حتى نخرج من ظلام الغمة

حتى نخرج من ظلام الغمة

 

اعصار

إن المتأمل لواقع الحال للسنوات الماضية القريبة إلى يومنا هذا . يجد أن هناك مؤثرات عدة قد أثرت على الفرد و بالتالي أثرت على المجتمع بأجمعه . فمحن , و ابتلاءات مختلفة نزلت علينا من كل جهة . بدءً من مساهمات عقارية مكذوبة قدم فيها الناس كل ما يملكون و يختزنون من ثروات العمر . إلى مساهمات في أسواق البورصة رفعت أقواماً لم يحلموا بأن يكون من أصحاب الدرهم و الدينار , و وضعت أقواماً تحت مستوى الفقر من التجار و ممن يشار إليهم في سابق العهد بالبنان . و لم نكد ننتهي من تلك الأزمتين حتى أتتنا صدمة أخرى , و هي أكبر و أعم و أطم من أختها . وهي غلاءٌ فاحش في الأسعار , و تحكم بقوت أهل البلد من قِبل بعض التجار. فاشتعلت النار في كل مكان , فامتدت ألسنة لهيبها حتى أكلت الأخضر و اليابس . و هل وقف الأمر عند هذا الحد ؟.. لا ..بل أمتد أكثر ..ليصل إلى بهيمة الأنعام . فمن بعد احتفالات التفاخر بالسلالات من الإبل و تباهي أهلها بأسعارها الخرافية في ميادين المزايين , تأتي هذه المرة قاصمة الظهر على أربابها فتَنفُق الإبل في أماكن عديدة أكمل القراءة »

الحلقة الثالثة : زهور و أشجار و أنهار…سويسرا ماهذا الجمال ؟!

مساء الخير إنترلاكن

[wpyt_profile1]xGU5y3g-70k[/wpyt_profile1] 

ملحوظة : المؤثرات الصوتية في الفيديو من شريط أناشيد عمر الضحيان .

نبدأ 

خرجتُ من كولون في صباح باكر..خرجتُ والطيور في أعشاشها …و الناس في بيوتهم…و الكون لم يستلم أشعة الشمس بعد…
فستار الليل البهيم يختبئ خلفه نور الصباح…و أشعته تتحين الفرصة لتنطلق و تعلن بدء يوم جديد

 

سويسرا _ انترلاكن

 

لقد خرجت الساعة السادسة صباحاً…فكان الكون ساكن …وبالهدوء غارق..
الطرق خالية …إلا من أوراق شجر تحركها النسمات فتتهاوى على الأرصفة متناثرة…
وهدوء يلف كل أجزاء المدينة… و يعاند ذلك الهدوء… زخات المطر المتساقطة …
و يسيطر جلباب الليل الأسود على تلك البلدة النائمة ….و يتصارع مع ذلك الظلام أشعة إشارات المرور المنتشرة ….و التي لم تيأس من قلة المارين عليها… فهي تدور بألوان ثلاثية منتظمة ….غير آبهة هل هناك من يرى رقصتها الثلاثية أم لا .

لقد خرجت لرحلتي …و ترافقني فيها…
أحلام
و تصاحبني آمال
و أسعد بأفنان
و تبتسم في وجهي جنان
وتسعدني فيها ذكريات عظام

في سيارتي كتب الدليل أن المسافة ما بين كولون و إنترلاكن 750 كيلو
فقرأت دعاء السفر واستعنت بالله …منطلقاً للأمام …تاركاً ألمانيا فقط في ألبوم ذكرياتي.. و أيام من أيام حياتي…و ورقة من وريقات أحزاني…و صورة باهته في مرآتي ….

 

في رحلتي مررت على…
قرى عديدة
و مدن مختلفة
و تضاريس متنوعة
و أجواء متباينة …
تختلف المكونات و يجمعها الجمال …فسبحانك ربي ما أعظمك..
إنها رحلة عبر الطريق السريع A3 ثم التبديل على الآخر A5 ..

 إنترلاكن مقصدي…و هو حب نشأ منذ سنه ..
فخفت عليه من قلة الوصال …فيموت
و خشيت عليه من كثرة الهجران…فيذبل…
وقلقت عليه من البعد..فييأس ويسقط ..في طرقات الحياة
فيكون من ذكريات الماضي المنسية …

فبادرت بإحياءه
وعزمت على لقاءه
حتى يكون حباً خالداً
ونغماً باقياً
ونبضاً متدفقاً
و رسمة في الأعماق فريدة
و صفحة من الحب جديدة
و نقشاً في أيام حياتي السعيدة
فكان الموعد مع انترلاكن الخضراء أكمل القراءة »

أوراق تعريفية بديننا الإسلامي بلغات عالمية [بمجهودات أعضاء الزاد – ملفات للتحميل]

أخوتي و أخواتي
جهدكم اليوم أثمر
وعملكم بدأ يشرق و يظهر
و الأجر بإذن الله لكم مع كل حرف يقرأ و ينشر
أخوتي و أخواتي…
هذا العمل هو قطاف عمل بذلوه أخوتكم  في منتدى زاد المسافر السياحي , عبر موضوع طرح في ذلك المنتدى باسم ” للعمل من أجل هذا الدين مطلوب فريق عمل
و آثروا أن ينفقوه في سبيل الله سراً , لا تعلم يسراهم ماخطته يمناهم من حروف نيره , و ما أفنوه من وقت من أجل ترجمة الموضوع إلى لغة أجنبية متعددة حتى يظهر بشكل يوافق الأماني المعلقة على هذا العمل , فقد علموا و وافقوا على العمل في هذا المشروع النفيس ولكن بشرط أن لا تظهر أسماؤهم , و أن يكون الأمر لله خالصاً له وحده .
ولا نملك أمام رغبتهم إلا تحقيقها و لا نملك أمام هممهم ,و بذلهم إلا أن نزيد لهم بالدعاء . فلهم منا الدعاء بالقبول و أن يجعلنا و إياهم من خدمة هذا الدين . و أن يبارك لنا ولهم بالنية , و لذرية و الأموال و الأعمال والأوقات و الزوجات . وهم بحاجة دعواتكم فلا تبخلوا عليهم بالدعاء إما علاناً أو بظهر الغيب .
و هذا العمل مفتوح المصدر , فيسمح نسخه , ونشره , و نقله , و بدون ذكر المصدر . وهو يحتوي على ثلاث ملفات :

الملف الأول : المقال الأصلي باللغة العربية و الترجمة للانجليزية .
و الملف الثاني : ترجمة للغة الإنجليزية .
و الملف الثالث : ترجمة للغة الأسبانية .

