة …طبعاً يبدوا أنهم آخذين هالعادات من عندنا  , عندنا الواحد تلقاه متركي  , و جنبه أم العيال  , و خذ ياسواليف بفلان و فلنتان و ولد الجيران و بنت الجيران و القريب و البعيد ,  و من زود البطر ترمس شاي  , و قهوة  , وسندوتشات  , وهوشات  , و لوشات مع هالصغارين ,  و هذا تخطم عليه و هذا يلف عليك ,  كأنها لعبة سيارات في إبلايستيشن للكبار فقط ,  ممكن بعض الناس يقضي عمره ما استخدم الإشارة أبداً يعتبرها زود ترف , ومع ها لحالة ما تدري إلا الطريق منتهي لو ألف كيلو , أقولكم شي بيني و بينكم أنا ما أحب النظام الزائد الذي يجعل الإنسان عبارة عن جهاز مبرمج أو مكينة صماء  , الفوضى الغير دائمة فيها اشوي وناسه , حبة وحبة أفضل شي ) …يبدوا إني أبعدت كثير عن الموضوع  , نعود للعائلة في رحلتهم نهاية الأسبوع  , فالأم تجدها مقيدة بحزام الأمان  , و بيدها لعبة إلكترونية  , , و قد استجمعت قواها و استنفرت قضها و قضيضها وهي تحاول أن تحقق رقم قياس في هذه اللعبة ( أنا لو أمي تلعب بلعبة إلكترونية كان ما عمري أسلم عليها  , بس عاد أمهم ..و هم أبخص بها )  , نرجع  ” للبزارين ” الألمان بالمرتبة الخلفية  , الطفل عليه نظارة غليظة  , و بيده كتاب سميك ممكن 500 ورقة أو يزيد ( ممكن أكثر من مجموع جميع الكتب التي قرأتها بحياتي ) ,  و وجهه مشدود و عاقد مابين حاجبيه ( الولد متحمس و الدعوى ما هي مستاهلة )  , البنت ذات الشعر الذهبي  , قد احتضنت الكلب  , و أخذت تمسح بيدها كل حين على شعره  , وهي تنظر إليه ترقب وده  , و تنتظر عطفه ( أما عندهم كلاب محظوظة  , تأكل تشرب تنام على حساب الكفيل ,  تحصل الكفيل يشتغل إضافي  , و يحوش طول عمرة ويروح يصرفها على ها لكلب , يله ياما في الدنيا من كلاب مظاليم ) نجي للشخص الخامس الكلب  , تحصله ما ينظر لمن حوله و لا بربع عين ,  مسدل الشعر على وجنته  , وخدوده طايحة من زود النعمة  , رغم ذلك يبدوا أن هؤلاء العائلة لم ينزلوه منزلته  , فهوا متأفف من العيشة معهم  , التي ما تعيشها و لا الكلاب ” لك حق ياكلب ” , لكن إذا بغيت أمنية في أوربا قل يارب يعضني كلب  , فعندما ترفع عليه قضية تكسب ألوف الدراهم , و بالمقابل فكن حذر إذ كنت تقود سيارة  , لا تخطي الاختيار فإذا قطع الطريق عليك كلاب و آدمي بأي شكل من الأشكال لا تصدم الكلب ,  الآدمي أهون  , عفواً… إحنا وين وصلنا

عن سليمان الصقير

محب للسفر والترحال : مؤلفاتي : 1- 800 خطوة لرحلة سياحية ممتعة 2- 150 طريقة ليصل برك بأمك 3- أمي أنتِ جنتي 4- بنيتي لكِ حبي 5- مذكرات مدمن إنترنت

شاهد أيضاً

700إحداثية لمعالم ومزارات وحدائق وأسواق الدول التالية : تركيا – فرنسا – سويسرا – النمسا – إيطاليا -ألمانيا

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها السادة هذه مجموع الموضوعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.