عابرون و “بأثر”

أختنا لفاضلة عالية كتبت ذات مرة عن الأثر بحروف ساحرة تمر و تزرع الأثر و بالنفس تؤثر و بالعقل تستقر…كتبت ولم أرى شفافية و وضوح بعرض الأثر و أثره إلاّ في تلك الصفحة , و لم أجد أبلغ منها.. و أوضح … و أصدق, فهنا أعرض عليكم الأثر بقلم أختنا الفاضلة و أعرض ردواً لا تقل أهمية عنها من قلم أختنا الفاضلة الباحثة و أخي العزيز الكاتب القدير أبا سلطان و حروف متواضعة من رد كاتب هذا المقال فآمل أن ينزل هذا الموضوع على قلوبكم بأجمل أثر…
ملحوظة / لقد أذنت لي صاحبة الموضوع الأصلي بنقل مقالها إلى هذه المدونة فالشكر و التقدير لها..

صباحكم سعاااده!!!
بعد غياب طويل تعود عاليه ..فهل لهذه العودة من…اثر!!

احيانا نقف اجلالا لمقالات او كلمات سطرت خلجات مجهوله تضطرب بلا هويه داخل انفسنا..لانها ببساطه نجحت نجاحا باهرا في تجسيد مايختلجنا من زخم المشاعر!!
هذه حقيقه تجلت في مقال لكاتب مجهول اسمى نفسه!!(فاهم غلط)
لااستطيع مجاراة قوة هذة الكلمات لذلك اضعها لكم كماهي دون تغيير!
غير ان لي معها وقفات !!
ارجو ان اكون ذات اثر جميل على قلوبكم!!

يقول الكاتب:
(((كنت ولا زلت أحلم بأن أكون شخصا طيفي الأثر ..
أريد أن أكون مثل الطيف في حياة الآخرين .. شيء خفيف يمر بسهولة ،
دون أن يترك أثرا بالغا ، أو قاسيا ، أو حتى جميلا مبالغا فيه ..
أتمنى لو استطعت أن أقوم بدور العصفور
الذي يعبر الفضاءات أعلانا دون ان يترك أثرا فيها .. ياله من محظوظ !!
أخاف من العبور المفخخ ..
أخاف منه ، وأحذره قدر استطاعتي ..
هناك من يعبر حياتنا عبورا مفخخا ، لاندري ساعة انفجاره ..
يعبرنا ، ويترك أثرا في حياتنا لا يمكن لأحد أن يمحوه ..
هؤلاء يرعبونني !!
يا ترى ما الأثر الذي نتركه حينما نعبر حياة آخر ، بغض النظر من هو هذا الآخر ؟
فربما يكون : ( أخ ، صديق ، جار ، زميل عمل ، حبيب ،
زميل سفر أو دراسة ، شخص يقف بسيارته بجانبنا عند إشارة مرور ،
من نلتقيهم عند تسوقنا ..
أي إنسان يترك أثرا فينا ، سواء علم بذلك أم لم يعلم ؟(
هناك أناس نلتقيهم مرة في حياتنا ،
فرصة واحدة فقط تمنحنا إياها الحياة ، لنعبرهم أو ليعبرونا ،
مرة واحدة فقط ليترك كل واحد منا أثرا في الآخر ، ويا ترى أي أثر ؟
هؤلاء لا يسمح لهم أو لنا بتكرار الخطأ ..
هي مرة واحدة فقط .. وتصرخ الحياة فينا
( Time is up )
معلنة انتهاء الوقت ..
هؤلاء لا يمكننا تعديل أخطاءنا معهم ،
ولا يمكنهم أيضا هم فعل ذلك معنا ، إنها الفرصة الواحدة التي لا تتكرر .
بعض الأحيان تقف في مكان ما ، فتجد إنسانا يدخل ،
يملأ المكان بطيبته ، بخفة روحه ..
وتشعر بحق أنه ترك فيك أثرا طيبا ، ورائعا ..
ربما هذا الإنسان لم يتحدث معك ، ولا حتى مع أي أحد ،
ولكن حضوره يكون كافيا لترك أثر جميل ..
أو تدخل إلى مكان ما ،
وبنظرة عابرة (scan ) تمر على من هم قبلك في المكان ذاته ،
فتكتشف أن أحدهم ينتظرك ، رغم أنك لا تعرفه ،
ليترك فيك أثرا طيبا ، بحركته ، بإيماءاته ، بابتسامته ،
أو حتى بحديثه مع الآخرين ..
أخاف كثيرا من ترك الأثر ..
أخاف أن أترك أثرا ثقيلا على الآخرين ..
لا أدري لماذا أنا مهجوس بهذا الأمر إلى حد الجنون ..
واتساءل هل هذه حساسية تجاه الناس والأشياء ، والأفعال والتصرفات ،
أم أنها محاولة لعدم السماح للآخرين باختراقي .. ؟؟
وهل أنا بالفعل محصن ضد ذلك ؟؟
أم أن المسألة لا تعدو كونها خدعة ، أو كذبة أخرى أعيشها ؟)))))

انتهى المقال !!!!!

