ماذا تفعل الفتاة السعودية في مدينة بون الألمانية ( 3 )

الحواس العشر في السفر
اعتقد أن أغلب قاصدي السفر من الأخوة العرب الذين يسافرون و يسيحون في أرض الله فتُعطل جميع الحواس عندهم ,  و يعمل بحاستين فقط , أولهما حاسة النظر (البصبصه ) , فتجده لا تفوت عليه شاردة أو واردة إلى قد أخذ منها لقطات متعددة , و من جهات عدة و بأحجام مختلفة ,  عينان واسعتان من كثرة النظر , و شاردتان من كثر مايُبهر السائح الجديد بما تحويه الدول السياحية من طبيعة خلابة و مناظر لافته للبصر ,  و تمضي الأيام فنجده مع الوقت يعتاد بصره على تلك المناظر فتبهت الصورة في عينيه  , ويألفها فتنقضي متعة الرحلة  , وعندما يزور أماكن أخرى تجده لا يستمتع بها لأنه علق نفسه بشيء معين و هوا حاسة البصر فقط ,  فهو يزور المتاحف  , و يبحث عن المناظر الطبيعية حولها  , و يتجول بالمدن ويريد أن يرى في كل زاوية منظر يشده  , أو يلفت انتباهه .
  أما البعض الآخر , فيعلق بصره بما يظهرونه من حريات شخصية  , مما لا يبالون من طرحه أولئك القوم أمام العالم أجمع   , و أكثر من ذلك من الممكن أن يمارسونه و بحرية أمام العالم ,  فتجد العربي المسكين يبحث عن مناظر اللهو  , و مشاهد الفتنة سواءً في الشوارع أو في أماكن ترويجها من المحلات أو القنوات ,  فيتنقل من منظر إلى منظر دون كلل أو ملل  , يعرك عينية بين كل منظر و منظر ثم يواصل توزيع النظرات ” ويبغث ” معها بعض الابتسامات,  فمن شدة نظرة نجده يلفت أنظار من حوله , رغم أنهم لا يلفت نظرهم أشد الناس ( بحلقة ) , ولكن هذا الشخص استطاع أن يخرجهم من طورهم  , و الأعجب من ذلك عندما تتحدث معه في مثل هذا الموضوع تجده يقول إنهم غرائزيون ,  إنهم ليسوا من البشر بل إن شهواتهم تنافس البهائم ,  ( طيب هذا وش نقول عنه الذي صاحي نايم يطالع بالناس و يبحث عن فضول النظر ) .
  نأتي للحاسة الثانية هي الذوق فهي جردت من كل معنى  , وصرفت في نوعين فقط هما  , الأكل  ,  و الشرب  ,  فتجده يبحث عن كل ما لذا وطاب من المشروبات ,  و يبحث عن كل جديد من الأصناف ,  و عندما لا يجد الجديد من المطعم يحكم على رحلته بالفشل و يولول بأنها عكست كل التوقعات ,  و تجده يردد دوماً سامح الله من أشار علي بهذه الدولة , رحنا شبعانين و رجعنا ميتين من الجوع , أو يقول الله يهدي القائمين على موقع السفر و السياحة ما غير ” يوهقون الضعوف  أمثالنا  ألي جالسين يجمعون حق الرحلة من سنه , و بتوهيقه كبيرة نطلع فالصوا الله يسامحهم ” , و  ممكن يكون إنسان عصبي و يقول الله لا يسامحهم و لا يحللهم , كل شي متوقع لأننا نحن العرب أفضل أناس بالكرة الأرضية نتفنن بالدعاء , و أفضل أناس ننكر الجميل  , و ذلك المسافر المسكين لا يعرف مكمن الخلل , و أن الأكل مكمل لمتعة الرحلة و ليس هوا الرحلة , لأنه أقع نفسه و ذهب للسفر و في ذهنه أن ثلاثة أرباع السياحة هي بالأكل اللذيذ ,  لان الذي لا يأكل لا يستطيع أن ينظر ,  و لا يستطيع أن يتمتع ,  و لا يستطيع أن يفكر , و إن نظر فإن عيناه جائعتان تأكلان المناظر و بنهم و بدون أن يتذوقها , و هلما جر من الأسباب التي تمليها المعدة قبل العقل , ويختم بمثال محرف: أشبع البطن تستمتع العين  , عن نفسي فنني أقلل الوجبات من ثلاث وجبات باليوم  إلى و جبة واحدة , و بعض المكملات البسيطة قبل الوجبة و بعدها , و من جانب آخر أقلل النوم إلى خمس ساعات فقط لأن النوم ” لاحقين عليه ” و سوف أستفيد من الوقت في برنامج الرحلة ,  لذا ارجع من السفر مرهق و الوزن ناقص , دعوني أعود لصلب الموضوع …و أكمل لكم , لذا يتم إهمال حواس كثيرة مثل : حاسة الشم , و اللمس  , و السمع  , و الحواس الأخرى الغير مصنفة في قاموس بعضنا : مثل التأمل و التفكر و الاسترخاء , و أعتبر أنهن حواس مهمة جداً للسائح  , وكذلك مما يهمل في عيون المسافرين المقارنة و التتبع للعادات و التقاليد و أنماط العيش و مشاهدة تاريخ تلك الأمم و الكثير  من الحواس الغير محسوسة بنظرنا,  فلكل إنسان حواس خاصة تختلف من شخص لآخر  , فنجد القليل منا من يهتم بتقاليد الشعوب  , أو عاداتهم  , أو مدى تناقض طرق المعيشة عندهم ,  بعض الناس له عدة سفرات و جاب أنحاء العالم ,  و عندما يسأل عن رحلاته يقول إنها دول متشابهه ,  و تحتوي طبيعة متقاربة بالمختصر ما فيه فرق – بكلمتين لخص جميع رحلاته عبر العالم – ,  بينما شخص آخر زار دولة غير سياحية  , وليس  فيها من الجاذبية أي معلم  , يحدثك عنها الساعات الطوال  , عن طرق المعيشة  , و العادات  , و التجارب  , و التفاوت بين طبقات المجتمع  , و غيرها  , و ما ذلك إلا بالتأمل و المتابعة لكل شيء في تلك الدول  ,  لذا بعض الناس تخدعهم النظرة الأولى في المظهر  , و لا يلتفتون ما يخفي خلف هذا المظهر  , فمن الممكن أن تجد أناس كثر يتحدثون عن مدى أناقة الفرنسيين و يستدل بكثرة العطور المنتجة ببلدهم  , و ما علم أن كثرة مصانع العطور في فرنسا ما وضعت إلا للقضاء على الروائح الكريهة المنبعثة منهم ,  و بعضهم يقول أن أجمل و أرق الأوربيين هم الهولنديون  , وما علم أن الزهور التي يبيعونها في كل مكان ما هي إلا مكمل للجمال الذي يفتقدونه من بين الأوربيين ,  و يقول البعض الآخر أن بلجيكا تعتبر من الدول المهمشة بين الدول الأوربية  , و لم يعلم أنها تعتبر عاصمة الإتحاد الأوربي و مقر برلمانهم و المقر العسكري لأوربا ,  وبعض الناس تجده يبحث عن أشياء معينة  , ومن و جهة نظر شخصية أنك إذا أردت أن تبحث عن بعض الأشياء فأبحث عنها في مضانها و أسأل عن البلد و بين الغرض من الزيارة ,  مثلاً إذا كنت تبحث عن الجمال العربي فأبحث في دولتين فقط هما ايطاليا و أسبانيا  , و إذا كنت تبحث عن الجمال المرغوب عند الأوربيين فتجده في بلغاريا ,  و إذا كنت تبحث عن ألطف الناس فتجدهم في السويد ,  و إذا كنت تبحث عن أن أكثر الناس كبراً و غطرسة تجدهم في ألمانيا و إنجلترا ,  و إذا كنت تبحث عن الفضوليين فتجدهم في شوارع ايرلندا ( راعين لقافة وبحلقه شروانا يالعرب لكنهم لطيفين ) و إن أردت أن تعود خالي الوفاض من الأموال و النقود فأذهب إلى إيطاليا مقر المافيا و أرض النشالين المتخصصين ,  و أن أردت الدولة التي لا تميز بين رجالها و نسائها فأذهب إلى ألمانيا , فسوف يتبادر إلى ذهنك أن جميعهم من حملة الأثقال أو من رجال كمال الأجسام , طول , و عرض , وقوة و نظرة شرسة . …نعود للموضوع …عن نفسي لقد حاولت أن أشغل جميع الحواس فمن الممكن أن تحسوا بذلك عبر هذا الموضوع , فلا تستغرب عندما أمر على أكشاك الزهور المتناثرة في هولندا و تحس بعبقها زورها,  أو عندما تتساقط عليّ زخات المطر في ألمانيا فتبلل معطفك , أو عندما أتأمل تضاريس الوجوه في ألمانيا و هولندا و بلجيكا و تحس مدى التغير بين الشعوب الأوربية المتجاورة في الحدود , المتباعدة بالعادات و التقاليد فتقول بنفسك و بصوت منخفض صدقت يانسيم . في الختام .. ممكن إتشغل حواسك و خيالك معي في هذا الموضوع وتخليها تجوال دولي  ,  ما فات نظرة شخصية لا أحاسب عليها و أقبل النقد فيها , وغداً القريب ألقاكم بمشهد جديد و لقطة أخرى
أخوكم : نسيم نجد
www.naseemnajd.com