وتبقى لدينا أربع ملفات بطور المراجعة و التدقيق ,وهي إلى ترجمة إلى اللغات التالية : الألمانية , و الفرنسية , و الإيطالية و التوقالية . فنسأل الله أن يتممها في أسرع وقت . حتى يستفيد منها أخوتنا في كل مكان .

الترجمة الأولى :
تحميل الملف …من هنا
المقال العربي مقرون بترجمته إلى اللغة الإنجليزية

الترجمة الثانية :
تحميل الملف …من هنا
الترجمة للغة الإنجليزية

الترجمة الثالثة :
تحميل الملف …من هنا
الترجمة للغة الأسبانية

في الختام نتمنى من له أي ملاحظه أن يبديها , و أن يجتهد الجميع بنشرها حتى يعم نفعها .نسأل الله القبول و الثبات .
ونلقاكم بإذن الله تعالى ببقية الحلقات من الملفات التعريفية باللغات المتبقية .

أخوتكم في فريق العمل من منتدى زاد المسافر السياحي

 

كيف نبين سماحة الدين الإسلامي

مقدمة :
أخوتي و أخواتي الأفاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تمر علينا في سفرنا بعض المواقف التي تستلزم التعريف بديننا و بوضوح , و هذه المواقف إما أن تكون غير مقصودة و ذلك عندما ندخل بنقاش و حوار فجائي . أو أنها تكون لقصد التعريف بديننا الإسلامي وذلك بهدف نشر سماحة الدين الإسلامي . و لكن في هذا و ذاك قد تخوننا العبارات , أو تنقصنا الحجة في أيام أخر . لذا كتبت هنا بعض النقاط التي يحسن بمن يريد أن يشرح هذا الدين بعض النقاط الأساسية التي تهم من هو على غير الدين الإسلامي وذلك لتوضيح الفكرة وتبيين مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة….و قبل البدء إليكم :

أولاً : اجتهاداتي في الموضوع :
1. حاولت أن أكتب الموضوع بصيغة بسيطة تبين المعنى دون أن تخل بالمقصود .
2. كتب الموضوع بعيداً عن المصطلحات الشرعية و التي قد يصعب ترجمتها , أو فهمها بعد الترجمة .
3. كتبت الموضوع بعيداً عن الأدلة من القرآن و السنة , و ذلك لأن الخطاب موجه لغير المنتسبين للإسلام و ممن لا يؤمنون به .
4. اجتهدت بوضع النقاط التي أعتبرها أساسية , و أغلبها نقاط في المعاملات و الأخلاق و ماوافق الفطرة , و ذلك لأن هذا الأمر محل اهتمام و أعجاب الغرب و مقصدهم .
5. لم اذكر أسم الدين الإسلامي في كامل الموضوع حتى لا ينفر من المقال من لا يريد سماع الحق , و ايضاً لا أريد أن يحكم على المقال بما أملاه عليه الأعلام الذي يشوه الدين الإسلامي . لذا فكامل المقال يبدأ بكلمة ” ديننا ” أو ” نبينا ” أو ” كتابنا ” , و يختم بالتصريح بهم .
6. خلا المقال من المسائل الخلافية أو الفرعية و اقتصرت على الأصول . أكمل القراءة »

كيف نبين سماحة الدين الإسلامي

مقدمة :
أخوتي و أخواتي الأفاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تمر علينا في سفرنا بعض المواقف التي تستلزم التعريف بديننا و بوضوح , و هذه المواقف إما أن تكون غير مقصودة و ذلك عندما ندخل بنقاش و حوار فجائي . أو أنها تكون لقصد التعريف بديننا الإسلامي وذلك بهدف نشر سماحة الدين الإسلامي . و لكن في هذا و ذاك قد تخوننا العبارات , أو تنقصنا الحجة في أيام أخر . لذا كتبت هنا بعض النقاط التي يحسن بمن يريد أن يشرح هذا الدين بعض النقاط الأساسية التي تهم من هو على غير الدين الإسلامي وذلك لتوضيح الفكرة وتبيين مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة….و قبل البدء إليكم :

أولاً : اجتهاداتي في الموضوع :
1. حاولت أن أكتب الموضوع بصيغة بسيطة تبين المعنى دون أن تخل بالمقصود .
2. كتب الموضوع بعيداً عن المصطلحات الشرعية و التي قد يصعب ترجمتها , أو فهمها بعد الترجمة .
3. كتبت الموضوع بعيداً عن الأدلة من القرآن و السنة , و ذلك لأن الخطاب موجه لغير المنتسبين للإسلام و ممن لا يؤمنون به .
4. اجتهدت بوضع النقاط التي أعتبرها أساسية , و أغلبها نقاط في المعاملات و الأخلاق و ماوافق الفطرة , و ذلك لأن هذا الأمر محل اهتمام و أعجاب الغرب و مقصدهم .
5. لم اذكر أسم الدين الإسلامي في كامل الموضوع حتى لا ينفر من المقال من لا يريد سماع الحق , و ايضاً لا أريد أن يحكم على المقال بما أملاه عليه الأعلام الذي يشوه الدين الإسلامي . لذا فكامل المقال يبدأ بكلمة ” ديننا ” أو ” نبينا ” أو ” كتابنا ” , و يختم بالتصريح بهم .
6. خلا المقال من المسائل الخلافية أو الفرعية و اقتصرت على الأصول . أكمل القراءة »

عمل مدونة ووردبريس wordpress المجانية

عمل مدونة ووردبريس wordpress المجانية
أكاد أجزم أنك يوماً من الأيام كنت تتمنى أن تمتلك موقعاً على الشبكة العالمية – الإنترنيت – حيث يطالع العالم بأسره من شرقه إلى غربه موقعك , فيتتبعون كلماتك و يشاهدون لقطاتك , ويتناقلون مايجود به قلمك , و يغردون مع ماتفيض به خواطرك .