لكن …لم ينتهي … الاثر؟؟
مااروع ذلك الاثر الذي يوقظ ارواحا ملائكيه رغم ظلام اشباه الشياطين التي تجتاح الارض!!
وانا اكتب المقال تراودني فكره ماهو الاثر للقاريء؟؟او الانطباع الاول الذي يصل اليه من خلال كلماتي!!
لذلك اتمنى ان تكون كلماتي ذات اثر!!

كثيرا ما تؤرقني مسألة ترك الأثر هذه ،
وهل بالفعل أننا نترك أثرا في هذه الحياة أو حتى في هذا العالم الافتراضي ..
بعض الأحيان أفكر .. حينما أمر بمحاذاة أحدهم .. ما الأثر الذي أتركه فيه ..
لأنه لا يمر أحد بمحاذاتي إلا ويترك فيّ أثرا .. هذا هو قانون الأشياء عندي ..
أعرف أننا نبالغ أحيانا في ردة الفعل تجاه بعض الأشياء ..
ولكنني أتعمد بعض الأحيان أن أكون متوازنة في ردة فعلي تجاه شيء ما ..
وخصوصا حينما يباغتـني أحدهم بإنسانيته !!..
ربما كي لا أفهم ( بضم الهمزة ) خطأ ،
وربما لأن هناك في داخلي تجاهه ما يشبه مباغتـته تلك .
هذه فلسفة الاثر..كما يحلو لي ان اسميها!!

احيـــــــانا
يترك فيك احدهم اثراً يدفعك للسعاده طيلة يومك!!
واحيانا يكون اثر احدهم عليك يدفعك لقول…اه كم اكرة هذه الحياة!!!
غريب هذا الاثر!!!…….محيــــــــــر!!
احيانا.. بكلمه بسيطه.. لاتتعدى شكرا من اشخاص ..تشعر انها تسللت الى قلبك لتطبع اثرا جميلا!!
واحيانا تعايش اشخاص لسنوااات !!..ويعبروون من حياتك ولا يتركون أي..اثر..!!!!

عندما اهاتف شخصا!!
واعرف انها المكالمه الاولى والاخيره بيننا!!
اعود مسرعه الى نفسي!!
واتحسس شعوري!!
ترى…
أي اثر تركه علي؟؟
واي اثر تركت انا؟؟ان كنت حقا فعلت!!

كنت ذات مره!!
كعادتي استمتع بملاعبه الاطفال…احب دائما اقتحام ..عالم تلك الارواح الشفافه..!!!
ربما هروبا من شغب الكباار!!ام هو رفض لماتركه الكبااار علي من اثر…؟؟؟
بينما انا بينهم فاجاتني احداهن بقولها!!:

(انا احبك مرره ..انتي حلوة وطيبه ياليتك ماما؟؟)
اه يارب!!
ماذا دهاني!!
كيف لهذه الطفله ان تنجح في اختراق مشاعري و تبصم اثرا قويا على؟؟و بكل هذه السهوله؟؟
كيف لهذه الكلمه فقط!!
ان تجعلني اتذكر ملامح الفتاه وادق تفاصيل ذلك اليوم.. وان اشعر باحساس السعاده ذاته حتى الان؟؟؟!!
اه..!!
كم هو جميل ذلك الاثر!!!
يارب!!
اهذا هو… هوس الاثر؟؟
ام هو ضرب من الجنووون!!

ربمــــــــــــا!!!
ربما اعامل احدهم بقسوه..فاظل اعاتب نفسي؟؟واذيقها الوان العذاب اياما عديده!!
اسارع بوجل لذلك الشخص لابدا من سيل الاعتذارات!!
ولكن اجده لايصنف ذلك قسوة؟؟
او يقول:
وبكل بساطه؟؟
عفوا لااتذكر شيئا ؟؟
((احساس غريب))…ومحبط!!!
اذن؟
هل انا ابالغ في ان اكون الافضل دائما!!
ام هذا نتاج لوحاتي ورسوماتي وفلسفه تعلمتها في علم الفن والجماال؟؟؟؟
ومحاولات مني لتعلم الجمال!!!
او كما يقال: ((جنون الرسامين!!!))

