ماذا تفعل الفتاة السعودية في مدينة بون الألمانية ( 5 )

اقتربت الرحلة :
أنا أقف أمام الكونتر , أفراد الخطوط الجوية يحاولون عبثاً أن ينظموا طابور الركاب , الجميع لا يتخلون عن فكرة أن الأولوية لهم , فالعرب من الممكن أن يكونون منظمين في الدور , لكن على التوازي , أي بجانب بعضهم البعض , و ليس على التوالي خلف بعضهم . بعد جهد جهيد , و بعد صوت يزلزل القريب و البعيد  , و بعد الاستعانة برجال الأمن تحقق النظام .  وصل دوري للكونتر وضعت المحروستين -لحقيبتين – على الميزان , المؤشر الرقمي يتزايد حتى و صل إلى الرقم 67 كيلوا محققاً رقماً قياسياً من بين الركب ,  موظف الحجوزات منهمك بأعداد تذاكري و النظر في جوازي  , قلت في نفسي : ” الله و أعلم تبي تفوت على ها الأجواد ” , نظر الموظف إلى الميزان قال : أأأف بشك مفخم و مفخخ ليعلن نتيجة الميزان المهولة ,  لسان حالي يقول : ياحسرة وقعنا  , فجاء الرد مباشرة من الموظف كالصاعقة فقال : رجاءً ضع فقط حقائبك لوحدك على الميزان , قلت له هذه حقائبي أنا فقط ( الرجال يعتقد أن هذه حقائب الطابور بالكامل ) ,  قال : لديك مشكله فالوزن زائد  , و أنا أحاول أن أتجاهل الموقف  اعتقدت أن الابتسامة سوف تنقذني مما تحمله حقبتي , ثم أتبعت و قلت : عسى ما هوا كثير , قال : و الله كثير جداً , رددت بصوت مسموع لا حول و لا قوة إلا بالله  لعل عين العطف تلحقني , كم ؟!..كم..؟! كم المبلغ الزائد يالطيب , فقال : ألف و أربع مائة ريال  , أنطلقت من لساني و شفتي تأفيفة مقاربة لتأفيفته السابقة …أأأف …كثير ممكن يالحبيب ” دسكاونت ” قلتها وخشيت أن يتم باقي حديثه على شاكلتها فصاحبكم محدود الكلمات , عرك لحيته , ثم هرش خده , فكأنه يبحث لي عن مخرج من هذا التيه , ثم أتبع تلك الحركة  بكلمة صغيرة في حروفها مزلزلة في معناها فقال بعد أن أعياه التعب: مشكلة , لكن منعه الحياء أن يجعلها لوحدها فقال: لكن لعلنا نحاول , بعد عدة محاولات صفينا على ألف ريال  , ما هي مشكلة أهم شي عدتنا كاملة و أغراض القهوة و الشاي كلها معنا على أوربا و بموافقة رجال الجوازات و الجمارك و جميع الدول الأوربية الموقعة على اتفاقية التشنقن , نظرت إلى الوراء وملء عيني سعادة و ملء عيون من في الطابور غضباً وحنقاً على هذا المسافر الذي يؤخرهم من أجل دريهمات معدودة لوزن زائد من أغراض ليس لها قيمة في تلك الأراضي ,  كم من المريح ان تتخلص من هذا الهم الكبير لتلك الحقائب الثخينة , نظرت إليهم من بعيد و السير يكاد يبتلعهم جميعاً , فأشفقت على السير من الغصة , نظرت إليهن نظرت الوداع الأخير  , آه كم عانيتن معي وكم تكبدتن من المشاق من أجلي فلولا الحياء لبكيت على فراقكم ( لا تصدقون ) , كن تباعاً دخلت الحقيبة الكحلية و سقطت و هي تخفي أحزانها , أما الحقيبة البنية قفد بدت أكثر تماسكاً , إلى اللقاء في سير فرانكفورت الدولي , فهناك ستطبع القبلات و وتوزع الورود وتسكب العبرات  , دخلت جميع الحقائب في أماكن التحميل للطائرة  , فلما تأكدت أنها فارقن المكان , بدأت نفسي المنكرة للجميل تقذفهن بأقسى الكلمات , فإلى الهاوية أيتها الحقائب الدبية ,  يا ثقيلة الدم  , يا ذات اللون الغامق القبيح,  يامن كبدتنني الكثير من الخسائر و جلبتن لي العظيم من المشاق , أما أنتم كفارين عشير أيها الرجال , كلمات أتوقع أن ينطق بها أحد من البشر ليس من الرجال ولا من النساء ممكن يكون من أخواتنا الحقائب …وغداً القريب ألقاكم بمشهد جديد و لقطة أخرى
أخوكم : نسيم نجد
www.naseemnajd.com

روابط بقية الحلقات …

الحلقة الأولى

الحلقة الثانية

الحلقة الثالثة

الحلقة الرابعة

الحلقة الخامسة

الحلقة السادسة

الحلقة السابعة

الحلقة الثامنة

الحلقة التاسعة

الحلقة العاشرة

الحلقة الحادية عشر

الحلقة الثانية عشر

الحلقة الثالثة عشر

الحلقة الرابعة عشر

الحلقة الخامسة عشر

 الحلقة السادسة عشر

الحلقة الأخيرة

عن سليمان الصقير

محب للسفر والترحال : مؤلفاتي : 1- 800 خطوة لرحلة سياحية ممتعة 2- 150 طريقة ليصل برك بأمك 3- أمي أنتِ جنتي 4- بنيتي لكِ حبي 5- مذكرات مدمن إنترنت

شاهد أيضاً

700إحداثية لمعالم ومزارات وحدائق وأسواق الدول التالية : تركيا – فرنسا – سويسرا – النمسا – إيطاليا -ألمانيا

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها السادة هذه مجموع الموضوعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.