و إن كان اعتقادي السابق خاطئاً , فأعتقد اعتقادا آخر – ماكوا فكه – أنك في يوم من الأيام قد تتبعت كاتباً قديراً عبر النت ,و تمنيت أن تكون مكانه ,بل يسري بك مركبه إلى بحر ليس له شاطئ , و تمضي بك كلماته إلى عالم بلا حدود , فتأخذك نفسك بالتمني بأن تكون يوماً مثله , وبقدرته على العزف منفرداً على لوحة الأحرف الرائعة .

فإن كان اعتقادي السابق و الذي قبله خاطئاً , فأعتقد أنك سمعت ذات يوم و عن طريق صحبك أو بعض زملائك , أو ممن حولك عن أناس أخذتهم دنيا الكلمة , و عاشوا في حياة الكتابة  , فكانت همهم الذي يعيشونه و حياتهم التي يتنفسونها , و ما ذلك إلى لأهداف نبيلة في هذا العالم الواسع , فهم لهم أهداف دنيوية و أخروية . فالدنيوية أن يبثوا الوعي , و ينشروا الفكر الراقي , و يمتعوا الآخرين بجميل كتاباتهم , فتنمو مواهبهم ,و تبهج صدور من حولهم جميل كتاباتهم , فتتجمل المشاعر و الأحاسيس بقطرات ينثرونها و شذاًيبثونه . و أما الهدف الذي حددوه للآخرة , فهو هدفاً أسمى… و أعلى… و أجل… و أعظم , فهدفهم الأجر من وراء نشر العلم ,أو توجيه المجتمع , أو إبداء النصح لمن حولهم .

أخي ..
إن كانت كل اعتقاداتي أو مفاهيمي السابقة خاطئة – و الله مشكلة -, فعفواً فهل ممكن أن تتابع الموضوع من باب الترفيه, أومن باب العبرة من شخص أضاع وقته في كتابة مثل هذه التدوينة .أعتقد أنك سوف ترحمني و تتابع من أجلي بقية الموضوع حتى لولم تنطبق عليك إعتقاداتي الخاطئة .

أحبابي يامن تجاوزتم اختبارات القدرة أعلاه , و لهم رغبة بأن يصبروا على ما سأكتبه أدناه , أقول اليوم أضع بين أيديكم شرحاً مصوراً لكيفية إنشاء مدونة بواسطة الووردبريس wordpress , و إليكم تعريفات قد تهمكم قبل أن أبدأ بالشرح المصور . وهذه التعريفات هي بفهمي البسيط والذي أحاول أن أضعه بين أيديكم لعله يفيدكم حول التدوين . أكمل القراءة »

زهور و أشجار وأنهار ..سويسرا ما هذا الجمال? ( 2 )

بداية الرحلة السويسرية دليل تعريفي و نقاط إرشادية في سويسرا

التاريخ

اتحدت مناطق شفوتز، اونترفالدن و أوري عام 1291 و شكلت بذلك ما يُعرف اليوم بسويسرا. حصلت البلاد على استقلالها من الامبراطورية الرومانية المقدسة عام 1499. سويسرا تتبع سياسة محايدة يعود تاريخها الى عام 1515،بعد هزيمتها أمام فرنسا في معركة مارينيانو. أُعلنت سويسرا عام 1848 دولة اتحادية. حافظت الدولة السويسرية على حيادها في الحروب العالمية الأولى و الثانية. أصبحت جنيف عام 1919 مقر عصبة الامم المتحدة. أُصدرت عام 1949 معاهدة جنيف الدولية، لحماية المدنيين أثناء الحروب. أُدخلت تعديلات عدة على الدستور السويسري عام 1999.
و سويسرا هي دولة فدرالية تتكون من 26 كانتونا و أنصاف الكانتونات. لكل كانتون دستوره وحكومته وبرلمانه ومحاكمه وقوانينه، والتي تتوافق بالطبع مع القوانين الفدرالية للدولة. و مع ذلك فإن الكانتونات تتمتع بحرية كبيرة في تسيير شؤونها الإدارية و سن القوانين. فمثلاً، يستطيع كل كانتون تحديد قيمة الضرائب و الرسوم المختلفة، وكذلك حيازته على قوة شرطة خاصة به. عدد البلديات والكومونات في سويسرا يتعدى الثلاثة آلف، وكلهم يتمتعون بحقوق كبيرة تمكنهم من إدارة الكثير من الأمور الإدارية بشكل مستقل.

الموقع

تقع سويسرا في وسط اوروبا. تحدها ألمانيا من الشمال، فرنسا من الغرب، ايطاليا من الجنوب، النمسا و ليختنشتاين من الشرق. تتبع سويسرا سياسة خارجية محايدة يعود تاريخها الى عام 1515. تُعد أحد أغنى دول العالم
وتشغل أرضها قسماً من جبال الألب ، وجبال جورا ، ولموقعها إهميتة في وسط قارة أوروبا ، حيث ممرات جبال الألب التي تربط بين العديد من الدول الأوروبية .
الإسم الرسمي للبلاد هو الكونفدرالية السويسرية و تكتب باللاتينية: ‘Confoederatio Helvetica’ أو اختصاراً CH.العاصمة الفدرالية هي برن و فيها يوجد البرلمان و الحكومة و الإدارة الفدرالية. و أكبر المدن السويسرية هي زيوريخ، و يسكنها حوالي 343,100 شخص، و بازل 172,800 شخص، جنيف 167,700 شخص، برن 134,400 شخص، و لوزان 123,100 شخص. مساحة سويسرا هي 41,285 كيلومترا مربعا، . سويسرا مشهورة بمناظرها الجبلية الخلابة. متوسط ارتفاع جبال الألب في سويسرا هو 1700 متر، و هناك مائة جبل ارتفاعه أكثر من 4000 متر أو أكثر و هناك 1800 نهر جليدي (جلاسييه).

أكمل القراءة »

الحلقة الأخيرة : رائعة القصيم..مدينة تتراقص على أنغام النوافير

البدائع بلد الرامتين و المتنزهات البرية .