احيـــــــــــــــانا
بكلمه واحدة تترك اثرا!!
واحيانا ..من مقابلات عده وسيل من الكلمات ..لكن بلا اثر!!!!
احيانا افاجأ باستلام رساله جوال مثلا!!..تترك في نفسي اثرا جميلا يدفعني لاكمال يومي في سعاده!!
غير انني لا افعل شيئا سوى ان اصمت..ولا استطيع الردلعدة ايام!! لانني بذلك بلغت مرحلة صعبة من بعثرة الحروف..!!
ولااملك ردا بقوة ماترك لي من اثر!!
***
يااااااااه مااجمله من اثر!!!

اذكر عند انتسابي لهذا المنتدى !!
تعرضت لحادثه!!
كانت كفيله بافساد يومي او لنقل افساد ماتبقى لي من اثر جميل للاخرين!!
اجتاحتني رغبه بترك العلاقات البشريه!!والخلوه بنفسي!!
وان اكون خيال طيف فقط!!
عندها!!
طيف اثر عابر!!
قد غير مساري ودفعني لان احب الحياة!!
جعلني ابحث عن الامل!!
عن الغـــــد!!
والفرح!!
وكل السعاده.. لانه اثر علي واي تاثير!!..تاثيرا يقلب دنياي راسا على عقب..!!
فهو باثره لم يعد طيفا فحسب!! بل اصبح الحياة كلها!!
ربما بغير قصد!!
بل ربما لااعرفه
ولايعرفني!!
بل كان مجرد مرور
اوبتصرف عفوي منه لكن ذااثر!!
..شكرا لك يا….(طيف انسان)…!!
لانك .. تركت اثرا جميلا في حياتي!!
مااروع ماتركه لي من اثر!!!
يااااه
ماذا عن ماتركته انا من اثرله !!ان كنت فعلت؟

في الجانب الاخر!!
قد تكون كلمة !!كفيله بافساد يومي؟؟
ربما رساله خاصه اوبريديه او ربما ردا في احد المنتديات..كفيلة بشحني بكومة من المشاعر السلبيه ..وكان المرسل يحاول جاهدا ان يترك لدي اثرا بغيضا كريها عنه!!!!

احبـــــــــــــــــــــــابي!!
كل شيء حولنا يترك اثرا فينا قد تكون كلمه ..او همس..او ضحكة طفل..او زهورا مفتحه!!
ولكن؟؟..اي اثر نتركه نحن..!!!
ونحن نعبر حياة الاخرين….؟؟؟
أي اثر نترك..في مكان عام بمقابله شخص!!
اوعندما نحدث احدهم؟؟
او نكتب في منتدى؟؟
اوحتى مرورنا باحد ولكن..بابتسامه!!

فترك الاثر يجعلني عازمه سلفا!!
بان اكون مجردطيف او خيال!!وان ابقي نفسي بمعزل عن الاخرين!!
ان رغبتي الجامحه لاثر الطيف العابر تدفعني للهروب!!
من الواقـــــــــــــــــــــع !!
ومن الحــــــــــــــــــياة!!
ومن كل مايقيم خارج غرفتي!!!
وماذلك الى للمحافظه على ما تركو لي من اثر جميل!!
وماارغب بتركه لهم من الاثر!!
لانني وببساطه مجرد طيف عابر لااكثر!!
يردد في مملكـــــــــة الاثر:
ان اكون او لا.. اكــــــــــــــــــــون..!!!

ارجو ان اكون…. طيف عابرر…باثر!!!!!

الكاتبة القديرة / الباحثة تعلق و تقول :

أختي الغالية / عالية
كلماتك بلا أدني مبالغة أثارت الشجن بي و لدي ,
دموعي أمامها عجزت أن تسيطر على نفسها , لذا إنهمرت بشكل قوي و مفاجىء ,
جاهدت حتي إستطعت إيقافها …
ما إن قرأتها حتي تدافعت المشاعر و إجتمعت , حتي ماكان غائبا منها كي يقرئوا معي كل حرف وسطر ..
كلمات جميلة ,, معبره أحسست وكأني أنا من كتبها ,,( تمنيت لو كنت )
زلزلت شيء ما بداخلي كانه كان ينتظر الفرصة .

لو حاولت أن أصنف أثر البعض …………….