روابط بقية الحلقات …

الحلقة الأولى

الحلقة الثانية

الحلقة الثالثة

الحلقة الرابعة

الحلقة الخامسة

الحلقة السادسة

الحلقة السابعة

الحلقة الثامنة

الحلقة التاسعة

الحلقة العاشرة

الحلقة الحادية عشر

الحلقة الثانية عشر

الحلقة الثالثة عشر

الحلقة الرابعة عشر

الحلقة الخامسة عشر

 الحلقة السادسة عشر

الحلقة الأخيرة

عن سليمان الصقير

محب للسفر والترحال : مؤلفاتي : 1- 800 خطوة لرحلة سياحية ممتعة 2- 150 طريقة ليصل برك بأمك 3- أمي أنتِ جنتي 4- بنيتي لكِ حبي 5- مذكرات مدمن إنترنت

شاهد أيضاً

700إحداثية لمعالم ومزارات وحدائق وأسواق الدول التالية : تركيا – فرنسا – سويسرا – النمسا – إيطاليا -ألمانيا

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها السادة هذه مجموع الموضوعات التي …

تعليق واحد

  1. كلام سليم .. لذا يصدق قولك على الشيخ العبودي ويكرنا رحلاته لمناطق في العالم غير سياحية ويتكلم الساعات فيها .. برنامجه على اذاعة القرآن يوم الجمعة اعتقد الساعة العاشرة أو الحادية عشر استمتع برحلات الشيخ وتأملاته .. كما استمتاعنا برحلاتك وأسلوبك الجميل ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.