عذراً أهل البدائع فلقد انشغلت عن ذكر محاسن جميلتكم بعض الوقت , و اليوم أعود لأكمل لكم بقية القصة , و نهاية الرواية لهذا المدينة الرائعة , بعدما جمعت معلومات عنها قيمة .فالمعذرة منكم فهي عشقكم ..و هي حبي , هي مدينتكم …و هي فخري , هي جميلتكم… و هي كامل حسني , هي كما قال شاعر البدائع :

هي العشق الأول والغلا والهوى الجذاب
هي اللي يثــير الــشعر طـاري ملاعـبها

وهي الروضة اللي عطرها بالحشا ينساب
تـقــل ينـطلق ريــح الــنفـل مـن هــبايـبهـا

اماري بها كل الملا ما حسبت حساب
لـمـن لا مـنـي وبـحـبها من يـقـاربـها

أحب البدايع ناس واسم وسهل وهضاب
ولو إني بـعيـد أشواق روحـي تـقربـهـا

وتطول القصايد بالبدايع وهي له باب
وتفـرح بلـمـة شـمـلـها عيـن كـاتبـهـا

أكمل القراءة »

إلى باريس قوقل – google – و نسيم نجد في رحلة فريدة

إلى باريس قوقل – google – و نسيم نجد في رحلة فريدة

في هذا الزمن الذي انشغل فيه الناس بمشاغلهم عن رفقائهم و أصدقائهم .  كان القرار بأن لا أدعو أصدقائي أن يرافقوني لأي رحلة سياحية ..حتى لو كان المقصود من تلك الرحلة هدف نبيلاً.. كأن نرسم ابتسامة نُودعها صندوق الصداقة . و كذلك مما يجعلني أتمسك بهذا القرار أننا في عصر السرعة فليس لدى أصدقائي وقت يضيعونه من أجل سفراتي , و ليس لدي وقت أضيعه من أجل أن أبحث عن أنصاف فرصة لأقنع صديق من أصدقائي بأن السفر هو تجديد للنشاط و من ثم المعاودة لميدان الحياة بأكثر قوة ونشاط . من هذا المنطلق قررت أن أجرب السفر مع  صديق جديد أكثر وفاءً من كل أصدقائي الأوفياء…
فأصدقاء اليوم لا تجد منهم الصديق المتفرغ لمثل مطالبي …
و إن وجدت المتفرغ منهم …فلن تجد من يملك المال الكافي للسفر…
و إن وجد المال…فلن يستطيع أن يتخذ القرار إلا بمباركة زوجته التي ملكت أمره , و مسكته مع زمارة رقبته…” حتى أنا أحس بألم مع رقبتي “..
و إن وجد ذلك الصديق زوجه متفهمة للصداقة و الوفاء… فلن يجد رئيساً في عمله يوافق أن يعطيه إجازة توافق وقتي الذي اخترته..
و إن وافق الرئيس و صرنا في صالة المطار بانتظار أن يتم تفويجنا إلى الطائرة… أتفاجأ …أن الصديق لم يسدد المخالفات التي عليه للحكومة …فنضل في حالة قلق حتى ينهي أموره فنركض لاهثين من أجل أن نلحق بتلك الرحلة المغادرة..
و إن لحقت الطائرة… و ذهبت معه و بذلت كل نفيس من أجل أن أسعد و إياه ..فسوف أتفاجأ أن صديقي في آخر الرحلة يروي لي حكاية يقولها وببرود…فيقول : لقد سافرت في رحلات سابقة مع أناس آخرين و كانت أكثر متعة…فكأنه يريد أن يلطمك على خدك بتلك العبارة , أو كأنه يريد أن يعظ على الجزمة ندماً أن كان حظه أن رافقك في هذه الرحلة المشئومة…
أصدقائي متعبين فهل أنتم أصدقائكم بهذه القسوة …
قبل نهاية الحكاية عذراً أصدقائي و صحبي فإنما هي مقدمة باسمة .

لذا فقد أخترت السيد / قوقل بن دوت كوم – googl.com – و أنا و إياه نلتقي في أحد الأجداد أعتقد الجد الثاني إن لم تتشابه أسماء الأجداد . فأسمي نسيم نجد بن دوت كوم – naseemnajd.com – , و كل الذي يفرقه عني أنه أختار أمريكا للإقامة و اخترت صحاري نجد الحالمة . لذا كان السفر معه مريح و التنقل في أرضه ممتع , و أفضل من ذلك أنه كان ينظر إلي كل حين و يسعد بخدمتي و يقف عن أمري و لم أتكلف الحديث معه , أو تضيق نفسي بمعيته . ” هذا عن نفسي و أتمنى أن لا يكون الحب من طرف واحد “

و هذا الصديق له ميزات عده و علوم في مجالات متعددة .

فإن سألته في الكيمياء و حال العلماء فلديه من ذلك أخبار. أكمل القراءة »