— هناك أناس تغلغلوا بحياتك تتمنين لو طال بهم المقام ,, تركوا أثرا لايستهان به , يرحلون فيغشي الحزن حياتك .رحيلهم منهك وواقعك مع فقدهم ومن غيرهم قاس ..
— أناس تركوا الأثر ورحلوا , تتمنين لقاءهم مجددا تسعين لتحقيقة , لو تم ستفرحين . ومنهم من لقائه مستحيل ( اللهم الا بالحلم ) .
— أناس أثرهم الأول يكون أجمل لدرجة أن تتمني لو لم تلتقيهم ثانية ( اللقاء الثاني أحيانا يقتل جمال الأول ) .
— أناس مفروضين عليك لا أثر لك و لهم سوي الألم ,, لذا ترغبي لو تفري منهم , فتعجزي ,,( واقع مر مفروض )
,, أحيانا يشغلك حلم الفرار منهم عن أشياء أخري كثيرة ( الله المستعان )

جملة دائما أرددها لأني أتمناها فعلا .

( كالنسمة أمر وكالنسمة أحب أن أغادر )

جميل أن تتسلل لحياة الآخرين بهدوء ,, و إن رغبت مغادرتهم أيضا تغادرهم بهدوء و بلا ضجة ..
فما أجمل العطر الهادىء حين يستنشق شذاه ويتمتع بعذوبته القريبون منك فقط , ( عطر كهذا سيترك أثرا مميز بلاشك ,)
بعكس ذلك العطر القوي الذي يفرض نفسه على أنوف الآخرين عنوة , قد يزعج البعض منهم لدرجة أن يتمنوا معها مغادرتك للمكان و عاجلا ……(.ذلك العطر سيكون من أبشع العطور ولو كان أغلاها )

بعض الناس يقحم أثره الإيجابي في حياتك رغما , من غير أن تسيطر أنت , ومن غير أن يعلم هو ..
فكثيرا ما نمر على أماكن , فنجد شخص ما جالس منزو يراقب بهدوء و صمت , تعتاد على تواجده ويوم أن يغيب تتسائل أين هو , تشعر كأنك فقدت شيء مهم جدا غدى من معالم هذا المكان ؟؟؟
كثيرا ما تحصل ,,

أتذكر بطفولتي رجل من إحدى الجنسيات العربية كبير بالسن , كان يمر يوميا من أمام بيتنا مستندا عصاه عند ذهابه للمسجد وعند عودته منه , كان لا يتكلم مع أحد كنت أسمعه فقط يردد بينه وبين نفسه الإستغفار و التسبيح ,,إفتقدته فجأه ,, حاولت السؤال عنه بالعمارة التي يسكنها فعرفت من حفيدته بإنه مريض طريح الفراش , من يومها لم أراه أبدا إلي أن عرفت بعد ذلك بأنه إنتقل إلي الرفيق الأعلي , رحمه الله .

لا أعلم ما السبب الذي جعل هذا لرجل يترك بي هذا الأثر الكبير و إلي الآن , رغم إني عايشت مروره بعمر صغير جدا ( عمري حينها كان لا يتجاوز العشر سنوات ) و إلي الآن لم أنساه .. إرتبطت بذهني تعابير وجهه , بعض حركاته وتلك المسحة الرائعة من النور والهدوء والسكينة المرسومة على وجهه , وأمور أخري كان يتصرف بها خلال تلك الدقائق البسيطة واليومية ( رحمه الله وموتانا وموتي المسلمين

الأثر قد يتركة إنسان بكلمة , لقاء , نظرة ( النظرة أثرها كبير جدا ولا ينسي
بالذات عندما يصاحبها تعبير ما , خصوصا الابتسامة .
هناك من يفاجأك بنظرة دهشة , استغراب لاتعرف سببها , تتمني سؤاله ولا تستطيع وبعدها تندم لأنك لم تفعل

هناك من الناس, الأماكن ,, من تسمع عنه , تقرأ عنه ومع هذا يترك بك أثرا كبير من دون أن تراه .
الأثر قد تتركة أبسط الأمور وردة , شجره , عصفور , جدار ( لي معه حكايات ) ,

ــ لعلي أتخيل حياتنا طريق طويل , منهم من يمر على بقعة لينة فيه فتُحفر آثار قدمه ,, يجف الموقع ويبقي الأثر .
ــ وهناك من يمر على أجف البقع فيها فلا يكاد أن يُذكر لا هو و لا أثره ..!!