يوميات مسافر – 4 –

 الحلقة الرابعة :رحلتي إلى بلاد السند و الهند

في عيني… أستجمعت كل قواي التي أختزنها في نفسي لمثل هذا اليوم…فبدوت أكثر ثقة , و ظهرت أكثر تماسكاً و جرأة …و نظرت إليه بقوة و بعينين مفترستين , حتى أُضعِف من شأنه و أجمع شتاتي لأكمل عبارة واحدة فأقول له : من تكون أنت ؟! … لكنه لم يدع لي فرصة أن أستعرض عضلات العيون , أو حتى أن أنطق بالمكنون . فعرف حديث عينيّ  , قبل أن ينطلق لساني , فأراد أن يستدرك الموقف , و أن يوقف حرب النظرات , و أن يقطع نظراتي المتسائلة , و أن يفكم طلاسم المفاجأة , و أن يسكن مشاعري الخائفة .. فتحدث بهدوء أقرب إلى الصمت فقال :  بل أنا صاحب المكتب بنفسه !! ..أحسست بسيل من الأمان ينزل إلى قلبي  …ثم تحول الأمان إلى حرج يلفني من أطرافي فكأنها عاصفة هوجاء تريد أن تقتلع قلبي و ذلك لأني شككت فيه و تصورته بصورة سوداء لا تليق بمقامه , و من ثم تحول الحرج إلى ضيقاً يحل في صدري و ذلك لأني تذكرت أيضاً أنه رفض إلا أن يحمل حقيبتي في المطار . كل ذلك تم في لحظة قصيرة لا تقاس بوحدات الزمن , و لكن هي تقاس بمقياس تحول المشاعر , بين الخوف و الأمن .
 كان اللقاء الأول , و كان الحديث كمثل أي حديث أول . سؤال هنا و سؤال هناك . و إجابات قد تكون معروفة من قبل أن يصدرها السائل . كنت أعتقد أنني أجيب على أسئلته بشكل مبرمج , و بدون أن تأخذ مني تلك الأسئلة أي جهد أو حماس . و كانت الأمطار تعزف على وتر النعاس . بين المطار و المدينة أختار صاحب المكتب الفندق الذي سوف أسكن فيه ,و لا أعتقد أنه يدخل تحت تقيم النجوم , فحتى النجمة الواحدة نظلمها إن صنفناه من ضمنها . وصلت إلى الفندق و لم أرى أي مظهر من عمران المدينة , أو مشهد يبين أنني على مقربة من إسلام أباد , بل و كأنني سوف أسكن وسط غابة , أو هجرة , أو مكان لا أستطيع تحديده أو يستطيع رجل المهمات الصعبة المري / قوقل بن إيرث تحديد نقاطه أو رسم خريطته . نزلنا إلى الفندق و كنا في ساعة من الليل متأخرة , و كانت الأنوار مطفأة , و ضوء خافت في زاوية بعيدة قد سطع على منصة الأستقبال  …يعلن أن هذا الجزء من العالم فيه حياة . و خلف منصة الأستقبال يوجد موظف تغطي المنصة كل جسمه و لم تبقي إلا رأسه …أحس بوقع أقدام , فنهض متثاقلاً , ثم أبطأ الخطوات فكأنما يريد منا أن نقطع أطول الطريق إليه , فيفوز هو براحة و لو حتى جزء من الثانية , و لما أقبلنا عليه رفع صوته بالأستقبال و الترحاب , لم يستطع الضوء الخافت الذي يبذل جهداً خرافياً ليضيء هذا المكان أن يظهر الكثير من ملامح وجه , و لكن ظهر من خلال عينيه أن النوم كان ساكناً فيهما منذ وقت يسير , و بدا من خلال صوته أنه لم يكن له عهد قريب بالحديث ..بل إن آخر الحروف التي نطق بها هي بعض الشخير . بدأت لغة التخاطب بين صاحبي و صاحب الفندق و بصورة مطولة , و كأنهم أخوة لم يلاقوا بعضهم منذ سنين فائته . ثم قدم لي مفتاح الغرفة , أمسكت هذه المرة حقيبتي بنفسي…و لما ذهبت غير بعيد …أستدرت بجسمي فجأة …فوجدتهم ؟!….و للحديث بقية
نسيم نجد
www.naseemnajd.com

زهور و أشجار وأنهار ..سويسرا ما هذا الجمال? ( 3 )

الطريق إلى إنترلاكن السويسرية
مقدمة : قصة السفر

اشتريت مجموعة من الكتب من مدينة بون العام الماضي ,  و أخذت دورها في طابور الانتظار الطويل  , حتى يحين موعدها  فأبدأ بتتبع حروفها  .  و كان من بين تلك الكتب كتاباً واحداً جذبني عنوانه , و شدني أن أقدمه على أقرانه  , فلما كانت الأجازة الصيفية ذهبت برحلة داخلية مع عائلتي …

و قلبت الكتب في مكتبتي لكي أصطحب معي بعضها  , فما كان مني إلا أن أمسكت بيد ذلك الكتاب الذي يغازلني باسمه  , و يخبرني بأن هناك شيئاً يستحق أن يقرأ بين دفتيه , أخذته و خبأته عن زوجتي و وضعته في ثنايا ثيابي  , حتى لا تقول لي ريحانة نجد أنك قد اصطحبت معك ما يشغلك عنا (في أول حياة المرأة أعداءها أربعة: أي امرأة جميلة , و الزوجة الثانية , و الكتاب , و الإنترنت , و في آخر حياتها يموت كل أولائك الأعداء و يبقى الزوج هو العدو الأول…أحس أنني و عبر هذه المقولة قد اقترفت خطأ فادحاً ) , بدأت استغل فترة الصباح الباكر فخصصته للجلوس مع هذا الكتاب , هو كتاب من الحجم المتوسط بعدد صفحات تقارب 400 , فيه مذكرات شخصية لصاحبة الكتاب , و أحب الكتب إلى نفسي هي كتب المذكرات  و السيرة , و التي تحكي تجارب الناس في حياتهم , ففيها عصارة جهدهم , و كل خبرتهم , و تعكس فكرهم و شخصيتهم , و هي تمد القارئ بسعة الأفق , و تلهمه الحكمة و الفهم الواسع بوقت قصير , وهي تختصر عليك المرور بكثير من محطات الحياة فتختزلها عبر دفتي الكتاب . اسم الكتاب : مذكرات أميرة عربية . حكت فيه تلك الأميرة مراحل حياتها  , و تفاصيلها الدقيقة بدءاً من الحياة الرغيدة , و العيشة السعيدة , و القصور الفارهة ,  و المآكل المتنوعة ,  و الملابس الفاخرة في بيت الملك  .. بيت أبيها …  فكان وصفها جميل , و عيشتها على من هم من أمثالي غريبة , و قصتها عجيبة . هي بنت ملك زنجبار  , و أمها واحدة من أحد السراري البالغ عددهن 77 ممن يعشن في قصر الملك ,  و هي  أخت لـ 100شخص من الأبناء و البنات لذلك الملك . حكاية هذه الأميرة طويلة , و لكن الذي يهمني منها و جعلني أقف متأملاً قصتها , أنها عاشت سنين الرفاهية في بيت أبيها  , و لما مات الملك دبت الخلافات بين الأبناء المئة , فما كان إلا أن تفرق المُلك بينهم , و صارت دولة العز دويلات صغيرة تنشد الذل , ثم سقط الأبناء شيئاً فشيئاً و لم يبقى منهم حياً إلا سبعة و ثلاثون . و هؤلاء لم يتعظوا من قسوة ذلك الزمان و فرقته و الذي لاك الأخوة السابقين منهم , فكان الأخوة يتحزبون ويتآمرون على بعضهم , فما كان من الأخوة الكبار و هم الملوك إلا أن كشفوا خطط إخوتهم الصغار .  فمنهم من نال العقاب  , و منهم من تاب عن طريق التحزب و اختار أن يعيش في زوايا الحياة و رجع إلى الصواب  . أما هذه الأميرة فقد وقعت في حب سرق قلبها  , لتاجر يعيش في بلدتها , و هذا التاجر ألماني الجنسية يعمل لحساب شركة مصدرة تتخذ بجانب قصرها مقراً لها . فرأت ذات مرة فرآها , و نبض قلبها له و تحرك فؤاده . فقررا بعد قصة حب طويلة أن تهرب معه إلى ألمانيا . فكان لها ما أرادت فهربت واستقرت معه في ألمانيا لمدة ثلاث سنوات . ولكن هل انتهت الحكاية , لا , لقد توفي زوجها في حادث سير , و خلف من خلفه زوجة وثلاث أطفال أكبرهم للتو قد بدا يخطو خطواته الأولى . لقد سكنت هذه الأميرة مدينة كولون الألمانية , و برلين و غيرها من المدن في تلك الدولة , و لم تعجبها تلك العيشة , فهي قد اعتادت عيشة الجزيرة حيث يمتد النظر بلا حدود , و تغرد الطيور حولها في كل وقت , و ينشد البحر نشيده المفضل عبر لهن أمواجه المتلاطمة . لذا فهي قد سبت الكثير من المدن الألمانية وامتدحت مدن أخرى قليلة . و يهمني من القصة أنها سكنت مدينتي التي أرسل هذا التقرير منها , وهي مدينة كولون  . وهي تقول في مذكراتها : ” لا أعلم ما السر خلف التعامل الألماني الجاف مع كافة الغرباء , رغم أنني أحمل جنسيتهم و عشت لسنين معهم ,  لكن لم تكن تربطني إلا القليل من العلاقات مع بعضهم ” … نعم لقد وقعت هذه الأميرة على الجرح , و أعلنت شيئاً مما في النفس , وعبرت بما في الخاطر , فهذا الشعب لم ترى عيني أغرب منه وأعجب من طريقة حياتهم , فكأنما حُرمت الابتسامة عليهم  , أو كأنهم بخلوا بها على من يقدم إليهم من الغرباء الذين هم بأمس الحاجة لابتسامة تفك عنهم بعض أحزانهم , و تعوضهم فقدهم لديارهم , و تشعرهم أنهم و برغم لون دمهم الأحمر و لكنهم لا يحملون أي ضغينة لأصحاب الدم الأزرق المختار على بقية الشعوب المستضعفة . لذا و من هذا المنطق قررت قبل أن آتي إلى ألمانيا أن أنهي أعمالي مبكراً  . و بعدها أخرج من ألمانيا ,  لكي أتنفس ,  و أبتسم كما يبتسم الناس , ولعلي أسأل في الشوارع و أجد من يجيب على تساؤلاتي بنفس مرحة أو قلب يحب المساعدة , لقد خلفت ألمانيا خلف ظهري و توجهت إلى أرض الابتسامة ,  أرض سويسرا …