تحياتي لك أختي عالية على ما كتبتي ( ماذا فعلت بي الله يهديك ) ,, لا أخفيك فقد تخيلت نفسي في إحدي تلك الغرف التي تنتشر في شوارع بعض الدول تدخلين إليها (تفضفضين ,, تبكين ,, ,, تصرخين ,, تضربين ,, تكسرين ) تخرجي كل ما في جعبتك من المشاعر المكبوته ,,ولا يهمك أن يسمعك أحد أو لا يسمع , ثم تخرجي من الغرفة و كأن شي لم يكن لتواجهي حياتك من جديد ..

أختي عالية ,,
شكري ,, تقديري ,, إحترامي .

ولك مني تلك الوردة الجميلة لعلها تترك لديك أثر ,, كوني أحب الورد و الزهور كثيرا كثيرا , وبالذات التوليب منها ( الزهرة الهاربة , الخجلة , الكتومة ) ولا أهديها إلا لمن يترك في حياتي أثر , و أنت فعلتها بمقالك وكلماتك الجميلة ..

تحياتي …………
الكاتب القدير أبا سلطان يعلق و يقول :
الأخت العائدة المستقرة في أذهاننا عالية :

أثر .. أثير .. إيثار .. مآثر!! .. ماذا فعلت بنا ياعالية؟! .. لقد لامست فينا وترا حساسا فأخذ يعزف ألحان الحزن والكآبة .. لقد حركت في أنفسنا مياه راكدة ارتعشت بعد أن رميت فيها هذا الحجر وكتبتي ما كتبتيه عن الأثر!! ..

وقفة : نؤثر ونتأثر .. نكون أحيانا طيفا لا يكاد يشعر به أحد .. وأحيانا أخرى إعصارا لا يقف في وجهه أحد ثم نحاول أن نلملم ما خلفه من أثر!! ..

وقفة : غريبة تلك المشاعر الإنسانية المختلطة التي تصطرع في داخلنا ما بين الرغبة في أن نترك أثرا .. وبين أن نكون نحن جزء من هذا الأثر!! ..

وقفة : نرغب في الزواج وإنجاب الأولاد والتعب في تربيتهم وتعليمهم والإنفاق عليهم كي نترك من بعدنا أثر!! ..

وقفة : نطمع في جمع المال لكي يساعدنا في تحقيق ما نصبوا إليه من مآثر وما نريد أن نخلفه وراءنا من أثر!! ..

وقفة : نكتب ونود أن نترك أثرا من خلال كتاباتنا سلبا أو إيجابا .. خيرا أم شرا .. سعادة أم شقاء ..المهم أنه أثر!! ..

وقفة : نلوك الحروف في أذهاننا ثم نقذفها على الورق كي نتخلص من عذابها وهي تؤلمنا .. وتجرح أفكارنا .. وتؤرقنا .. وتوقظنا من سباتنا ومع ذلك نود أن يكون لها أثر!! ..

وقفة : نؤثر على أنفسنا ولو كان بها خصاصة .. في محاولة لنشر السعادة في من حولنا .. والتخفيف من مصاب إخواننا لكي نجد لهذا الصنيع في الآخرة أثر!! ..

وقفة : نثأر ممن ظلمنا .. وقد نبالغ في الثأر .. ونتعدى حدود العقل والمنطق أحيانا .. كي يذوق من ظلمنا مرارة ما خلفه الظلم في أنفسنا من أثر!! ..

وقفة : نركض وراء مصالحنا الشخصية .. ونجير كل تفوق إلى ذكائنا .. وقوتنا .. والمجهود الذي بدلناه .. كي نستمتع بنجاحاتنا في ترك أثر!! ..

وقفة : نهرب من الموت .. رغم أنه الزائر الذي لا يرد .. خوفا مما سوف نلقاه في الآخرة جزاء أعمالنا في الدنيا من أثر!! ..

وقفة : نكذب ونخدع ونغش وننافق ونجامل كي لا يصيبنا ما يمكن أن تسببه صراحتنا من أثر!! ..

وقفة : نبتسم .. نفرح .. نعشق .. نحب .. في محاولة للشعور بما يمكن أن تخلفه هذه السعادة فينا من أثر!! ..

وقفة : نعيد حساباتنا مع أنفسنا .. مع العالم من حولنا .. مع أشد الناس قربا منا .. رغبة في تحسين هذا الأثر!!

وقفة : نغضب حتى تحمر أشداقنا وأحداقنا .. ونتهور في تصرفاتنا دون أن نتعوذ بالله من شر هذا الغضب الهادر وما يمكن أن يسببه من أثر!! ..

وقفة : نلوث ما حولنا من جمال وطبيعة .. ونسحق ما تحتنا من مخلوقات تشاركنا في هذا العالم كي لا يكون لها أثر!! ..