حيث الطبيعة التي تناسبني , أرضها عجيبة  ,و طبيعتها غريبة ,  ساكنيها لطفاء . أكمل القراءة »

الحلقة الأخيرة : عذراً زيلامسي لقد أخطأت التطريق

NASSSS
زيلامسي , كابرون , كليمر , النمسا , أوربا , أحبابي …وداعاً

أخوتي الذين تابعوا حلقات هذا الموضوع , فجادت أيديهم بنبض قلوبهم , أو خفقت قلوبهم بترانيم أسمعها و إن عجزت صدورهم أن تبدي نبضها . أو مروا في ساحتي و استبدلوا أرضي اليباب بزهوراً تتفتح فترسل عطراً و شذاً من جميل مرورهم . أو عبروا قريباً من هنا… ثم ذهبوا …و بقي أثرهم ينشد لحناً خالدا…..أقول لهم جميعاً أودعكم و لكن …قبل الوداع أريد أن أسمعكم شكري و تقدري ..فهل تسمحون لي …

قبل الوداع
رسمت لي في هذه الحياة طريقاً ,  أن من لمحني ببصره وضعت قلبي بيده ,  و أن من مد لي يد الإخاء مددت له كل الوفاء ,  و أن من أعطاني بعض وقته أعطيته كل جهدي , و أن من ذكرني يوماً ذكرته دوماً , و أن من تمنى لي السعادة ,  أخذت له من سعادتي و أعطيته عليها من الحب زيادة . فكنت أعتقد أنني برسمي ذاك قد أحطت بالحب كله… لكن …و من خلال موضوعي هذا تعلمت أن مشاعركم أكبر من لوحتي , و أن نبضكم تعجز عن رسمها ألوان فرشتي , و أن وفاؤكم يعجز أن يحيط به بروازي , فمنكم تعلمت أن الحياة تُعلم  , و أني قد رسمت طريقاً في حياتي يسع كل الناس  , و لكن لا يسع حبكم الفياض  , فسامحوني , إن ضاق عليكم طريق حياتي  …
قبل الوداع
عندما عرضت موضوعي هذا  , وعندما فكرت بكتابة رحلتي هذه …

 

كنت أخشى أن أكتب حلقات بدون مرور , فأكون كمن يمثل مسرحية بلا حضور , ولكن كان حضوركم يدهشني و تشجعكم يفرحني …

 

فقد كنت أعتقد أنني سوف أكون حديقة بلا زهور , لا بل زهرة تقاذفتها الرياح في الصحاري  ,  فضاعت وسط القفار ,  وخدشت جمالها الأشواك  , فصارت إلى ذبول وظلال …

 

فوجدت أنكم وضعتموني في جنة كلها مروج و ورود , رغم أن زهوركم أعلى و رائحتها أزكى …

 

 

كنت أخاف أن أكون كوخ جميل في أرض مهجورة , فوجدتكم أنسي الذي يملئ علي غربتي …

في طريقي معكم , ارتحلت ,  و تنقلت ,  وقررت أن أصعد إلى درجات المعالي ,  و المزالق تحف بي من كل جانب ,  و أنا أعلم أن الوصول إلى العلا يحتاج إلى نفس صابرة , رغم ذلك لم أيأس فركبت بحر الصعاب…

فقد كان  ,  لي همة عالية تلامس السحاب ,  و عزم أكيد ينهض بنفسي للوصول إلى أعالي القمم  , كنت أرتحل و أتجول  , و نفسي تستقي علمها من تساؤلات ,  و تأملات ,  و نظرات ,  و مشاهدات ,  أجمعها في نفسي ثم أنثرها على ورقي  , فرغم ذلك أخاف أن لا يكون كل ذلك يعجبكم أو ينال بعض استحسانكم , فتذهبوا عني …فتتركوني لوحدي..

بل كان يساورني قلقل و خوف بأن يصيبكم البرود من انتظار حلقاتي , ففوجئت أنكم تنتظرونها الأيام الطوال  , حتى هيئ لي أن عازف ماهر , و ما ذلك من حسنٌ بي و لكن من كرم منكم , فلكم ألفتكم أخوتي و اعتادت نفسي على مروركم…

فكنتم القمر المضيء لصفحاتي , و أنتم من أشعل الحب في حياتي… أكمل القراءة »

الحلقة السابعة : عذراً زيلامسي لقد أخطأت الطريق

شلالات كريمل في النمسا 

 

في صبيحة هذا اليوم , كان الجو متغيراً عن سابقه من الأيام , فالسحب تغطي السماء , و الجو يميل إلى البرودة , و ينذر بيوم ممطر , فكانت مفاجأة لي أن يكون الجو بهذا الشكل , و أن يكون غائم لهذه الدرجة …

فاليوم موعدي مع شلالات كارميل , وهناك المنظر يأخذ جماله عندما تكون الأجواء مشمسة , فمع الرذاذ المتساقط من الشلالات , والأشعة الدافئة من الشمس الساطعة , تحس بجو بهيج , بل ترسم السماء أحلى لوحاتها , وهي لوحة ألوان الطيف …

رغم ذلك لم يثنيني هذا التقلب و التغير بالطقس أن أغير برنامجي ( الواحد لازم يصير عند كلمته ) , نزلت من المصعد فقابلتني عجوزي الحسناء , و بشرتها خاليه من الصفاء , و ضحكتها لامعة من الدهاء , و قلت لها قبل أن أتورط بحديث طويل معها , اليوم سوف تكون المغادرة …

و سوف أسلم الغرف هذا اليوم , نظرت إلي بحسرة ,ثم تنهدت طويلاً من الحزن , و تنهدت طويلاً أنا من الفرح . تناولت إفطاري , سلمت غرفتي . أحمل بيدي ترامس القهوة و الشاي … دفعت باب الفندق الخارجي , ثم أطلقته من يدي ,ف سمعت صوته المتأرجح خلفي , نظرت إلى الوراء وبدون سبب ,و لا أعلم لماذا أنظر دائماً إلى الوراء , و كل الوراء الذي أنظر إليه يبعث في نفسي الأحزان . استقر الباب من تأرجحه , فكأنما قلبت تلك التأرجحات صفحات ذكرياتي التي أمضيتها هنا , و مع أول خطوة خارج الفندق سقطت بعض قطرات المطر من السماء فسارعت بخطواتي نحو السيارة , فكأني خشيت أن تبلل تلك القطرات دفتر حياتي , و أن يسيل حبر أيامي , و تأخذها طرقات الحياة , حتى تصب في نهر النسيان , فأكون فاقد للحظات من عمر ي جميلة… أكمل القراءة »

الحلقة السادسة : عذراً زيلامسي لقد أخطأت الطريق

أرض الجليد في كابرون

دار سهم المؤشر إلى إتجاه الشمال في جهاز navigation ليعلن وجهتي الجديدة إلى مدينة كابرون….و تبعد كابرون عن زيلامسي ثمانية كيلوامترات…..كابرون هي المنطقة الثانية في زيارتي بعد زيلامسي…هي منطقة الجبال الثلجية و المرتفعات الجليدية…. هي محط العرب في فصل الصيف ..و وجهة الأوربيين في فصل الشتاء….وهي موطن الهوايات الشتوية لما تحتويه من مرتفعات جليدية مناسبة …

تابعت سهمي المفضل لعله يرميني بسهمٍ جديد من سهام الحب….الجهاز يحدد الأتجاه المطلوب…..نظرت إلى مؤشر الوقود فوجدته خالياً …فقررت أن أتزود بالوقود لكي أستغنم بقية اليوم من الرحلة…. نظرت إلى رفوف المحل القريب من المحطة , فتذكرت أن لبدنك عليك حق , فتزودت بوقود آخر , وقود للجسم المقبل على البرد و الثلج…..فمن المعلوم أن المناطق الباردة تحتاج إلى أجسام مشبعة….و من تابع رحلتي من أولها يعلم أنني من فصيلة البسكويتيات ثنائيات الأرجل….لأنني أفضل هذه الطريقة على أن آكل لوحدي….. لذا فقلما أذهب إلى المطاعم لآكل وجبة ….فهل يعقل أن يأكل إنسان بدون أن يشاركه أحد من الناس….لن أعيد القصة التي قصصتها عليكم في الحلقة الماضية عن الأثر النفسي للأكل في السفر لوحدي …خرجت من السوبرماركت محملاً بما لذ و طاب ..فحملت ما يسد شبعتي….من أنواع شتى من البسكويت و ما لذ و طاب من الكاكاو…و مما حسن منظره من الكيك و الحلوى…..حملتها فرحاً مسروراً كما يحمل الطفل الصغير تلك الأشياء في ليالي العيد السعيد…ركبت سيارتي ….و عيناي ترقبان من بعيد جبلاً شامخاً …..توصل إلى و تسبقه طرق متلوية ….و في أثناء اتجاهي إلى تلك المدينة حانت مني التفاته على يساري…فوجدت طائرات شراعية …في مدرج صغير….فتذكرت ما قام به بعض الأصدقاء من تجربة الطائرات الشراعية , و ما تحمله من مغامرة رائعة , وما قاموا به من رحلات فاتنة تجعلك تطلع على زيلامسي من مشهد سماوي رائع…. وو لما تذكرت ما فيها من المتعة الحقيقية …سولت لي نفسي أن أقوم بتلك التجربة ….و أن أحلق كعصفور صغير بجناحين جميلين….فارى الكون يضغر شيئاً فشيئاً , و ارى الجبال و هي تلبسقبعة بيضاء , و أشاهد البلدة كحديقة صغيرة مقسمة بمربعات خضراء منظمة , و أجد طرقات المدينة كحبال سوداء على الأرض ملقية , و أرى قطع الغيوم تزورنا لحظات وتغيب لحظات أخرى ….هذه أحلامي و آمالي عندما رأيت تلك الطائرات الشراعية…و مع آمالي وعصفوري كبرت أحلامي …..و مع تلك الهواية الشراعية عشت لحظات رومانسية…..فلما رجعت لنفسي تذكرت أنك عندما تقوم بهذه الرحلة فأنت معلق بين السماء و الأرض ….تحتك جبال الألب و جبروتها….و غابات النمسا و كثافتها, و تبرق من تحتك بحيراتها و بحارها بزرقتها وسطوع الشمس على سطحها….تذكرت حكمة الأيام التي دائماً ما أكررها في مثل هذا الموقف( يقولون خواف و لا يقولون الله يرحمه )…..و قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات ….و سقطت كل أجنحة أحلامي بلحظة صدق مع النفس…..مع تحديد موقفي أحسست بأني نفضت عن نفسي حملاً ثقيلاً عندما أحجمت عن تلك الرحلة….و أحسست أنني رميت كل همومي التي اكتنفتني عندما فكرت بالقيام بتلك الجولة…..و للحق كنت أتمنى أن أقوم بها من أجلكم….و لما تذكرت حلمكم… و كرمكم.. و عذركم لي تنازلت عن ذلك…فهل أنتم كما تذكرت …. تابعت المسير حتى وصلت إلى منطقة كابرون و إلى التلفريك بالتحديد….و كان الطريق ممتداً إلى أعلى و لم يقف عند محطة التلفريك….. فقلت : لماذا لا أكتشف تلك المنطقة التي تقبع فوق الجبال….سرت عبر الطرق الضيقة…. والتي تحاذي الجبال و تمتد من تحت جبال الألب الضخمة ….