وقفة : نختفي وراء أقنعة ملونة زائفة لا تفصح عن حقيقتنا حتى لا يرى الآخرون ما تحتها من عوالق ورواسب وأوساخ وندوب تركت على وجوهنا أثر!! ..

أين الأثر الذي نخلفه  في خضم ما سبق؟! .. هناك من يخلف أثرا كالطيف .. وهناك من يخلف أثرا كالبركان .. وهناك من يخلف أثرا كرائحة الورد والريحان .. وهناك من يخلف أثرا كقشر الرمان .. وهناك من يخلف أثرا كعاصفة بلا مكان .. وهناك من يخلف أثرا كالرمل على الشطآن .. وهناك من يخلف أثرا كحرائق بلا دخان .. وهناك من يخلف أثرا خارج الزمن والزمان .. وهناك من يمر فلا يخلف أثرا ولا يراوح المكان .. فهو يتبع السراب ويظل على الدوام ظمآن!! ..
شكرا لك أختي عالية .. هذه الإطلالة العالية .. التي أخذتنا فوق الأسطح العالية ..

نسيم نجد يقول :

أخواتي و أخوتي
وجدت نفسي أكتب و بلا توقف….أفتش صفحاتي المكتوبة عن الأثر …و أختار لكم بعضاً منها…أما أكثرها فقد رسم بيد الأخوات ممن كتبن تحت سقف هذا الموضوع .
أقدمها بزاوية أخرى و من نظرة أخرى…فلكم أن تشاهدوا …نظمي عن الأثر…بحرف قلمي الذي يستمد حبره من قلبي …و مرآتي التي تعكس الكثير عن نفسي….فلكم أن تشاهدوها…فإن لم ترق لكم… فأعلموا أنها نظم طالب ….و اجتهاد مخلص ….و كتب إنسان قد يخطئ و يصيب…فإن أصاب فإنها رمية بدون رامي .

صناعة الأثر

صناعة الأثر …هو ببساطة صناعة السعادة…و صناعة السعادة هي صناعة الحياة بمفهومها الواسع…صناعتها لمن حولنا أو صناعتها لأنفسنا …و من فهمي هذا فأنا أرى أن الأيام التعيسة ليست من أيام الحياة …فسوف أتكلم فقط عن صناعة الأثر الحسن…و من ضدها تعرف الأشياء .

وقفة

الأثر هو نبع من النفس الطيبة … مصدره حب الناس….روافده الإحساس بالآخرين….يتكاثر و يتجدد بالتأمل…يتشعب و يتفرق و من ثم يلتقي وهدفه رسم السعادة في نفوس من حولنا …و بالتالي في أنفسنا .
و لن نلمس أثره في وجوه الآخرين ..إلا بعدما نجد أثره في أعماقنا .

وقفة

هل قرأت كتاب و أحسست أنك حلقت مع الكاتب بكل ما يحمل من معاني جميلة و صور حسنة…فعندها تأكد أنك بذرت في نفسك اثر .

هل جلست ذات مرة و تأملت تجارب من حولك فوجدت أن النفس تحمل حباً لأفعالهم الجميلة …فعندها تأكد أنك أجريت في صدرك نهر من الأثر .

هل قمت برحلة و أحسست أنك تزودت بجمل من أشياء جميلة و أنك تغذيت بأشياء حسنة …فعندها تأكد أن ينبوع من الأثر قد بدأ ينبع .

هل صاحبت صحبة طيبة و رأيت منهم الكثير من الود و الحب و الأخوة….فعندها تأكد أنك بدأت سحائب نفسك تمطر بالأثر .

هل مددت يدك إلى إنسان لتساعده فأحسست بعدها براحة عظيمة..فتأكد بعدها أنك بدأت تنمي في نفسك الأثر .

هل نظرت لمهموم بعين العطف و دمعت عينك عليه و له ….فتأكد أن دمعة الأحزان تنبت في القلب الأثر.

هل استمعت لحزين …و وجدت أنه تنهد بعمق أخرجت كل ما في القلب من الهم..و أحسست أنت براحة.. فتأكد أنك زرعت في نفسك أثر .

و غيرها الكثير من المواقف…التي تحس براحة عند تذكرها…أو تتطعم بتأملها….أو تبتسم بمرور طيفها …كلها أثرت في أنفسنا…نزيدها بمعرفتها…و نتزود منها حتى تسعدنا .
فعندما نمر على هذه المواقف…و نجعلها تعبر كحادث عرضي…و لا نتأملها فنحن
نستمتع بها في لحظاتها …و لكن قد نقتلها في مهدها….و لكي تزداد جمالاً إلى جمالها…يجب أن نتأملها و ننميها… لكي ننعم بأشياء أجمل…فمعرفة مصدر صنع الأثر في أنفسنا هو من أجل المعارف و أهمها…لأنك تتعرف على مصادر السعادة في حياتك و حياة الآخرين .