فوصلت إلى مناطق عده ….كل منطقة هي سحر بذاتها…. كل منطقة هي الجمال بعينها ….كل منطقة تغريك عن أخواتها….لكن القلب يحب و الوقت يضيق ….فتابعت المسي , و عندما وصلت إلى منطقة في أعالي الجبال…وجدت جموعاً من السياح تتزاحم بالركوب في باصات سياحية….سألت من كان هناك في المحطة….فقال إننا نأخذكم برحلة إلى أن تصلوا إلى الجليد في أعلى الجبل بمبلغ وقدره …. أكمل القراءة »

الحلقة الأخيرة : باريسيات

باريسيات

في باريس …خرجت مبكراً جداً , و قررت أن أزور الغابة القريبة من أطراف باريس , و لا أعلم هل هي غابة فانسن أو بلونيا . خرجت و بيدي خارطة تبين الطريق الموصل إليها , فدخلت أولها و نعمت بأجوائها الرائعة , فالا تسمع إلا حفيف الأشجار , أو زقزقة الطيور , أو خرير المياه المنساب من الجداول , أو أنفاس رياضي ثائر .وضعت باريس في الجهة اليمنى , و الغابة في الجهة البسسرى , ثم تعمقت بوسطها , و بعد أن وصلت إلى قلب الغابة أحسست و كأني بوسط لعبة المتاهات , تقاطعات غريبة , و أغصان الأشجار متماسكة . و الأرض بالمياه مبتلة . فدب الخوف في صدري , و لكن يصبرني و يربط على قلبي , عندما تنعشني القطرات , و تتسلل إلى رئتي نسمات الهواء الصافية النقية , فصدقت التسمية عن هذه الغابة ” مصنع الأكسجين لباريس “…

في باريس …شققت طريقي في وسط تلك الغابة , و كانت الأرض تخفي لي تحت أوراق الأشجار المتساقطة الكثير من بقع المياه الراكدة . و لم أختر الملابس و الأحذية المناسبة لخوض تلك التجربة , فتبللت الثياب و اكتشفت تهريباً خطيراً في جلدة أحذيتي حتى تبللت جواربي . كنت أنظر لمن حولي فلا أجد مد النظر إلا أشجار متماسكة و أرضية مكتسية بالأوراق اليابسة , و سماء مظلمة , و من تحتها سحب كثيفة , و يخيل إلي أن هناك شيء ما سوف يخرج لي من بين تلك الأشجار . أو هكذا أتوهم , أو رسمها عقلي , أو نسجتها أفكار الخوف التي أملاها علي عقلي .

في باريس …تعتبر تلك الغابة ملاذاً للمجرمين و اللصوص في العصور الغابرة , أو قطاع الطرق أو الهاربين من الأحكام في العصور الفائتة , فكان فكري يقول كيف سأنجوا منهم ؟ و هل سوف يصدقون أنني قدمت من أطراف نجد لأخوض مثل هذه المغامرة , مغامر سماع أصوات الطيور المهاجرة , أو هل تعتقدوا أنهم سوف يصدقون أنني استيقظت من الفجر في هذا الشتاء القارس من أجل عيون أخوة لي ينتظرون من تقريراً مفصلاً عن غابات باريس القريبة . و لكن قطع علي حبل أفكاري أن بان نور من بعيد , فكأنه يلوح لي بالنجاة , فآثرت ترك المغامرة لمن هم أهلُ لذلك و آثرت السلامة .

في باريس …” لا تحمل هم الأناقة بزيادة ” , فأهل باريس تبدوا منهم الأناقة بدون تكلف , و يظهرون بأشكالهم الطبيعية , بل إن اهتمامهم بملبسهم يقل عنا , و لكن يجملهم ما وهبهم الله من جمال المظهر , فأصبح أي لبس يظهرهم بمظهرٍ رائع . أما نحن فنشتري أغلى الملبوسات , و نختارها بعد تدقيق و تمحيص , ثم نقارن بينها و ننسقها , و نتفاجأ أنه لا تعجبنا بعد أن نلبسها , و نلوم كل من حلونا ’ و لا نعلم أن العيب ليس فيها , بل إننا نحن لم نخلق لها . فرأيي ..أن تكون بسيطاً …و لكن لا يفهم من كلامي أنني أدعو أن يكون المرء مهملاً لمنظره , رثاً في ملبسه , بل الوسطية هي النجاة , و الاعتدال هو المطلب , و الاختيار المتناسب و بغض النظر عن السعر هو من سوف يزيد من جمال منظرك . أكمل القراءة »