وقفة

كيف تحدث أثراً بالآخرين ؟ ذلك يتطلب نفساً شفافة… و قلب حانياً …و عيناً تتقلب في الوجوه لتبحث عن وجه حزينة فترسم السعادة عليه ….أو أذناً تستمع لحديث المعذبين و تبحث عن فرج يسليها .

أو يداً دافئة تمد لتصل حرارتها إلى قلوب الغير

أو ابتسامة… نظرة …كلمة… و هي من أجمل الأثر رغم أنها أشياء بسيطة لكن ذات مفعول عظيم… حتى الإحساس من بعد…فلو أنك شاركت إنسان الأفراح أو الأتراح من بعيد فحتماً ستصله تنهداتك و أو ابتسامتك .

أو يد تمد لمساعدة إنسان …أو صدقة لمحتاج… أو كلمة لمهموم …أو دمعة لمحزون …أو نصح صادق لإنسان مخطئ… أو إكراماً لمجتهد …أو شكراً لباذل… أو سعي في وجوه الخير

وقفة

عندما تحمل قلباً محباً…فتأكد أن جل الأشياء التي تدور من حولك ستبدو لك جميلة .

عندما تحمل نفساً عاذرة…فتأكد أن كل الأخطاء ستتحول إلى أثر ينمي حب العذر .

عندما تملك عيون متفائلة ….فسوف تجد الناس من حولك يبتسمون .

عندما تمتد يداً دافئة …فسوف تنعم بقلوب محبة .

عندما تحمل ذاكرة قابلة للمسح ….فسوف يكون أول حلول النكران هو الصفح .

لتكن لك أقدام تخطو خطوات واسعة…. إلى أناس خطواتهم عنك معرضة .

ليكن لديك يد طويلة… لأناس قصرت أو تقاصرت أيديهم عن الامتداد إليك .

في كل مكان ليكن كل الناس مكانتهم في القلب واحدة… وسوف تنعم أنت بالحب .

القلب تزداد مساحته بزيادة الحب …و تقل بالضغينة و الحسد و البغض .

لا تجعل ميزانك للناس هي أشياء شكلية….بل زان الناس بما تحمله قلوبهم من الصفاء .

قد تجد من حولك النكران …فهل نعرض عن الجميع بفعل البعض .

هل يحرمنا الخوف من الأثر السلبي ..أن نصل إلى أناس هم بأشد الحاجة إلى بعض الأثر منا .

عندما تحمل حب الغير…فأعلم أنك و إن سكنت الدار و إن غبت عن الأنظار…و إن أحاطت بك الجدران …فأثرك حتماً سيصل .

وقفة

أجمل الأثر بنظري …هي وقفة من إنسان لم تتوقع منه نظرة .

أجمل الأثر في نفسي …هو أثراً يشق في نفسي طريقاً للخير .

أجمل الأثر في نفسياً أن أحس يوماً ما أنني كنت لو أثراً بسيطاً في حياة إنسان عزيز .

أجمل الأثر هو من أثار في نفسي حديث الأثر .

وقفة

إن ميزان الأثر دقيق …و حسابه ليس باليسير…فكيف نتوازن بين التأثير و التأثر…لعل من أعطاه الله الحكمة يستطيع أن يميز بين حاجيات النفس و حاجات الناس…و يستطيع أن يمد كل من حوله بحاجته دون أن يضعها على ميزان الكم و الكيف…سر في دروبك …و أمشي في طريقك…و أحمل بين أضلعك ذاك القلب المحب للغير…وأرسم على وجهك ابتسامة…و أجعل التلقائية هي سبيلك لطرق قلوب الناس…لا تتصنع فتمل…و لا تتكلف فتكل…و لا تماري أو تداري أو تجاري…بل أبحث في نفسك عن مخازن التأثير و التأثر…فأجعلها تعمل باستمرار…تستقبل و ترسل على الدوام…لا تعطلها بحسابات معقدة…أو خوف يكبح جماح النفس الطموحة…لا تضع العوائق في طريق نفسك الزكية…فأنت تقتل مواطن الجمال …بتحميلها أحمال كثار…النفس بطبعها منطلقة و ليست منطوية…فعندما تتعرض لضائقات أو مضايقات…تختنق…عندما تكتم مصادر الحب فيها تحترق…عندما تجفف منابع الحب منها تموت بلا رجعة…هو صنع الله سبحانه و تعالى…وهي فطرته التي فطر الناس عليها…كل الذي عليك أن تزيد من مخزون الحب…و هي سوف تتكفل بتوزيعه على المحتاج…بلا إسراف أو تقتير…فهل نتوقف من أجل نظرة تخفي خلفها علامة….أو نتوقف من أجل كلمة تحمل ملامة…لا…فكم من أناس يحتاجونك…و كذلك كم أنت بأشد الحاجة إليهم لتخفف عن نفسك هذا المخزون العاطفي الفياض .

وقفة

اختلفت الأمم و الشعوب و لم يختلف مفهوم الأثر…بل هو نفسه …عرفته الفطرة…و ألفته النفوس السوية…و تناقلت أثره أمة بعد أمة.

وقفة

قد يعترض طريقك أناس…أو يشوشون أهدافك أناس…أو تجد أعراضاً من أقرب الناس إليك…أمشي في طريقك و لا تلتفت..فحتماً سيتعبون من ملاحقتك…فسيقفون …و يستمر نهر العطاء .

وقفة

وصل صوت سقراط إلى الكثير من الشعوب…و عزف على الكثير من الفنون…و لفت الأنظار إليه…من المشرق إلى المغرب…و من الحديث و القديم…كلاً أعجبه عزفه ….و كلاً أثار في النفس حرفه…إلا أقرب الناس إليه…زوجته…فقد كانت تحقره و تزدريه…و توبخه و تؤذيه…مات سقراط و لم يمت الأثر…و ماتت الزوجة فلم يذكر لها على أثر .

وقفة

الأثر هو نسائم لطيفة …تنفثها نفس رقيقة…فلا تدمرها بحسابات معقدة…فإن فعلت فقد وضعت الأثر في القبر .

وقفة

بعض الناس لهم في حياتنا أثر كالسحاب… بالصيف ظل و بالشتاء مطر
كالرياح ..بالخريف يسقط أوراق الهموم و بالربيع ينقل لنا شذى الزهر

وقفة
بعض الناس ينقشون أثرهم على جدران القلوب كمن ينقشُ على حجر
وبعض الناس كمن يكتب على الرمل فتأتيه رياح الأيام و يزول بلا أثر .
و البعض الآخر كمن يكتب على سطح الماء فلا هو وفر جهده و لا هو صنع لنفسه أثر .

النهاية

لا أعلم ماذا كتبت…و هل أصبت أو أخطأت…و لكن كل الذي أعلمه أنني حاولت .
تحياتي إليك أختي الفاضلة / عالية…و لن استطيع الثناء أو الرد على حروفكم….لذا سرقت خط أخت فاضلة عالية…ردت علي في أحد مواضيعي فأقدمها لك شكراً و تقديراً على هذا الأثر الجميل ….فهاك إياها مع عذري أنني عبثت ببعض أحرفها فحولتها من الذكر إلى الأنثى .

عن سليمان الصقير

محب للسفر والترحال : مؤلفاتي : 1- 800 خطوة لرحلة سياحية ممتعة 2- 150 طريقة ليصل برك بأمك 3- أمي أنتِ جنتي 4- بنيتي لكِ حبي 5- مذكرات مدمن إنترنت

شاهد أيضاً

في ردهات المعرض لقاء مميز مع الأستاذ عبدالله المغلوث والأستاذ عبدالله الجمعة

• المكان : رائحة قهوة ..عطر كتب..و عبير قلوب الحضور..وبسمة طفل عابر..وخجل معجب قادم..وشيخ مسن …

2 تعليقات

  1. سلام من الله عليكم جميعاً
    أخي الحبيب فى الله نسيم نجد

    لا أعلم ماذا أكتب..
    لكن..
    أنا هنا أرتشف عسلاً ..من قلمك البارع في الثبات على قمم…
    كذلك أنت من
    الأشخاص الذين تركوا أثراً طيب لنا …كن بخير

    بارك الله فيك
    وجزاك الله خير
    أخوك أبو فيصل(ريشة المسك)

  2. بالوفاء فضضتم وريقات ذكرى طوت نفسها وكاد شريط النسيان أن يلفها لتودع بعده لصناديق الزمن المثقل بنا ,,
    بالصدفة وصلت إلى هنا ..
    هل هي الأقدار ودت لو تمنحني فرصة للتفاؤل والأمل ؟؟

    لله درك أستاذي الكريم بوعبدالملك
    تصر على احراج قلم يحاول وحرف يكابد…

    تقديري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.